وليد المجني
عضو بلاتيني
الرُويبضة من الكُتاب
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=7295
صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ
يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا
الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».
هذا الوصف الدقيق من المصطفى، عليه أفضل الصلاة والسلام، يصدق وهو المصدق في زمننا
هذا، ففيه ترى العجائب والغرائب، فيظهر بعض من ينصح الناس بقلمه ولسانه وإنتاجه العقلي
والفكري، ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى وسعى في الأرض أفسد فيها
وأهلك الحرث والنسل، فيظل من يتصدر الناس بكلامه وكتاباته غير النبيلة التي يخدع بها البشر
ويستغل قدرته على الخداع؛ ليضلل غيره، والأمر لا يقف عند ما يكتبه - أي الرويبضة - في ما
يخصه أو يدعو له، فيقوم برمي الكلام على عواهنه؛ فيكفر فلانا ويمجد فلانا، ويكيل الشتائم بلا
روية، فيهذر ويتهاون في القول؛ حتى يفجر بخصومته، وكل ذلك لأنه لم تأت القمرة على هوى
الساري.
الشروع في كتابة المقال تتطلب التدقيق على الكلمات والألفاظ التي يستخدمها الكاتب، فَمَنْ كَتَبَ فقد
عَرَضَ عَقلهُ على الناس.. لذا، على الكاتب أن يختار الأسلوب النقدي الذي يرتقي بمستوى الفكر
حتى يبلغ مقاصده وما يرنو له بشكل إيجابي يتقبله المتلقي، من دون الدخول في خصوصيات الغير،
والتجريح في ذاتهم، «ففَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ. لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ
الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ».
ومع الأسف الشديد، كل يوم يظهر لنا من الكتاب القدامى أحاديو الفكر علمانيو التوجه يكتبون في
شأن الناس ويطعنون في أخلاقهم وشرفهم، ويقولون ما لا يفعلون، وصدق الخليفة الراشد عثمان
بن عفان - رضي الله عنه - حين قال: «ما أخفى أحد سريرة إلا وأظهرها الله على فلتات لسانه
وصفحات وجهه». فحذار عزيزي القارئ أن تقرأ للكاتب غير الـ (نبيل).