مقالان يتحدثان عن الشيخ عبد الكريم الحاج والمجلس الانتقالي الليبي (معلومات مهمة)

هذين مقالين منقولان يتحدث المقال الأول عن سيرة الشيخ/ عبد الكريم بلحاج الموكل به الآن مطاردة العقيد القذافي، بينما يتحدث المقال الثاني عن المجلس الانتقالي الليبي والغموض الذي يكتنفه!!
والمقال الأول نقل عن العضو : أكاليل
والمقال الثاني نقل عن العضو : mohammad500

المقال الأول:
1_1081498_1_34.jpg

من هو عبدالحكيم بلحاج قائد الثوار في طرابلس ؟! هنا سيرته وماذا قال لقناة الجزيرة قبل عام وماذا قال عنه سيف الاسلام .؟


عبدالحكيم بلحاج القائد العسكري للثوار في طرابلس وقائد عملية الدخول الى العاصمة الليبية . تردد اسمه الأيام الأخيرة كثيراً في الإعلام .

قبل قرأءة سيرة هذا الرجل / شاهدوا هذا الفيديو الذي عرضته قناة الجزيرة في مارس 2010م واخذت فيه لقاء مع عبدالحكيم بلحاج بعد إطلاق سراحة من السجن في ليبيا ضمن مبادرة من ( مؤسسة القذافي الخيرية ) وبواسطة من الدكتور / سيف الإسلام القذافي . وقد تم الافراج عن اكثر من 700 سجين من قيادي ما يسمي بالجماعة الليبية المقاتلة وعلى مراحل ، و كانت هذه الجماعة تُتهم بإنضمامها للقاعدة ، ومشاركة بعض اعضائها في الحرب بأفغانستان والعراق وباكستان .

في هذا اللقاء يمتدح عبدالحكيم بلحاج " ضمنياً " واسطة الدكتور سيف الاسلام للإفراج عنه ، وبعد سنة من هذا اللقاء تقريبا ، هاهو عبدالحكيم يدخل طرابلس فاتحا وباحثاً عن سيف الإسلام ووالده ( صاحب المؤسسة الخيرية ) . فسبحان الذي يُعز من يشاء ، ويُذل من يشاء ..!!


16309_17636.jpg

صورة عبدالحكيم بلحاج عند الافراج عنه من السجن بمبادرة مؤسسة القذافي الخيرية ..!!​


اولاً : لقاء عبدالحكيم بلحاج قبل سنة مع قناة الجزيرة بمناسبة الإفراج عنه .


ثانياً / مقطع مصور من حديث سيف الإسلام وتصريحه للصحفيين بمناسبة الافراج عن اعضاء هذه الجماعة واصفاً افراد هذه الجماعه بأنهم لم يعدوا خطرا على المجتمع وقادرين على الإندماج فيه وليس لديهم مشكلة في اطلاق سراحهم ..! ( تذكرت كلام النجيمي المناصح في برنامج المناصحة اللي يقول عن التكفيريين المطلق سراحهم من السجون السعودية انهم لم يعدوا خطرا على المجتمع وقادرين على الاندماج فيه ) ..!!




ثالثاً / سيرة عبدالكريم بلحاج .

عبد الحكيم لخويليدي أو عبد الحكيم بلحاج هو أحد مواليد 1966 بالعاصمة الليبية طرابلس وأحد أبناء الحركة الإسلامية بليبيا ، خريج مدرسة هندسية وأحد أبرز شبان الجهاد الأفغاني ممن غادروا الجماهيرية سنة 1988 إبان تصاعد العداء ضد الإتحاد السوفيتي في العالم اثر المجازر البشعة ضد الشعب الأفغاني.

عرف عبد الحكيم بلحاج بأنه رحالة مجاهد أو مجاهد رحالة بعد تجربة قادته لحوالي 20 دولة من أبرزها باكستان وأفغانستان وتركيا والسودان ،رافق فيها شيخه عبد الله عزام وآخرون كثر من أمراء الجهاد .

عرف عن عبد الحكيم بلحاج انتمائه المبكر للتيار الإسلامي أيام الدراسة بالثانوية قبل أن يؤسس بنفسه الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي تزعمت معارضة حكم العقيد القذافي وآلت على نفسها أن تكون سببا في إسقاطه رغم الهزات العنيفة التي شهدتها المسيرة والانتصارات الجزئية للعقيد في مواجهة الشبان الإسلاميين الثائرين ضد حكمه "الجماهيري" الشمولي في شرق البلاد.

في سنة 1993 استقر عبد الحكيم بلحاج في مدينة بنغازي شرق ليبيا حيث مقر الحركة السنوسية مستفيداً من كره سكان المنطقة لنظام العقيد القذافي وشرع في تجنيد عدد من شباب المنطقة لمشروعه السياسي الرامي الي قلب نظم الحكم في ليبيا، وأوعز الي فتيانه بدخول اللجان الثورية للحصول على التدريب والأسلحة للقيام بانتفاضة مسلحة للقضاء علي نظام العقيد الممسك بزمام الأمور، وبعد سنتين من العمل السري اكتشفت السلطات الليبية مكانا للمقاتلين بالشرق الليبي كان معدا للتدريب بقيادة الضابط الليبي المنشق صالح الشهيبي .

وقد كان اكتشاف الجماعة بداية خريف ساخن بينها وبين العقيد القذافي الذي أستخدم طيرانه العسكري لضرب مواقعها ببعض الجبال ودك حصونها ولما تعلن بداية التمرد على نظامه.

بعد سنتين من المواجهة تمكن نظام العقيد الليبي معمر القذافي من قتل أبرز قادة الجماعة بعد عبد الحكيم بلحاج وهو الشيخ صلاح فتحي سليمان.

فر العديد من مقاتلي الجماعة الإسلامية الي العاصمة البريطانية لندن التي استقبلتهم اثر خلافها مع العقيد القذافي وحاولت استغلالهم كورقة سياسية للمساومة وابتزاز العقيد.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر صعدت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة اللهجة ضد الإسلاميين عموما والعائدين من أفغانستان خصوصا،و شاءت الأقدار أن يسقط الرجل الثائر بأيدي المخابرات الأمريكية فبراير سنة 2004 بينما كان ينوي مغادرة ماليزيا باتجاه السودان.

بعد تحقيق سريع سلم عبد الحكيم بلحاج الي نظام العقيد القذافي الذي يعتبره من أبرز معارضيه وأحد الزنادقة المطلوبين لحكمه كما يطلق عادة علي المعارضين الليبيين وخصوصا من أنصار التيار الإسلامي بشقيه السلفي والأخواني.

دفع الشيخ عبد الكريم بلحاج فاتورة المعارضة من جسده وحريته ، ورمت به قوات القذافي خلف القضبان لسنوات طويلة في سجن أبو سليم الشهير ، غير أن جهود الداعية الليبي والقيادي المعارض للقذافي الشيخ علي الصلابي حملت للرجل قدرا آخر رغم المشقة وطول الطريق.

استغل الصلابي مستوي الانفتاح النسبي الذي عاشته ليبيا خلال السنوات الأخيرة من حكم العقيد لتمرير مشروع المصالحة بدعم من نجل العقيد سيف الإسلام القذافي وبعض رفاقه من الليبراليين والإسلاميين القاطنين بالعاصمة البريطانية لندن تحديدا.

وساعدت المراجعات الجريئة لعبد الحكيم بلحاج الصلابي وعدد من رفاقه في إقناع العقيد بسلامة توجه المجموعة وضرورة طى صفحة الماضي والإفراج عن الإسلاميين المحتجزين لديه.

كان عبد الحكيم بلحاج من أكثر عناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة توازنا وكان يري أن مواجهات 1995 مع النظام الليبي سابقة لأوانها وأنها فرضت من قبل الأجهزة الأمنية الليبية رغم أن كل أحرار ليبيا كانوا يدركون أن رحيل العقيد القذافي يحتاج الي حمل السلاح وأن الحسم العسكري هو الوحيد القادر على زعزعة نظام شمولي تحكم في رقاب العباد أكثر من أربعين سنة.

سمح للسجين عبد الحكيم بلحاج بلقاء رفاقه داخل معتقلات القذافي لقيادة حوار شامل حول الأسس الفكرية للجماعة ومراجعة الكثير من المفاهيم ، وكان سنده ورفيقه في الحوار الشيخ الصلابي القيادي بجماعة الأخوان المسلمين وأحد رموز المعارضة الليبية حاليا.

وقد انتهت المشاورات بتشكيل لجنة للحوار عهد إليها بمناقشة مجمل القضايا ، وضمت ممثلين عن الأجهزة الأمنية ومؤسسة سيف الإسلام القذافي والدكتور الصلابي وممثلين عن الجماعة المقاتلة.

بعد سنوات من النقاش والمراجعة خرجت نسخة الكتاب الأولى لعبد الحكيم بلحاج "دراسات تصحيحية" والذي أسس لمنهج إسلامي معتدل ، نال تزكية كبار العلماء مثل الشيخ القرضاوي والشيخ الددو وأحمد الريسوني وآخرين ..

ووجه عبد الحكيم بلحاج بانتقادات لاذعة من قبل بعض السلفيين وأقارب مقاتلي الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة واتهم بالتخلي عن الثأر لرفاقه الذين سقطوا في مواجهة نظام العقيد الليبي بعد التغرير بهم ، غير أن القدر أنصفه وحمل له ما أراد في مواجهة كانت أبرز ملامحها دخول مخبأ العقيد الليبي معمر القذافي في باب لعزيزية بعد أن قاد بنفسه معكرة تحرير طرابلس.

في مارس 2010 أفرج عن القيادي عبد الحكيم بلحاج مع 214 مع سجناء سجن أبو سليم ضمن حادثة هي الأولي في تاريخ ليبيا ، وسط تغطية إعلامية عربية وعالمية للحدث الذي غير مسار التاريخ الليبي المعاصر وأسس لمراجعات فكرية في أكثر من دولة عربية بعد ذلك.

ومع بداية التحول التاريخي في مسيرة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة صعدت أوساط التيار السلفي الجهادي ضد عبد الحكيم بلحاج الذي اتهموه بخيانة المنهج والانحراف عن المسار بل الزندقة.

في سنة 2007 أعلن أيمن الظواهري رسميا انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الي القاعدة ليقطع الطريق أمام عبد الحكيم بلحاج الذي دخل في مسار المراجعات الفكرية، وليخفف من وطأة الفراغ السياسي الذي عانته منه مجموعات شبابية محسوبة علي الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة تري أن بلحاج بات أقرب الي نهج جماعة الأخوان المسلمين من تنظيمه الذي أسس قبل دخوله المعتقل، وأن الإفراج عنه يعني ضربة موجوعة للفكر السلفي المتشدد بليبيا وجهود المواجهة القائمة مع العقيد القذافي.

واصل القيادي الليبي المعارض جهوده مع آخرين لترتيب الساحة الإسلامية وإعادة الأمل لضحايا السنوات السود والإفراج عن بقية المعتقلين إلي أن دقت ساعة الصفر بحلول ربيع الثورات العربية ليخرج بلحاج مع رفاقه من الإسلاميين والليبراليين مطالبا بالحرية ودولة القانون والمساواة.

ووجهت المظاهرات السلمية التي شاركوا فيها بعنف شديد وسقط العشرات في مدينة بنغازي معقل الثورة لتتحول المدينة الهادئة الي شرارة مرعبة للعقيد وأعوانه لكن كانت 2011 مختلفة تماما عن 1995 .

حمل عبد الحكيم بلحاج ورفاقه السلاح ضمن ثوار 17 فبراير ، ليكلف لاحقا من قبل المجلس الانتقالي الليبي بقيادة أبرز معارك الحسم في مواجهة العقيد ، إنها معركة العاصمة الليبية طرابلس.

برز الرجل للأضواء من جديد ، وحافظ على توازنه السابق وقرر بنفسه التوجه الي العاصمة الليبية طرابلس متسللا عبر ثبج البحر مع آخرين من رفاق السلاح متحدين جبروت الطاغية وكاسرين هدوء ليل المدينة الرتيب ومفجرين أعظم انتفاضة في وجه طاغية تعيشها دولة عربية في العصر الراهن.

كانت صيحات التكبير تسمع بقوة بأحياء تاجوراء وسوق الجمعة وشارع النصر ، وكان بلحاج ورفاقه يواجهون بأسلحتهم الخفيفة عتاد الكتائب لكن العزيمة مختلفة والإيمان بالله وعدالة القضية أبرز عوامل الحسم في معركة عروس البحر التي أنهت فعليا نظام العقيد القذافي.

وبعد يومين من المواجهة العنيفة أطل الرجل الوقور الهادئ عبد الحكيم بلحاج ثانية ولكن هذه المرة من ساحة باب لعزيزية وسط العاصمة الليبية طرابلس معلنا نهاية العقيد وأبنائه ومبرهنا علي صدق الوعد الذي قطعه مع آخرين قبل أسبوعين بصلاة العيد بطرابلس وهم في الزنتان والرجبان يواجهون بطش الكتائب ويدفعون بصدورهم المؤمنة شر أنصار الطاغية ويحمون آلاف المدنين .


.
.
.
 
المقال الثاني:


إعادة انتشار رجال بن لادن
بقلم: ويبستر تاربلي Webster Tarpley مؤرخ وصحفي أمريكي


أعداء الحلف الأطلسي في العراق وأفغانستان وحلفاؤه في ليبيا:
اعتمادا على الدراسة التي قامت بها الأكاديمية العسكرية فيويست بوينت حول الوثائق المحصل عليها من الإمارة الإسلامية في العراق (دولة العراق الإسلامية) فإن المؤرخ والصحفي الأمريكي ويبستر تاربلي يعتقد أن أعضاء المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ينتمي عدد كبير منهم إلى تنظيم القاعدة.
ففي إعادة انتشار واسعة لعملياتها السرية تقوم الولايات المتحدة بتأطير الجهاديين في ليبيا وسوريا الذين تحاربهم في العراق وأفغانستان.
ولقد كان الدافع وراء العملية العسكرية الحالية ضد ليبيا هو القرار رقم 1973 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يهدف إلى حماية المدنيين فتصريحات الرئيس أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس ساركوزي وغيرهم من القادة كلها شددت على الطابع الإنساني لهذا التدخل وهو ما يعني رسمياً منع مذبحة يقوم بها نظام القذافي ضد القوى المؤيدة للديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان.
ولكن في نفس الوقت أعرب العديد من المعلقين عن بعض القلق بسبب الغموض الذي يحيط بالحكومة الانتقالية ضد القذافي فهذاالمجلس الذي تأسس في أوائل آذار مارس في مدينة بنغازي الواقعة في شمال شرق ليبيا وقد تم بالفعل الاعتراف بهذه الحكومة من قبل فرنسا والبرتغال على أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي.
هذا المجلس يبدو أنه يتألف من أكثر من 30 عضواً أكثرهم محاطون بهالة من الغموض وبالإضافة إلى ذلك يتم الاحتفاظ بسرية أسماء أكثر من اثني عشر عضوا في هذا المجلس وذلك من أجل حمايتهم من انتقام قوات القذافي ولكن قد تكون هناك أسباب أخرى وراء هذه السرية التي تحيط بهويتهم.
فعلى الرغم من العديد من الشكوك فقد سارعت الأمم المتحدة والكثير من الدول الرئيسية في منظمة حلف شمال الأطلسي بما في ذلك الولايات المتحدة لمساعدة قوات المتمردين فيالغارات الجوية مما أدى إلى فقدان طائرة أو طائرتين للتحالف مع احتمال خسائر أكبر بكثير خصوصا إذا حصل هجوم أرضي على قوات القذافي ولقد حان الوقت ليعرف الأميركيون والأوروبيون ما خفي عن هؤلاء المتمردين الذين من المفترض أنهم يمثلون بديلا ديمقراطياً وإنسانياً لنظام القذافي فمن الواضح أن المتمردين ليسوا مدنيين وإنما قوة مسلحة فأي نوع من القوى المسلحة هم يا ترى؟
ونظراً لصعوبة دراسة زعماء المتمردين من الخارج خصوصا وأن تحديد البروفايل الشخصي والسوسيولوجي للمتمردين يعد أمرا مستحيلا في خضم هذه الحرب فلربما كانت الطريقة المستخدمة عادة في دراسة تاريخ المجتمعات يمكن استعمالها هنا فهل هناك من وسيلة لنعرف بالضبط ماهو المناخ السائد والرأي المنتشر في هذه البلدات الواقعة شمال شرق ليبيا مث لبنغازي وطبرق ودرنة والتي هي بمثابة مراكز التمرد؟
هناك دراسة لـ ويستبوينت يرجع تاريخها إلى ديسمبر 2007 حول بروفايل عدد من المقاتلين الأجانب فيالعراق أثبتت أن الجهاديين أو المجاهدين وبعضهم من المفجرين الانتحاريين قد عبروا الحدود السورية لزيارة العراق خلال الفترة من 2006 إلى 2007 وكلها تحت إشراف التنظيم الإرهابي الدولي أو ما يعرف بتنظيم القاعدة هذه الدراسة تعتمد على ما يقرب من 600 ملف استولت عليها القوات الأميركية في خريف 2007 ثم تم تحليلها ودراستها في ويست بوينتب استخدام منهجية سنقوم بشرحها بعد أن نقدم الاستنتاجات الرئيسية وكشفت نتائج هذه الدراسة عن طريق ذكر خصائص معينة فكرية وعقدية يمتازبها سكان شمال شرق ليبيا كما حددت بعض النقاط الهامة حول الطبيعة السياسية للثورة ضد القذافي في هذه المنطقة.

درنة وبنغازي في شمال شرق ليبيا عاصمتين دوليتين للجهاديين:
النتيجة الرئيسية التي خرجت بها دراسة وبست بوينت هي أن الممر من بنغازي إلى طبرق عن طريق مدينة درنة هو واحد من أكبر الأمكنة في العالم يتجمع بهاالإرهابيون الجهاديون ويمكن أن يعتبر المصدر الأول للمرشحين للقيام بهجومات انتحارية أكثر من جميع البلدان مجتمعة فمدينة درنة لديها نسبة 1 مقاتل أرسل إلى العراق لقتل الأميركيين مقابل 1000 إلى 1500 نسمة ويبدو أنها جنة الانتحاريين فهي تتفوق على أقرب منافسيها ومن بعيد ألا وهي مدينة الرياض في السعودية.
فحسب التقرير الذي قام به جوزيف فيلتر وبريان فيشمان في ويست بوينت فإن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الجهاديين المرسلين إلى العراق لمحاربة الولايات المتحدة ودول التحالف خلال الفترة في محل الدراسة أما ليبيا التي يبلغ عدد سكانها أقل من ربع سكان المملكة فإنها تحتل المركز الثاني فقد أرسلت المملكة العربية السعودية 41٪ من المقاتلين ووفقاً لفيلتر وفيشمان كانت ليبيا الثانية في القائمة مع 18.8٪ 112 مقاتلاً وهناك دول أخرى أكثر سكاناً ولكنها لم ترسل نفس النسبة فكانت سوريا بنسبة 8.2٪ بـ 49 مقاتل واليمن 8.2٪ بـ 48مقاتل والجزائر 7.2٪ بـ 43 مقاتل أما المغاربة فمثلوا 6.1٪ بـ 36 مقاتل والأردنيون 1.9٪ بـ 11 مقاتل وهذا يعني أن ما لا يقل عن خُمُس المقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى العراق عبر الحدود السورية جاءوا من ليبيا البلد التي عدد سكانها 6 ملايين فقط كما بلغت نسبة الأفراد الراغبين في القتال في العراق أكبر بكثير بين الليبيين من أي بلد آخر حيث أشار فيشمان وفيلتر أن ما يقرب من 19٪ من المقاتلين في سجلات سنجار جاءوا من ليبيا فتكون ليبيا بذلك حتى الآن أكثر مشاركة من أي دولة أخرى.
ولكن بالنظر إلى أن ملفات موظفي القاعدة تحتوي على بلدانهم الأصلية تبين لنا أنالرغبة في الذهاب إلى العراق لقتل الأميركيين ليست موزعة بشكل متعادل في ليبيا لكنها تتركز خصوصاً في المناطق المحيطة ببنغازي والتي تشكل اليوم مركز هذه الثورة ضدالعقيد القذافي والتي ترى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يدعمونها بحماس.
وكما وضح الصحفي دايا غاماج في مقال نشر مؤخراً في آسيا تريبي ونحول دراسة ويست بوينت شيء مقلق للاستراتيجيين الغربيين فمعظم المقاتلين جاؤوا من شرق ليبيا بالضبط من منطقة التمرد الحالية ضد العقيد القذافي ووفقاً لتقريرويست بوينت فإن مدينة درنة الواقعة في شرق ليبيا أرسلت إلى العراق مقاتلين أكثر منأي مدينة أخرى ويحدد عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى العراق من درنة بـ 52 مقاتل وهي مدينة عدد سكانها يبلغ 80000 نسمة فقط حيث تقع مدينة الرياض فيالسعودية في المرتبة الثانية بعدها مع أن عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة في حين أرسلت بنغازي عاصمة الحكومة المؤقتة 21 مقاتل وهذا العدد كذلك لا يتناسب مع عدد سكانها فمدينة درنة الغامضة تتقدم على الرياض العاصمة والمدينة الكبيرة بـ 52 مقاتل مقابل 51 في حين أن طرابلس معقل القذافي لا تظهر في هذه الإحصاءات مطلقا.
ولتفسير التركيز الهائل للمقاتلين المناهضين للولايات المتحدة في بنغازي ودرنة فالجواب يبدو مرتبطاً بمدارس التطرف في الشريعة والسياسة التي تزدهر في هذه المنطقة وكما ورد في تقرير ويست بوينت فقد ثبت منذ فترة طويلة أن درنة وبنغازي مرتبطتان بالتشدد الإسلامي في ليبيا وهذه المناطق تعيش حالة من الصراع القبلي والإيديولوجي مع الحكومة المركزية بقيادة العقيد القذافي بالإضافة إلى كونها معارضة سياسية له فمسألة ما إذا كان هذا الصراع العقدي يستحق موت جنود أميركيين أو أوروبيين تدعو لتقديم إجابة سريعة.
ويلاحظ فيلتر وفيشمان أن الغالبية العظمى من المقاتلين الليبيين بين أولئك الذين ذكرت مدينتهم الأصلية في ملفات سنجار يعيشون في شمال شرق البلاد ولا سيما في مدينة درنة الساحلية بنسبة 62.5٪ 52 مقاتل وبنغازي 23.9٪ 21 مقاتل وكلاهما معروفتان بالحركية الإسلامية منذ فترة طويلة في ليبيا خصوصا من خلال تنظيم انتفاضات من طرف تنظيمات إسلامية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي حيث اتهمت الحكومة الليبية بأن هناك مندسين جاؤوا من السودان ومصر قاموا بالتآمر والتحريض على التمرد وكذلك الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة والتي تضم في صفوفها عددا من قدامى المحاربين في أفغانستان وقد كانت حركات التمرد الليبية عنيفة للغاية.
وثمة جانب آخر لافت للانتباه حول المساهمة الليبية في الحرب ضد القوات الأمريكية في العراق ألا وهو النزوع الملحوظ من الليبيين في الشمال والشرق لاختيار التفجيرات الانتحارية باعتبارها الوسيلة المفضلة للجهاد كما ورد في دراسة ويست بوينت فمن بين 112 من المقاتلين الليبيين المذكورين في الملفات 54.4٪ 61 مقاتل قاموا بتوضيح طبيعة مهمتهم من بينهم 85.2٪ 51 مقاتل سجلوا في الملف بقيامهم بعمليات تفجيرية انتحارية حين وصفوا الغرض من إتيانهم إلى العراق وهذا يعني أن الليبيين المنتمين إلى شمال شرق البلاد هم أكثر ميولاً وترشحاً لتفجير أنفسهم من جميع المقاتلين الآتين من بلدان أخرى كما أن المقاتلين الليبيين كانوا أكثر ذكراً في قائمة المرشحين للعمليات الانتحارية أكثر من أي جنسية أخرى 85٪ بالنسبة لليبيين و 56٪ بالنسبة لجميع الآخرين.
والمقاتلون في شمال شرق ليبيا ينتمون إلى منظمة كانت تعرف سابقا باسم الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا ولكنها خلال عام 2007 أعلنت رسمياً انضمامها إلى تنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ونتيجة لهذاالاندماج في عام 2007 فإن عدداً متزايداً من المقاتلين سافر إلى العراق من ليبيا.
ووفقاً لفلتر وفيشمان فإن تدفق المقاتلين من ليبيا إلى العراق يمكن أن يكون نتيجة لتعاون أوثق بين الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة والقاعدة هذا التعاون الذي أدى إلى الاندماج الرسمي بين الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في تنظيم القاعدةفي 3 نوفمبر 2007 ويؤكد هذا الاندماج من مصادر أخرى ففي عام 2008 وفي بيان نسب إلى أيمن الظواهري أكد فيه أن الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا انضمت رسميا إلى تنظيم القاعدة.
تقرير ويست بوينت يؤكد أنه من الواضح أن المعاقل الرئيسية للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في مدينتي بنغازي ودرنة ويتضح ذلك من بيان أبو الليث الليبي خاصة أنه كان أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية والذي أصبح فيما بعد أحد زعماء لتنظيم القاعدة فعند الاندماج سنة 2007 شدد أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة أبوالليث الليبي على أهمية مساهمة بنغازي ودرنة في الجهاد الإسلامي قائلاً: بفضل منالله نرفع راية الجهاد ضد هذا النظام الكافر أو قال المرتد أو الزنديق تحت قيادة الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا التي ضحت بجنودها وضباطها لمحاربة هذا النظام والذين سالت دماؤهم في جبال درنة وشوارع بنغازي وضواحي طرابلس وصحراء سبا ورمال الشواطئ.
وكان من نتائج هذا الاندماج سنة 2007 زيادة عدد المقاتلين الليبيين ضمن تنظيم القاعدة وتحويل مركز ثقل التنظيم بعيدا عن السعوديين والمصريين الذين كانوا أكثر سيطرة قبل ذلك وكما لاحظ فيلتر وفيشمان أصبحت الفصائل الليبية خصوصاً الجماعة الإسلامية المقاتلة تمثل تزايداً مستمراً في تنظيم القاعدة فملفات سنجار تبين أن الليبيين صاروا يتوجهون أكثر فأكثر للقتال في العراق من مايو 2007 وجاء معظم المجندين من المدن الواقعة شمال شرق ليبيا وهي منطقة معروفة منذ أمد طويل بأنها مرتبطة بالحركة الجهادية.
خرجت هذه الدراسة التي قدمت في 2007 ببعض التوصيات السياسية لحكومة الولايات المتحدة بطريقة واحدة مقدمة من قبل المؤلفين وهي أن على الولايات المتحدة أن تتعاون مع الحكومات العربية الحالية لمكافحة الإرهاب وكما أشار فيلتر وفيشمان إلى أن الحكومتين الليبية والسورية تتقاسمان نفس القلق الأمريكي من انتشار فكر سلفي جهادي وأعمال عنف ترتكب من طرف أصحاب هذا الفكر وهذه الحكومات مثل غيرها في منطقة الشرق الأوسط تخشى من انتشار العنف في أراضيها وتفضل أن تنتقل العناصر المتطرفة إلى العراق بدلاً من أن تبقى وتسبب المشاكل في بلدانها الأصلية.
إن جهود الولايات المتحدة وقوات التحالف لوقف تدفق المقاتلين إلى العراق سوف تكون أكثر فعالية إذا ما أخذت بعين الاعتبار كامل شبكة الدعم التي تعمل على نقل هؤلاء الأشخاص بدءاً من بلدهم الأصلي وبدلاً من مراقبة التعامل مع نقاط الدخول السورية فقط ويتعين على الولايات المتحدة أن تكون قادرة على زيادة التعاون بين الحكومات للحد من تدفق المقاتلين إلى العراق ومساعدتهم على حل مشاكلهم في محاربة عنف الجهاديين محلياً وبالنظر إلى الواقع يمكننا أن نقول أنه لميتم اختيار هذا الطرح لا في نهاية عهدة بوش ولا في النصف الأول من عهدأوباما.
دراسة ويست بوينت تقدم خيارا آخر أخطر من الأول وأشار فيلتر وفيشمان إلى أنه من الممكن استخدام فصائل الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية المنظمة للقاعدة ضد حكومة العقيد القذافي وخلق تحالف واقعي مبني على المصالح بين الولايات المتحدة وجزء من المنظمة الإرهابية.
ويلاحظ تقرير ويست بوينت بأن الاندماج بين الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا والقاعدة وتخصصها في تقديم الدعم اللوجستي أساساً إلى دولة العراق الإسلامية يمكن أن يكون مصدر خلاف داخل المنظمة على ذلك فإنه ليس من المستغرب أن بعض الفصائل من الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية لا زالت تعتقد أن الأولوية هي لمحاربة النظام الليبي ويأتي القتال في العراق في المرتبة الثانية ومن الممكن كذلك أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الانقسامات داخل الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وبين قادة الجماعة الليبية وقادة القاعدة التقليديين الآتين من السعودية ومصر وهذا الطرح يتوافق مع السياسة الأميركية التي نراها اليوم والتي تتمثل في التحالف مع المتشددين الرجعيين الظلاميين من تنظيم القاعدة في ليبيا ضد العقيد القذافي الذي يعتبر من الإصلاحيين على طراز جمال عبدالناصر.

تسليح المتمردين وتجربة أفغانستان:
بالنظر إلى التجربة الكارثية للولايات المتحدة ضمن جهودها لتعبئة شعب أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي في الثمانينيات ينبغي أن يكون واضحا أن سياسة البيت الأبيض تحت رئاسة رونالد ريغان والتي اهتمت بتسليح المجاهدين الأفغان بصواريخ ستينغر وأسلحة متطورة أخرى كانت مأساوية بالنسبة للولايات المتحدة والذي يمكن أن نقول أن روبيرت قيتس اعترف به في مذكراته فالقاعدة أنشئت خلال تلك السنوات من قبل الولايات المتحدة كفيلق عربي لمحاربة الوجود السوفيتي مع النتائج الوخيمة على التي أدت إليها هذه السياسة على المدى الطويل كما نعلم جميعا.
لقد بات من الواضح اليوم أن الولايات المتحدة تقوم بتوفير الأسلحة الحديثة للمتمردين الليبيين عن طريق المملكة العربية السعودية عبر الحدود المصرية مع الدعم النشيط من جانب الجيش المصري ومن طرف الطغمة العسكرية الجديدة الموالية للولايات المتحدة المثبتة في هذا البلد وكل هذا يحدث في ظل انتهاك واضح للقرار رقم 1973 لمجلس الأمن الذي يدعو فيه لفرض حظر على شحنات الأسلحة إلى ليبيا والذي نفترض أنه سيتم استخدام هذه الأسلحة ضد العقيد القذافي في الأسابيع المقبلة ولكن نظراً للطبيعة المناهضة للولايات المتحدة من سكان شمال شرق ليبيا والتي يجري تجهيزها هذا الأيام فإننا لسنا على يقين من أن هذه الأسلحة لن تستعمل في يوم من الأيام ضد من قدمها لهم.
ولكن الذي يثير مشكلة أكبر هو سلوك حكومة ليبية مستقبلية يهيمن عليها هذا المجلس مع أغلبيته الكبيرة من الإسلاميين المنتمين للشمال الشرقي الليبي أو حكومة دولة مستقلة في نفس المنطقة والتي سوف تحصل على عائدات النفط فمن المؤكد أن مشكلة الأمن الدولي سوف تطرح فقد كتب الصحفي دايا غاماج حول هذاالموضوع وقال: إذا كان نجح الثوار في إسقاط نظام القذافي فسيكون لهم السيطرة المباشرة على عشرات المليارات من الدولارات التي يعتقد أن القذافي أخفاها في العديد من الدول الأجنبية خلال فترة حكمه التي دامت 40 عاماً ونظرا للعقلية السائدة فيشمال شرق ليبيا فإنه من الممكن للمرء أن يتصور بسهولة ما سوف تستعمل فيه هذه الإيرادات.
إن تنظيم القاعدة ليس منظمة مركزية بل هي عبارة عن جمع من المتعصبين والمضطربين نفسيا والعملاء المزدوجين والاستفزازيين والمرتزقة فالقاعدة التي أنشئت من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الحرب ضد السوفيت في أفغانستان معظم قادتها مثل الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري أو النجم الصاعد حاليا أنور العولقي هم عملاء مزدوجون لـ MI6 أو وكالة المخابرات المركزية CIA فالفكرة الأساسية أو المعتقد الأساسي الذي قامت عليه هو أن جميع الحكومات العربية والإسلامية الحالية غير شرعية ويجب أن تقاتل لأنها لا تمثل نظام الخلافة الذي تقول القاعدة أنها قرأته في القرآن فهذا يعني أن فكر القاعدة يعطي للوكالات الاستخباراتية العالمية إيديولوجية ووسيلة سهلة وجاهزة للاستعمال لضرب وزعزعة استقرار الحكومات العربية والإسلامية الموجودة حاليا وذلك في إطار حاجتها الامبريالية والاستعمارية المستمرة لنهب وتدمير الدول النامية وهذا هو بالضبط ما يحدث في ليبيا.
لقد خرج تنظيم القاعدة من الجو السياسي والثقافي لجماعة الإخوان المسلمين هذه الجماعة التي أنشأت من قبل أجهزة المخابرات البريطانية في مصر في سنوات 1920 وقامت الولايات المتحدة وبريطانيا باستعمال حركة الإخوان المصرية لمعارضة السياسات المضادة للامبريالية التي كان يقوم بها الرئيس المصري عبد الناصر والذي حقق انتصارات كبيرة لبلاده من تأميم قناة السويس وبناء سد أسوان الذي بدونه لا يمكن تصور مصر الحديثة وكان الإخوان المسلمون بمثابة طابور خامس نشيط وفعال ضد جمال عبد الناصر لقد كان هذا التنظيم مليئاً بالعملاء الأجانب تماماً مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يعلن بصوت عال دعمه للتمرد ضد العقيد القذافي.
لقد تحدثت بالتفصيل عن طبيعة تنظيم القاعدة في كتابي الأخير الإرهاب المفبرك صنع في الولايات المتحدة الأمريكية La Terreur Fabriquée Made in USA ولست هنا بصدد إعادة ما كتبت هناك وأكتفي فقط بالقول بأننا لسنا في حاجة لتصديق الأسطورة الخيالية التي بنتها الحكومة الأمريكية حول اسم القاعدة وإن النشطين أو الفاقدين لتوازنهم النفسي الذين ينضمون إلى صفوف تنظيم القاعدة غالباً ما يكونون صادقين في كراهيتهم ورغبتهم الملحة في قتل الأميركيين والأوروبيين.
لقد استخدمت إدارة بوش الوجود المفترض لتنظيم القاعدة كذريعة لهجوم عسكري مباشر ضد أفغانستان والعراق أما إدارة أوباما فإنها تقوم بتغيير هذه السياسة من خلال التدخل في جانب التمرد الذي تمثل فيه القاعدة وحلفائها نسبة كبيرة في نفس الوقت الذي تهاجم فيه نظام القذافي الاستبدادي وهاتين السياستين ستؤديان حتما إلى الإفلاس ويجب التخلي عنهما فقادة الثوار مصطفى عبدالجليل وعبدالفتاح يونس مثل أكثر أعضاء المجلس الانتقالي ينتميان إلى قبيلة الحرابة الموالية للقاعدة.

مجلس الثوار نصف الأعضاء تبقى أسماؤهم سرية: لماذا؟
لقد كانت النتيجة التي خرج بها هذا التقرير هو أن الفرع الليبي لتنظيم القاعدة يمثل استمراراً للجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا والذي مركزه درنة وبنغازي أما الأساس العرقي للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة فهو انتماؤها إلى قبيلة متجذرة في العداء للقذافي ألا وهي قبيلة الحرابة والتي ينتمي إليها أغلب أعضاء المجلس الانتقالي بما في ذلك الزعيمان الرئيسيان للمجلس عبدالفتاح يونس ومصطفى عبد الجليل وهذه العناصر تبين عملياً بأن الجماعة المقاتلة والنخبة من قبيلةالحرابة ومجلس المتمردين الذين يساندهم أوباما لهم عوامل متداخلة ومتشابكة بقوة وكما قال لي منذ سنوات عديدة وزير الخارجية السابق لجمهورية غينيا ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فريد ويلز الذي كان مناضلاً حقيقياً ضد الإمبريالية والاستعمارالجديد بأن الأحزاب السياسية في البلدان النامية في كثير من الأحيان هي عبارة عن قناع للخلافات العرقية والدينية كما هو الحال بالنسبة لليبيا فإن التمرد ضد القذافي ما هو إلا عبارة عن مزيج سام من الحقد والتعصب ضد القذافي عبر استغلال الإسلاموية والعشائرية والنزاعات المحلية ومن وجهة النظر هذه فإن قرار أوباما بالتدخل لصالح أحد الجانبين في حرب قبائلية قرار سخيف.
عندما سافرت هيلاري كلينتون إلى باريس لتقديمها إلى المتمردين من طرف الرئيس الفرنسينيكولا ساركوزي التقت مع زعيم المعارضة الليبية محمود جبريل الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وكان معروفا بالفعل لقراء ويكيليكس باعتباره أحد المحاورين المفضلين لدى الولايات المتحدة وإذا أمكن اعتبار محمود جبريل قابلاً للتمثيل فيباريس فإن القادة الحقيقيين للتمرد هم في حقيقة الأمر مصطفى عبدالجليل وعبدالفتاح يونس وكلاهما كان وزيرا سابقاَ لدى القذافي ومن بين الاثنين يبدو أن مصطفى عبدالجليل هو الزعيم وهو الذي كان وزيراً للعدل وبصفة غير رسمية أمينا للجان الشعبية للعقيد معمر القذافي وتم تحديد دورعبد الجليل كرئيس للمجلس الوطني الانتقالي الذي مقره في بنغازي رغم أن هذا المنصب ينازعه عليه آخرون وذلك بسبب علاقاته السابقة مع نظام القذافي.
أما بالنسبة لـ عبدالفتاح يونس فإنه كان مرتبطا ارتباطاَ وثيقاً بالقذافي منذ توليه السلطة في عام 1969 وعبد الفتاح يونس أحد الضباط السامين في الجيش الليبي له رتبة جنرال وشغل منصب وزير الداخلية قبل استقالته في 22 فبراير 2011.
الشيء الذي يقلق أكثر هو أن كلاً من مصطفى عبدالجليل وعبدالفتاح يونس ينتميان إلى قبيلة الحرابة الذين يشكلون أغلبية السكان في شمال شرق ليبيا وهي تلك المنطقة التي تتداخل مع تنظيم القاعدة وحسب وكالة ستراتفور فإن قبيلة الحرابة تعتبر تاريخياً مجموعة قوية من العشائر في شرق ليبيا والتي شهدت تراجع نفوذها تحت حكم القذافي ولقد قام الزعيم الليبي بمصادرة الأراضي الصالحة للزراعة في هذه المناطق لصالح قبائل أخرى أقل نفوذاً ولكنها أكثر ولاءاً ومعظم زعماء شرق ليبيا الموجودين اليوم هم من قبيلة الحرابة بما فيهم قادة الحكومة المؤقتة المثبتة في بنغازي ممثلين بـ مصطفى عبد الجليل وعبد الفتاح يونس والذي كان لهما الدور الرئيسي في انشقاق بعض العسكريين في بداية التمرد إن الأمر يشبه سباقا نحو الرئاسيات حيث أن كلاً من المرشحين ينتميان إلى نفس الدولة غير أن العداوات القبلية تزيد من تفاقم المشكلة.
وإذا ألقينا نظرة كلية على مجلس المتمردين فإن الصورة الجهوية والطائفية الضيقة تبقى ملازمة له ووفقاً لوصف تم إجراؤه مؤخراً فإن مجلس الثوار يرأسه وزير عدل ليبي سابق له سمعة جيدة وهو مصطفى عبد الجليل هذا المجلس مكون من31 عضواً تم اختيارهم والمفترض أنهم يمثلون كل البلاد لكن هناك أسماء الأعضاء الأساسيون للمجلس لم بكشف عنها لأسباب أمنية وعلى الأقل الذين نعرفهم ينتمون جميعاً إلى اتحاد قبائل الحرابة من شمال شرق ليبيا هذه القبائل لديها علاقات جيدة مع بنغازي حتى قبل ثورة 1969 والتي جاءت بالقذافي إلى السلطة.
فالمجلس الانتقالي مكون من 31 عضواً وتم إخفاء هوية العديد منهم للحفاظ على أمنهم وبما أننا نعرف الكثافة الغير عادية لمقاتلي الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة والمتعصبين من تنظيم القاعدة في شمال شرق ليبيا فإنه لنا الحق أن نتساءل عما إذاكانت هوية الأعضاء الذين تم إخفاء أسماءهم من أجل حمايتهم من القذافي أو أن ذلك تم لإخفائهم عن الغرب لكونهم من الإرهابيين أو المتعاطفين مع تنظيم القاعدة إن النظرية الثانية تبدو أقرب إلى الواقع في الحالة الراهنة فالأعضاء الذين كشفت أسماؤهم حتى الآن هم: مصطفى عبد الجليل وعاشور حامد بورشاد الذي يمثل مدينة درنة والتي هي معقل للإرهابيين والمرشحين لهجومات انتحارية وعثمان سليمان المقيرحي عن منطقة البطنان وهي المنطقة الحدودية مع مصر وطبرق وأحمد عبد ربه الأبار عن مدينة بنغازي وفتحي محمد باجا عن بنغازي وعبد الحفيظ عبدالقادر خوجة عن بنغازي وعمر الحريري للشؤون العسكرية والدكتور محمود جبريل إبراهيم الورفلي والدكتور علي عزيز العيسوي للشؤون الخارجية.
إن كل ما يمكن أن نعرفه من خلال ضبابية هذه الحرب هو أن ما لا يقل عن اثنا عشر عضواً من المجلس قد نشرت أسماؤهم رسمياً أي ليس أكثر من نصف الأعضاء ولم تسع وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية إلى تحديد أسماء جميع من نعرف والأكثر من ذلك أنهم لم يريدوا لفت انتباه الرأي العام إلى هذه الأغلبية الغامضة من أعضاء مجلس المتمردين الذين يواصلون العمل في سرية تامة لذا يجب علينا أن نطالب بمعرفة عدد الأعضاء وقدماء المحاربين أو المتعاطفين مع الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية والقاعدة الذين ينتمون إلى هذا المجلس.
نحن نشهد حاليا محاولة سيطرة قبيلة الحرابة على 140 قبيلة ليبية أخرى ولقد هيمنت قبيلة الحرابة فعليا في منطقة برقة في قلب الكونفدرالية الحرابية وهناك عشيرة العبيدات التي هي في حد ذاتها تنقسم إلى 15 عشيرة وكل هذه الاعتبارات يمكن أن تكون ذات اهتمام أكاديمي خالص إذا لم يكن هناك تحالف واضح بين قبائل الحرابة من جهة والجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية والقاعدة من جهة أخرى.

 
تابع المقال الثاني:


الحركة السنوسية الليبية: ملكية أو ديمقراطية؟
التقاليد السياسية والدينية في شمال شرق ليبيا تجعل المنطقة أرضاً خصبة للطوائف الإسلامية الأكثر تطرفاً وتجعلها أكثر قابلية لنظام الحكم الملكي أكثر من قابليتها لأنظمة الحكم الأكثر حداثة التي يريدها القذافي فالتقليد السائد في هذا الإقليم هو السنوسية وهي طريقة إسلامية معارضة للغرب وترتبط الطريقة السنوسية ارتباطا وثيقا بالملكية وذلك منذ حكم الملك إدريس الذي وضعه الإنكليز في السلطة سنة 1951 وأطاح به القذافي في عام 1969 والذي كان شيخا للطريقة السنوسية.
في سنوات 1930 قاد السنوسيون التمرد ضد المستعمرين الايطاليين بقيادة المارشال رودولفو غراتسياني وجيشه واليوم نجد أن المتمردين يحملون علم النظام الملكي ومن الممكن أن يدعوا إلى عودة أحد المنتسبين إلى السلالة الإدريسية ففي الواقع المتمردون أقرب إلى النظام الملكي منهم إلى الديمقراطية.
إن الملك إدريس مبجل من قبل المتمردين الليبيين وهذه هي الرؤية التي تعطيها وكالة ستراتفور للملك إدريس والسنوسية فالملك إدريس ينتمي إلى سلالة ملكية منتسبة إلى الطريقة السنوسية وهي طريقة صوفية تأسست في عام 1842 في البيضاء وهي تمارس شكلاَ من التقشف والإسلام المحافظ ومثلت السنوسية قبل إنشاء الدولة الليبية الحديثة قوة سياسية في منطقة برقة ومازالت تحتفظ ببعض النفوذ إلى اليوم وليس من قبيل الصدفة كون هذه المنطقة موطناً للجهاديين الليبيين مثل الجماعة المقاتلة فحزب القذافي يسمي هذه الثورة بالمؤامرة الإسلامية المحاكة.
تحت النظام الملكي كانت ليبيا حسب بعض التقارير أفقر دولة في العالم أما اليوم فهي في المرتبة الـ 53 في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة قبل روسيا والبرازيل وأوكرانيا وفنزويلا بل هي البلد الأكثر تطوراَ في أفريقيا وعهد حكم القذافي يحمل بعض المزايا التي لا يمكن إنكارها بسهولة.
تقرير الأجندة السوداء لـغلين فورد يوضح بحق أن هذه الثورة عبارة عن تمرد عنصري ورجعي فقبائل جنوب ليبيا المعروفة باسم فزان سمر البشرة والقاعدة القبلية التي يعتمد عليها نظام القذافي هو تحالف قبائل غرب ووسط وجنوب ليبيا الذين يسمون بالفزان والذين يعارضون الحرابة والعبيدات والذين يمكن وصفهم بالطبقة الحاكمة السابقة زمن النظام الملكي ومن المعروف أن الحرابة والعبيدات يقومون بتغذية مشاعر عنصرية قوية ضد الفزان وينعكس هذا في العديد من المقالات التي نشرت في وسائل الإعلام الموالية للإمبريالية منذ بداية التمرد وبالطبع مستوحاة من المسؤولين الحرابة فبنظرهم يجب أن يعامل ذوو البشرة السوداء في ليبيا على أساس أنهم مرتزقة في خدمة القذافي وبالتالي يجب إبادتهم وهذه التعليقات العنصرية تكررت من قبل بعض المعلقين مثل آن ماري سلوتر عميدة مدرسة وودرو ويلسون في جامعة برينستون والمديرة السابقة للتخطيط في وزارة الخارجية وبالفعل هناك عدد هائل من الأفارقة السود من تشاد ودول أخرى تعمل في ليبيا تم تعذيبهم وقتلهم من طرف القوات المعادية للقذافي والبيت الأبيض بقيادة أوباما أبدى عزمه على عدم تكرار مجازر رواندا في ليبيا لكنه أهمل هذه الإبادة الجماعية المروعةالتي ارتكبها الأصدقاء الجدد من منطقة برقة.
وفي مواجهة الظلامية السنوسية ركز القذافي على مهاجمة الكهنوت الموجود لدى كل المؤمنين وقال إن الخلافة ليست ضرورية لاكتشاف المعنى الحقيقي للقرآن وأكمل هذا بنظرة أفريقية في مواجهة الظلامية.
كتب جيرالد بيريرا تقريره للأجندة السوداء حول الانقسام اللاهوتي بين القذافي والسنوسيين الجدد من شمال ليبيا وبعض الظلاميين الآخرين ما يلي: القاعدة موجودة في الصحراء الكبرى وحدودها واتحاد العلماء المسلمين يطالب بإحالة القذافي للمحاكم ومن جهته فإن القذافي انتقد إسلام الإخوان المسلمين و القاعدة من وجهة نظر قرآنية ولاهوتية وهو فقط من بين القادة السياسيين القلائل الذين يمكنهم فعل ذلك إن بنغازي دائماً تكون في قلب الثورة المضادة في ليبيا وحاضنة للحركات الإسلامية الرجعية مثل الوهابيين والسلفيين وهؤلاء هم الذين شكلوا مجموعة الجماعة الليبية المقاتلة والتي مقرها في مدينة بنغازي والتي انضمت إلى تنظيم القاعدة والتي كانت مسؤولة وعلى مدى سنوات عن اغتيال عدد من أعضاء اللجنة الثورية الليبية فكيف سيكون على سبيل المثال وضع المرأة تحت النظام السنوسي الجديد لمجلس المتمردين في بنغازي؟

القاعدة من الشيطان إلى حليف الولايات المتحدة في ليبيا:
لأولئك الذين يحاولون تعقبا لتغييرات في طريقة إدارة وكالة الاستخبارات المركزية CIA للمنظمات المختلفة والدمى ضمن ما يسمى الإرهاب الإسلامي المزعوم من المفيد أن نتتبع سبب تحول الجماعة الليبية المقاتلة أو قاعدة المغرب من عدو لدود إلى حليف قريب لقد كانت هذه الظاهرة ترتبط ارتباطا وثيقا بالانقلاب العام للإيديولوجية الإمبريالية الأميركية الناتجة عن المرور من إدارة بوش وتشيني والمحافظين الجدد إلى الفريق الحالي أوباما وبريجنسكي ومجمع كريزيس الدولي.International Crisis Group
لقد كان منهج بوش يقتضي باستخدام الوجود المزعوم لتنظيم القاعدة في بلد ما لتبرير هجوم عسكري مباشر أما منطق أوباما فيقتضي عكس ذلك عبر استخدام تنظيم القاعدة لإسقاط الحكومات المستقلة وبعد ذلك إماتقسيم الشعوب وتفتيت البلاد أو استخدامها كأدوات انتحارية ضد عدو أقوى بكثير مثل روسيا أو الصين أو إيران وهذه الطريقة تستلزم أكثر مسالمة مع الجماعات الإرهابية والتي بدأت تظهر في خطاب أوباما الشهير في القاهرة سنة 2009 والروابط بين حملة أوباما والمنظمات الإرهابية التي نشرتها وكالة المخابرات المركزية ضد روسيا كانت موجودة بالفعل منذ ثلاث سنوات.
لكن هذا التحول لا يمكن أن يكون في ليلة واحدة بل تم التحضير له منذ عدة سنوات ففي 10 تموز يوليو 2009 ذكرت صحيفة ديلي تلغراف اللندنية أن الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا انفصلت عن تنظيم القاعدة وحدث هذا حين كانت الولايات المتحدة قد قررت تخفيض النفقات في حرب العراق وكذا الاستعداد لاستخدام الإخوان المسلمين وسنيين آخرين من القاعدة لزعزعة استقرار الدول العربية الكبرى لتحويلها ضد النظام الإيراني الشيعي وكتب بول كروكشانك في ذلك الوقت مقالا في صحيفة نيويورك ديلي نيوز عن أحد قادة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة الذين أرادوا إنهاء انضمام الحركة إلى القاعدة ومع قائدها أسامة بن لادن وهو نعمان بن عثمان قائد سابق للجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا.
ومع أنه ومنذ زمن فإن العديد من الرموز الإسلاميين كانوا ينتقدون تنظيم القاعدة هذه الانتقادات أصبحت الآن مدعومة من قبل الجهاديين أنفسهم ولكن في الوقت نفسه انضم بعض قادة الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية إلى تنظيم القاعدة وذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن بعض زعماء القاعدة مثل أبو يحيى الليبي وأبو الليث الليبي كانوا أعضاء في الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية وفي الوقت نفسه وفي لفتة إنسانية غير حكيمة قام القذافي بإطلاق سراح عدد من مقاتلي الجماعة الليبية المقاتلة.
وأحد التناقضات القاتلة في السياسة الحالية لوزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية هو أنها تهدف إلى إقامة تحالف ودي مع القتلة من القاعدة المنحدرين من الشمال الشرقي لليبيا زعماً منهم بأنها لحماية المدنيين وفي نفس الوقت يقصف الأمريكيون وحلف شمال الأطلسي المدنيين بلا رحمة في شمال غرب باكستان باسم الحرب الشاملة ضد القاعدة وأن قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يقتلون منطرف مقاتلي القاعدة في مسرح الحرب الأفغاني الباكستاني وقوة هذا التناقض تهدد صرح الحرب الدعائية الأمريكية بأكمله فقد تخلت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة عن أية قيم أخلاقية لصالح القوة العسكرية.
وفي الواقع فإن المقاتلين الإرهابيين المنحدرين من شمال شرق ليبيا من الممكن جداً أن يكونوا يقتلون جنودا من الولايات المتحدة أو من الحلف الأطلسي في أفغانستان في الوقت الذي تحمي فيه القوات الأمريكية والأطلسية منازلهم من هجمات حكومة العقيد القذافي.
ووفقاً للمقال التالي فإن زعيما بارزاً من تنظيم القاعدة وهو قائد المنطقة الشمالية الغربية في باكستان قتل في عملية عسكرية أمريكية في الآونة الأخيرة ليس قبل أكتوبر 2010 وهو زعيم مهم عمل سفيراً لتنظيم القاعدة في إيران وهو مطلوب من قبل الولايات المتحدة وقتل قبل يومين خلال غارة جوية من طائرة بدون طيار بريداتور في المنطقة التي تسيطر عليها القبائل الباكستانية الموالية لطالبان في شمال وزيرستان ويدعى عطية عبد الرحمن وهو مواطن ليبي كان مقره في إيران وكان يشغل منصب سفير أسامة بن لادن لدى نظام الملالي وتشير تقارير صحفية غير مؤكدة إلى أن قتله كان في غارة جوية وقد ذكرت صفحة الموقع الإلكتروني الذي وضعت فيه وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة للقبض عليه وذكرت أنه عين من طرف أسامة بن لادن كسفير للقاعدة في إيران وأن عطية كان يقوم بالتجنيد ويساعد في المفاوضات مع الجماعات الإسلامية الأخرى من أجل أن تنضم إلى تنظيم القاعدة وأنه كان أيضاً عضواً في الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا وجماعة أنصار السنة وكان عبد الرحمن رفيع المستوى في التسلسل الهرمي لتنظيم القاعدة بما فيه الكفاية لإعطاء أوامر في عام 2005 لأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق.
هناك ضحية أخرى سقطت في باكستان وعلى ما يبدو رجل من شمال شرق ليبيا معروف باسم خالد الحرابي وهو الاسم الذي قد يدل على أصول مرتبطة بالأوساط الجهادية لقبائل الحرابة في برقة ووفقاً لأحد المصدر فإن خالد الحرابي معروف أيضا باسم خالد الحابي القائد العسكري السابق لتنظيم القاعدة الذي قتل من طرف بريداتور أمريكي في أكتوبر 2008.

سيناريو ديفيد شيلر 1995 يعاد اليوم ضد ليبيا وتاريخها:
ديفيد شيلر ضابط من الأم إي MI5 وهي مصلحة مكافحة التجسس في المخابرات البريطانية علم أن نظيره في المخابرات الخارجية MI6 قد دفع مبلغ 100000 جنيه إسترليني لعضو في تنظيم القاعدة مقابل محاولة لاغتيال القذافي ومحاولة الاغتيال هذه قد تمت حقيقة وتسببت في وفاة العديد من الأبرياء من المارة ولكنها فشلت في اغتيال الزعيم الليبي والذي علمه شيلر من السيناريو هو أنه بذلك يضمن القضاء على القذافي ثم سقوط ليبيا في هاوية الفوضى والحروب القبلية مع إمكانية استيلاء القاعدة على السلطة مباشرة مما يوفر ذريعة للبريطانيين الذين قد يكونون يعملون ولكن ليس بالضرورة بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى لغزو ليبيا والسيطرة على حقول النفط وبدون شك عن طريق إنشاء محمية في المناطق الغنية بالنفط أو التي تجتازها خطوط الأنابيب وكذا المناطق الساحلية وهذا هو الهدف اليوم.
وفي نفس وقت محاولة اغتيال القذافي قامت الـ MI6 وغيرها من وكالات الاستخبارات الغربية بتكوين حركة تمرد كبيرة في شمال شرق ليبيا وتقريبا في نفس منطقة التمرد الحالية لكن الحركة تم سحقها من قبل قوات القذافي قبل نهاية عام 1996 ويبدو من الواضح بأن أحداث سنة 2011 ما هي إلا تكرار للهجوم الإمبريالي ضد ليبيا فبعد 15 عاماً من بعد هذا المحاولة تم إضافة تدخل أجنبي.
إن الهجوم الحالي ضد ليبيا يحدث في ضمن السياق الأوسع للهجوم ضد دولة وأمة ذات سيادة نظراً لأن تاريخ وجودها يعود إلى معاهدة وستفاليا عام 1648 وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا قلقون للغاية لتزايد عدد الدول التي تحاول التخلص من الهيمنة الأنجلو أمريكية من خلال تعاون واسع النطاق مع روسيا في مجال الأمن ومع الصين في القضايا الاقتصادية ومع إيران في ما يخص الاعتبارات الجيوسياسية.
إجابة الزوج MI6 تمثلت في مزيد من العربدة الواسعة لزعزعة الاستقرار والثورات أو الانقلابات الشعبية ثورات ملونة ثورات قصور وكان أبرزها عملية توزيع محدودة للوثائق التي تحتفظ بها وكالة المخابرات المركزية CIA والمعروفة باسم ويكيليكس والتي استهدفت بعض الأسماء من "القائمة الهدف" من وكالة المخابرات المركزية ابتداء من بن علي إلى القذافي.
إن إستراتيجية أوباما ستكون في وضع أفضل في إطار مبادرة عفوية وذاتية وإيهام الرأي العام بأن الربيع العربي كان حقاً نابعاً من رؤى شباب مثاليين يجتمعون في ساحة للتبشير بالديمقراطية وقوة القانون وحقوق الإنسان.
أبداً لم يكن هذا فقد اتخذت القرارات الحالية من قبل زمرة من الجنرالات والمسؤولين والذين كانت وكالة الاستخبارات المركزية أقنعتهم عن طريق الرشوة أوالابتزاز والذين يعملون في الكواليس للإطاحة بشخصيات مثل بن علي ومبارك والقذافي ولا يوجد شك أنه أجبر وكالة الاستخبارات المركزية وحلف شمال الأطلسي على وضع الأقنعة الجميلة عن وجوههم والمتمثلة في المثالية الشبابية وحقوق الإنسان والكشف عن وجوههم المروعة والتي تتمثل في الطائرات بدون طيار بريداتور والقصف المروع والمذبحة على نطاق واسع والغطرسة الاستعمارية لقد تمكن القذافي كذلك من إسقاط قناع أوباما نعم نستطيع Yes we can كما كشف عن سياسة حربية مستمرة مكملاً للسياسة البوشية هاتوه حياً أو ميتاً أو أحضروه أو باستخدام وسائل مختلفة.
إن الامبرياليون الجدد المستعجلون في غزو ليبيا يجب أن يستلهموا من فارساليا ملحمة الشاعر لوكان Lucain التي تتناول قضية الحرب في الصحراء الليبية خلال الصراع بين يوليوس قيصر وبومبي العظيم في عهد نهاية الجمهورية الرومانية ففقرة رئيسية في هذا الكتاب الكلاسيكي هي خطاب كاتون اليوتيكي وهو من مؤيدي بومبي الذي حض رجاله للاضطلاع بمهمة انتحارية في ليبيا وقال: الأفاعي والعطش والحرارة والرمال ليبيا فقط يمكنها أن تحتوي على هذا العدد من الأخطار التي من شأنها أن تدفع بأي رجل إلى الفرار إن كاتون يثابر ويحصل على قبر صغير لاحتواء اسمه المبارك ليبيا أنهت أيام كاتون ولا لإعادة الجنون نفسه.

مصادر التحقيق قدمتها لنا دراسة ويست بوينت دعوة للباحثين:
تقرير ويست بوينت على النحو المذكور أعلاه تم إنجازه اعتمادا على ما يقرب من 700 ملف عن أعضاء في تنظيم القاعدة في العراق استرجعته قوات التحالف وواضعو هذه الدراسة تعهدوا بوضع القاعدة الوثائقية المستخدمة في التحقيق في متناول الجمهور باللغة العربية وهي المستخدمة أصلا في هذه الوثائق وكذلك الترجمة الإنجليزية لها وعلى افتراض أن هذه الوثائق تبقى متاحة فإنها يمكن أن تسمح للباحثين والصحفيين وخصوصاً أولئك الذين يحسنون اللغة العربية للتحقيق بشأن المقاتلين الليبيين الذين التحقوا بالعراق وعما إذا كان للبعض منهم أقارب أو جيران أو حتى شركاء سياسيون للأعضاء المعروفين لمجلس متمردي بنغازي أو للقوات المعادية للقذافي وهذا منشأنه أن يساعد على إعانة الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة والبلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم من أجل فهم أفضل لطبيعة المغامرة العسكرية الحالية في ليبيا ومن خلال فهم أفضل لشخصية المتمردين وليس الصورة المثالية والمديح الذي تصفه بهم وسائل الإعلام الغربية التي هي تحت المراقبة.
 
أعلى