ابان فترة استجواب البحرين، ذكرت للإخوة من باب تغليب الموضوعية وفي موضوع مستقل - اضغط - ان هذا الاستجواب ليس بحجة على كتلة العمل الوطني لكونه يخالف مبادئهم المعلنة ورفضه حق صريح من حقوقهم. و وجهت سؤال إلى مؤيدي بقية نواب المعارضة هل قيام اسيل العوضي باستجواب رئيس الوزراء لتأخر الحكومة في بناء دار للاوبرا او منع نصر حامد أبو زيد سيجعل من محمد هايف ووليد الطبطبائي يقفون معها ؟
ما استجد اليوم هو مشابه للأمس، فاليوم اصدر التحالف الوطني بيانا يطالب فيه بمرسوم ضرورة يلغي تشريع مجلس الأمة في قضية منع التعليم المشترك!!، بعيدا عن الموقف الدستوري من القضية وبعيدا عن آرائنا الشخصية إلا ان طرح مثل هذه الأمور يعيد إلى الأذهان ازمة قانون املاك الدولة في مجلس 2006 وهو القانون الذي استطاعت الحكومة من خلاله تفكيك تكتل الكتل والذي برز فيه صراع الأحمدين - السعدون وباقر - بشكل واضح فهل ستعيد الحكومة الكره باستغلال المواضيع المختلف فيها بين نواب المعارضة لحين موعد استجواب الشعبي المرتقب و تعمل وفق منطقها المعتاد : فرق تسد لتصل إلى بر الأمان؟
* * *
اليوم وبعيدا عن مبادئنا الموافقة او المخالفة لقضية التعليم المشترك، إلا ان طرح هذا الموضوع و بهذه الصورة هو خلق ازمة مرتقبة ما بين التيار الليبرالي والتيار الاسلامي، وهو فعل غير مبرر ولا وجود اي دواع له فسبق وان فشل نواب التحالف الوطني في الغاء او تعديل القانون خلال المجلس السابق، مع ضرورة الاشارة انني لا اجد شيء في اعلان التحالف الوطني رغبتهم في الغاء القانون فهو أمر معروف وهي قناعاتهم وآرائهم المعلنة، لكن ارى ان طرحه بهذه الصورة وفي هذا التوقيت وتجاهل العوامل الاخرى امر مثير للريبة، فالبيان اليوم وفق صيغته الحالية كلمة حق اريد بها باطل، فقد جعل البيان التعليم المشترك الوسيلة الاولى للرقي بتعليم شباب وشابات الكويت وتجاهل ان الغاء القانون لن يجعل جامعة الكويت قادره على استيعاب الطلبة امر غريب!، فالقدرة الاستيعابية للمباني الجامعية والشعب الدراسية لا علاقة لها بجنس الطلبة الجالسين امام الدكتور في الفصل فقد بلغت طاقتها القصوى اساسا بزياة اعداد خريجي الثانوية سنويا و تواجد ما يفوق الثلاثين الف طالب في كليات كيفان الخالدية الجابرية والشويخ !
بيان التحالف تجاهل بصورة كبيرة دور الحكومة وكأنه استهدف الشارع السياسي ليتكسب من موقفه حول هذه القضية وأشار باستحياء إلى قصور السلطة التنفيذية في جامعة الشدادية متناسيا ان الحكومة ذاتها مسائلة على هذا القصور المعتاد منها، وانها تحارب التعليم العالي قبل اقرار هذا القانون المختلف عليه عبر الشروط الاعجازية التي يضعها التعليم العالي في وجه خريجي الثانوية وخريجي الجامعة لإكمال دراستهم العليا، و متناسيا قلة الدعم والانفاق الحكومي على التعليم العالي في ظل وجود ميزانية مليارية لوزارة التربية ذهبت في جلها لأعمال إنشائية بعقود مليونية لا يخفى عليكم من استفاد منها بدلا من توجيهها لشباب وشابات الكويت ممن ذكروا في البيان، ومتناسيا دور الحكومة في إنشاء جامعات خاصة أخرى ودور الحكومة في ضرورة رفع سقف البعثات الداخلية لمستوفي الشروط مع اجبار الحالية على خفض رسومها الإعجازية - تكلف الدراسة في الجامعة الخاصة في الكويت ما يجاوز 20 الف دينار! - حتى يستطيع من لا يحق له الانضمام للبعثة الداخلية اكمال دراسته العليا من ماله الخاص.
البيان الذي خرج اليوم تجاهل قضية طالبات الطب و تجاهل العديد من الإشارات الدالة ان المشكلة اكبر من تعليم مشترك وتعليم منفصل، كما ان البيان جعل من هذه القضية احد اهم محاور تطوير التعليم وهو تضخيم مبالغ فيه بتجاهل محزن لحال التعليم اليوم وبخلق جبهة حرب مع بقية المعارضين! فالبيان لم يطرح اي حل واقعي يرضي الجميع للخروج من الازمة و لم يوجه نواب التحالف لرفع نبره المسائلة للوزير المليفي الذي حول الوزارة لمقر انتخابي ولم يدعو لحل مشكلة 3000 شاب وشابه ربما يتم تحويلهم إلى المعاهد التطبيقية لنيل درجة الدبلوم بدلا من البكالوريوس وهي المشكلة الحقيقية ولم يتطرق لحملة الشهادات العليا ممن ترفض الجامعة الاستعانة بهم و لم يشر إلى أي حل سريع وممكن كزيادة عدد الشعب الدراسية ومد فترة الدوام الجامعي ولم يتطرق لضرورة معالجة المباني الجامعية المتهالكة حاليا مابين جبرة جينكو و بنيان مهترئ !
ختاما لا اجد امامي سوى طرح هذا التساؤل: هل خروج بيان اليوم و مانشيت جريدة الجريدة ومقالة عبدالمحسن جمعة - اضغط - حملة اعلامية متعمدة أم مجرد صدفة ؟ هل هي ردة تحالفية على الهجوم السابق بعد تعيين المضف وتحويل الشارع لقضية اخرى غير صفقات الحكومة ؟ ام هي اكبر من ذلك بكونها عمل مترجم يخلق فجوة متبوعة بطلاق بائن بين اركان المعارضة تتبعه زواج حكومي و موالاة مطلقة ؟
اتمنى ان لا يكون طرح موضوع التعليم المشترك بهذه الصيغة وعبر هذه الحملة الاعلامية و بعد سلسلة من التصريحات النارية من مرزوق الغانم و التصريحات الدفاعية من صالح الملا تجاه اطراف داخل المعارضة عملية استباقية لخلق خط رجعة مانع لأي تعاون قادم بين نواب المعارضة، اي خط فاصل بين المعارضة التأزيمية حسب تسميتهم و المعارضة العقلانية التي ابتدعت، لترقيع الموقف القادم من الاستحقاقات السياسية القادمة.
* * *
تنبيه:النقاش حول تفرغ نواب المعارضة لأمور تفرق لا تشمل صفوف المعارضين، بعيدا عن ارائكم حول قضية التعليم المشترك، وبعيدا عن الضرب المتعصب المعتاد يرجى تبادل وجهات النظر بصورة محترمة.
يجب الإشارة إلى ان ما وقع فيه التحالف اليوم قد يقع فيه اي نائب بالغد، فلكل نائب حقه في طرح ما يريد لكنني هنا انتقد التوقيت فقط ، قد يقوم التكتل الشعبي بخلق ازمة مماثلة يخالفه فيها بقية النواب المحسوبين على المعارضة او تقوم التنمية والاصلاح بهذا عبر استجواب مماثل لاستجواب الفالي فيرجى من الجميع النقاش بعقلانية وموضوعية بعيدا عن شخصنه الآراء السياسية.