أيها السادة : نعلن الإحتضار

أكاديمي

عضو مميز
أيها السادة نعلن الاحتضار


أبها السادة قد نشئنا في بيئة صحيحة المعاني ، جميلة المباني . لها وجهان مترادفان . أحدهما رباني والآخر إنساني . جملها الوجه الرباني بصحة المعاني لتتغير كنيتها من كوت لكويت ، من فقر لغنى ، من ذل وهوان لأنفة وعزة ، ومن شلل لخطوة فمسير . وجملها الوجه الإنساني باستصلاح الأراضي وإقامة المباني . وهكذا ترعرعنا لا نهاب بعطيتنا من فقر ، ولا نحتسب بمساعدة الآخرين سوى من الله الأجر . فكنا ننتشل الغريق ، ونميط الأذى عن الطريق .حتى أصبحنا للضعيف نعم الصاحب والصديق . فأطلقوا علينا كنية وافين العطية لشدة كرمنا وجودنا على غيرنا. فلم يعجب ذلك الجاثم الظالم الغانم لكل خطيئة ، والتارك لكل حسنة عفيفة . الذي شاء لنفسه العز والشهرة ولم يشأ لنا سوى الذل والحسرة . فدس علينا دسيسة امرأة خبيثة تدعي أنها بريئة مسكينة أوشك الموت أن يطبق عليها وأولادها إن لم نسعى لإنقاذها . فهممنا لإنقاذها بمالنا ، متناسين بأن مالنا قد فنا ...... فتساءلنا : مالنا قد ذهب في مساعدة الآخرين من الفقراء والمساكين والسائلين . فكل نحل معضلة المدعية ؟ فينما نحن جالسين نفكر بيننا وبين أنفسنا . ما هو يا ترى الحل ؟ ومن ذا الذي سيساعدنا على فك أزمة المدعية ؟ فإذا بالظالم الجاثم يدخل فيسلم بأحسن سلام ويتكلم بأطرف مقال ويبتسم أبرئ ابتسامه . فقال لنا : ما بالكم مهمومين يا وافين العطية ؟ ولم أنتم جهمين غير فرحين ؟ فعللنا حالنا بذكر المدعية بأنها سبب حزننا وآلامنا وأننا لا نستطيع التخلي عنها . فقال لنا : سأعطيكم ما يفك ضائقتك وينهي أتراحكم . شريطة أن توقعوا لي إقرار دين بفائدة ثابتة . لحفظ حقي لديكم. فما كان منا إلا الموافقة . لنسقط بشركه وخبث نفسه وجور عقده . فقد وقعنا دون قراءة أو مماطلة . لعلمنا أنه ونحن معه نخضع للقانون حيث العدالة . ولكن للأسف فقد كنا واهمين حيث تآمر علينا هو والقانون . فقد قاموا بتوقيعنا على فائدة متذبذبة ، فأتاح له القانون برفعها تارة تلو الأخرى حتى أوشك القسط بان يصل لقوت يومنا وحليب أطفالنا . فما كان منا نحن الذين اعتدنا على مساعدة الآخرين . والآن لا نستطيع توفير الحليب للأطفال المساكين . إلا أن نقلد الفقراء اليمنيين باللجوء للقات الذي من أكله لعقله فات ليعلن عن قرب الممات .
لنندرج ضمن أمم سابقة تحت عنوان تاريخي يساعد من شاء معرفة ما مر بحقبتنا وما حل بنا جراء تواطؤ القانون الوضعي مع الجاثم الظالم ضدنا . فأصبح عنواننا :

قات ... فات .... مات .
 

iooi

عضو
sea_storm_3d_screensaver_big.jpg



لقد اسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لاحياة لمن تنادي
 
أعلى