هل يجوز التصويت لحركة النهضة ؟ للشيخ أبي المنذر الشنقيطي

النذير

عضو ذهبي
فتوي قيمة للشيخ أبي المنذر الشنقيط بعنوان
هل يجوز التصويت لحركة النهضة :
هل يجوز التصويت لحركة النهضة ؟ رقم السؤال: 5097
Corner_left_2.gif
السلام عليكم المشائخ الافاضل، بارك الله في علمكم و نفع بكم، فلقد كنتم بعد فضل الله نجوما نهتدي بها و بما رزقكم الله من علم و فهم في هذه الفتن العظيمة، سؤالي هو للشيخ ابي منذر حفظه الله تعالى:

ماهو حكم من يقول ان إنتخاب حركة النهضة التونسية واجب ديني؟

و ما حكم من يُشارك في هذه الإنتخابات؟

سؤالي الأخير لفضليتكم، أن هناك شبهة أحدثت فتنة وهي أن هناك من يُجيز إنتخاب رئيسِ للجمهورية مثل ما وقع من ترشيح للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ، بدعوى أنها غير الإنتخابات البرلمانية التشريعية

بارك الله في علمكم و نفع بكم

السائل: مسلم الأنصاري
المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبيه الكريم
وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :

فقد تحدثت في الإجابة على السؤال 4489 والإجابة على السؤال 4321 عن حكم الانتماء إلى حزب النهضة والمشاركة في أنشطته , فيمكن مراجعة الإجابتين .

أما من يدعي بأن انتخاب حركة النهضة التونسية واجب ديني فهو إما جاهل بحقيقة الديمقراطية أو جاهل بوجود إفراد الله بالحكم أو هما معا .

فمنهج حزب النهضة يقوم على دعوة الناس إلى المشاركة في النظام الديمقراطي الذي هو في الأصل مناقض للتوحيد ..والديمقراطية وشرع الله لا يجتمعان .

كما أن أصحاب هذا الحزب لديهم الكثير من الأفكار والاجتهادات الباطلة التي فيها رد للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الثابتة .

ومن أمثلة ذالك رأيهم في قضايا الجهاد وأهل الذمة والجزية وولاية الكافر والمرأة وموالاة الكفار والاختلاط والسفور وتطبيق الحدود وغيرها من الأمور التي تعتبر من إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة .

وقد رأينا العلماني المرتد تركي الحمد الذي يقول في بعض رواياته : (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة) رأيناه يستشهد في ترويجه لأفكاره الكفرية بكلام راشد الغنوشي ..!!

والأمر نفسه فعله العلمانيون الرافضون لحد الردة ,حيث ما زالوا يستشهدون بكلام القرضاوي ومن على شاكلته من هؤلاء المنكرين لحد الردة .

ومن تأمل في منهج هؤلاء القوم وفكرهم وما هم عليه من رد للنصوص الشرعية وتشكيك في المسلمات القطعية عرف أنهم ليسوا إلا نوعا من العلمانيين, لكنهم يتسترون وراء الشعارات الإسلامية لكسب الجماهير المسلمة التي منها من لا يدرك حقيقتهم ومنها من لا يدرك حقيقة ما يقع فيه من مخالفات شرعية حينما يتابعهم ويسير خلفهم.

إن حزب النهضة حزب علماني لا يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وإنما يسعى إلى تطبيق القوانين الوضعية وقادته يصرحون بهذا الأمر ولا يكتمونه .

وقد صرح راشد الغنوشي بهذا الأمر أكثر من مرة , ومن هذه التصريحات :

1- قوله في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية بتاريخ (17 _1 _ 2011) : (إننا لا نريد فرض الشريعة في تونس, إن ما تحتاجه تونس هو الحرية والديمقراطية الحقيقية)

2- قوله في لقاء مع قناة الجزيرة بتاريخ (22 _1 _2011):أنه ضد المتشددين الذين يرفضون الديمقراطية ويدعون إلى قيام الدولة الإسلامية التقليدية, و أن حركته بعيدة جدا عن هذا الموقف، معربا عن اعتقاده بأنه ليس لمثل هذه الفكرة أي مكان داخل الاتجاه الإسلامي المعتدل"..

واقرأ بقية كلامه على هذا الرابط :
http://www.onislam.net/arabic/newsan...-19-56-07.html

3-قوله وهو عائد من لندن (بأنه لن يسعى إلى تغير قانون الأحوال الشخصية والأسرة في تونس,واعتبرها اجتهادات إسلامية,وانه وقع مع العلمانيين والليبراليين والشيوعيين على عدم تغير هذه القوانين وسيلتزم بهذا التوقيع).

وشاهد على هذا الرابط موقف النهضة من التعدد وزواح المسلمة بالكافر وبيع الخمور :


ويدعي راشد الغنوشي أن القانون التونسي إسلامي بنسبة 90% وأن تطبيق الشريعة لا يعني إقامة الحدود والزواجر بل يعني إقامة العدل .

أدلى بهذا التصريح في مناظرته مع العلمانية نايلة السليني .

واستمع إلى كلامه على هذا الرابط :
http://fr-fr.facebook.com/video/vide...16003678499323

أما عن أهداف حركة النهضة فهي تقول عن نفسها :
(تناضل حركة النهضة من أجل الإسهام في تحقيق الأهداف التالية:

أ ) المجال السياسي:
1 - دعم النظام الجمهوري وأسسه، وصيانة المجتمع المدني وتحقيق مبدأ سيادة الشعب وتكريس الشّورى.
2 - تحقيق الحريّة باعتبارها قيمة محوريّة تجسّد معنى تكريم الله للخلق وذلك بدعم الحريات العامّة والفردية وحقوق الإنسان وتأكيد مبدأ استقلال القضاء وحياد الإدارة.
3- إقامة سياسة خارجية تنبني على عزّ البلاد ووحدتها، واستقلالها عن كلِّ نفوذٍ وفي كل المستويات، وإقامة العلاقات الدولية، ومن مبادئ عدم الانحياز الإيجابي والاحترام المتبادل، وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها والعدل والمساواة.) القانون الأساسي لحركة النّهضة التونسية.

وكما هو واضح فلا يوجد في هذه الأهداف ذكر لتطبيق الشريعة الإسلامية ..إنما هو تحقيق الديمقراطية ومبدأ سيادة الشعب .

إذا علمت أخي الكريم بأن حزب النهضة ما هو إلا حزب علماني فلا يجوز لك أبدا دعمه ولا مساندته ولا التصويت له .

وحرمة التصويت لهذا الحزب ليست راجعة لكونه حزبا علمانيا فحسب , بل لأن النظام الديمقراطي برمته نظام شركي يجعل الحكم لغير الله فلا تجوز المشاركة فيه .

فكل من يدعو للتصويت في هذه الانتخابات والمشاركة في اللعبة الديمقراطية فهو داعية إلى الشرك ومزين للباطل .

والغريب أن بعض الشيوخ الذين لم يفهموا التوحيد حق الفهم يدعون الناس للمشاركة في الانتخابات والتصويت لهذا الحزب بحجة أن ذالك أدعى لتحقيق الوحدة وعدم الاختلاف ولأنه من باب التعاون على الخير ولأن هذا الحزب هو أفضل الموجود في الساحة ..!!

وهذا لعمري كلام من لم يفهم لب المسألة و أصل الداء !!

فإذا كان النظام الديمقراطي نظاما شركيا فهل يكون الاجتماع عليه مما يرضي الله تعالى ؟

وهل يكون الاجتماع على الشرك داخل فيما أمر الله تعالى به في قوله {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} ؟

وأما اعتبار المشاركة في الانتخابات والتصويت لهذا الحزب من باب الاستجابة لقوله تعالى : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}..

فقد قال تعالى في آخر الآية {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقد تبين أن المشاركة في الديمقراطية من باب الإثم والعدوان لأنها نظام شركي فالتصويت في هذه الانتخابات داخل فيما نهى الله عنه لا فيما أمر به .

وأما كون الحزب هو أفضل المجود فإن ذالك لا يجيز المشاركة في هذا النظام الشركي .

***

وبالنسبة للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية فهو أمر لا معنى له لأن هذا كله داخل في إطار العملية الديمقراطية , ولو كانت المسألة تتعلق بانتخاب الرئيس خارج نطاق النظام الديمقراطي لكان للاعتراض وجه ,لكن الواقع أن هذه الانتخابات الرئاسية ما هي إلا تكريس لهذا النظام الديمقراطي وجزء منه .

والله أعلم
والحمد لله رب العالمين .
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو المنذر الشنقيطي
 

الريفي

عضو فعال
نبارك لاخواننا في حزب النهضة فوزهم

واسال الله ان يوفقهم ويسدد خطاهم ويقيم النهضة بجميع امور الحياة على ايديهم

ويعلم الله ماهي الاخطار التي تواجههم داخلية وخارجية

ولاشك عندي باسلاميتهم وصدق نيتهم وبعد نظرهم وصفاء مبادئهم وحنكة سياسييهم وسياستهم

الله يوفقكم
 
أعلى