سنة إنهيار ... الامبراطوريات!

البريكي2020

عضو فعال
سنة إنهيار ... الامبراطوريات!
بقلم : أحمد مبارك البريكي
Twitter : @ahmad_alburaiki

عام 1918 ليس عاما عاديا على الاطلاق انه تاريخ استثنائي له ملامح الانهيار غيّر ملامح جغرافية الارض بشكل شبه كامل .
ففي وقت كانت حرب العالم الاولى تضع أوزارها وتسدل الستار على مأساة شعوب تطاحنت لتبقى ، وبنهاية حروبها بدأت شمس أباطرتها بالمغيب !.
في نهاية تلك الحقبة الشرسة بدأت تتلاشى أربع إمبراطوريات عظمى دفعة واحدة وبأسباب متعددة ، الخلافة العثمانية والقيصرية الروسية والامبراطورية النمساوية المجرية وكذلك امبراطورية ألمانيا البسماركية !.
الامبراطورية العثمانية وخلافتها للعالم الاسلامي بضخامتها وترامي بلدانها والتي حكمت عالم الاسلام على مدى اكثر من ستة قرون منذ ان أسسها عثمان بن ارطغل لتصل الى ذروة المجد ، ثم تهوي وتختفي في أكثر ايام المسلمين هوانا وضعفا ، بعد أن نخر الاستعمار عظام أطراف ارض الخلافة ، ليمرض الرجل العثماني ويموت !.
آل رومانوف لم يكونوا أسعد حظا من حليفهم )المجيدي( ، فقد أبيدت تلك العائلة عن بكرة أبيها في ليلة ظلماء على يد المـد الاحمر اللينيني في صقيع سيبيريا وجيشها الاحمر ، وكنت قد شاهدت قبل مدّة فيلما وثائقيا على قناة (ناشيونال جيوغرافيك) يحكي بالتفصيل قصة تلك المأساة المروعة !.
الامبراطورية النمساوية المجرية والتي كانت قد قدمت ولي عهد مملكتها قربانا تأكله نار الحرب العالمية الاولى ، ذهبت مع رياح التغيير العالمي عندما دق نعشها صربي مجنون ، فتفككت الى اربع عشرة دولة قامت على انقاضها المحترقة!.
ألمانيا الامبراطورية )الفيلهالمية( التي وحدها المستشار الحديدي بسمارك ليهدي حكمها للرايخ الثاني الذي قبع على عرش الاتحاد مئة عام ونيفا ، سقطت وقام على اثرها جمهورية فايمر التي مهدت الطريق لرايخ هتلر الثالث ليدمّر العالم من جديد !.
إنها دول الأيام كما قال اللـه تعالى :
(وتلك الايام نداولها بين الناس)
فسبحان اللـه العظيم ، فهل من مدكر ؟!.

 
أعلى