وعليك السلامالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى إخواني وأخوتي المعلمين والمعلمات، الطلبة والطالبات
أسأل الله أن يرزقكم من حيث لا تحتسبون، فسلوا الله الرزاق لأنه بيده ملكوت السموات والأرض، خزائنه ملآى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يمين الله ملأى لا يغيضها سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض " رواه مسلم
فكيف تتركون باب الله عزوجل وتقفون عند باب بشر ، هل تعتقدون أن الله لو أراد أن يعطيكم سيمنعه المليفي أو غيره، وإن قلتم نحن نأخذ بالأسباب، سأقول لكم أن أول سبب يؤخذ به هو التوكل على الله ، والعلم بأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوكم بشيء لن ينفعوكم إلا بشيء قد كتبه الله لكم، ثم إن الأسباب المأخوذ بها تكون موافقة للشرع، أما الاضرابات والاعتصامات فهي لا تجوز، وقد أفتى شيخنا الفاضل سالم الطويل بعدم جواز الاعتصامات والاضرابات، وعندما سئل عن اضراب المعلمين والمعلمات قال: لا يجوز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا ضرر ولا ضرار" وقال بأن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله قد أفتى بعدم الجواز وذكر بأن الاضرابات من عمل الكفار.
فلنتق الله يا إخوتي وأخواتي في بلدنا الصغير، والله نحن في نعمة، إن شكرناها فسوف يزيد الله عزوجل علينا النعم لقوله تعالى:" لئن شكرتم لأزيدنكم"، ونخشى أن تكون سلسلة الاضرابات سببا في حصول النقم على بلادنا، لأنها من البطر، والبطر يورث الحرمان.
أقول لكم هذا الكلام وأنا ناصحة لكم والله، وأسأل الله أن تزيد رواتبكم أضعاف مضاعفة، ولكن سيروا بالطريق المشروع، وقد قال تعالى:" ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا". سورة الطلاق
وأنا أسألكم الآن: هل لو تمت الزيادة تتوقعون أن تجدوا البركة؟ فالبركة من الله، قد يزيد المعاش ولكن البركة تذهب، لعدم مشروعية الطريقة التي تم من خلالها الحصول عليها، وماذا عن راتب اليوم الذي اعتصمتم به، هل هو حلال، أم عليكم أن تتصدقوا به لأنه لم يأت مقابل عمل في ذلك اليوم؟
نحن لا ننكر أن هناك خلل وأخطاء من الجهات العليا، ولكن ما هكذا تعالج الامور، ولا يعالج الخطأ بخطأ( كما يقال في الشرع: لا ترد البدعة ببدعة مثلها، بل ترد البدعة بإحياء السنة)
الحمدلله الذي يسر لي الأمر بالمعروف وأسأله سبحانه وتعالى أن تلقى كلماتي هذه صدى عندكم، وتطلبوا الرزق من الرزاق، قفوا ببابه، وانكسروا له، فهو الغني الكريم الجواد، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فوالله الذي لا إله إلا هو إن الله لا يرد أحدا تذلل وانكسر عند بابه، يسأله كل ما يريد. فلا تذلوا للمخلوقين، ولا تتعلقوا بهم، فمن تعلق شيئا وكل إليه، فنسأله تعالى أن لا يكلنا لأحد ولا لأنفسنا، بل نتوكل عليه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.
نفعنا الله وإياكم ووفقنا لكل خير
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
قال تعالى:
(لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا )
وقوله: {إِلَّا مَن ظُلِمَ} أي: فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه، ويجهر بالسوء لمن جهر له به، من غير أن يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه
فقال ابن عباس : إنما نزلت في الرجل يظلم الرجل , فيجوز للمظلوم أن يذكره بما ظلمه فيه لا يزيد عليه .
قال ابن عباس : رخص له أن يدعو على من ظلمه , وإن صبر وغفر كان أفضل له ; وصفة دعائه على الظالم أن يقول : اللهم أعني عليه , اللهم استخرج حقي منه , اللهم حل بيني وبينه ; قاله الحسن البصري . قال القاضي أبو بكر : وهذا صحيح