الناس علي دين ملوكهم.. أو مليكهم

العديم

عضو فعال
" الناس علي دين ملوكهم.. أو مليكهم " هذه جملة تناقلها العوام في كل عصر وفي كل مصر.. حتي صارت مثلا دارجا أو حكمة سارية أثبتتها أخبار الزمان في غالب العصور.

والإمام الحافظ بن كثير في موسوعته التاريخية ( البداية والنهاية ) يري صحة هذه العبارة إلي حد كبير.. فالناس بالفعل علي دين مليكهم ، إن كان خمارا كثر الخمر وان كان خليعا فكذلك ، وان كان شحيحا حريصا كان الناس كذلك ، وان كان جوادا كريما شجاعا ، كان الناس كذلك ، وان كان طماعا ظلوما غشوما فكذلك ، وان كان ذا دين وتقوي وبر وإحسان كان الناس كذلك.. وهذا يوجد في بعض الأزمان وبعض الأشخاص.
وفي عصر من العصور.. وهو عصر الدولة الأموية..

كان لكل ملك همة.. وكان الناس كذلك.. حتي قالوا : كانت همة الوليد بن عبد الملك في البناء وكان الناس كذلك يلقي الرجل الرجل فيقول : ماذا بنيت ؟ ماذا عمرت ؟ وكانت همة أخيه سليمان في النساء وكان الناس كذلك ، يلقي الرجل الرجل فيقول : كم تزوجت ؟ ماذا عندك من السراري ؟ ( أي من الإماء) ، وكانت همة عمر بن عبد العزيز في قراءة القران وفي الصلاة والعبادة ، وكان الناس كذلك ، يلقي الرجل الرجل فيقول : كم وردك ؟ كم تقرا كل يوم ؟ ماذا صليت البارحة ؟

 
أعلى