سلسلة ( هل ) : هل سبق الإسلام القوانين الدولية في تشريع حقوق اللاجئين ؟
سلسلة ( هل ) : هل سبق الإسلام القوانين الدولية في تشريع حقوق اللاجئين ؟
السلام عليكم
الموضوعات الخاصة بتأثير التشريعات الإسلامية على القوانين الدولية كثيرة ومتنوعة وإن شاء الله نأتي عليها تباعا , وقد أحببت أن أبدأ بموضوع جميل وهو سبق التشريعات الإسلامية لأحكام اللاجئين في القانون الدولي وأسبابي في ذلك متعددة أهمها في رأيي هو :
الأول : أن معاملة اللاجئ دليل حي على رحمة التشريع والذي بات يبحث غالب الناس في الشرق والغرب عن تفاصيله ودقائقه , فمعاملة اللاجئ الضعيف الهارب بخوفه من بطش أو إرهاب أو غيره , لتظهر صدق معدن الثقافة والحضارة التي يسير عليها هذا الآخر , وعدم التفريق في معاملته لأي معايير من دين أو جنسية أو فكر أو غيره ليدل مرة أخرى على صحة التشريع أما لا ...
الثاني : أن أكثر اللاجئين اليوم هم من المسلمين أنفسهم , الذين تركوا ديارهم إما هربا أو طلبا للحياة الأفضل في ديار غير إسلامية مثل أوروبا وأمريكا , ومعاملة المسلمين هناك طبقا للقانون الدولي يرتد علينا بأسئلة هامة مفادها ما هو موقف الإسلام من معاملة اللاجئ ؟ , وهل سبقنا الغرب إلى سن تشريعات رحيمة بهؤلاء أم الإسلام سبق بهذا واضاء الدنيا بمثل هذه التشريعات الرقيقة الرحيمة والتنظيمية بحيث لم يعد لاجئ يخاف على نفسه إذا أقبل على الدول الإسلامية فارا بنفسه أو بأسرته ؟ هذه أسئلة هامة جدا
ولهذا قال أنطونيو جوتيرس المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ((لقد شكلت التقاليد والأعراف العربية منذ أمدٍ بعيد الأساس الراسخ لحماية بني البشر والمحافظة على كرامتهم. وما استخدام مفردات مثل الإجارة والاستجارة والإيواء وغيرها الا تعبيرا واضحا عن فكرة الحماية التي هي اليوم في صميم ولاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين, وجاءت الشريعة الإسلامية لتكرس مبادئ إنسانية للأخوّة والمساواة والتسامح بين البشر. إن إغاثة الملهوف وإجارة المحتاج وحمايته وإيوائه ومنحه الأمان دون الرجوع عنه حتى لمن كان من الأعداء هي من ضمن الشرائع الإسلاميةالتي سبقت بقرون عديدة القوانين والمواثيق الدولية الحديثة لحقوق الإنسان ومنها حق اللجوء وعدم جواز إرجاع اللاجئ وذلك حفاظا على سلامته وتحاشيا لتعريضه للاضطهاد أو القتل ))
(( لقد تناولت الشريعة الإسلامية مسألة اللجوء بتفصيل ووضوح تامين، كل أمان وكرامة ورعاية، كما حدد المجتمع » المُستأمن « وكفلت لطالب اللجوء الإسلامي الأصول الواجب اتباعها في الاستجابة لطلبات اللجوء. فكان رد محرما شرعا على نحو واضح. وما هو معروف اليوم باسم مبدأ » المستأمن « إنما يمثل نفس المبدأ وحجر الأساس للقانون الدولي للجوء ))
وفي موضع آخر يقول ما نصه (( وفي هذه الدراسة المعمقة، تمكن المؤلف من تفصيل الشريعة الإسلامية والتقاليد العربية، بما في ذلك المعايير و القواعد السلوكية التي تشكل مرجعية للإطار القانوني الذي تدير به المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملها))
وفي موضع آخر يقول (( ... وهذه بالإضافة إحترام حقوق الإنسان الأساسية هي المبادئ التي شرحها الكتاب بالتفصيل و برهن أنا تشكل ركيزة لكثير من القوانين الدولية التي
تحكم العمل الإنساني )) انتهى
وهذا الكلام الجيد المنصف عن سبق الإسلام للتشريعات القانونية الدولية لحقوق اللجوء من المفوض السامي , ليوضحه الكاتب في كتابه , وهو كتاب جيد جدا للدكتور أحمد ابو الوفا رئيس قسم القانون الدولي العام بكلية الحقوق جامعة القاهرة , وقد صنف هذا الكتاب نيابة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. وقد صرح المفوض السامي بهذه الكلمات وهو يقدر لهذا الكتاب في صفحاته الأولى مبديا إعجابه بسبق التشريع الإسلامي للكثير من القوانين والتشريعات الدولية الخاصة بهذا الشأن وكونها كانت الركيزة التي انطلق منها القانون الدولي أو يعتمد عليها . وفي الحقيقة قد برهن الكاتب على توسع الإسلام وشريعته في هذا الباب على القانون الدولي فضلا عن سبقه للدنيا بوضع هذه القوانين التي توصل إلى بعضها البشر بعد مئات السنين من ظهور نور الإسلام على الأرض.
يتبع إن شاء الله
..
السلام عليكم
الموضوعات الخاصة بتأثير التشريعات الإسلامية على القوانين الدولية كثيرة ومتنوعة وإن شاء الله نأتي عليها تباعا , وقد أحببت أن أبدأ بموضوع جميل وهو سبق التشريعات الإسلامية لأحكام اللاجئين في القانون الدولي وأسبابي في ذلك متعددة أهمها في رأيي هو :
الأول : أن معاملة اللاجئ دليل حي على رحمة التشريع والذي بات يبحث غالب الناس في الشرق والغرب عن تفاصيله ودقائقه , فمعاملة اللاجئ الضعيف الهارب بخوفه من بطش أو إرهاب أو غيره , لتظهر صدق معدن الثقافة والحضارة التي يسير عليها هذا الآخر , وعدم التفريق في معاملته لأي معايير من دين أو جنسية أو فكر أو غيره ليدل مرة أخرى على صحة التشريع أما لا ...
الثاني : أن أكثر اللاجئين اليوم هم من المسلمين أنفسهم , الذين تركوا ديارهم إما هربا أو طلبا للحياة الأفضل في ديار غير إسلامية مثل أوروبا وأمريكا , ومعاملة المسلمين هناك طبقا للقانون الدولي يرتد علينا بأسئلة هامة مفادها ما هو موقف الإسلام من معاملة اللاجئ ؟ , وهل سبقنا الغرب إلى سن تشريعات رحيمة بهؤلاء أم الإسلام سبق بهذا واضاء الدنيا بمثل هذه التشريعات الرقيقة الرحيمة والتنظيمية بحيث لم يعد لاجئ يخاف على نفسه إذا أقبل على الدول الإسلامية فارا بنفسه أو بأسرته ؟ هذه أسئلة هامة جدا
ولهذا قال أنطونيو جوتيرس المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ((لقد شكلت التقاليد والأعراف العربية منذ أمدٍ بعيد الأساس الراسخ لحماية بني البشر والمحافظة على كرامتهم. وما استخدام مفردات مثل الإجارة والاستجارة والإيواء وغيرها الا تعبيرا واضحا عن فكرة الحماية التي هي اليوم في صميم ولاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين, وجاءت الشريعة الإسلامية لتكرس مبادئ إنسانية للأخوّة والمساواة والتسامح بين البشر. إن إغاثة الملهوف وإجارة المحتاج وحمايته وإيوائه ومنحه الأمان دون الرجوع عنه حتى لمن كان من الأعداء هي من ضمن الشرائع الإسلاميةالتي سبقت بقرون عديدة القوانين والمواثيق الدولية الحديثة لحقوق الإنسان ومنها حق اللجوء وعدم جواز إرجاع اللاجئ وذلك حفاظا على سلامته وتحاشيا لتعريضه للاضطهاد أو القتل ))
(( لقد تناولت الشريعة الإسلامية مسألة اللجوء بتفصيل ووضوح تامين، كل أمان وكرامة ورعاية، كما حدد المجتمع » المُستأمن « وكفلت لطالب اللجوء الإسلامي الأصول الواجب اتباعها في الاستجابة لطلبات اللجوء. فكان رد محرما شرعا على نحو واضح. وما هو معروف اليوم باسم مبدأ » المستأمن « إنما يمثل نفس المبدأ وحجر الأساس للقانون الدولي للجوء ))
وفي موضع آخر يقول ما نصه (( وفي هذه الدراسة المعمقة، تمكن المؤلف من تفصيل الشريعة الإسلامية والتقاليد العربية، بما في ذلك المعايير و القواعد السلوكية التي تشكل مرجعية للإطار القانوني الذي تدير به المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملها))
وفي موضع آخر يقول (( ... وهذه بالإضافة إحترام حقوق الإنسان الأساسية هي المبادئ التي شرحها الكتاب بالتفصيل و برهن أنا تشكل ركيزة لكثير من القوانين الدولية التي
تحكم العمل الإنساني )) انتهى
وهذا الكلام الجيد المنصف عن سبق الإسلام للتشريعات القانونية الدولية لحقوق اللجوء من المفوض السامي , ليوضحه الكاتب في كتابه , وهو كتاب جيد جدا للدكتور أحمد ابو الوفا رئيس قسم القانون الدولي العام بكلية الحقوق جامعة القاهرة , وقد صنف هذا الكتاب نيابة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. وقد صرح المفوض السامي بهذه الكلمات وهو يقدر لهذا الكتاب في صفحاته الأولى مبديا إعجابه بسبق التشريع الإسلامي للكثير من القوانين والتشريعات الدولية الخاصة بهذا الشأن وكونها كانت الركيزة التي انطلق منها القانون الدولي أو يعتمد عليها . وفي الحقيقة قد برهن الكاتب على توسع الإسلام وشريعته في هذا الباب على القانون الدولي فضلا عن سبقه للدنيا بوضع هذه القوانين التي توصل إلى بعضها البشر بعد مئات السنين من ظهور نور الإسلام على الأرض.
يتبع إن شاء الله
..