من هنا وهناك - المختار من رسائل المجموعات البريدية

من هنا وهناك
المختار من رسائل المجموعات البريدية


كنا قد نشرنا في بعض المنتديات مختارات من رسائل" مجموعة طالب عوض الله البريدية " و " رسائل مجموعة أحباب الله البريدية " المختارة، وقد اقترح علينا أحد الأخوة مشكورا أن نفرد للرسائل المختارة بابا ينشر فيه كل ما نختار من الرسائل، وقد رأينا وجاهة وجهة نظره، فنبتدأ بنشر كافة المختارات في هذا الباب، راجيا من الأخوة في هيئة الاشراف تثبيت هذا الموضوع ضمن المكان المخصص وبارك الله فيكم. وقد تم اختيار رسالة الأستاذ راغب شعبان أبو شامه ( ومن أعرض عن ذكري ) وسنقوم تباعا بمشيئة الله تعالى باختيار المواضيع الهامة في رسائل المجموعة، علماً بأن الرسائل تنشر في مجموعة طالب عوض الله البريدية وفي مجموعة أحباب الله البريدية

 
ومن أعرض عن ذكري

بقلم : الأستاذ راغب شعبان أبو شامه


الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي وهب لنا من لدنه رحمة وجعلنا من حملة رسالته وهديه للعالمين أجمعين ، الحمد لله الذي ثبّتنا على طاعته وأعاننا على نبذ عصاته ومعصيته، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ، سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، حمل الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح للأمة، وعلى آله وصحابته الأبرار الأطهار الأخيار ، الذين بذلوا المهج والأرواح لإظهار هذا الدين وأهله وإعزاز هذا الدين وأهله ، وماتوا وهم على ذلك ، لربهم طائعون ، ولدينه ورسالته مبلغون ، ولشرعه مطبقون، وتقبل ربّي أعمال من سار على نهجهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدّين ، ومكنهم مما مكنت به عبدك ونبيك في الأرض ، واجعلهم خير خلف لخير سلف،، فسبحانك ربي لا إله إلا أنت ،،، يا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم إن جعلكم أمة القران الذي أنزله الله تعالى مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه من رسله ليبينه لامته الذين اصطفاهم من الأمم أن كتابكم أعظم الكتب وان رسولكم أفضل الرسل وان دينكم أقوم الأديان وإنكم خير أمة أخرجت للناس فاشكروا الله على هذه النعمة واعرفوا قدرها وقوموا بواجبها فان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وإنّ من نعمة الله عليكم أن انزل هذا القران الكريم على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم ليبين للناس منزل عليهم ولعلهم يتفكرون ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِه )ِ ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فيه تبيان لكل شئ وموعظة وشفاء لما في الصدور و مصدق لما بين يديه من الكتب ومهيمن عليه، وقال عز وجل فيه: ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود والأشبه انه موقوف على ابن مسعود ( إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القران حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب و لا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الترداد ) أيها المسلمون إن هذا القران مجدكم انه مجد هذه الأمة وعزها وكرامتها وسعادتها في الدنيا والآخرة من طلب المجد بغيره خذل ومن طلب العزة بغيره ذل ومن طلب الكرامة بدونه أهين ومن طلب السعادة بسواه شقي إن هذا لهو الحق واستمعوا إلى قول الله عز وجل: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ جاء في تفسير ابن كثير: ومن أعرض عن ذكري" أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال: الشقاء. وما حال المسلمين الذي هم عليه منذ أن غّيّبت أحكام الله تبارك وتعالى إلا دليلا على أن المسلمين لا فلاح ولا نجاح ولا عزّة ولا كرامة لهم في دينهم ولا دنياهم إلا جعلوا دين الله وأحكامه نبراسا لهم في كل فعل أو قول، فالناس كانوا في ذلة فأعزّهم الله بدينه، فما أن تركوه واحتكموا إلي غيره أذلهم ربّ العزّة والجبروت، ورحم الله سيّد قطب حيث قال: (من ترك شيئا من أمور الشرع أحوجه الله إليه).فقد تركنا ما فيه الأمان فعشنا في خوف، وتركنا ما فيه الطمأنينة فعشنا في قلق واضطراب عظيمين، وتركنا ما فيه العزّة فصرنا في ذيل القافلة يسودنا عّبّاد البقر الحجر والشجر ويقودنا الأراذل من الناس . فتلك قاهرة المعزّ لا أمن ولا أمان، كثر فيها الفقر والحرمان وملاحقة أهل الشهادتين، وتلك الشيشان تُهتك الأعراض فيها وتراق الدماء، وفي كوسوفا وكشمير والصين يّسام المسلمون كلّ أنواع الشقاء والعذاب.. وهاهي فلسطين قبل من قبل من أهلها حلول الخنوع واتفاقيات الذلة والمهانة فكان حالنا فيها كما نعلم ونرى: ذلّ ومهانة وتضييع للكرامة بعد التنازل والتفريط في جلّها لبني يهود وعندما يحتار المسلمون فيها ويسيروا على غير هدى وبصيرة تراهم يلتمسون الحلول لقضاياهم عند أصحاب الشرعة الدولية ومجلس أمنهم، فهل نسيتم أم تناسيتم أن من تبتغون الحلول عندهم هم ذاتهم من قتلوا وهتكوا وأهانوا وأذلوا كل من قال بكفرهم ولم يسع سعيهم وعارضهم ولم يقبل بهم أربابا من دون الله؟ أليس الغرب كلّه مجمع على قتل المسلمين أو السكوت عنه على أقل التقدير؟ أليس الغرب هو الذي أهان نبيّ الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه وأوغل في سبّه وشتمه؟ ثم نسمع أصواتا من هنا وأصواتا تجيبها من هناك تطالب بالحلول بناء على الشرعة الدولية وقوانينها؟ فهل يّلتمس العدل عند ظالم؟ وهل يُلتمس طري الصلاح عند أهل الكفر والضلال؟ أم تُلتمس العزّة والكرامةُ عند من لا دين ولا خلاق له؟ أيها الكرام: فلسطين وأهل فلسطين هم كما باقي بلاد المسلمين هي نقاط صراع ومصالح، نقاط صراع بين أهل الكفر مجتمعين وبين الإسلام ونقاط مصالح بين دول الكفر بعضها البعض أيّها يسودُ فيها وينهبُ من خيراتها على حساب أهلها ودمائهم وأعراضهم!! ولا يُنكر ذلك إلا من أراد أن يُغطي الشمس بالغربال والأدهى من ذلك والأمرّ أن من أعانهم ويعينهم على غايتهم تلك عالما أو جاهلا هم بعض أبناء المسلمين ذلك بأنهم يُطالبون بالحلول الغربية ويستدعونها ناسين أو متناسين قول الله تبارك في علاه ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ولا تعنينا ال،ائع ولا الحجج عند من أرادوا أن يلتصقوا بالواقع فما عادوا يستطيعون رفع رؤوسهم ليروا بنور الله تبارك في علاه، وكان الواجب عليهم حين سمعوا دعوة الحق من دعاة الحق أن يلتزموها ويأخذوا بها إن كانوا يريدون الحقّ واتّباعه…: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الإخوة الكرام،، مرّت فلسطين بما علمتم وتعلمون من خطط ومؤامرات واتفاقيات وتفاهمات، فمنها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية التي وضُحت أهدافها وبان عوارها، وقبلت- إن لم يكن هذا أصل عملها- بالتفريط في جلّ فلسطين لبني يهود ثم توالت الأحداث ليعلم بعدها القاصي والداني أن من ادعوا تحرير البلاد والعباد أوغلوا في تسليم البلاد لأعدائها وكانت الدماء الزكية الطاهرة وسيلة للتعمية على الناس ليصل أولئك المفرطون إلى ما يريدون من إتمام البيع والتفريط وبين الأولى والثانية لقاءات واتفاقيات فمن أوسلو إلى كامب ديفيد إلى طابا فشرم الشيخ وغيره ثم انتقلوا إلى مرحلة قديمة بحلة جديدة مبهرجة علّ الناس يقبلوا بها، فدعوا إلى انتخابات ديمقراطية في فلسطين المحتلة الأسيرة فاقدة الإرادة والسيادة والحياة..فانبرى المخلصون يرفعون الصوت عاليا محذّرين ومنبهين من الفخ الذي نُصب والشرك الذي دُبّر بليل لفلسطين وأهلها، مبينين خطر الأمر وسوء العاقبة، فسمع من سمع وأدبر من أدبر وعاند من عاند، غير أن الإدبار والعناد لو كانا في سبيل الله وغضبة لله لكان خيرا، إلا أنهما ما كانا إلا رغبة وطمعا رغبة بالتغيير وطمعا بالحصول على شيء من الفتات الذي أذن لهم به بنو يهود، فلا الطمع كان بناء على شرع الله، ولا التغيير أُسّس على أحكام الله تبارك في علاه علماً أو جهلاً فلبس الناس لبوس البؤس والعناء والشقاء أكثر مما كانوا فيه، وكيف لا وقد جانبوا الحق ووضعوه خلف ظهورهم واتبعوا أهواءهم؟ وأوغل بنوا يهود في ظلمهم وغيّهم وطغيانهم أكثر مما كانوا عليه، ولا يُستغربُ ذلك منهم فقد صدق فيهم ربنا تبارك في علاه ولا زال الناصحون لدين الله يجهرون بالحق ويصدعون به ناصحين مخلصين، نبراسهم ما قال صلى الله عليه وسلم: «كلا والله ولتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو تقصرنه على الحق قصراً» (أبو داود والترمذي وابن ماجه) لا يخشون في الله لومة لائم ثم ينتقل أهل فلسطين اليوم إلى مرحلة أخرى من مراحل اللعبة السياسية متمثلة بتشكيل ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية بناء على ما أطلق عليه ( وثيقة الأسرى ) التي دار جدل كبير حولها، ومعلوم من بنودها أن الاعتراف ببني يهود على أرض فلسطين هو أساسها ولا يعنينا زخرفُ القول فيها وبناء عليها سيعود الطرفان المتخاصمان المتنازعان ليتفقا على حكومة واحدة تجمعهم، ولا تقوم على أسس شرعية!! ألم يكن سبب الفراق بداية هو الإصلاح ومحاربة الفساد والنهوض بفلسطين وأهلها والخروج من الظلمات التي وضعهم فيها من كانوا على رأس السلطة؟؟ فما الجامع بينهم وأين الوعود والتمنيات أيها المسلمون؟ أين ما كانوا يصدحون به ويعدون بأن يكون!! فكيف يجتمع الغث والسمين، وكيف يجتمع داعي الخير وداعي الشرّ وكيف؟؟ إن شكل حكومة الوحدة الوطنية أو أيّ شكل كان لهذه الحكومة تحت ظّلّ الاحتلال وحرابه، ما هي إلا محاولة للخروج من المآزق التي كانت والتي ستبقى والتي جلبها إلينا من ارتضوا بالذلّ والخنوع وبيع آخرتهم بدنيا غيرهم وهاهم ينتقلون بفلسطين وأهلها من نفق إلى نفق، ومن مستنقع إلى آخر أسوأ منه، ويوغلون في بيع الدماء الطاهرة الزكية التي سالت على ترابها كما يوغلون اليوم ببيع الأعراض والتخلي عن العفة والأخلاق برعايتهم وتشجيعهم للتعرّي والفساد تحت ما يسمى بمسابقات عرض الأزياء في فلسطين !! وكأنّ فلسطين وأهلها يراد لهم أن يرقصوا ويغنوا على جراحاتهم وعظيم معاناتهم وينسوا أصل قضيتهم وهي غياب شرع الله عنهم وعن بلادهم كما عن باقي بلاد المسلمين وما ذلك إلا لأن الحلول عندهم كلها قائمة على غير هدى وعلى غير شريعة الحق تبارك في علاه، وتذكروا قول سيدنا عمر حين قال( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله واعلموا أن الإسلام، أن دين الله يأمر المسلمين أن يقيموا الدولة الإسلامية التي تجمع المسلمين كلهم تحت راية إمام واحد يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه، واعلموا أن عذر العجز عن القيام بحكم الله هذه لا يبيح لمسلم أن يعصيه في البحث عن حلول غيره. فإن الله لا يُعبدُ من حيثُ يُعصى نصحناهم وما زلنا لهم من الناصحين أن أخرجوا أنفسكم من هذه الظلمات التي بعضها فوق بعض والتي لن تستطيعوا أن تروا النور من خلاها فالشرّ كلّ الشر في ثناياها، من فوقها ومن تحتها، فما كان قائما على شرعة الناس لا فلاح فيه، فما بالكم بما هو قائم على أساس شريعة الغرب كيف ستكون عاقبته بالله عليكم؟؟ أسسوا أعمالكم أيها المسلمون على التقوى فهي خير، وانبذوا ما كان من غير دين الله فلن يوصلكم إلا لجرف هاو!! يقول تعالى: ﴿وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً﴾ [الجن/16] وأختم بحديث عن حذيفة بن اليمان رضي اله عنه قال ((كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهليه وشر فجاءنا الله بهذا الخير ,فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال :نعم قلت: هل بعد ذالك الشر خير قال: نعم وفيه دخن قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت :فهل بعد ذالك الخير من شر؟ قال: نعم دعاه إلي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يارسول الله صفهم لنا فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت:فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعه ولا أمام؟ قال:فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك. والحمد لله رب العالمين
راغب أبو شامه
 
حزب التحرير - فلسطين يستنكر هجوم القوات السورية على مخيم للاجئين الفلسطينيين ويطالب المسلمين وجيوشهم بنصرة أهل الشام

استنكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين على لسان عضو مكتبه الأستاذ حسن المدهون، الهجوم المسلح للقوات السورية على مخيم الرمل باللاذقية والذي أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى وفرار آلاف اللاجئين الفلسطينيين من المخيم.
واعتبر المدهون أنّ إقدام النظام على امتداد يد إجرامه لتطال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومخيماتهم بعد أن أوغلت شبيحته وقواته في دماء أهل سوريا الأشقاء "إنما يدل على إفلاسه الشديد وسقوط كافة الأوراق من يديه ولم يبق له إلا إعلان سقوطه ".
وانتقد سكوت الأنظمة العربية على جرائم النظام السوري مؤكدا على أنّ الإدانات الخجولة والرسائل الفاترة من الأنظمة العربية وتركيا في الوقت الذي يُذبح فيه أهل الشام وتُراق دماؤهم وتهدم مساجدهم إنما تغري النظام السوري لممارسة المزيد من الإجرام، وهو ما اعتبره تواطؤا منهم مع الأسد ونظامه.
وعن مواقف الفصائل الفلسطينية استهجن سكوت قادتها على جرائم النظام بحق أهل سوريا أولا، وبحق اللاجئين الفلسطينيين ثانيا، وطالبهم بأن ينفضوا أيديهم من النظام السوري وأن يتراجعوا عن موقفهم السابق الداعم للنظام، وحثهم على أن يعلنوها صراحة بأنّ دماء أهل الشام معصومة عصمة دماء أهل فلسطين وعصمة دماء كل المسلمين، وأنّ التعدي عليها جريمة كبرى.
وعن موقف الحزب تجاه الثورة السورية قال المدهون " إننا في حزب التحرير قد تعاهدنا على نصرة الانتفاضة الطهور في الشام من قبل أن تبدأ وقد حشدنا الناس نصرة لأهل الشام في المسجد الأقصى وغزة ولبنان وعمان ومناطق أخرى ولا زلنا نحث الخطى معهم من أجل قلع النظام وجعل سقوطه سقوطا مدويا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وأن تكون ثورة الشام مثالا للتغيير الذي يعم المنطقة بإقامة الخلافة الراشدة الثانية بإذن الله".
ودعا في سياق تصريحه إلى تحرك المسلمين وجيوشهم لنصرة أهل الشام وطالبهم بأنّ لا يخذلوا أهل سوريا كما خذلوا من قبل أهل ليبيا وفلسطين، كما دعا الجيش السوري إلى "الانحياز للمنتفضين في سوريا والإجهاز على طاغية الشام".
 
الرواية الرسمية السورية للأحداث


د. إبراهيم حمّامي

سأقبل هنا أن أُلغي العقل والبصر والسمع وكل الحواس التي وهبنا اياها المولى عز وجل، وسأقبل أن أُصبح متلقٍ للأخبار والأحداث دون وعي ولا تفكير ولا تمحيص، وسأقبل الرواية الرسمية السورية للأحداث كما تبثها القناة السورية الرسمية وفضائية الدنيا، والاعلام المكتوب، إضافة لمجموعة من المدافعين باستماتة عما يقترفه هذا النظام بحجة المقاومة والممانعة ومنهم السوريون وغير السوريين.
لكن في مقابل هذا الالغاء، سأطرح عشرة تساؤلات، عشرة فقط لا غير، لكل من يتبنى تلك الرواية، ولا أدري حقيقة وبكل صدق ان كنت أنتظر عليها إجابة، أو أن الأسئلة ستغير من حقيقة الخطاب البائس الذي يتبناه النظام والتابعين له، لكني سأطرحها على أي حال!
1) سنصدق الرواية الرسمية حول العصابات المسلحة والمندسين ونسأل لماذا فشل النظام السوري وبعد خمسة أشهر بالتمام والكمال من نشر شريط مصور واحد يظهر الاشتباكات مع تلك العصابات المزعومة؟ لماذا نشاهد آلاف الأشرطة والمقاطع عن فظائع جيش البعث – ولا نقول الجيش العربي السوري – ولا يتحفنا النظام بمعركة واحدة مصورة مع العصابات والمندسين؟ وحتى لا نظلمكم نقول أننا شاهدنا مقطع أو اثنين ... لكن لحظة، لم تكن من تصويركم بل مقاطع أخذت من الانترنت لشخص هنا أو هناك ببندقية صيد أو عصا في يده، تدللون بها على وجود المسلحين لتبرروا مواجهتهم بالجيش العتيد، ولا نعلم حقيقة هل هي صور من يتظاهرون أم شبيحتكم الذين يمشون كتفاً بكتف مع جنودكم الأشاوس؟ حتى ما نشره المدافعون عنكم من أشرطة كان بلا صوت ولجنود مصابون بطلقات بالرأس مما يؤكد فرضية اعدامهم ميدانياً لرفضهم أوامر القتل ضد شعبهم، أي أن ما تنشرونه هو دليل ضدكم لا معكم.
2) سنصدق الرواية الرسمية حول العصابات والمأجورين وغيرهم، ونسأل هل تواجه العصابات بالدبابات والمروحيات - وأخيراً بالزوارق الحربية التي لم نسمع يوماً أنها أطلقت طلقة واحدة على محتل او غاصب وها هي الزوارق والبوارج تستخدم لأول مرة في تاريخ الجيش ابعثي – ولا نقول الجيش العربي السوري؟ بمعنى منذ متى تكون مواجهة العصابات بالجيش والقصف العشوائي على الأحياء والآمنين وأخيراً على مخيمات اللاجئين والمساجد ومآذنها!
3) وما دمنا نتحدث عن مواجهة العصابات المزعومة، نسأل كيف يمكن للنظام تبرير العقاب الجماعي على المدن والبلدات السورية التي تطالب بحريتها من نظام البطش الدموي وذلك بقطع الاتصالات والكهرباء ومنع ايصال المؤن وعلاج الجرحى؟ أهكذا يواجه النظام عصابات مندسة استنجد الأهالي به لتخليصهم منها كما يدعون؟ ألا تظنون أن روايتكم بحاجة للمراجعة؟
4) وفي نفس الاطار ومع تصديق الرواية الرسمية البائسة، نسأل لماذا عاشت حماة ودير الزور شهراً كاملاً دون حادثة واحدة من قتل أو نهب أو تدمير وهم يخرجون بمئات الالاف، ومع وصول جيش العار البعثي عشية شهر رمضان المبارك فجأة أصبح الحديث عن عصابات ومسلحين؟ لماذا لا يكون الدمار إلا مع وصول جحافلكم التي تقودها الفرقة الرابعة اياها؟ كيف لنا أن نصدق أن مئات الآلاف كانوا بأمن وأمان ثم تقتلونهم وتعيثون الخراب بحجة ارساء الأمن والأمان؟
5) وسؤال آخر في ذات الموضوع، لماذا لا يُطلق المندسون المتآمرون النار على مظاهرات التأييد المسيّرة دعماً للنظام؟ لماذا لم يسقط ولا حتى جريح واحد ممن يهتفون الله سوريا بشار وبس؟ طبعاً عندما كانت تخرج مثل تلك المسيرات المسيّرة – عصابات مندسة تتآمر على النظام ولا تطلق الرصاص إلا على من يتظاهرون ضد النظام؟ أليست غريبة تلك المعادلة؟
6) سنصدق أنكم ضحايا حملة اعلامية مركزة ومؤامرة خارجية، وبأن كل ما يقال هو افتراء لا أساس له، وهنا نسأل لماذا ما زلتم ترتعبون من دخول صحفي واحد أو مؤسسة مستقلة واحدة أو أي شخصية مستقلة لتتحدث وتشاهد وتؤكد روايتكم ما دمتم واثقين منها كل تلك الثقة؟ مما الخوف والرعب؟ هل كل البشر والدول والمؤسسات متآمرة هي أيضاً على نظام المقاومة والممانعة؟
7) سنصدق روايتكم مرة أخرى ونسأل، ألم تلقوا القبض على بعض المندسين والمأجورين بحسب توصيفكم ونشرتم اعترافاتهم على الشاشات – لماذا لم تتم محاكمة أي منهم؟ ولماذا يتم تصفيتهم ورميهم في الشوارع بعد اعترافاتهم المفترضة؟ أهذا قانون عدلكم؟ أم أن هناك ما تودون اخفاؤه بموت هؤلاء العملاء المفترضين؟ ثم كم "مندس" من العصابات كان في جسر الشغور ليقتل 120 من الشبيحة الذين كانوا برفقة آلاف الجنود؟ أين هم هؤلاء؟
8) ثم وبعد تصديق كلام رئيسكم الذي قاله خارج سياق الورقة المكتوبة في خطابه الأخير بأن سيارات رباعية الدفع عليها أسلحة مضادة للحوامات ( الاسم المعتمد للمروحيات في سوريا) نسأل ونتساءل يا سيادة الرئيس: من أين وكيف دخلت تلك السيارات رباعية الدفع لتصل إلى المدن مروراً بكل أجهزتكم الأمنية العتيدة التي تراقب المواطن السوري، وتحصي عليه حتى أنفاسه بقانون طواريء عمره فقط نصف قرن؟ كيف تفسرون دخولها ومرورها ووصولها؟ أين كنتم أيها اليقظون المتيقظون للعصابات المندسة؟
9) سنصدق روايتكم بأن الجزيرة وقطر هم فقط من يفتعلون الأفاعيل وينسجون القصص والروايات، ونسأل ألا تشاهدون باقي وسائل الاعلام حول العالم وما تنشره من فظائع وجرائم ومآسي بحق الشعب السوري من قِبل زبانيتكم؟ بمعنى هل الجزيرة وحدها من يغطي أحداث سوريا حتى تصبحوا أنتم الضحايا؟ هل العالم بأسره ظالم وأنتم فقط المظلمون؟
10) سؤالنا الأخير وبعد تصديق روايتكم، نسأل هل تعتقدون أن العالم والبشر بتلك السذاجة والبلاهة ليصدق أكاذيبكم وترهاتكم؟
وعلى هامش كل تلك التساؤلات تحيرني معادلة لم استطع فك رموزها، المعادلة تقول: بعد أسبوع من مسيرات الشعب المصري واعتصاماته طالب العالم حسني مبارك المرتمي تماماً في أحضان أعداء الشعب المصري، طالبوه بالرحيل وهو من هو في تقديم الخدمات، أما اليوم وبعد مرور خمسة أشهر على مجازر النظام السوري لم يطالبه أحد بالرحيل، بل أن البيت الأبيض تنصل من تصريحات كلينتون يوم قالت أن الرئيس السوري فقد شرعيته، طرف المعادلة الذي ما زال مستعصياً علي: من يخدم الغرب واسرائيل أكثر، من طالبوه بالرحيل بعد أسبوع أم من يسكتون عنه بعد خمسة أشهر من الجرائم؟ لماذا يمنحون النظام السوري الفرصة تلو الأخرى للقيام باصلاحات لن تأتي يوماً؟ معادلة ما زالت تحيرني!
مهما كذبتم، ومهما اخترعتم من أسباب ومبررات لجريمتكم، ومهما تمسّحتم بشعارات المقاومة والممانعة، ومهما جندتم من أناس باعت ضمائرها لتقف معكم مبررة الدماء والضحايا، ومهما أجرمتم وارتكبتم من مجازر، لن تستطيعوا أن تحجبوا ضوء الشمس ولا نور الحقيقة
لا نامت أعين الجبناء.

Drhamami@hotmail.com
15/08/2011
 


12 من رمضان 1432 هـ 12/08/2011 م رقم الإصدار: 1432 هـ / 38
هذا واقع حضارة الإجرام الغربية، فانبذوها وكلَّ من يدعو لها
قدَّم حزب الخضر الألماني، أمس الخميس 11-8-2011، تقريرا إلى البرلمان خلص فيه إلى أن الهجوم الذي شن في أيلول 2009 وأودى بحياة 91 من المدنيين الأفغان في كندوز، من بينهم 22 من الأطفال، حيث ترابط القوة الألمانية المشاركة في احتلال افغانستان... خلص التقرير إلى أن هذا الهجوم قد خرق قواعد الاشتباك للحلف الأطلسي والقانون الدولي. ومع اعتراف حكومة ميركل بأن الهجوم لم يكن لدفع خطر أو تهديد على الجنود الألمان فقد برأت كلا من وزير الدفاع -في حينه- كارل ثيودور زوغوتنبرغ والعقيد جورج كلاين الذي أمر بالهجوم.
يأتي هذا التقرير ليكون شاهدا آخر على مدى همجية العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف النيتو بقيادة أمريكا ومشاركة أوروبا في سفك دماء المسلمين دون أدنى مراعاة لما يسمونه حقوق الإنسان وحكم القانون الذي لطالما زعم ساسة الغرب أنهم حضاريون يهتمون بحقوق الإنسان وحكم القانون. ومع أن القانون عندهم يحرم ويمنع إعدام المتهمين (والقاعدة المعروفة بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته)، فضلا عن الأبرياء في بيوتهم وشوارعهم من نساء وشيوخ وأطفال، إلا أن الساسة الغربيين استثنوا المسلمين من قانونهم هذا. والقانون الغربي - الروماني يميز بين "الشعوب المتحضرة" و"الشعوب الهمجية" (التي أطلقوا عليها وصف البرابرة ليستحلوا إبادتها وسفك دمائها ونهب ثرواته واستعبادها).
ولم يستحْيِ الرئيس الأمريكي أوباما الذي وقف ليخاطب المسلمين في تركيا وفي القاهرة في العام 2009 وفي إندونيسيا ليخطب ودهم بالضحك عليهم بالترويج لحضارته المجرمة بينما أعطى، قبل زياراته، الضوء الأخضر لمضاعفة الهجمات بما يعرف بالطائرات من غير طيار على المسلمين في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال و(لاحقا) حيثما يراه مناسبا.
ففي عام 2009 قتلت هذه الطائرات في باكستان وحدها 708 ضحية، وقد ذكر معهد بروكينغ أن 90% من الضحايا هم مدنيون. وفي عام 2010 تضاعف عدد الهجمات عن عدد العام 2009، وفي العام الحالي 2011 استمرت هذه الغارات في الازدياد. ولا غرو؛ فهذه هدايا (صانع السلام!) الذي اكتسب جائزة نوبل للسلام، والتي يبدو أنها صارت تُعطى للمتنافسين في قتل المسلمين.
إن حزب التحرير يدعو الأمة لتعي على حقيقة عداوة هذه الدول الغربية الكافرة المستعمرة التي لا ترقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، والتي تسببت بمسلسل لا ينتهي من الكوارث والجرائم ضد أهلنا. وهو يدعو الأمة إلى نبذ الحكام والسياسيين من بينها الذين ينفذون أجندة الدول الغربية بتسخير البلاد والعباد لمصالحها فيقومون بقمع المخلصين من أبنائها الذين يكافحون لتحريرها من قبضة الدول الغربية وهيمنتها... والأمة اليوم إذ تخوض الصراع لتهدم هذه النظم التي فرضها الغرب عليها عبر حكام عملاء يستعينون بالغرب في حرق الأخضر واليابس لفرض سلطانهم عليها، عليها أن تحذر من الاستعانة بالدول الغربية التي لن تقدم إلا السم مهما كان مغطّىً بظاهرٍ من الحلوى. وعلى المتشدقين بحضارة الغرب ودولته المدنية الديمقراطية أن يستحيوا على أنفسهم فلا يكونون أبواقا لحضارة الإجرام التي ما زالت تتحفنا ببركاتها التدميرية عبر عملائها.
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي المركزي
عنوان المراسلة وعنوان الزيارة
المزرعة - صندوق بريد 14 - 5010
كولومبيا سنتر - بلوك ب الطابق الثاني
بيروت لبنان
تلفون: 009611307594
جوال:
0096171724043
بريد إلكتروني:
media@hizb-ut-tahrir.info
--
 
12 من رمضان 1432 هـ 12/08/2011 م رقم الإصدار: 1432 هـ / 38








هذا واقع حضارة الإجرام الغربية، فانبذوها وكلَّ من يدعو لها






قدَّم حزب الخضر الألماني، أمس الخميس 11-8-2011، تقريرا إلى البرلمان خلص فيه إلى أن الهجوم الذي شن في أيلول 2009 وأودى بحياة 91 من المدنيين الأفغان في كندوز، من بينهم 22 من الأطفال، حيث ترابط القوة الألمانية المشاركة في احتلال افغانستان... خلص التقرير إلى أن هذا الهجوم قد خرق قواعد الاشتباك للحلف الأطلسي والقانون الدولي. ومع اعتراف حكومة ميركل بأن الهجوم لم يكن لدفع خطر أو تهديد على الجنود الألمان فقد برأت كلا من وزير الدفاع -في حينه- كارل ثيودور زوغوتنبرغ والعقيد جورج كلاين الذي أمر بالهجوم.


يأتي هذا التقرير ليكون شاهدا آخر على مدى همجية العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف النيتو بقيادة أمريكا ومشاركة أوروبا في سفك دماء المسلمين دون أدنى مراعاة لما يسمونه حقوق الإنسان وحكم القانون الذي لطالما زعم ساسة الغرب أنهم حضاريون يهتمون بحقوق الإنسان وحكم القانون. ومع أن القانون عندهم يحرم ويمنع إعدام المتهمين (والقاعدة المعروفة بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته)، فضلا عن الأبرياء في بيوتهم وشوارعهم من نساء وشيوخ وأطفال، إلا أن الساسة الغربيين استثنوا المسلمين من قانونهم هذا. والقانون الغربي - الروماني يميز بين "الشعوب المتحضرة" و"الشعوب الهمجية" (التي أطلقوا عليها وصف البرابرة ليستحلوا إبادتها وسفك دمائها ونهب ثرواته واستعبادها).


ولم يستحْيِ الرئيس الأمريكي أوباما الذي وقف ليخاطب المسلمين في تركيا وفي القاهرة في العام 2009 وفي إندونيسيا ليخطب ودهم بالضحك عليهم بالترويج لحضارته المجرمة بينما أعطى، قبل زياراته، الضوء الأخضر لمضاعفة الهجمات بما يعرف بالطائرات من غير طيار على المسلمين في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال و(لاحقا) حيثما يراه مناسبا.


ففي عام 2009 قتلت هذه الطائرات في باكستان وحدها 708 ضحية، وقد ذكر معهد بروكينغ أن 90% من الضحايا هم مدنيون. وفي عام 2010 تضاعف عدد الهجمات عن عدد العام 2009، وفي العام الحالي 2011 استمرت هذه الغارات في الازدياد. ولا غرو؛ فهذه هدايا (صانع السلام!) الذي اكتسب جائزة نوبل للسلام، والتي يبدو أنها صارت تُعطى للمتنافسين في قتل المسلمين.


إن حزب التحرير يدعو الأمة لتعي على حقيقة عداوة هذه الدول الغربية الكافرة المستعمرة التي لا ترقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، والتي تسببت بمسلسل لا ينتهي من الكوارث والجرائم ضد أهلنا. وهو يدعو الأمة إلى نبذ الحكام والسياسيين من بينها الذين ينفذون أجندة الدول الغربية بتسخير البلاد والعباد لمصالحها فيقومون بقمع المخلصين من أبنائها الذين يكافحون لتحريرها من قبضة الدول الغربية وهيمنتها... والأمة اليوم إذ تخوض الصراع لتهدم هذه النظم التي فرضها الغرب عليها عبر حكام عملاء يستعينون بالغرب في حرق الأخضر واليابس لفرض سلطانهم عليها، عليها أن تحذر من الاستعانة بالدول الغربية التي لن تقدم إلا السم مهما كان مغطّىً بظاهرٍ من الحلوى. وعلى المتشدقين بحضارة الغرب ودولته المدنية الديمقراطية أن يستحيوا على أنفسهم فلا يكونون أبواقا لحضارة الإجرام التي ما زالت تتحفنا ببركاتها التدميرية عبر عملائها.



عثمان بخاش




مدير المكتب الإعلامي المركزي


لحزب التحرير





المكتب الإعلامي المركزي




عنوان المراسلة وعنوان الزيارة


المزرعة - صندوق بريد 14 - 5010


كولومبيا سنتر - بلوك ب الطابق الثاني


بيروت لبنان



تلفون: 009611307594




جوال: 0096171724043


بريد إلكتروني: media@hizb-ut-tahrir.info




--[/QUOTE]
 
[FONT=Times New Roman, serif]حزب التحرير ي[FONT=Times New Roman, serif]ستنكر تبرئة الحكومة الألمانية لمسئولين ألمان عن قتل [/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]91 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]مدنيا أفغانيا[/FONT]​
[FONT=Times New Roman, serif]استنكر حزب التحرير في بيان صحفي له تبرئه الحكومة الألمانية كل من [FONT=Times New Roman, serif]وزير الدفاع [/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]-[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]في حينه[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]- [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]كارل ثيودور زوغوتنبرغ والعقيد جورج كلاين، المسئولين عن الهجوم الذي شن في أيلول [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]2009 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]وأودى بحياة [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]91 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]من المدنيين الأفغان في كندوز، من بينهم [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]22 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]من الأطفال، حيث ترابط القوة الألمانية المشاركة في احتلال أفغانستان[/FONT][FONT=Times New Roman, serif].[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]واستهجن الحزب أن تأتي تلك التبرئة على الرغم من اعتراف حكومة ميركل بأنّ الهجوم لم يكن لدفع خطر أو تهديد على الجنود الألمان، وهو ما اعتبره الحزب شاهدا آخرا على مدى همجية العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف النيتو بقيادة أمريكا ومشاركة أوروبا في سفك دماء المسلمين دون أدنى مراعاة لما يسمونه حقوق الإنسان وحكم القانون الذي لطالما زعم ساسة الغرب أنهم حضاريون يهتمون بحقوق الإنسان وحكم القانون[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]. [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]على حد تعبير الحزب[/FONT][FONT=Times New Roman, serif].[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]وأكد رئيس المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، عثمان بخاش، في البيان الصحفي على [FONT=Times New Roman, serif]عداوة الدول الغربية للمسلمين، والتي تسببت بمسلسل لا ينتهي من الكوارث والجرائم ضد المسلمين، واستشهد على ذلك بما تقوم به أمريكا من استخدام الطائرات من غير الطيار لقصف المسلمين في كل من أفغانستان وباكستان واليمن والصومال، وهو ما خلف في عام [/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]2009 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]أكثر [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]708 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]ضحية في باكستان وحدها[/FONT][FONT=Times New Roman, serif].[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]ودعا بخاش الأمة إلى نبذ الحكام والسياسيين الذين ينفذون أجندة الدول الغربية بتسخير البلاد والعباد لمصالحها فيقومون بقمع المخلصين من أبنائها الذين يكافحون لتحريرها من قبضة الدول الغربية وهيمنتها[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]. [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]على حد تعبير البيان[/FONT][FONT=Times New Roman, serif].[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]وحذر الأمة من[FONT=Times New Roman, serif] الاستعانة بالدول الغربية التي لن تقدم إلا السم مهما كان مغطّىً بظاهرٍ من الحلوى، وقال[/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]: "[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]على المتشدقين بحضارة الغرب ودولته المدنية الديمقراطية أن يستحيوا على أنفسهم فلا يكونون أبواقا لحضارة الإجرام التي ما زالت تتحفنا ببركاتها التدميرية عبر عملائها[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]."[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]16/8/2011[/FONT]
 
بسم الله الرحمن الرحيم


كتاب مفتوح للشام الأبية، وبخاصة جندها الميامين


نتقدم به في شهر رمضان المبارك شهر النصر والفتح المبين



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ



مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي



إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾



لاتزال حلقات الموت تتقاطر على أهل سوريا الشرفاء، فلا تدع طفلًا ولا شيخًا ولا امرأة إلا وقد امتدت لهم يد الجريمة بأبشع صورها، وأفظع أشكالها. وها هي مدن وقرى سوريا الثائرة تدك بالدبابات وتحاصر بالجنود والمدرعات وتداهم في عتمة الليل أو في وضح النهار، دون خوف من مساءلة أو اتقاء لإدانة. فالنظام المجرم في سوريا ومن ورائه الغرب الكاذب بقيادة أمريكا، لا يرون للبيوت حرمة، ولا يقيمون للدماء وزنـًا، فهم ماضون في مسلسل إرهابهم وجرائمهم، همهم تركيع الأمة وكسر إرادتها وإبقاؤها في حظيرة الذل والهوان، لأن بشار الأسد ومن معه في الحكم تولوا أمر هذه الأمة على عقد العداء لشعبها والولاء لأمريكا، فلما ثار الناس ساموهم سوء العذاب وقد تحقق فيهم قول ربنا عزّ وجلّ:


﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)


وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾


وإننا في حزب التحرير ونحن نعتصر ألماً لما يصيب أهلنا في سوريا على أيدي هذه العصابة المجرمة الحاكمة نؤكد على ما يلي:


أولاً نقول لأهلنا في سوريا شباباً في الساحات وآباءً وأمهات:


إن ثورتكم المباركة في وجه هذا النظام المجرم هي آية من آيات صدق النفوس ورسوخ الإيمان، وليس لنا من بعد قول ربنا جلّ وعلا


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾


إلا أن نقول لكم إن خطابنا للضباط المخلصين في جيش سوريا الذين هم أبناؤكم وإخوانكم هو من بعد نصر الله نصرة لكم ونصرة لثورتكم المباركة. يا شباب ثورتنا المنادي: "هي لله هي لله" ندعوكم لعهد بيننا وبينكم أن لا تحيد ثورتنا عن طريق الله، وأن تكونوا معنا في نداء واحد للجيش بكل طاقة وأقصى سرعة، ليأخذ الجيش دوره الذي أمره الله به بإزالة هذا النظام المجرم، وإقامة دولة العدل والأمان خلافة على منهاج النبوة.


أيها الثوار الشرفاء يا قادة الناس في التنسيقيات: اتقوا الله، وكونوا قدوةً في التقوى لا في المعصية. ورسّخوا في قلوب الناس حيويّة الإيمان وشجاعته، وأسقطوا المصلحة والخوف والشرق والغرب من حساباتكم. ولا تتوانَوْا عن المطالبة بإقامة دولة الخلافة الراشدة لإقامة العدل وإقامة شرع الله وحمل رسالة الإسلام هداية للعالم. كونوا مع حزب التحرير الذي قام يوم قعد الناس، وقال يوم صمت الناس، وصدق يوم كذب الناس، وسجون الطاغية بشار شاهدة بذلك.


أيها الأهل في سوريا شبابًا في الساحات وضباطًا وجنودًا في الثكنات:


إننا إذ نبارك ثورتكم على الظلم والطغيان، ونثمّن تضحياتكم الجسام ليعود لنا العدل والعزّة والعيش الكريم، وإذ نهيب بجيشنا الباسل وضباطه أن يلبوا داعي الله ويستجيبوا لما ناديناه، فإننا إخوانكم في حزب التحرير ندعوكم لنواصل سوية المشوار حتى يُهدم النظام البائد الظالم بدستوره وقوانينه وأشكاله وأشخاصه ويُصبح هباءً منثورًا، ويحل نظام دولة الخلافة الإسلامية مكانه، حيث تَنتخبُ الأمةُ بالرضا والاختيار خليفة يحمي العباد والبلاد، يبايعونه على تنفيذ أحكام الشرع - وشَرْعُ الله كامل في جميع شؤون الحياة - ويدينون له بالسمع والطاعة ما أطاع الله فيهم، ويحاسبونه على اعوجاجه كما قال عمر «tلا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها»، قال علية الصلاة والسلام: «الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَلُ مِنْ ورائِهِ ويُتَّقى بِه» فقوموا إلى عزة وغفران وروضة ورضوان في شهر رمضان، ولا يلفتنكم عن غايتكم تثبيط المثبطين أو تخويف المجرمين بشرق أو غرب وكونوا كما قال الله عزّ وجل



﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا



وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ



لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾





أيها المسلمون في بلاد الشام عقر دار الإسلام :



اتقوا الله واعرفوا عدوكم من صديقكم، واعلموا أن الغرب، بقيادة أمريكا وفرنسا وإنكلترا... هو عدوكم وسبب ما حل بكم من مصائب وكوارث، فهو وراء كل الحكومات المستبدة التي تزيد معيشتكم غلاءً فوق غلاء، وتحتقر دينكم ومعتقداتكم، وتنصر أعداءكم من يهود وغيرهم عليكم، وتمنع أوامر الله ورسوله وكتابه تحت شعارمحاربة الإرهاب، وما دامت رؤوسكم تطمح إلى الغرب، وأبصاركم معلقة به، فلن تتخلصوا من هذه المصائب.



أيها المسلمون في بلاد الشام عقر دار الإسلام :



اعلموا أن مآسيكم كلها، لا تنتهي إلا بدولة الإسلام، وأن أعراضكم ودماءكم وأموالكم لن تكون مصونة إلا في ظل الخلافة. واعلموا أن عزكم ورفعة شأنكم، ورضى ربكم لا يكون إلا بدولة العزة، دولة الخلافة، فاعملوا لها تكونوا بإذن ربكم من الفائزين.



ثانياً نقول لإخواننا وآبائنا ضباطًا وجنودًا في الثكنات:



إن العاقل وكل صاحب قلب مخلص يسأل، أما آن لليل أن ينجلي، أما آن للقيد أن ينكسر، أما آن لضباط الجيش المخلصين أن يبروا قسمهم في حماية أهلهم وأعراضهم، بأن يأخذوا على يدي الظالم ويوقفوا جرائم الباغي.



إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذَنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ».



أيها الضباط والجنود الشرفاء



لقد قامت الأمة بفلذات أكبادها وبشيبها وشبابها لتحقق لكم ولها انعتاقًا من هؤلاء الحكام، العملاء الذين صيروكم إلى الموضع المهين الذين أنتم عليه، بالأمس كان يذبح إخوانكم ويقصفون ويحاصرون في غزة ولبنان والعراق، فلا يسمح لكم بنجدتهم ولا بالتحرك لنصرتهم .. بل كانت طائرات العدو تحلق فوق رؤوسكم، وتقصف ما تشاء وتمضي، وقد خرست مدافعكم ورشاشاتكم .. أليس هذا النظام هو من يكبلكم ويذلكم ويقهركم؟!


سئمت جيوش المسلمين خنوعها ومضت الى ظلل الظلام تُبدد


كانت رهينة ظــالم متعجــرف يسعى بها نحو الهلاك ويفسد


إننا في حزب التحرير وقد أخذنا على عاتقنا مسؤولية إعادة الإسلام لواقع الحياة وذلك بإقامة دولة الخلافة، لندرك معاناة الجيش في سوريا كما ندرك معاناة الناس، وإننا إذ ننادي جيشنا وضباطنا اليوم، لندرك أن دم العزة يغلي في عروقكم، ونعلم وأنتم أبناء هذه الأمة الأصيلة أن العدو الصهيوني لم ينل من عزائمكم ولم يخفكم، بقدر ما نال منكم هذا النظام المجرم النتن، الذي أذلكم وأهانكم وأبعدكم عن مسؤولياتكم، فأبعدكم عن تحرير الجولان فرض ربكم عليكم، ووجهكم إلى قتل إخوانكم في الشام وهو محرم عليكم... فإلى مكانة سامية ندعوكم وإلى تجارة رابحة ندلكم وإلى امتثال قول الله عز وجل نهديكم:


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)


تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ


خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ


تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾


أيها الضباط والجنود الشرفاء :


إن الأمر أمركم، وإن اليوم يومكم، فكونوا لها وقولوا: الله أكبر تفلحوا، وها هو شهر رمضان المبارك، شهر الانتصارات، يظلكم، فليكن إفطاركم في رمضان على انتصار لدين الله يعز فيه أولياؤه ويذل فيه أعداؤه، فالله الله فيكم، الله الله في رجولتكم في كرامتكم في آبائكم، الله الله في أمتكم التي تقدمت عليكم في التضحة، وستكون خير سند ومدد لكم، إن أنتم أخلصتم لها ولربكم.. قال تعالى:


﴿ِإنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾


أيها الضباط والجنود الشرفاء :


إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تخونوا أمتكم وأماناتكم وتوجهوا بنادقكم ومدافعكم إلى صدور أهليكم، شبابكم وبناتكم وأطفالكم، آبائكم وأمهاتكم. إياكم أن تراهنوا على نظام ساقط لا يملك سوى "التشبيح" في الشوارع و"التنبيح" في إعلامه الكاذب، إياكم أن تلقوا ربكم وفي أعناقكم دماء المسلمين، إياكم أن تخسروا آخرتكم بدنيا غيركم!


بل اعملوا على نصرة أمتكم وأنفسكم، بأخذ الحكم من العصابة المجرمة بحقكم وبحق أمتكم وبحق ربكم ودينكم. واجعلوها نصرة لله لإقامة حكم الله سبحانه في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة، فإن كان لكم النصر فرحتم وفرح المؤمنون وإن كانت الشهادة فنعم ما تصيبون


قال تعالى:


﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)


فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ


أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾


ثالثاً: ولا يفوتنا ونحن في شهر الصيام أن نذكِّر العلماء والأئمة في المساجد: أن اتقوا الله ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون، كونوا أئمة خير للأمة، ولا يكن علمكم وإقامتكم للصلاة وسيلةً لكسب العيش، ولا تبيعوا آيات الله بثمن بخس. واعلموا أن عذاب جهنم شديد، وأن القوة لله وليست لبشار وأعوانه. قولوا الحق واثبتوا عليه، ولا تلبسوا الحق بالباطل، وأنتم تعلمون أن أجر العامل في رمضان أكبر من أجره فيما سواه من الأيام، فاتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا، واحذروا قول الباطل وما تمليه الدولة عليكم من رواية السلطة الكاذبة لتفترونه على المنابر يوم الجمعة؟!


وفي الختام، فإن حزب التحرير يدعوكم يا كل أهل الشام، وكل الناس معكم، بدعوة الحق، ليخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ومن جور الأنظمة وظلم الحكام إلى عدل الإسلام ونور الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، فأخلصوا لله واعملوا مع حزب التحرير لإقامة الإسلام، تفلحوا في الدنيا والآخرة.


وهو كذلك يدعوكم أيها الجند المؤمن الصابر، في شهر رمضان المبارك، شهر الانتصارات، شهر النصر في بدر السابع عشر من رمضان، أن تتوكلوا على الله وتحزموا أمركم لتغيروا العالم، وتُكتب سيرتكم بصحائف من نور إن أنتم نصرتم حزب التحرير بإعلان دولة الخلافة، فتكونوا الأنصار الجدد الذين يُعلي الله شأنهم كما أعلى شأن أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى:


﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾


وقال جل من قال:


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾


.السابع عشر من رمضان 1432هـ


17/8/2011م


,ولاية سوريا - حزب التحرير



المكتب الإعلامي لحزب التحرير





سيف الـدّيـن عـابـد



From: saifuddin 3abed <saifuddin_3abed@live.com>
 
لا تتوهمي يا أمريكا..

نحن من يقرّر وليس أنت


سيف الدّين عابد



قالت وزيرة الخارجية الأمريكية أن العقوبات الأمريكية تشكّل ضربة في قلب النظام السوري.
وهي بهذا تقول أن أمريكا قد نفضت يديها من النظام السوري .. أو بمعنى أدق: نفضت يديها من الرئيس السوري بشار الأسد، فلم تعد ترى فيه حاكماً قادراً على الإمساك بزمام الأمور في سوريا بعد ستة أشهر من التقتيل والتدمير في سوريا وأهلها العزّل إلا من إرادة الحرية والكرامة.
أمريكا التي ساندت النظام السوري طوال سني حكمه من زمن الوالد المجرم الى الابن الذي لم يعقّ أباه فسار على نهجه فساداً ونهباً وقتلاً!!

فهل تريد أمريكا أن تقول أنها هي التي تقرر بشأن الأنظمة سقوطاً أو بقاءً؟
في مصر، تشبثت أمريكا بالرئيس مبارك حتى آخر قطرة دم استطاع هو ونظامه إراقتها، وظهرت مواقف أمريكا متردّدة حائرة غامضة الى أن قرّر " الشعب" نهاية مبارك، وليس أمريكا هي من قرّر.

وكذا في سوريا، فقد كان لأمريكا مواقف تخالف مواقف دول العالم فيما يخصّ العقوبات عليها، فكانت كلما اقتربت اوروبا من اتخاذ قرار إدانة – قبل ثورة الشعب – لسوريا ونظامها، عملت أمريكا على " تمييع" القرارات الدولية بما يضمن لها عدم المساس بعميلها المتمثل ببشار الأسد ونظامه..
ولما بدأت ثورة الشعب السوري الأبي، عادت أمريكا إلى سيرتها الأولى في محاولة المحافظة على عملائها، فلم يكن لها موقف في بداية الأحداث، ثمّ بدت المواقف فيما بعد " متسامحة متساهلة" بطلب البدء بالإصلاحات في سوريا، وكانت بهذا تعطي المهلة تلو الأخرى لنظام سوريا ليبتّ في المسألة وينهيها، وكذا كانت مواقف من يدورون في فلك أمريكا كما مواقف عملاء أمريكا كلّهم بدون استثناء يطالبون بشار الأسد بوقف استخدام السلاح والبدء بالإصلاحات...وكان الشعب السوري قد حسم أمره وخلع رئيسه نظرياً وخلع عنه " الشرعية" التي يدّعيها...فكانت مواقف أمريكا ومن شايعها لا تقترب بحال من الأحوال من موقف الشعب السوري ولا تماهيه.

سوريا بأهلها – إلا من ارتبطت مصالحهم ومصائرهم بالنظام – نبذوا الأسد ونظام وأعلنوا موته قبل أن " تمنّ " علينا أمريكا بتصريحاتها السقيمة المنافقة هذه.

فالذي قرّر بشأن النظام السوري هم السوريون وليس أمريكا، ولا فضل لها على أحد منهم أبداً، بل على العكس تماماً!!
أمريكا بتصريحاتها تلك تريد أن توهم الشعوب بأن القرار بيدها، وهي التي تعلن وفاة الأنظمة أو الرؤساء
وهي بذلك تتصرف ببلاهة مطلقة وسذاجة يشهد عليها مراهقوا السياسة قبل الساسة.
فهي بهذا تكنّون كمن يقول أن الميّت يحتاج إلى " نعش " ليوضع فيه قبل دفنه...مع أن هذا من نافلة القول!!
نحن يا أمريكا – الشعوب التي نهضت لعزتها – من يقرّر الآن بشأن أنظمته وليس أنت.
وسنقرّر بإذن الله بشأن النظام الذي سيجمع المسلمين كلّهم تحت راية واحدة وحاكم واحد يحكمنا بكتاب الله وسنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ثمّ...نقرر كيف سيكون حالك ووضعك أنت والعالم بعدها.



سيف الدين عابد

مدونة طريق العزة – سيف الدين عابد

[FONT=ِArial][FONT=ِArial]http://tareekalezzah-saifuddin.blogspot.com/2011/08/blog-post_18.html[/FONT][/FONT]
 
بصمات نورٍ على صفحات التاريخ

رائد الفكر الإسلامي الحديث:

شيخ الإسلام مصطفى صبري




images

أ.د. عمار جيدل

العلماء في الثقافة الإسلامية ورثة الأنبياء، لهذا يعد عملهم امتدادا لعمل الأنبياء، فينسجون وفق مسلك الأنبياء في إنقاذ مجتمعاتهم من دركات فساد الاعتقاد والأخلاق والقوانين وسائر الأحوال. والقيام بتلك الوظيفة على أكمل وجه يقتضي من العلماء استصحاب المعطى الثقافي والحضاري الذي تتحرّك فيه دعوتهم فاعلة ومتفاعلة. ولعل أصدق أنموذج معبر عن استحضار لتلك المعطيات من الناحية النظرية، العمل الجبار الذي أنجزه شيخ الإسلام مصطفى صبري رحمه الله؛ فقد كان بحق رائدا من رواد المقاومة الفكرية في المجتمع العثماني الحديث.
نبذة عن حياته
فمن هو شيخ الإسلام مصطفى صبري وأين نشأ وترعرع وتعلم، وما الأعمال التي تؤكد ما مِلنا إليه في مدخل المقالة؟

ولد الشيخ مصطفى صبري من أبوين تُركيَين في تاريخ 12 ربيع الأول 1286 هـ 1869م في الأناضول بمدينة "توقاد" التي ينسب إليها. تتلمذ في بداية تحصيله العلمي على يد والده الأستاذ أحمد التُّوقادي، وأتمّ دراسته الأولية في مسقط رأسه حيث حفظ القرآن الكريم بها، ثم واصل رحلة التحصيل بمدينة قيسري، ثم انتقل بعدها إلى الآستانة ونال إجازتين. انخرط مصطفى صبري ابن الثاني والعشرين ربيعا في سلك كبار المدرسين بصفة أستاذ محاضر في جامع السلطان محمد الفاتح، بعد امتحان التدريس بدرجة مدرس عام سنة 1307هـ/1890م. وقد تخرج على يديه عدد لا يستهان به من الطلبة، ويذكر أنه سلّم إجازات لخمسين طالبا. اختير بتاريخ 16 يناير 1900م عضوا في ديوان القلم (أمانة السر). واختارته هيئة كبار العلماء المعروفة بالجمعية العلمية رئيسا لصحيفتها الأسبوعية التي كانت تصدرها بعنوان بيان الحق، ليعيّن بعدها عضوا في دار الحكمة "هيئة كبار العلماء"، تولى بعدها تدريس الحديث الشريف في مدرسة السليمانية. اختير نائبا عن مدينة توقاد في المشروطية الثانية بتاريخ 1 يناير 1908م، ثم تولى في عهد وزارة الداماد فريد باشا الأول المشيخة الإسلامية سنة 1919م بناء على الإرادة السلطانية، وظل محتفظا بمنصبه في الوزارتين المتعاقبتين.
ولما ضاق به حال البلاد بناء على ما تعرّض له من ضغط وتقييد اضطر إلى الهجرة. سافر إلى مصر سنة 1923م ومنها إلى لبنان، وبقي على تلك الحال متنقلا، فزار مكة، وعاد إلى مصر سنة 1932 م وهذا بعد الإقامة القصيرة بتركيا.

آثاره العلمية ووقفة مع كتاب "موقف العقل"
تتوزّع آثاره العلمية على العديد من أنواع التأليف؛ ففيها الكتاب الجامع وفيها الكتاب البسيط ومنها أيضا المقالات المتخصصة. وقد ألّف باللغتَين العربية والعثمانية (التركية القديمة). وأهم كتبه: النكير على منكري النعمة من الخلافة والأمة، موقف البشر تحت سلطان القدر، قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب، القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون بالغيب، موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين.
تضمن كتاب "موقف العقل" زبدة أفكاره وآرائه السياسية والعلمية. فهو كتاب غني بالمطارحات الفكرية المتنوعة حيث تجد المناقشات الفلسفية العالية والكلامية الدقيقة والسياسية في جانبيها النظري والعملي. والكتاب من عنوانه يدل على أن الغرض الأصلي منه هو الدفاع عن عقيدة الإسلام. والقيام بهذا العمل فرض عليه الحديث المسهب عن كثير من القضايا حيث أنه:

• كشَف المؤامرات التي تعرّض لها الإسلام من زاويتي التحدي بالسلاح من خلال هجمات الغربيين، والتحدي الفكري العقدي الذي تقوده قوى الإلحاد والفجور، فعمل بهذه المطارحات على مجابهة الفريقين.
• بيّن في كتابه قيمة الدليل العقلي مقارنة مع الأدلة التي استند إليها المثقفون الغربيون أو المتغربون. فبرهن بأن الدليل العقلي أيقن من الدليل التجريبي، ويعد النقاش في هذه المسألة تأريخا لوجودها في البيئة الإسلامية المعاصرة.
• ناقش أدلة فلاسفة الغربيين على وجود الله، كما ردّ شبه النافين من الملاحدة. وهذا الجهد يدل على إحاطته بالفكر والفلسفة الغربيين عامة بخلاف ما ذهب إليه بعض الباحثين.
• حارب الشبه المعربة عن الفكر الغربي (المترجمة)، والتي منها الاستخفاف بالدليل العقلي والاستناد الكلي للدليل التجريـبي، حتى غدا المنهج التجريبي هو المنهج الأصيل والوحيد الممثل للثقافة الإسلامية.

ولقد نشر للشيخ مصطفى صبري مقالات باللغة التركية والعربية في الجرائد اليومية، كما نشر له مقالات في المجلات العلمية في تلك الفترة. وتعد هذه المقالات على تنوّعها دفاعا عن الإسلام وإبرازا لقوته العلمية. إنه حاول إرجاع هيبة الإسلام المفقودة، وذلك ببعث قوّته العلمية والفكرية في ساحة كثر فيها العلماء المعجبون بالغرب وحضارته وفلسفته، حتى عد المنافح عن دينه وحضارة أمته نشازا يشار إليه بالبنان.

سمات مؤلفاته
القراءة الفاحصة لعناوين المؤلفات يبيّن بجلاء أننا أمام شخصية علمية نذرت نفسها لمدافعة الباطل والدفاع عن الحق في العلم والسياسة. فالعناوين المختارة دالة بنفسها على ملكة المطارحة، ويؤكد هذا المسلك القراءة الأولية لما كتبه الرجل. إن المصطلحات الموظفة في التعبير عن عناوين الكتب والمقالات تدل بنفسها على العقلية الجدلية التي يتميّز بها.
إن كتبه باللغة العربية أكبر من أن نشرحها لدلالتها المباشرة على ما رمنا بيانه في الفقرة السابقة. انظر معي لفظ "النكير"، فهو دال بنفسه على الاستنفار والإنذار والتنبيه مع شدّة في اللفظ، إنه نكير على منكري النعمة من الخلافة والأمة. وأعمل مسلك الإنكار نفسه في كتابه "مسألة ترجمة القرآن"، فقد عرضها كمسألة يراد توجيه الأنظار فيها إلى رأي مرجوح، فرام من خلال المطارحة الهادئة والهادفة إلى بيان القول الفصل في المسألة. ونسج على المنوال نفسه في كتابه "القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون بالغيب"، فحاول الفصل في مسألة كثر فيها الكلام وفق مشارب الآخر، لهذا ركب فرسه للمدافعة والمرافعة عن الغيب الذي يراد إبعاده خدمة للثقافة الغربية وانسجاما معها.
وبذلك المنهج كتب كتابه "قولي في المرأة"، إذ يدل بقية العنوان على الغرض الأصلي من الكتاب "ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب". إنه يرمي إلى إبطال أقوال الغربيين ومقلديهم في مسألة المرأة في الإسلام.
أما موسوعته "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين" فهو بيّن من عنوانه "موقف". فهو دفاع عن موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين ضد أولئك الذي نصبوا بينها برازخ لا تتجاوزها، بينما هم يتضافرون جميعا (العقل والعلم والعالم) في الدلالة على بطلان أقوال المنكرين والملحدين وصحة ما ذهب إليه أهل الإيمان برب العالمين.
وتتأكد النـزعة التي أصبحت في الرجل ملكة أكسبته الاستقلال الفكري فيما قرأناه في تلك المؤلفات، إذ يصرح بأنه لا يريد "أن يقول بفكرة إن قال بها كبير أيا كان، ولا يتخلى عنها إن لم يقل بها أو قال ثم رجع عنها". لهذا تراه لا يوجّه اهتمامه إلى تحقيق رأي فلان أو علان، ويرى ذلك شأن غير الباتين في الحكم بعقولهم فيوازنون درجة المذاهب في الصحة أو الفساد بدرجة مراكز المنتمين إليها.(1) وتماشيا مع ما ذكره تراه ينقد الخطأ حيث وجده غير مهتم بمركز القائل، ينتقد الغزالي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من العلماء.
أما بالنسبة للعلماء المعاصرين فقد ناقش أقوال أكثرهم شهرة كالشيخ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وشلتوت... وبالدرجة نفسها التي ناقش بها فلاسفة الغرب كباركلي وهيوم وكنط... وقد سبب له هذا النقد كثيرا من الحرج والمتاعب، فقيل له "كيف تنقد هؤلاء الأعلام؟" فقال "إن كتابي كتاب مبادئ لا كتاب تراجم".(2) إنها كلمة رائعة يجب أن تكون قانونا يعمل به في تمحيص الأفكار والآراء بصرف النظر عن أصحابها ومراكزهم.

جهوده العلمية
المتتبع لعناوين كتب الشيخ مصطفى صبري يدرك أن المقصد الأساسي من مؤلفاته هو الدفاع عن الإسلام والعلوم الإسلامية بصفة عامة، وذلك بصد الهجمات التي تعرّض لها من قبل أبنائه، وخاصة تلك التي تلبّست بالإلحاد القائم على المبادئ المادية في العلوم أو التي قامت على المبادئ القومية في الجانب السياسي. لهذا انصبت جهوده على محاربة العقليات السائدة في الوسط الثقافي والسياسي، وعلى رأسها محاربة العقلية الآيلة إلى الإلحاد في البيئة الإسلامية المعاصرة. وأصل هذا الداء -في رأيه- الذي ساق المتعلمين الجدد إلى الشك المنتهي إلى الإلحاد اعتقاد أنه "لا يثبت وجود الله علميا، لأن العلمية ربطت بالثبوت التجريـبي الحسي وفق ما ثبتت به سائر المعارف والعلوم في العلم الحديث، وهذا لا يَعتدّ بالدليل العقلي لعدم إمكان سلامته من الخطأ، وبالتالي لا يمكن الوثوق به"، فنجم عنه تسرّب أمراض خطيرة إلى بيئتنا الإسلامية، لعل أهمها:

• عدم الاستناد إلى الأدلة النقلية، وترتب عليه إنكار مسائل غيبية ثابتة، واضطرهم هذا إلى التأويل مسايرة للعلم الحديث، حتى غدا التأويل المتعسّف مسلكا لدى كثير من أعلام هذا العصر، وقد كان محمد فريد وجدي أكثرهم غلوا ومسايرة للعلم الوضعي (التجريـبي الحسي).
• عدم التعويل على الأدلة العقلية في إثبات واجب الوجود، وحصرت الأدلة في العلم الحديث المبني أساسا على قاعدتهم المشهورة "كل معقول لا يؤيده محسوس لا يعتد به"، رغم كون القاعدة مبطلة لنفسها بنفسها لأنها "معقول لا يؤيده محسوس"، فنجم عن ذلك إهمال المنطق والعلوم التجريدية، وحصرت الثقة في المحسوس، وهذا ما يفسر الهجمات التي تعرّض لها علم الكلام.
• الفصل بين الدين والسياسية؛ وقد خُدم هذا المبدأ بطريقتين اتخذت أولاهما الطريقة المباشرة كالمحاولة التي قام بها الشيخ علي عبد الرازق؛ وسلكت الثانية طريقا غير مباشر من خلال إخراج الفقه من دائرة الدين وفق ما ذهب إليه الشيخ محمد مصطفى المراغي، ويقرب منه قوله بجواز التعبد بالقرآن المترجم.
• ظهور محاولة إنقاذ الدين من العقل وفق ما قام به الفيلسوف الغربي "كنط" حينما أقام دليل العقل العملي على وجود الله (دليل الأخلاق). ومبنى هذا الرأي التأسيس للعقيدة المسيحية التي لا تتلاءم والعقل، لهذا عدت محاولة النسج على منوالها متجاوزة لكل مسلمات العلم، إذ تختلف الديانة الإسلامية عن الديانة المسيحية المحرّفة في أساسهما العقدي. فأساس الأولى الفصل بين عالمي العقل والقلب الذي من مهماته العقيدة والإيمان، بخلاف ما هو عليه الإيمان في الإسلام، فهو موجّه إلى العقل في اللحظة نفسها التي يتوجّه إلى الوجدان. وقد رام تحقيق هذه المهمة المستعصية الشيخ فريد وجدي، فحاول إقامة البرهان على وجود الله تعالى دون الاستناد إلى الدليل العقلي(3)، وهي محاولة لا يمكن أن تنجح ولا ينبغي لها أن تنجح، وإن نجحت فإنها من قبيل الغلطة الناجحة، لأنها متصورة في المسيحية وغير متصورة في الإسلام.(4) فالمسيحي يضطر إلى إهانة عقله ليسلم له دينه، وكذلك الحال بالنسبة للملحد الغربي والشرقي، فإنه يضطر إلى الاستهانة بالدين ليسلم له عقله. والمسلم بخلاف ذلك تماما؛ فالعقل والدين لا يفترقان حتى غدت عند المسلمين قاعدة مشهورة "من لا عقل له لا دين له".
• تسرّب ضلال الاستخفاف بالعقل، وتأصّل ذلك بانتشار المذهب التجريبي وبناء العلم عليه بعد الفيلسوف بيكون، فطبق المذهب التجريبي بطريق الفلسفة الوضعية على العقائد، وقد زاد الأمر شناعة شيوع تقليد كل ما وفد إلينا من الغرب أو صدّروه إلينا.(5)
وفي ضوء ما سلف حصر الشيخ مهمته فيما يأتي:
• مكافحة الشبهات ومكافحة مروجيها والكشف عن المكامن التي يتستر المثيرون لها، حتى يتزعزع مكان الشبهات ومكانة مثيريها في قلوب الناس كائنين من كانوا، "فتنهار الشبهات ومروجوها وتسلم عقيدة المؤمنين من شرورهم وتساؤلاتهم".(6)
• الدفاع عن مركز علم الكلام وإثبات صدقه وصحة استثمار معارفه، والسعي إلى إثبات أن وجود الله لا يمكن أن يستند إلى الدليل التجريـبي الجزئي الذي فتنهم، ولا يكون بغير الدليل العقلي، لأن الدليل العقلي أقوى وأيقن من الدليل التجريـبي.
• محاربة اللادينيين بالقضاء على كل شك يرمون إلى تكريسه بطريق الإلحاد. وبهذا الصدد عمل على شحذ الهمم وتنبيه العقلاء إلى خطر تسرب العقليات الغربية المناوئة للدين إلى أذهان المثقفين المسلمين، ويتطلّب هذا الجهد سرد شواهد من كلمات رجال يستدل بأهمية مراكزهم الرسمية والأدبية على أهمية المسألة(7)، لهذا اضطر إلى تفحّص أقوال وأفكار الفلاسفة الغربيين وأيّد رأيه بكثير من أقوالهم وتصريحاتهم.
• حاول بيان المرض العقلي الذي هيمن على العقليات في مصر الحديثة نظرا لخطورته البالغة، إذ يرجع إليه حسب تقديره سبب هلاكها في الدنيا والآخرة إن بقي الأمر على حاله.(8)
• الدعوة إلى إصلاح الأوضاع العلمية في العالم الإسلامي، بصفته الطريق الوحيد للنجاح السياسي والاجتماعي في الحاضر والمستقبل.

موقفه من الهجمة المنظمة على العلوم الإسلامية
عمل الشيخ على عدة جبهات لمدافعة الهجمات التي تتعرض لها العلوم الإسلامية إرضاء للفكر الغربي الحديث، وبهذا الاتجاه قام بجهود جبارة في المطارحات الإعلامية والسياسية والتعليمية، وتجلى هذا المسلك في الجهود الآتية:
• العمل على بيان الخلل الطارئ على العقلية الإسلامية وخاصة في تسليم زمام أمورها إلى الفكر الغربي ممثلا في الفلسفة الغربية ولاسيما الوضعية. وقد سعى جاهدا في هذا الجانب إلى بيان بطلان أساس ما تبنى عليه هذه الفلسفة، فبيّن الفرق بين الدليل العقلي التجريدي والدليل (العلمي) التجريـبي، فبرهن على تفوّق الأول على الثاني، بل أساس دلالة التجريـبي مبنية أساسا على الدليل العقلي في مرحلة من مراحل الاستدلال أو تبليغ الدليل.
• ناضل حاملي الفكر الغربي في البيئة الإسلامية فحاول قطع الطريق على أولئك الذين حاولوا التعامل مع الثقافة الإسلامية من منطلق الفكر الوافد، وكأن الثقافة الإسلامية عارية عن كل أصالة وقوة إقناع.
• دافع الشيخ عن الخلل المتوقّع من تصريحات بعض كبار أعلام المسلمين في العصر الحديث، فدافع عن معجزات الأنبياء بوصف إنكارها طريقا معبّدا لإنكار كل ما له صلة بعالم الغيب الذي منه عقائد المسلمين، وما ركب ذلك إلا خوفا من استشراء هذا الداء العضال في أوساط الأمة، فإنه إن تمكّن منها سيأتي على الأخضر واليابس.
• دافع عن موقع الفقه في الشريعة الإسلامية والدين الإسلامي عموما، خوفا من يأتي اليوم الذي لا ندري فيه كيف نعبد الله، وخوفا من أن يصبح الفقه ليس من الدين على قول بعض العلماء المعاصرين.
• دافع عن الحديث النبوي ضد أولئك الذين اختصروا الحديث الصحيح من الكتب المدونة بنسبة الواحد من مائة وخمسين حديثا، بناء على تفسير خاطئ لقول البخاري بأنه لم يصح عنده إلا أربعة آلاف حديث من ستمائة ألف حديث، فراموا تطبيق القاعدة على الأربعة آلاف حديث التي استخلصت من الستمائة ألف حديث. ونظرا لبطلان هذه الأفكار، بل ولحملها بذرة الفناء فيها، فقد أفل نجمها وقبرت إلى غير رجعة وعادت للسنة مكانتها في البيئة الإسلامية المعاصرة.
• دافع من منطلق معرفي عن وضع المرأة في الإسلام، وناقش ما يهيأ من قوانين وتصورات يراد فرضها على الأمة. فكشف بأسلوب رائع أصل الداء الذي حاولوا تسويقه في مجتمع النساء، وأرجع الداء كله إلى تقليد الغرب حتى في أوضاعه التي لا يحسد عليها، فأريد تحويل المرأة إلى سلعة تتداول وتتقاذفها الأجسام الآسنة ذات الروائح الكريهة أولئك الذين لخصوا وجود النساء في المتعة واللذة ففقدوا إنسانيتهم وأُسروا لشهواتهم.
• أرجع الخلل في الإعجاب بالغرب في السياسة إلى الخلل في التكوين الثقافي. فالمسألة السياسية ترجع أساسا إلى خلفية ثقافية يجب أن يبدأ الإصلاح منها. فالإصلاح الثقافي أصل الإصلاح السياسي، لهذا رتّب الشيخ الأولويات في بداية عهده بمدافعة العمل السياسي الأعوج الأعرج الذي يراد فرضه على البيئة العثمانية الجديدة، ولكن لما يئس من نجاح محاولات الإصلاح السياسي المباشر سواء بطريق الحوار والمطارحة الفكرية، تأكد أنّنا إنما لدغنا من جهة الثقافة والتكوين الدقيق في العلوم الإسلامية. ومن ثمّ مال إلى طريق الإصلاح العلمي بالتأليف والنصح المستمر للمسلمين وعلمائهم. وأكبر شاهد على ما ذهبنا إليه آخر كتبه تأليفا كتابه "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين". فقد بيّن وبما لا مزيد عنه أن مشكلتنا ثقافية بالدرجة الأولى، ويجب تعهدها بالإصلاح والتنبيه والتيسير في كل الأوقات.

أقوال العلماء عنه
تكاد تتفق كلمة الباحثين المعاصرين على أنّ الشيخ مصطفى صبري نسيج وحده لا مثيل له بين بني عصره. فقد ظهرت ميوله إلى العلوم العقلية من كلام وفلسفة ومنطق وما شاكلها من معارف منذ الصغر، يؤكد ذلك قوله عن نفسه: "الاجتهاد في العلوم العقلية يلتئم مع فطرتي ومزاجي والتي لا يبتعد عنها علم أصول الدين"(9)، لهذا عرف بين أهل الاختصاص بسعة الاطلاع والقدرة الفائقة على المناظرة.
قال عنه محب الدين الخطيب "فحل الفحول الصائل الذي يعد فضله أكبر من فضل معاصريه"(10) لأنه دافع عن الإسلام في أيام كان فيها الانقضاض على الإسلام باسم الإسلام وبمباركة علمائه. وقال عنه الشيخ زاهد الكوثري "قرّة أعين المجاهدين"، وقد مدحه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة قائلاً "إن كتابه موقف العقل هو كتاب القرن بلا منازع"، وقال الشيخ البوطي عن كتابه آنف الذكر "هو كتاب لا مثيل له".

جوانبه الأخلاقية
عانى شيخنا رحمه الله طوال حياته من الفقر الذي كان به فخره؛ فقد عاش فقيرا ومات على تلك الحال غير آبه بجمع حطام الدنيا. وأكبر شاهد على ما ذهبنا إليه اضطراره إلى بيع كتبه ليحصل على ثمن تذاكر سفر من الدرجة الثالثة بالباخرة له ولسائر أفراد أسرته، وذلك من الآستانة إلى الإسكندرية، وهذا رغم توليه منصب "شيخ الإسلام" لسنوات عديدة.
وكانت شجاعته مضرب الأمثال بين علماء عصره؛ فقد حارب الاتحاديين وعلماء الدين المتغربين، ولحقه من جراء ذلك أذى كبير من قبل المثقفين والساسة. وقد عمل طوال حياته على تغيير الوضع نحو الأفضل، وقد زاد نشاطه منذ أن أحس بالخطر المحدق بالدين الإسلامي في العالم الإسلامي، وبقي على ذلك المنهج غير متزعزع أو مستجيب لترغيب أو الترهيب.
غادرنا الشيخ مصطفى صبري رحمه الله إلى عالم الخلود من الأنبياء والشهداء والصالحين بمصر 7 رجب 1373هـ الموافق 2 من مارس 1954 م . رحم الله شيخنا وأجزل مثوبته، ونفعنا بتجربته وأفادنا من علمه، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

____________________
الهوامش
(1) موقف العقل، 3/92، 4/386.
(2) المصدر السابق، 4/386.
(3) أنظر: موقف العقل، 1-68، 406.
(4) موقف العقل، 2/157.
(5) المصدر السابق، 2/323.
(6) المصدر السابق، 1/44.
(7) المصدر السابق، 1/44.
(8) المصدر نفسه، 1/66.
(9) المصدر السابق، 4/387.
(10) مقال محب الدين الخطيب، مجلة الفتح الإسلامي، العدد 194.
منقول عن : مجلة الزيتونة
عن مجلة حراء
 
تهنئة بسقوط طاغية ليبيا


حزب التحرير ليبيا يهنئ المسلمين بعامة، والأهل في ليبيا بخاصة، بسقوط نظام الطاغية القذافي في مكانٍ سحيق...

﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًاآخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوامُنْظَرِينَ﴾.
وحزبالتحرير ليبيا، وهو يهنئ المسلمين بذلك، ليستذكر قافلة الشهداء: ابتداءًمن شهداء الحزب الثلاثة عشر قبل ثلاثين عاماً، واستمراراً إلى شهداء كلالليبيين خلال انتفاضة هذا العام...


إن كل الدماء الزكية التي سفكها الطاغية وأزلامه لَينطقُ لسانُ حالها بالحمد لله سبحانه بما نالته من أجرٍ وبما ناله أهلها من نصر.


إنحزب التحرير ليبيا، وهو يزفُّ هذه التهنئة، لعازمٌ على العمل لجعل حكمالإسلام هو القادم بعد حكم الطاغية، وليس الأنظمة الوضعية التي تنشط أمريكاوأوروبا وأعوانهما في وضعها مكان الطاغية.
وسيبذل الحزب الوُسعَ في سبيل ذلك متكلاً على الله سبحانه ومستعيناً بكل المخلصين في ليبيا الحبيبة.


﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

الثاني والعشرون من رمضان 1432 هـ


22/8/2011

م
حزب التحرير - ليبيا






المكتب الإعلامي لحزب التحرير









 
الله الرحمن الرحيم

وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا

في حوارٍ مسجل مع التلفزيون الرسمي السوري، برهن بشار أسد من جديد أنه في هذه أعمى وأضل سبيلاً، فلم يظهر أمامنا رئيس دولة تتعرض بلاده لهجمة غربية شرسة كما ادَّعى، فاسعفتنا سيرته الذاتية أنه طبيب عيون ولكن:

قل للطبيب تخطفته يدُ العمى يا جاهل الأدواءِ من أعماكَ

فهذا الرئيس الوارثُ لأبيه أعمى في ثلاث:

أولا: لم يرَ بشار يوم ورث الحكم عن أبيه أن في هذا الشعب رجالاً، ولم يرَ بشار أسد يوم انتفضت سوريا بشيبها وشبابها أن في القوم رجالاً، فوجّه إليهم عصاباته الأمنية وشبيحته وقتل الآلاف واعتقل عشرات الآلاف، وزجّ بالجيش في قمع الشعب وتطهير (الجراثيم) فقتل كل ضابط وجندي رفض الإجرام وافترى أنه يلاحق عصابات هرّبت السلاح وأزهقت الأرواح، ولكن أهل سوريا من شباب وشيوخ ونساء وأطفال، رغم أنفه وأنف من يمد له في الغيِّ مدًا، هم "أحفاد خالد بن الوليد" وقد أقسموا أن لا يعودوا حتى يسقط النظام، وصدحوا بالتكبير والتهليل في كل جمعة بل في كل يوم وعقب كل صلاة وأعلنوها واضحة "لا نركع إلا لله"، فهل من أزلامه رجل رشيد ينقل له الصوت أو يترجم له الكلام؟ قال تعالى: ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) (23 الجاثية).



ثانياً:لم يرَ بشار ما أصاب سابقيه زين العابدين ومبارك وما حلَّ بمعمر وسيحل بصالح أن الغرب ( أمريكا وأوروبا ) لا يقيم وزنًا لعميل استعمله متى انتهت صلاحيته ولم يعد قادرًا على خدمته وحماية مصالحه، وعجبًا كيف يردُّ الأسد على من طلب منه التنحي بأن هذا الكلام لا يعنيه ولا قيمة له لأنه "رئيسٌ انتخبه الشعب"، فنقول له اسمع الجواب من الشعب الذي لم يعتد أن يسب الميت، ولكنه في كل يوم يلعن روح أبيك ويلعنك وينادي بإسقاطك ومحاكمتك، إن الشعب في سوريا هو أسير نظامك الذي ترعاه أمريكا التي نصّبتك حاكمًا بعد أبيك وأمدّتك وساندتك كما فعلت مع أبيك، وقد أعطتك فرصة زادت عن خمسة شهور لعلك تفلح في إطفاء جذوة شباب ثائرين إن هذا الشعب هو أسير نظامك الذي تطمئن له وتباركه يهود.
ثالثاً: يتحدث الرئيس عن إنجازات أمنية وعن تعافٍ اقتصادي وهو في هذه كذاب مفترٍ يتعامى. أما أمنه وشبيحته وقطعاً من جيشه فهي تدك المدن ليل نهار وتنشر الرعب والموت في كل مكان، حتى الجرحى في المشافي يختطفون ويغتالون، وحتى النساء والأطفال يعتدى عليهم بأبشع الصور فأي إنجاز أمني يتحدث عنه؟! وإن كان يقصد سيطرته على المدن بالدبابات والجنود وتكميم الأفواه فإنه قد فشل في ذلك فشلاً ذريعًا...
أما الاقتصاد فإن طوابير السيارات التي تنتظر في محطات الوقود ترد عليه، وشلل كل مرافق الحياة الاقتصادية لتشهد بأن هذا التعافي الاقتصادي هو على شاكلة إصلاحاته التي عبر عنها بأنها تبدأ بالمقلوب، فالتعافي الاقتصادي عنده هو أن يواصل الضغط على الناس في رغيف الخبز وفي معاشات الموظفين وفي غير ذلك مظنة أنّه يقود الناس للتفكير بالتهدئة والرضوخ فهيهات هيهات له ذلك، فالناس لم تخرج للقمة عيشها بل خرجت لاسترداد كرامتها بإسقاطه.

وختاماً نقول: أيها الرئيس لقد فضح الصبح فحمة الدجى، وكذبت وتماديت فسقطت، وإن كنت لا ترى ولا تعلم فلا رأيت، ونبشرك بيوم قريب تتمنى فيه الهروب كزين العابدين، فهذه الأمة قد نفضت عنها الذل والخنوع، وأقسمت أن لا تعود عن إسقاطك وإزالة نظامك.
أيها المسلمون في سوريا: كم دلَّس عليكم هذا النظام وكذب، وكانت حناجركم وصيحاتكم تفضحه بعد كل خطاب أو لقاء، واليوم نريد منكم رداً جديداً ينسيه وينسي من يقوده ويعلمه وساوس الشيطان بأن تعلنوا ما أعلنه حزب التحرير أن التغيير الحقيقي في سوريا هو إسقاط الطاغية بشار ونظامه وتحرير أرض الشام الطاهرة من نفوذ المعتدين وإقامة خلافة على منهاج النبوة، تحيا بها الأمة وتعود بها العزة والعيش الكريم. ألا فاتبعوا منهاج ربكم يرضى عنكم وينصركم ويثبت أقدامكم.
أيها الضباط وصف الضباط والجنود: أما آن لكم أن تأخذوا على يدي الظالم وتوقفوا جرائمه، أما آن لكم أن تدركوا غضب الله عليكم بسكوتكم عن الطاغية بشار الذي زجكم في وجه أمتكم واستخدمكم للحفاظ على كرسيه وصرفكم عن جبهة الجولان، فإلى نصرة لله يدعوكم حزب التحرير لإقامة حكمه في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة.
قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
حزب التحرير
ولاية سوريا

22من رمــضان 1432
الموافق 2011/08/22م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index....nts/entry_14335
مرسل من :سيف الـدّيـن عـابـد




 
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهلنا في سوريا، لا تلفتـنَّكم بعثات الغرب وقراراته عن إقامة الخلافة الإسلامية
عقد مجلس الأمن جلسته الخاصة بشأن سوريا يوم الخميس في 18/08/2011م، وعقد مجلس حقوق الإنسان في جنيف يوم الاثنين 22/08/2011م جلسة حول سوريا، ودخلت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق سوريا وباشرت زيارة مناطق متفرقة منها منذ فجر الاثنين وحتى تاريخ كتابة هذا البيان. وإزاء هذه الأحداث فإننا في حزب التحرير نؤكد على مايلي:
أولاً: نحن ندرك حقيقة الغرب وعداءه التاريخي للمسلمين والذي كرّس بهدم الخلافة وتمزيق بلاد المسلمين واحتلالها والهيمنة عليها. وندرك كيف قام بإيجاد وتمكين أنظمة حاكمة لهم، وكيف رسم سياستها على أساس العداء للإسلام وقهر الأمة وطمس هويتها وتشويه شخصيتها؛ فكانت هذه الأنظمة الاستبدادية التي تحكم بلاد المسلمين اليوم هي صناعته وبضاعته لهم، ومن هذه الأنظمة نظام الحكم في سوريا، إذ قامت أمريكا بتمكين نظام حافظ أسد من قبل وسمحت بتوريث الحكم لابنه بشار، وهي ما تزال تدعمه حتى الآن بنصحه وتوجيهه سرًا وعن طريق عملائها في تركيا وإيران والعراق ولبنان سرًا وجهرًا. نعم إن الغرب الماكر المنافق يملك الإعلام والعملاء من الحكام ويحاول أن يستغل المعارضة، ولكنه لا يملك الشارع. وكل تحركاته وتصريحاته تسير باتجاه خطف ثورات المسلمين لتصب في إبقاء نفوذه في بلادهم؛ لذلك نقول للمسلمين إن الغرب ماكر مخادع فاجعلوه لا يخدع إلا نفسه.
ثانيًا: إن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وغيرها هي من هيئات الدول الكبرى ومؤسساتها وتعمل لمصلحتها، وتتآمر على الشعوب والأمم وعلى رأسها الشعوب الإسلامية، وترعى تمزّقها وتمنع وحدتها وتساعد على إبقاء سيطرة أسيادها عليها؛ لذلك نقول للمسلمين؛ ضعوا في خلدكم أن هكذا منظمات لا تحمل خيرًا لكم، بل هي من مكر صانعيها، ومكر أولئك هو يبور إن شاء الله تعالى.
ثالثًا: إن هذه اللجنة التي بدأت تطوف عليكم في قراكم ومدنكم لا تختلف في الأهداف عن زيارات السفير الأمريكي المتكررة والمريبة لبعض المناطق، والتي تحدث برعاية النظام السوري نفسه. فارجعوا إلى الوراء قليلاً، ماذا فعلت هذه اللجان تجاه جرائم الناتو ضد المسلمين في العراق وأفغانستان، والروس في الشيشان، والصين في تركمانستان، والصرب في البلقان؟ وماذا فعلت تجاه جرائم يهود في فلسطين ولبنان؟
أيها المسلمون في سوريا:
قولوا للغرب وصنائعه من الحكام وأدواته من مثل هذه المؤسسات الدولية إن ألاعيبكم قد وضحت، وديمقراطيتكم الزائفة قد فضحت، فبشار منكم وأنتم أسياده، ونحن لا نريده ولا نريدكم، فإن لنا ربًا يهدينا ويحمينا وينصرنا عليكم... قولوا لهم إن عملنا في خلع بشار وإسقاطه ومحاكمته هو لله، وسيكون على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا على طريقتكم التي لا تحوي إلا شرًا، ولا تحمل للمسلمين إلا غدرًا.
نعم، إن المسلمين، وخاصة في سوريا، يريدون إرضاء الله فيما يضحون فيه، يريدون أن تكون طريقتهم في تغيير الحكم طريقة شرعية؛ فقد بدأوها (سلمية) بدون أعمال مادية يحتسبون الأجر كما احتسبه آل ياسر. هكذا كانت طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وما احتساب الناس الأجر عند الله في ما يحدث لهم من مآسٍ إلا أكبر شاهد على حسن البداية، ولهم في ذلك حفظ البلد من التفتيت ومنع العداوات بين أهله، فصبر ساعة وتزول المحنة. ولا عجب إذا كان النظام الغاشم هو من يدفع الناس إلى استعمال السلاح ضده ليبرر قتلهم وتمزيق البلاد شيعًا لمصلحة أسياده من أمريكا و(إسرائيل). ولكن إذا كانت الطريقة شرعية والبداية سلمية، فما هي مكملات هذه الخطة؟ فأن تكون ثورة المسلمين في سوريا سلمية من غير أن تكون خطوة في خطة يجعل العمل يدور في حلقة مفرغة وسينتهي حيث بدأ.
أما الخطوة الثانية فهي إسقاط النظام، وهذه من مهمة أهل القوة من أهل الإيمان من أبنائكم ليقوموا بواجبهم الشرعي تجاه دينهم وأهاليهم، فأصرّوا على أبنائكم في الجيش أن يتدارسوا أمرهم ويطيحوا بهذه الزمرة الحاكمة المجرمة؛ فهذا ما يطلبه الشرع منكم ومنهم. فأن يُطالَب بإسقاط النظام هكذا من غير أن ينطلق من منطلق شرعي فسيحبط عملكم ويجعله لصالح دول الغرب. إذا فلا بد من خطوة ثالثة حتى يكتمل العمل ويصبح شرعيًا على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما هي هذه الخطوة؟
إن الغرب يشترط علينا أن تكون خطوتنا الثالثة (دولة مدنية ديمقراطية) ليساعدنا، والله يأمرنا أن تكون دولة إسلامية لينصرنا، فلا مجال للمسلمين أن يختاروا إلا ما اختاره الله لهم قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.

أيها المسلمون في سوريا

لقد أحيت هذه الثورات في نفوس المسلمين كثيرًا من البشائر، فالأمة موعودة بخلافة راشدة على منهاج النبوة بقوله صلى الله عليه وسلم: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وهذا أوانها، وموعودة بالقضاء على يهود بقوله صلى الله عليه وسلم: «تقاتلكم يهود فتقتلونهم» وموعودة بفتح روما بقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل «أي المدينتين تفتح أولًا يعني القسطنطينية أو الرومية؟ فقال: مدينة هرقل أولًا يعني القسطنطينية» وفي هذا الحديث ما يدل على أن روما تفتح في آخر الزمان، وموعودة بفتح مشارق الأرض ومغاربها بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها». فكيف يقبل المسلمون مقولات الغرب في الثورات وللرسول كلمة في ذلك؟! بل أكثر من ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل بلاد الغرب مما يجب أن تفتح ويعمها خير الإسلام وليس العكس.
إن حزب التحرير يدعو أهله إلى أن يعملوا معه لتكون سوريا عقر دار الإسلام فتقوم فيها الخلافة ويتحقق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «عقر دار الإسلام بالشام». فالخير لا يطلب إلا من أهله، جعلكم الله من خيرة أهل هذا الزمان. فإلى طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ندعوكم، فهل بعد هذه الدعوة من دعوة؟!

24 من رمــضان 1432
الموافق 2011/08/24م
حزب التحرير
ولاية سوريا
 
ليبيا: مخاوف من أن تُعمق معركة طرابلس الشرخ بين الثوار والمجلس الإنتقالي

الدوحة – ''القدس'' من رشيد خشانة - لن تُحسم المعركة العسكرية في ليبيا طالما ظلت سرت وسبها والعقيلة تحت سيطرة كتائب القذافي، بالإضافة لبقاء مصير معمر القذافي نفسه غامضاً، على رغم سيطرة الثوار على مُجمع باب العزيزية. لكن الوضع على الجبهة السياسية ليس أقل غموضاً، إذ أن صراعاً كان صامتاً بدأ يطفو على السطح بين الثوار والمجلس الإنتقالي، وقد يطغى على المشهد الليبي في الأيام المقبلة.
قبل نجاح خطة "فجر عروس البحر"، التي أتاحت لقوات الثوار الدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس، ظهرت خلافات بين الرأس السياسية للإنتفاضة (المجلس الوطني الإنتقالي) وجسمها العسكري. وكشف مشهد السيطرة على وسط طرابلس غياب السياسيين الذين كانوا في بنغازي أو تونس أو الدوحة يُعلقون على ما يجرى، أو يُعطون التوجيهات، فيما كان الثوار لا يُعيرون اهتماماً لأقوالهم وتعليماتهم.
الأكيد أن معركة استكمال السيطرة على طرابلس ستُوسع الشرخ بين الجانبين على نحو قد يُذكر بالصراع الذي اندلع بين الحكومة الجزائرية الموقتة (في الخارج) وقيادة أركان جيش التحرير الوطني الجزائري، بزعامة هواري بومدين، أو ما كان يُسمى بـ"جيش الحدود"، لدى الدخول إلى العاصمة الجزائر صيف 1962.
وبدا من تعاطي الثوار الليبيين مع المجلس الإنتقالي في موضوع اعتقال محمد النجل الأكبر لمعمر القذافي (قبل فراره من قبضتهم)تباعد في الرؤى بين رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل المقيم في بنغازي ورئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج. وكان لافتاً أن عبد الجليل توعد الثوار بالعقاب في حال حصول أية تجاوزات ووصف بعضهم بـ"المتطرفين الإسلاميين" ما أثار استغراباً لدى المراقبين لأن عبد الجليل نفسه كان يُصنف من ضمن "الإخوانيين" بين أعضاء المجلس الإنتقالي.

جروح قديمة
وأبدى أحد المعارضين البارزين للقذافي في تصريح لـ خشيته من نكء جروح قديمة، بإعتبار أن عبد الجليل وقع أيام توليه وزارة العدل في حكومة القذافي، على قرار بإعدام عبد الحكيم بلحاج، الذي كان ينتمي إلى "الجماعة الليبية المقاتلة" المُرتبطة بتنظيم "القاعدة". وفي الوقت الذي كان فيه عبد الجليل بعيدا عن طرابلس كان نائبه عبد الحفيظ غوقة في الدوحة مُجتمعا مع بعض أعضاء في المكتب التنفيذي للمجلس، بينما كان يُفترض أن يكون في العاصمة طرابلس بوصفه القيادة السياسية للثوار. وهنا يُطرح السؤال: لمن يستمع الثوار، وما هي المرجعية التي تٌوجههم؟ وفي هذا السياق لاحظت شخصية ليبية رفضت الإفصاح عن هويتها لـ أن المعركة العسكرية انطلقت بسرعة لافتة في أعقاب اغتيال القائد العام السابق لقوات الثوار اللواء عبد الفتاح يونس، فهل يُؤكد هذا أن يونس كان يُعرقل تقدم الثوار، خصوصا في معارك البريقة التي استنزفت قواهم؟ لا أحد يملك اليوم الجواب على مثل هذه الأسئلة المُحيرة.

تداعيات عسكرية وسياسية
يُُذكر أن أعضاء المكتب التنفيذي (حكومة المهجر) المؤلف من ثلاثة عشر عضوا، هم فقط المعروفون، فيما ظلت أسماء الأعضاء الآخرين (وعددهم سبعة وعشرين عضوا) طي الكتمان رغم تحرير طرابلس تقريباً. ويُرجح أن غالبيتهم من المنتمين إلى التيارات الإسلامية (الجماعة الإسلامية، الإخوان المسلمون، الجماعة الليبية المُقاتلة...). كما أن ثوار مدينة مصراتة، ثالث المدن الليبية، يرفضون الإعتراف بالمجلس الإنتقالي. ومن الطبيعي أن لهذا التباعد بين الجانبين تداعياته العسكرية والسياسية، فمعركة طرابلس لم تُحسم، وتشير مصادر الثوار إلى أنهم لم يسيطروا سوى على خمسة وتسعين في المئة من المدينة. والأهم أن النسبة المتبقية تشمل حي بوسليم والعجيلات ومركز صلاح الدين الأمني والمستشفى العسكري وبعض الفنادق التي يتحصن فيها رموز من نظام القذافي. وهنا يُطرح سؤال محوري: كيف سيتعامل الثوار مع العقيد القذافي وأبنائه وأركان نظامه إذا ما ثبت أنهم ما زالوا في ليبيا؟ وكيف ستتم السيطرة على المناطق التي ما زالت موالية لهم، وبخاصة مدينة سرت الإستراتيجية وواحة سبها عاصمة الجنوب.
ومع إقبال كتائب جديدة من الثوار تباعاً على العاصمة سيطغى على التطورات في الساعات والأيام المقبلة الحسم العسكري في طرابلس والمواقع الأخرى التي ما زالت تسيطر عليها كتائب القذافي. كما لا يمكن معرفة موقف الثوار بعد تحرير طرابلس من أعضاء المجلس الذين كانوا يعملون مع النظام قبل 17 شباط (فبراير)، وكذلك من المنشقين الذين غادروا الحكم في الأسابيع الأخيرة، أمثال رئيس المخابرات السابق موسى كوسا ورئيس الوزراء السابق شكري غانم ووزير الأمن العام السابق نصر مبروك عبد الله ووزير النفط المستقيل أخيرا عمران بوكراع وحتى عبد السلام جلود (رئيس الوزراء بين 1972 و1977)، الذي كان على خلاف مع القذافي.

مصير "الإعلان الدستوري"
أما على الصعيد السياسي فلا يُعرف مصير خريطة الطريق التي وضعها المجلس الإنتقالي لمرحلة ما بعد القذافي، والتي أعلن عنها في 17 الجاري باسم "البيان الدستوري"، والرامية لتسليم المقاليد في أجل أقصاه سنة واحدة لهيئة منتخبة بعد وضع دستور للبلد. وكرر البيان المؤلف من 37 بنداً المبادئ العامة لخريطة الطريق التي اعتمدها المجلس الإنتقالي في آذار (مارس) الماضي وعرضت تفاصيلها في حينه.
تبقى التداعيات الإنسانية والأمنية لمعركة طرابلس، فبالإضافة للتهديدات بالسرقة والنهب التي تُخيم على أبراج ذات العماد حيث مقرات الشركات النفطية ومكاتب المجموعات العالمية، ومجمع زرقاء اليمامة التجاري وبعض الفنادق، هناك مخاطر نبهت لها المنظمة الدولية للهجرة التي ستقوم بعملية اجلاء لآلاف الأجانب المحاصرين في العاصمة الليبية، بحسب ما ذكرت صحيفة "الصباح الأسبوعي" التونسية. وشرعت المنظمة في البحث عن كيفية ترحيل آلاف المصريين والاجانب المحاصرين. ويرجح أن يتم هذا عن طريق البحر، وبالتالي قد تعرف بعض الموانئ التونسية على غرار الميناء التجاري في جرجيس وصول آلاف اللاجئين في الايام القريبة المقبلة. واستقبلت المعابر الحدودية التونسية منذ اندلاع الصراع في ليبيا نحو تسع مئة ألف من اللاجئين الليبيين والمهاجرين الاسيويين والافارقة. وقال شهود عيان للصحيفة ان الجيش التونسي قام بتعزيزات عسكرية خلال الايام الأخيرة وكثف من عمليات المراقبة والدوريات "حتى لا يعمد أحد إلى تجاوز الحدود التونسية خلسة".
في ضوء تفاعلات معركة تحرير طرابلس، يتساءل الجميع: هل سيتم الإحتفال رسمياً بتحرير العاصمة مع عيد الفطر، مثلما توقع السفير الليبي في باريس منصور سيف النصر، أم أن هذه المعركة الفاصلة ستكون طويلة ومُضنية ومُكلفة؟

http://www.alquds.com/news/article/view/id/290202
 
كتاب سويسري يفضح عدم شرعية قوائم الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب

محمد شريف
تضمن كتاب "قوائم الإرهاب: الثغرات السوداء في القانون الدولي" للصحفي السويسري الراحل فيكتور كوخر، كشفا للنقاب عن انحراف الأمم المتحدة في اتهام أشخاص بالإرهاب دون احترام للقانون الدولي ولا للميثاق الأممي. الكتاب أورد مقاطع عن بعض ضحايا هذا الإجراء وتطرق إلى عدد من الشخصيات الشجاعة التي حاولت الوقوف بوجه تواطؤ دول العالم، الديمقراطية منها وغير الديمقراطية.

كان من المفروض أن يقدم هو بنفسه آخر مؤلفاته عن المنطقة العربية "قوائم الإرهاب: الثغرات السوداء في القانون الدولي"، ولكن الأقدار شاءت أن يصبح موعد نشر الكتاب فرصة لنعي مؤلفه، الكاتب والصحفي السويسري فيكتور كوخر بعد وفاته في حادث تجوال بجبال الألب في ربيع العام الجاري.
لقد عايش فيكتور كوخر تقلبات العالم العربي منذ أكثر من 30 عاما وأحب هذه المنطقة لحد إتقان لغتها، وأصبح بذلك أحد المُلمّين بحضارتها وثقافتها وخصوصياتها الإثنية واللغوية والعرقية والثقافية والدينية. وهو ما حاول شرحه وتبيانه في كل أعماله ومراسلاته لمواطنيه من السويسريين الناطقين بالألمانية عبر ما كان ينشره في "نويه تسورخر تسايتونغ"، أكبر وأهم الجرائد اليومية في الأنحاء المتحدثة بالألمانية من الكنفدرالية.
فلا غرابة إذن أن يكون فيكتور كوخر، وبحكم هذه المعرفة العميقة بالعالم العربي، من أوائل الذين تفطنوا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تلاها من حملات أمنية استهدفت بشكل لم يسبق له مثيل كل ما هو عربي أو مسلم، إلى أن الحرب المعلنة ضد الإرهاب تشكل في بعض مظاهرها "خروجا عن الشرعية وعن المعايير الدولية".
وقد تناول بالخصوص في كتابه هذا بالتفصيل، لا شرعية المعايير والإجراءات التي اعتمدتها الأمم المتحدة في إقامة واختيار الأسماء الواردة في قوائم الإرهاب، بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية وبتواطؤ من معظم دول العالم الديمقراطية منها وغير الديموقراطية على حد السواء.
هذه القوائم السوداء التي اشتملت حتى موفى عام 2010 على أكثر من 480 اسما لأشخاص وجد الكثير منهم أنفسهم فجأة في ظل ملاحقة من قبل دول العالم، وفي مواجهة تجميد لأرصدتهم وممتلكاتهم، ومنعهم من السفر، لا لشيء إلا لمجرد الإشتباه، وبدون أدلة تذكر، في كونهم مقربين من جماعات إرهابية.
البعض منهم فقد كل ممتلكاته وتجارته، والبعض الآخر زج به في السجون بالوكالة من قبل أنظمة تسعى إلى ي التقرب من واشنطن بكافة الوسائل، بما فيها ممارسة التعذيب حتى ضد مواطنيهم والزج بهم في سجون سرية، اتضح أنها كثيرة في العالم العربي. ولكن أغلب الذين أدرجت أسماؤهم على هذه القوائم السوداء لم يفلح في التخلص من هذا الكابوس إلى حد اليوم لأن المعايير التي استخدمت لم تكن قائمة على أساس يسمح بإبقاء باب العدالة مفتوحا أمام المتهمين للدفاع عن أنفسهم والردّ على التهم الكوجهة إليهم.
"الـكمّاشة"
وصف فيكتور كوخر في كتابه "قوائم الإرهاب: الثغرات السوداء في القانون الدولي"، الإجراءات التي قامت عليها عملية تسطير وإعداد هذه القوائم بـ "الكماشة التي لا مجال للتخلص منها" سواء عبر القوانين الوطنية أو القوانين الدولية.
ويكمُن السبب كما يقول فيكتور كوخر في أن "قرار إصدار هذه القوانين سنه مجلس الأمن الدولي، أعلى وأقوى منظمة في العالم، وعززه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، من أجل فرض حظر على كل فرد او جماعة يشتبه في أنهم يدعمون الإرهاب. وهذا يعني أن كل دول العالم مُجبرة على تجميد أموال الأشخاص والمنظمات الواردة أسماؤهم في القائمة ومنعهم من السفر". وهو ما يستنتج منه فيكتور كوخر أن "هذه الإجراءات سمحت لأجهزة المخابرات بتوسيع رقعة شكوكها لتشمل فرض حظر على كل من يُعتقد أن له علاقة بالحركات الجهادية، وهذا بدعم من منظمة الأمم المتحدة".
وفي الواقع تعود فكرة "القوائم الإرهابية" إلى ما قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، بحيث كانت التجربة الأولى في عام 1997 بفرض حظر على عناصر من حركة أونيتا الأنغولية، ثم تطور الإجراء في عام 2000 بإصدار القرار 1267 بعد الإعتداءات التي استهدفت الأمريكيين في كينيا لكي تشمل عناصر القاعدة وحركة طالبان. وهو القرار الذي لا زال ساريا حتى اليوم وقد تمخضت عنه لجنة إعداد قوائم الإرهاب المكونة من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
ويشرح كوخر أيضا أن "مجلس الأمن يُصنف من يوجد إسمه في هذه القائمة على أنه عدو للإنسانية، مما يُلزم كافة دول العالم بمتابعته ومطاردته". ويوضح بهذا الخصوص أن "هذا صحيح عندما يتعلق الأمر بإرهابي حقيقي، ولكن عندما يتعلق الأمر بأشخاص وُجدت أسمائهم بحكم الخطأ في هذه القائمة، فإن مسالة إثبات البراءة أمام المحاكم تصطدم بعدم وجود اتهامات مُحددة للتمكن من تقديم الدلائل ضدها. وثانيا أن السلطات المطالبَة بالبت في القضية، بل حتى لجنة قوائم الإرهاب الأممية لا تحصل على أدلة الاتهام، نظرا لأن ذلك يرتكز على معلومات استخباراتية سرية لا يتم تبادلها حتى مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي".

يوسف ندا وياسين عبد الله القاضي وغيرهم...
استهل فيكتور كوخر كتابه بإيراد قصة زوجين بلجيكيين قدما الكثير من المساعدات للمجاهدين في حرب أفغانستان ضد الإحتلال السوفياتي، ثم وجدا اسميهما بعد أحداث 11 سبتمبر ضمن قائمة الإرهاب إلى جانب أسماء أسامة بن لادن وغيره من عناصر تنظيم القاعدة.
وإذا كان الزوجان البلجيكيان قد استطاعا سحب اسمهما من القائمة بعد حرب قضائية استمرت حتى عام 2009، فإن وضعية أشخاص آخرين مازالت على حالها رغم كل المحاولات. ومن ضمن هؤلاء قضية الثري السعودي ياسين عبد الله عز الدين القاضي المعروف بنشاطاته الخيرية والذي التقى أسامة بن لادن في بداية الثمانينات في باكستان، وعملا معا على دعم المجاهدين الأفغان ضد الاتحاد السوفياتي بتزكية أمريكية، واستثمرا معا في السودان، قبل أن "يقطع اتصالاته به في منتصف التسعينات"، كما ورد على لسانه في الكتاب.
ومنذ إدراج اسمه على قائمة الإرهاب، سـخـّر هذا الرجل الذي يملك مناجم للألماس في القارة الإفريقية وممتلكات وأنشطة تجارية عديدة في المملكة السعودية وتركيا، أفضل المحامين الدوليين من أجل رفع الحصار المفروض عليه وعلى أمواله حتى داخل بلاده. ولئن استطاع ياسين القاضي كسب القضية التي رفعها من أجل رفع الحجز المفروض على أمواله في تركيا وأوروبا من خلال قرار صادر عن محكمة الإتحاد الأوروبي في اللوكسمبورغ، ودحر مطالب عائلات ضحايا اعتداء 11 سبتمبر في الولايات المتحدة التي طالبته بتعويضات بحوالي 3 مليارات من الدولارات، فإنه لا زال يُصارع، وبعد انقضاء عشر سنوات كاملة من المعارك القانونية، من أجل شطب اسمه من قائمة الإرهاب لما يُتهم به من قرب من القاعدة بسبب نشاطات جمعيته الخيرية "موفق" التي كانت تشتغل في منطقة بشاور بباكستان تحت سقف "مكتب الخدمات" للمجاهدين العرب الذي يُعدّ المنظمة التي انبثق منها تنظيم القاعدة.
وإذا كان يقول عن نفسه - حسبما أورده فيكتور كوخر - في كتابه أنه "ضحية لغوانتانامو مالي"، فإن الآخرين يقولون عنه أنه "يشكل لدى الأوساط المطاردة للإرهابيين موضوع النقاش اليومي، وفي نظر منظمات المجتمع المدني المدافعة عن الحقوق بمثابة بطل المقاومة المدنية ضد هيمنة وانحراف البيروقراطية الأممية، وفي نظر الكثير من المسلمين بالرجل المتدين التقي الذي سقط ضحية العنصرية الغربية والإسلام فوبيا".
كما خصص الكتاب مقطعا مهما للحديث عن قضية رجل الأعمال الإيطالي - المصري يوسف ندا التي تمس سويسرا بحكم أنها أُجبرت الى جانب إيطاليا على تطبيق أوامر حجز الأموال والمنع من السفر وما إلى ذلك من الاجراءات التي جعلت آخر سنوات عمر هذا الرجل المقرب من جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمقيم في منتجع كامبيوني (وهي قطعة أرض إيطالية داخل سويسرا)، تتحول إلى جحيم بعد تعرضه لعملية تفتيش واعتقال كأحد كبار المجرمين في أحد فنادق لندن بعد إجرائه لحوار تلفزيوني مع قناة الجزيرة القطرية.
وبخصوص لامعقولية ما جرى ليوسف ندا، قال ديك مارتي، عضو مجلس الشيوخ السويسري، ومقرر الهيئة البرلمانية لمجلس أوروبا الذي فجر قضية السجون السرية وعمليات الإعتقال التي قامت بها وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية خارج نطاق القانون، لدى تدخله في الحفل: "لما اتصل بي يوسف ندا مع محاميه وروى لي ما جرى له، لم أصدق أن يحدث ذلك من قبل أنظمة ديمقراطية. ولكن سرعان ما تأكدت من صدق أقواله بعد الإتصال بالمدعي العام الفدرالي الذي أكد فتح تحقيق بشأنه في كل من سويسرا وميلانو".
قضية السيد يوسف ندا انتهت بعد ثمانية أعوام من المعاناة والحصار والمتابعة، بإقدام لجنة العقوبات الأممية في شهر مارس 2010 بشطب اسمه من قائمة الإرهاب بدون تقديم أي تعليلات أو اعتذارات.

تحسُّن لا يسمن ولا يغني من جوع
فيكتور كوخر خصص عدة فصول في كتابه للحديث عن شخصيات طبعت النقاش الخاص بقوائم الإرهاب وفي مقدمتهم النائب البرلماني ديك مارتي الذي أعـد تقارير دولية فضحت لجوء أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة وعدة بلدان متواطئة معها إلى تنظيم رحلات سرية لنقل أشخاص مشتبه فيهم وفضح موضوع السجون السرية. وقد وصفه فيكتور كوخر بـ "المحذر الشجاع الذي سلط الأضواء على الخروقات الخطيرة وتمكن من إضفاء المصداقية على طرحها على طاولة النقاش".
في المقابل، أدت الضغوط الدولية، والمساءلات التي شهدتها العديد من المجالس البرلمانية (ومن ضمنها البرلمان الفدرالي السويسري)، بعد نشر تقارير ديك مارتي، إلى إدخال بعض التحسينات وهي الأولى منذ إصدار هذه القوائم السوداء. ومن بينها تعيين وسيط أممي (أومبودسمان) في صيف عام 2010 في شخص القاضية الكندية كيمبرلي بروست التي "لا تملك أية صلاحيات ولكنها ترغب في القيام بالشيء الكثير"، أو بتعبير آخر "كمن يرغب في التستر بورقة عنب ولكن بها أشواك"، حسب فيكتور كوخر.
وعن عدم جدوى الإصلاحات التي أدخلت على لجنة قوائم الارهاب وطريقة عملها بعد تكاثر القضايا المرفوعة أمام المحاكم وبداية ظهور انتقادات علنية في بعض الصحف المهمة، يلخص فيكتور كوخر مواقف بعض المعنيين بالموضوع العاملين داخل أجهزة مكافحة الإرهاب (من أمثال ريتشارد باريت، المسؤول عن التنسيق في لجنة الأمم المتحدة المعنية بقوائم الإرهاب، وجيل دوكيرفوش، منسق محاربة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي) ويشير إلى أنهما "يتفقان على قول يسير في اتجاه واحد يتلخص في أن الوسائل المستخدمة في الحرب الوقائية ضد الإرهاب من جهة، والإجراءات القانونية المتبعة في متابعة المجرمين من جهة أخرى، هما كالماء والزيت، لا يختلطان أبدا".

swissinfo.ch
منقول : مجلة الزيتونة

 
[FONT=Times New Roman, serif]حزب التحرير [FONT=Times New Roman, serif]– فلسطين[/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]: [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]على نصر الله أن يكف عن ترديد شعارات الفرقة والضعف والتنازل[/FONT]​
[FONT=Times New Roman, serif]استنكر حزب التحرير[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]- [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]فلسطين[FONT=Times New Roman, serif] في تصريح صحفي لعضو مكتبه الإعلامي، المهندس باهر صالح، ما قاله الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب يوم القدس بأنّ [/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]"[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]إقامة دولة فلسطينية على حدود [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]1967 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]هو شأن داخلي يقرره الشعب الفلسطيني[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]"[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]، معتبرا أنّ هذا يعني اعفاء جيوش الأمة وحكامها من واجبهم تجاه تحرير فلسطين وترسيخا لانفصال الأمة حين اعتبرها قضية الفلسطينين أنفسهم[/FONT][FONT=Times New Roman, serif].[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]وقال[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]: "[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]إنّ فلسطين [FONT=Times New Roman, serif]للمسلمين جميعا وقضيتها قضية مليار ونصف مليار، ولابن طهران وابن جاكرتا وابن طشقند في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى كما لابن عكا وحيفا والخليل ونابلس[/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]"[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]، وأضاف[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]: "[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]فلا يجوز لحسن نصر الله ولا لغيره أن يعفي نفسه من واجبه تجاه تحرير فلسطين[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]".[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]كما استهجن الحزب أن ي[FONT=Times New Roman, serif]قبل الأمين العام لحزب الله بدولة فلسطينية على حدود [/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif]67 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]مؤكدا على أنّ ذلك يعتبر اعترافا بالمحتل وإضفاءً للشرعية عليه قبل كل شيء، فقال[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]: "[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]الأصل في حزب الله وكل الحركات التي ترفع شعار الإسلام والمقاومة أن تكون مواقفها وخطاباتها مستمدة من أحكام الإسلام التي تحرم الاعتراف بالمحتل والتفريط بشبر واحد من فلسطين، ومن المستهجن أن تخالف مواقفها الثوابت الإسلامية، فما الدعوة إلى القبول بدولة على حدود [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]67 [/FONT][FONT=Times New Roman, serif]إلا اعترافا بالمحتل وإضفاء للشرعية عليه[/FONT][FONT=Times New Roman, serif]". [/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]ودعا الحزب حسن نصر الله وكل من يرفعون شعار الإسلام والجهاد لأن يرسخوا فكرة وحدة الأمة الإسلامية وأخوة المسلمين وأنّ[FONT=Times New Roman, serif] فلسطين هي للمسلمين جميعا، وأن يكفوا عن ترديد شعارات الفرقة والضعف والتنازل[/FONT][/FONT][FONT=Times New Roman, serif].[/FONT]
[FONT=Times New Roman, serif]27/8/2011[/FONT]

 
بسم الله الرحمن الرحيم
محنة د. وجدي غنيم تجسيد معاناة ومصائب الأمّة في حكامها


قال تعالى: (اللهُ يَتَوَفى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالتي لمْ تَمُتْ في مَنامِها فَيُمْسِكُ التي قضى عَليْها المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أجَلٍ مُسَمىً إنَّ في ذلِكَ لآياتٍ لِقوْمٍ يَتفكرونَ)[[1]]
إنَّ قصة الفتية الذين فروا بدينهم من بطش وجبروت الطغاة، هي قصة تتكرر كل يوم وفي كل مكان، وفي كل الأمم والشعوب والأقوام. (إنَ أصحاب المبادئ والمعتقدات الصحيحة في كرب وشدّة وبلاء دائم، منذ أن خلقَ اللهُ الخلقَ إلى يومنا هذا، وذلك أنّه ما من أمة أو شعب أو قوم إلآ ولهم عقائد يعتنقونها، وأفكار يحملونها، وأحكام ينظمون بها أمورهم، إرتضوا لأنفسهم هذه العقائد والأفكار والأحكام وألفوها على مرور الزمن، واستعدوا للدفاع عنها، وذلك أنها غدت جزءاً من حياتهم، وهذه سنة الله في خلقه لم تتخلف في الأمم والشعوب والأقوام، لــــذا فإنّه ما من نبي أو رسول جاء لقومه بعقائد وأفكار وأحكام جديدة مغايرة لما هم عليه إلا ورفضوه وما يدعوهم إليه، وكذبوه وآذوه، فنال كل نبي أو رسول من صنوف الأذى وألوان العذاب ما نجده في كتاب الله تعالى: (وَلقدْ كذِبَتْ رُسُلٌ مِنْ قبْلِكَ فصَبَروا عَلى ما كذِبوا وأوذوا حَتى أتاهُمْ نصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكلِماتِ اللهِ وَلقدْ جاءَكَ مِنْ نبَإى المُرْسَلينَ)[[2]] وحيث أنَّ أتباع الأنبياء والرُّسُل يحملون الدعوات من بعدهم، فهم كذلك يتعرضون للأذى والتعذيب)[[3]] قال تعالى: (وَالسَمآءِ ذاتِ البُروجِ ! وَاليَوْمِ المَوْعودِ ! وَشاهِدٍ وَمَشْهودٍ ! قتِلَ أصْحابُ الأُخدودِ ! النّارِ ذاتِ الوُقودِ ! إذ هُمْ عَليْها قعودٌ ! وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلونَ بالمؤمنينَ شُهودٌ ! وَما نقموا مِنْهُمْ إلآ أنْ يُؤمِنوا بِاللهِ العَزيزِ الحَميدِ ! الذي لَهُ مُلكُ السَمَواتِ والأرْضِ واللهُ على كُلِ شَئٍ شَهيدٌ ! إنَّ الذينَ فتنوا المؤمِنينَ والمُؤمِناتِ ثمَّ لمْ يَتوبوا فلهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلهُمْ عَذابَ الحَريقَ !)[[4]] (ولما جاء في الحديث الشريف عن خباب بن الأرت : (... قال: كان الرجل قبلكم يُحفر له في الأرض، ويجعل فيه فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق بإثنتين، وما يصدّه ذلك عن دينه، ويمشّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه... )[[5]] فحامل المبدأ الصحيح مشعل هداية للناس من رسل وأنبياء أو من أتباعهم ومن إهتدى بهديهم وسار على نهجهم، فإنه لا يهادن ولا ينافق، ولا يخضع لضغوط الإمتحان والفتنة.)[[6]]

(وقد نال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونال أصحابه من أذى قريش وقبائل العرب ماهو معروف ومشهور، لكنّ الأنبياء والرُّسُل وكذلك أتباعهم من بعدهم ما كانوا ليتركوا حمل الدّعوة وتليغ الشَّرائع والأحكام خضوعاَ للعذاب والأذى، بل كانوا يصبرون ويصبرون على ما يلاقونه حتى يحكم الله بينهم وبين أقوامهم، وما عُرفَ أنّ نبياً أو رسولاً أو أتباع نبي أو رسول تركوا حمل الدّعوة وتخلوا عن حمل الأمانة خضوعاً للإمتحان والتعذيب، فالصبر على العذاب والأذى سنة لا تتخلف في كل من يحمل الدّعوة الحق من أنبياء ورسل واتباعٌ على مر العصور والدّهور).[[7]]

(إنَّ حمل الدّعوة يعني بالتأكيد ضرب العقائد والأفكار والأحكام المألوفة لدى الناس، واستبدال عقائد وأفكار وأحكام أخرى بها، كما يعني التعرض للأذى والعقاب والإمتحان والفتنة، وما يجب حياله من التحلي بالصبر وتحمل المكاره، وانتظار الفرج من رب العالمين. فالبلاء والعذاب أمران لا بد من حصولهما أثناء حمل الدّعوة، كما أنّ الصبر والتحمل أمران لا بد من وجودهما لدى حامل الدّعوة، وعندما تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للتعذيب من أهل الطائف توجه إلى ربه داعياً مبتهلاً، كما روى محمد بن كعب القرظي):[[8]]

(اللهم إليك أشكوا ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين: أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى قريب يتهجمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل علي غضبك..)[[9]]

(إنّ الفتنة والإمتحان التي يتعرض لها حملة الدّعوة كانت وتكررت وستكون وتتكرر، فما دام تعاقب الليل والنهار فسيكون هناك جلادون ومن يجلدون، وحامل الدّعوة يتحدى ولا بد الجلادين العُتاه، يتحدى المجتمع "وقادته والناس كافة" بعقائده وأفكاره ومفاهيمه وأحكامه وأعرافه وتقاليده، كما يتحدى الحكام والجلادين، ثابتاً على المبدأ، مسفهاً العقائد والأفكار والأحكام والمفاهيم والعادات والأعراف، صابراً على الأذى والعذاب والبلاء الذي سيتعرض له نتيجة ثباته على المبدأ. لذا فقد صنفه الرسول صلى الله عليه وسلم في صف واحد مع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، مصداقاً لقوله تعالى: (كُلُ نَفسٍ ذائِقةُ المَوْتِ وَإنّما توَفونَ أُجورَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَاُدْخِلَ الجَنَّةَ فقدْ فازَ وَما الحَياةُ الدنيا إلآ مَتاعُ الغُرورِ)[[10]]

وحتى يتم أمر الله تعالى فإنّ الأعداء يفتحون السجون والمعتقلات، ويشهرون العصي والسياط، ويحاربون حملة الدعوة بقطع الأرزاق وحتى بقطع الأعناق، يعلنون الحرب على حملة الدعوة في كل المجالات، ليحولوا بينهم وبين حمل الدعوة والثبات عليه والإستمرار فيه ، فَمَنْ فتِنَ ومن ترك حمل الدعوة استجابة للضغوط فقد سقط، وحقق المفتون والساقط لأعداء الدعوة وأعداء الله ما يصبون إليه ويطمحون فيه.)[[11]]

(وكما ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعوة وعلى حملها، فقد ثبت صحابته رضوان الله عليهم ثباتاً لا نظير له، والأمثلة على ذلك كثيرةً ومعروفة ومشهورة، وما قصة تعذيب بلال في بطحاء مكة وثباته على الحق، وما قصة آل ياسر وتعذيبهم برمضاء مكة وصبرهم بخافية على أحد، وكتب السيرة تقص علينا قصص ثباتهم على حمل الدعوة، كما تقص علينا أساليب التعذيب التي استعملها طغاة مكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع صحابته من بعده.)[[12]]

وكما ثبت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته على المبدأ فلم يهنوا ولم يضعفوا، فكان منهم بلال وآل ياسر وسمية وخبيب وغيرهم صابرين محتسبين، فقد ثبت قبلهم فتية الأخدود كما أعلمنا الله في سورة البروج، الذين صبروا على العذاب وثبتوا على المبدأ حتى فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها مستبشرة بلقائه، وقد أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج صادقة من الثبات على الحق، وهم أصحاب عيسى بن مريم عليه وعليهم السلام الذين نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، فلم يهنوا ولم يُفتنوا، بل صبروا وثبتوا.

كما أن ممن ثبت على المبدأ أخوة لنا عذبوا حتى الموت فلو يهنوا ولم يضعفوا، لا بل صبروا وصمدوا محتسبين حتى فاضت أرواحهم الطاهرة الزكية إلى بارئها مستبشرة بلقائه، كما حصل مع العلامة "سيد قطب" ومن سبقه من قتلى الثبات على المبدأ الحق ومن لحقهم بعد ذلك من إخوانهم الذين استشهدوا على يد عبد الناصر وخلفائه من حكام مصر. وكما حصل مع قتيل الثبات على المبدأ الحق "عبد الغني الملاح" الذي استشهد عام 1963 في بغداد تحت تعذيب حكام البعث له. وكذلك "ناصر سريس وبديع حسن بدر" ورفاقهم من شهداء الثبات على المبدأ الذين قتلهم وسحلهم في الشوارع طاغية ليبيا معمر القذافي. والمهندس "ماهر الشهبندر" ورفاقه من الشهداء الذين قتلهم طاغية العراق صدام حسين.. كل هؤلاء وغيرهم كثير ممن سبقهم ومن أتى بعدهم، لقوا ربهم وهم على عهدهم لم يتزعزع لهم إيمان، ولم تلن لهم قناة، ولم يحنوا هاماتهم للطغاة، لم يُفتنوا بل اختاروا الثبات على المبدأ والتحدي به. اليست كل نفس ذائقة الموت؟ أليس لكل أجل كتاب؟

قال تعالى: (مِنَ المُؤمنونَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا الله عَليْه فمِنْهُمْ مَن قضى نحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتظِرُ وَما بَدّلوا تبْديلاً)[[13]]

نعم .... إنّ الفتنة والإمتحان التي يتعرض لها حملة الدّعوة كانت وتكررت وستكون وتتكرر، فما دام تعاقب الليل والنهار فسيكون هناك جلادون ومن يجلدون، وحامل الدّعوة يتحدى ولا بد الجلادين العُتاه، يتحدى الحكام والجلادين، ثابتاً على المبدأ، مسفهاً العقائد والأفكار والأحكام والمفاهيم والعادات والأعراف، صابراً على الأذى والعذاب والبلاء الذي سيتعرض له نتيجة ثباته على المبدأ. وامتحان حملة الدعوة والعلماء وغيرهم من الأتقياء قائمة في كافة الدول الكرتونية في العالم الاسلامي. فالعلماء هم من الأهداف الرئيسية للحكام العملاء يسومونهم سوء العذاب ما استطاعوا لذلك سبيلا، من سجن وتعذيب وتشريد وقطع أعناق وقطع أرزاق، فتعرض د. وجدي غنيم وزوجته للسجن يوم عيد الفطر باليمن هو حدث طبيعي ممكن حدوثه في اليمن أو في مصر أو الأردن أو سوريا أو أرض الحرمين .... ألخ ويظهر حدوثه بكل البشاعة والقذارة في السلطة الفلسطينية، فكل الدويلات المتحكمة في رقاب المسلمين هي دول بوليسية مخابراتية لا يرقبون في المسلمين إلاً ولا ذمة . وظلم هؤلاء العتاه تعدى السجن إلى قتل الآلاف كما هو حاصل في ليبيا وسوريا واليمن، وكذا مداهمة المساجد والتعرض للمصلين بالأذى، فالقضية ليست قضية اعتقال باليمن بل هي قضية حكم المسلمين من قبل أناس لا يتقون الله في شعوبهم، بل بُعلنون الحرب عليهم. فهؤلاء الحكام العملاء كان قيام دولهم منسجم مع قانون تقسيم المسلمين لمخترات ودويلات قامت بموجب اتفاقية سايكس بيكو، ولن تتوقف كل تلك المهازل إلا بزوال تلك الدول الكاتمة لأنفاس الناس والمطاردة لحملة الدعوة والعلماء وقيام دولة الخلافة الراشدة.

والأصل أنّ د. وجدي غنيم ثبته الله على الحق وأجرى كلمة الحق على لسانه وحفظه من شر هؤلاء الحكام العتاة، ورزقه الصبر على بلائهم ليس ضيفاً باليمن بل هو من أهلها، فلكل مسلم حق التنقل والإقامة بلا قيود في أي بلد اختار منها دون حاجة لإذن دخول (فيزا ) أو أذن إقامة مما يشترطه حكام التنسيق الأمني والمخابراتي ممن قام بناء على شريعة ما سايكس بيكو، فالأصل عدم وجود تلك الدول الكرتونية بل وجود دولة الخلافة الإسلامية التي تحكمنا بشرع الله لا شرع ما يسمى ( الأمم المتحدة ) ولا بما يسمى ( الشرعية الدولية ) فاعملوا مع العاملين المخلصين شباب حزب التحرير لإقامتها.
قال الله تعالى‏:‏ ‏ { ‏يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)[14]


http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref1[1] الزمر: ( 42 ).

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref2[2] الأنعام: ( 34 ).

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref3[3] عويضه – محمود عبد اللطيف، حمل الدعوة – واجبات وصفات -، الصفحات (100-101)، بتصرف.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref4[4] البروج: ( 1 – 10 ).

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref5[5] رواه البخاري وأحمد و النسائي و أبو داوود.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref6[6] المصدر السابق، بتصرف.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref7[7] المصدر السابق، الصفحات ( 102 – 106 )، بتصرف.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref8[8] عويضه – محمود عبد اللطيف، حمل الدعوة – واجبات وصفات -، الصفحات (102-106)، بتصرف.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref9[9] رواه أبن هشام في السيرة، ورواه البغوي في التفسير، ورواه الطبراني في المعجم الكبير عن طريق عبد الله بن جعفر.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref10[10] آل عمران: ( 185 ).

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref11[11] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، بتصرف.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref12[12] المصدر السابق، صفحه ( 113 )، بتصرف.

http://www.nationalkuwait.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2667592#_ftnref13[13] الأحزاب: (23).

 
أعلى