لا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعه .. فسوف تخرج منها و أنت أكثر تماسكا وقوة

الصعب90

عضو جديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


«وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)» (سورة إبراهيم). ذلةٌ ما بعدها ذلة، تنتظر الظالمين يوم القيامة، وخوف ما بعده خوف! فرب العالمين سبحانه وتعالى يأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهانا عن الفحشاء والمنكر، وعن البغي كذلك!
والآيتان الواردتان أعلاه تصفان حال الظالمين يوم القيامة، فالظالمون «يظنون» أن رب هذا الكون غافل عنهم، بسبب حالة إتاحة الفرصة تلو الفرصة أمام الظالم لعله يتراجع ذاتياً عن ظلمه فيكسب بعض الثواب الإلهي الذي يعينه على أهوال ذلك اليوم، فيظن الظالم، لجهله، أن الله قد ترك له المجال للاستمرار في ممارسة الظلم، وللتمادي في ممارسته!
اللجنة المركزية للبدون، وأطراف وأفراد آخرون، مارسوا أشكالاً غير مقبولة من ظلم البدون لمدة زمنية طويلة، وماطلت مماطلة الظانّ أن الله غافل عن أفعالها، وحقيقةً كانت أفعالهم وتصرفاتهم تصرفات من تسبب في أن يساهم في تشويه سمعة دولة الكويت أمام العالم الخارجي، أو هكذا حصل عملياً بسبب تماديهم في الظلم، وتلك مصيبة على المستوى الوطني، كما أن أفعالهم التي ظلموا فيها خلق رب العالمين تعد تهمة لهم أمام خالقهم يوم القيامة، وإن كانت النقطة الأخيرة ليست مهمة جدا حسب طريقة تفكيرهم التي لا ترى أبعد من لحظة توقف نبضات قلب الإنسان!
وفي جوف هذا الليل الطويل، ولكل ليل فجر يبدده، جاءت كلمات حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، والتي نقلها عن سموه النائب الفاضل د. يوسف الزلزلة بخصوص رغبة سموه في تمرير حقوق البدون، حيث يأتي ذلك في غمرة أعياد الكويت الوطنية، تلك الأعياد التي جاءت مختلفة هذا العام بشكل جذري، حيث تنوعت هدايا حضرة صاحب السمو أمير البلاد ما بين هديته الكبرى للكويتيين التي أكد عليها سموه خلال خطاب ليلة عيد الاستقلال عندما جدد فيها سموه، كعادته، التأكيد على احترام سموه للمضامين المنصوص عليها في دستور الكويت، وأكد سموه كذلك أهمية احترام القانون، فالقانون هو الطريقة المثلى لفض أي خلاف سياسي أو حتى شخصي بين أي طرفين مختلفين، بالإضافة إلى هدايا سموه المالية والعينية للكويتيين التي جاءت تعبيرا عن حب سموه لشعبه، وهو حب متبادل كما رأى ويرى الجميع.
ثم جاءت هدية سموه للمقيمين، التي كانت عبارة عن عفو عام عن مخالفي الإقامة، مما يُعَد تسامحا كريما عن أموال مستحقة للحكومة على أولئك المخالفين للقانون، فكانت الفرحة لهذه الفئة الموجودة في البلاد.
كما جاءت كلمة سموه التي شكلت «غطاءً وحماية أميرية مباشرة» لحقوق البدون، تلك التي نقلها عن سموه د. الزلزلة، وبذلك، فإن أي طرف داخل البلاد، مهما كانت رؤيته سلبية لأولئك الأفراد المظلومين من البدون، فإنه لن يتمكن من تجاوز حدوده عبر الاستمرار في ظلم البدون عبر منعهم من ممارسة حياتهم وفقا للحقوق التي يجب أن يتمتع بها الإنسان الموجود على هذه الأرض التي لم يمارس أجدادنا الظلم فيها.
فالمطلوب، الآن، من مجلس الأمة هو تمرير القانون الذي يعطي الحقوق المدنية والقانونية والاجتماعية للبدون، والذي أشارت «الدار» في عددها ليوم 28/2 إلى نقاطه الجوهرية، في مداولتيه الأولى والثانية معًا، وذلك في جلسة يوم 8/3 نفسه، فالقضية واضحة وجاهزة ووافق عليها سمو الأمير، ولا ينقصها سوى «توقيع وختم»! فهل مِن مجيب؟ هل من وطني يحب استقرار الكويت؟ هل من خائف من مرحلة ما بعد الموت؟​
 

Alfalodh

عضو فعال
ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء
 
أعلى