هل للفتور العربي الغربي سبب ..؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم ..


لا تخفى على أحد تلك المصالح التي تجنيها دول الغرب و الشرق من المنطقة العربية الثرية بكل الثروات الطبيعية , فقد كنا و مازلنا عبارة عن بقرة حلوب ؛ لا شك أن هناك فروق بيننا و بين البقر ؛ فالبقرة تستفيد من سيدها الرعاية الجيدة و الأكل الطيب و من ثم تفيد سيدها بتقديم أجود أنواع الحليب .. بينما نحن نُفيد و لا يمكن أن نستفيد , نعطي و لا نأخذ .. فيا له من عار لو أننا أعطينا الغرب ما نملكه من نفط و من ثم طالبناه بما يملك ..!!

ولا ينقصنا – معشر العرب – أي شيء عن تلك الدول الفقيرة – بالنسبة لنا – المصنعة لكل أنواع التكنلوجيا ؛ إلا أن القيادات في تلك الدول يتم اختيارها شعبياً على أساس الكفاءة فقط بينما نحن يتقدمنا من كان سيف جد جدة أعتا و أقوى من سيوف أجدادنا ..

لا يشك عاقل بأن سبب ضعفنا و طمع و بطش دول العالم بنا هو أنظمتنا – وسّـع الله سرها – التي أضحت دمية في يد تلك الدول تقلبها كيفما تشاء , بل إن بعض الأنظمة كانت تلبي أماني الأعداء قبل أن يرتد إليهم طرفهم ؛ وخير دليلٍ على ذلك ما كان يفعله النظام المصري البائس الملعون بشعب غزة المحاصر ..

إن الثورات العربية الأخيرة التي فاجأت الكثيرين جعلت الجميع في حالة ذهول و اضطراب , لا يعرف أحد كيف يصنع ؛ فرأينا التذبذب في مواقف الدول الغربية , و رأينا الخوف في وجوه الأنظمة العربية الإستبدادية , و رأينا الخوف و الوجل في بعض الوجوه الدينيه ..

أعتقد أن أكثر المتضررين من الثورات العربية – بعد الأنظمة الإستبدادية - هم الدول الغربية بوجه خاص و الدول المستفيدة بوجه عام, التي كانت دولنا تفتح أرجلها لهم بكل رضا و خشوع , فبسقوط الحلفاء و الأصدقاء العرب لا يُعلم كيف ستكون إدارة الشعب العربي المتحرر لأرضه ؛ فهل سيستعمل ذلك الشعب الأسلحة الفتّاكه التي يملكها في أي مواجهه قادمة مثل قطع امدادات النفط و الغاز على العالم , أو أنه سيلغي اتفاقيات ( الإنبطاح ) التي جعلت القواعد الغربية في جميع تلك الدول .. إلخ ؟؟!

لقد رأينا عدم الإكتراث الغربي في بداية الثورات العربية و كان ذلك في تونس , و لكن بعد أن امتدت العدوى إلى الدول التي تقوم مصالح الغرب بها رأينا حالة الإستنفار و التحركات السريعه لإحتواء الموقف , فقد كانوا يطالبون مصر بالإصلاحات السياسية و هم يعلمون عليم اليقين بأن ذلك النظام البائس لم يصل لسدة الحكم إلا عن طريق التزوير, كما أن مطالب الشعب لا تنصب على الإصلاح بل على الرحيل, و بعد أن اشتدت المظاهرات و ( صمل ) الشعب المصري رأينا الغرب يطالب على استحياء برحيل مبارك (( بعد )) أن يُعلن الجيش تمسكه المطلق باتفاقيات العار الموقعة مع اسرائيل , و كان لهم ما أرادوا !!!

و من ثم رأينا ما حدث و يحدث في ربوع ليبيا , صحيح أن الغرب قد أعلن تأييده للثوار , و لكن ذلك كان بعد أن رأي الإصرار و القتال العنيف منهم لنظام القذافي , كما أن حلف النيتو يستطيع عمل تغطية جوية مستمرة للثوار حتى يتمكن الثوار من القضاء على القذافي في عرينه و لكن الحلف لم يفعل .. و إننا رأينا سكوتهم الرهيب عما حدث في البحرين الرائعة بعد تدخل قوى أجنبية ؛ ما كان ليسكت عنها لو أنها من دول الكذب المسماة بدول الممانعة .. و إننا نرى موقفهم البارد من اليمن ..

بناءً على ذلك , يبقى السؤال .. هل لفتور الموقف الغربي من الثورات العربية سبب ؟؟


أعتقد أن السبب في ذلك الفتور هو لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الأنظمة الإستبدادية العميلة , وذلك يكون بإطالت الثورات التي اتقدت نارها فعلاً كما يحدث في ليبيا على سبيل المثال , و ذلك حتى يتسنى للأنظمه الأخرى أن تعيد ترتيب أوراقها و تحقن شعوبها معتمده على مهاراتها بابرة ( بنج ) ..

فلا أشك اطلاقاً بقدرات مجلس الأمن بأن ينهي الثوراة الليبية أو السورية أو اليمنية أو البحرينيه سابقاً لصالح الثوار .. و لكنه لم يماطل إلا لاخماد النار التي اتقدت بصدر كل عربي أصيل و اعطاء الوقت للأنظمه حتى ترتب أوراقها و تقوم بالاصلاحات التي يمكن أن تُسكت الشعب .. مؤقتاً ..

تحياتي ..
 
أعلى