وليد المجني
عضو بلاتيني
بين الجاهل والوسمي
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=7688
لم أستغرب ما يجري من أحداث ساخنة بين مرشحين أشعلا النيران في النفوس قبل أن تشتعل في
الخيام، وبكل تأكيد أن تؤول الأمور إلى أسوأ من ذلك بكثير، فالنار لا تنتشر إلا في الهشيم، وإن لم
تجد هشيما أكلت بعضها.
وفي الحقيقة عندما يكون هناك جاهل يسرح ويمرح ويوجه أقسى الكلمات لخلق
الله دون أن تتخذ الحكومة أي إجراءات قانونية لحفظ كرامة الأمة وسلامة الوحدة الوطنية، لذا جاء
التصرف الطبيعي على قدر الألم من قبل الأطراف المنتهكة خصوصيتهم، برجوعهم لقانون نيوتن
الثالث (لكل قوة فعل، قوة رد فعل)، وبما أن القانون الوضعي لم ينصفهم، اضطروا أن يرجعوا
للقواعد الربانية العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، من كان يصدق أن يحصل مثل هذه
الأشياء في بلد مثل الكويت؟ البلد المتماسك اجتماعياً المترابط كالبنيان المرصوص، ينخر به جاهل
وحيد ويزرع الفتنة بين أهله، ولاتزال الحكومة مستمتعة بما يحدث، وفضلت المتابعة فقط عن
التدخل وقطع دابر الفتنة، والله ليس هذا هو الشيخ أحمد الحمود الذي عرفناه في التسعينيات،
الوزير الذي يضرب بيد من حديد لحفظ أمن الكويت واستتباب النظام، وكما جاء عتبي غاليا لوزير
الداخلية كذلك أوجه عتبي لأستاذ القانون عبيد الوسمي الذي تتوسم منه الأمة كل الخير، عندما قلل
من شأن نفسه وأخذته الحمية، واسترسل بكلمات ذات إيقاع مدوّ حتى اختل توازنه، وذهب المنطق
برفع الصراخ، ومخاطبة بعض الشخصيات البارزة في الأسرة بكلمات شديدة اللهجة، وكلنا نعلم أن
هذا ليس من طبعك لأنك أستاذ قانون، ولا ترضى مهما كلف الأمر أن يستهان بالقانون أو يخترق،
وكونك شخصية ينظر إليها من قبل الكثيرين، ولك حضور مؤمن برسالتك، فكل حرف يخرج منك قد
يشكل ثقافة لجيل كامل، فاحصد ثمرة ما زرعت بقوة القانون.