وليد المجني
عضو بلاتيني
الحكمة ضالة المؤمن
كثيرة هي الأمثال والكلمات التي استطبناها في الصغر وعلقت في أذهاننا وما إن أمعنا النظر في
محتواها لقينا بعضها لا يفسر الحقيقة وانأ على يقين أن من عمل على قول الأمثال واستطرد فيها
على حسن نية، فنلاحظ في بعضها الصفاء في إطار المعنى وفي لب الكلام يختلف في ذكر الفصحاء
وإمعانهم في المفهوم ، فقول: " أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة " أتى مطابقاً لما أسلفنا ذكره من
درر المعاني عند العرب ، فالرجل الكبير هو الذي يأتي بالحكمة لمن هم دون ذلك تقديراً لعلمه
وخبرته في الحياة عن الصغير ، وفي الحقيقة ظاهر هذا المثل يدعوا إلى احترام الكبير والطاعة له
والامتثال لرأيه ، وهذا لا بأس به إذا جاء على صواب ولكن الحكمة يؤتها الله من يشاء سواء كان
كبيراً أم صغيراً .
دخل الحسن بنُ الفضل على بعضُ الخلفاء وعنده كثيرٌ من أهل العلم، فأحبَّ أن يتكلم، فزجرهُ وقال:
أصبيٌ يتكلمُ في هذا المقام؟ فقالَ: يا أمير المؤمنين ، إن كنتُ صبياً، فلستُ بأصغر من هدهد
سليمان، ولا أنت بأكبر من سليمان عليه السلامُ حين قال له : ( أحطتُ بما لم تُحط به ) ثم قالَ: ألم
تر أن الله فهم الحكمَ سليمان؟ ولو كان الأمرُ بالكِبر لكان داود أولى .
والأمثلةُ كثيرةٌ في هذا الشأن .
تحتي واحترامي