أجمل ما في الغد، الخميس 2 فبراير 2012، صورة الربيع الكويتي الدائم، فمهما تجمعت السحب وأرعدت وأبرقت وأمطرت، ومهما تقدمت الأعاصير والعواصف تبقى شجرة الكويت باسقة شامخة لان جذورها ثابتة في الارض على امتداد مئات السنين.
ليس شعرا ما نقوله بل هو صلب الحقيقة السياسية. فربيع العرب كان رد فعل على قمع وفساد وديكتاتوريات وسوء ادارة وبطالة وغياب التنمية والديموقراطية والمشاركة السياسية والرقابة الشعبية.
ربيع العرب نعرفه منذ عقود. غيرنا يريد تقليده ونحن نريد لهذا الفصل ان يزدهر اكثر ويتسع اكثر ويمتد حتى يسيطر على الاشهر كلها... وحراكنا السياسي تحت هذا الفصل لا فوقه.
غدا، يتجه الجميع الى صناديق الاقتراع. الموالون والمعارضون والمناصرون والمتعاطفون والكارهون والمحبون. المؤمنون بان الديموقراطية تصحح نفسها من خلال التداول والتغيير والكافرون بها لانها لم تفرز استقرارا سياسيا من وجهة نظرهم. الوطنيون التوحيديون المتطلعون الى دولة الدستور والقانون والمجتمع المدني، والطائفيون والقبليون والعنصريون المتطلعون لايصال ابن الطائفة أو المذهب أو العائلة أو المنطقة... الجميع في طوابير الربيع الدائم لترجمة خياراتهم باختياراتهم وهم لا يحتاجون لا الى النصح ولا الى التوجيه لانهم اصبحوا «محترفي انتخاب»، يعرفون ما يريدون ويدركون الى اين تتجه اصواتهم فذاكرتهم ليست قصيرة وعقولهم اكبر من السقوط مجددا في وعود المرشحين الوهمية.
نحترم خيارات كل فرد مهما توافقت أو تعارضت مع خيارات الآخرين، فمشاكل الأمم ليست بالتعددية بل بمحاولة فرض الاجماع. المهم ان يكون القيمون على تطبيق القانون وصيانة الدستور هم القدوة في العدل والاعتدال ومحاربة الفساد وتطهير الادارة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وانهاء «سرطان الواسطات» والتخلي نهائيا عن سياسة الصفقات أو شراء الذمم لتمرير هذا المشروع أو ذاك، والمهم ان يتقي اعضاء السلطة التنفيذية ربهم ومصلحة الكويت وضمائرهم وان يعملوا بنظرية «لا تبوق ولا تخاف» وأن يواجهوا أي موضوع بثبات وثقة وان يكشفوا علنا مكمن الخلل سواء كان من داخل الوزارات أو نتيجة عدم تنفيذ معاملات وطلبات مخالفة للقانون، وأن يعلنوا أن الدستور والقانون والتشريعات والمسؤولية والكرامات أهم مليون مرة من المنصب والكرسي ولقب «المعالي»... وبما ان العودة إلى الصناديق هي المعيار فربيعنا كفيل بتجديد الحياة السياسية، والكويتيون الذين خبروا الحرية والديموقراطية والمشاركة من اوسع ابوابها كفيلون بالتمييز بين المشرع والمراقب والاصلاحي وبين المؤزم والمصلحي والطائفي.
وبما أن المنابر للبرامج لا للشتائم، يجدر بنا التذكير عشية العرس الديموقراطي بضرورة الابتعاد نهائيا عن الطعن في الكرامات والاساءة الى المجموعات، والابتعاد نهائيا عن ردود الفعل العنيفة والتجييش الطائفي والقبلي، والاقتناع بان الدولة فوق الجميع وان الحقوق تؤخذ بالقانون لا بالذراع.
ويبقى التذكير أيضا بضرورة النأي عن استخدام أسلحة تخوين الآخرين ومحاولة ربطهم بجهات خارجية، فمثل هذا الربط قد يخدم مصلحة آنية لمرشح لكنه بالتأكيد سيكون مضرا للكويت لاحقا وقد يدخلنا في دروب فتن وصراعات نحن في غنى عنها. فالتخوين مدخل الى التصنيف، والتصنيف جسر الى الانقسام، والانقسام باب يفتح على التناحر والتصادم... وهذا خريفهم الذي لا نريده أن يحل محل ربيعنا.
جاسم بودي
ليس شعرا ما نقوله بل هو صلب الحقيقة السياسية. فربيع العرب كان رد فعل على قمع وفساد وديكتاتوريات وسوء ادارة وبطالة وغياب التنمية والديموقراطية والمشاركة السياسية والرقابة الشعبية.
ربيع العرب نعرفه منذ عقود. غيرنا يريد تقليده ونحن نريد لهذا الفصل ان يزدهر اكثر ويتسع اكثر ويمتد حتى يسيطر على الاشهر كلها... وحراكنا السياسي تحت هذا الفصل لا فوقه.
غدا، يتجه الجميع الى صناديق الاقتراع. الموالون والمعارضون والمناصرون والمتعاطفون والكارهون والمحبون. المؤمنون بان الديموقراطية تصحح نفسها من خلال التداول والتغيير والكافرون بها لانها لم تفرز استقرارا سياسيا من وجهة نظرهم. الوطنيون التوحيديون المتطلعون الى دولة الدستور والقانون والمجتمع المدني، والطائفيون والقبليون والعنصريون المتطلعون لايصال ابن الطائفة أو المذهب أو العائلة أو المنطقة... الجميع في طوابير الربيع الدائم لترجمة خياراتهم باختياراتهم وهم لا يحتاجون لا الى النصح ولا الى التوجيه لانهم اصبحوا «محترفي انتخاب»، يعرفون ما يريدون ويدركون الى اين تتجه اصواتهم فذاكرتهم ليست قصيرة وعقولهم اكبر من السقوط مجددا في وعود المرشحين الوهمية.
نحترم خيارات كل فرد مهما توافقت أو تعارضت مع خيارات الآخرين، فمشاكل الأمم ليست بالتعددية بل بمحاولة فرض الاجماع. المهم ان يكون القيمون على تطبيق القانون وصيانة الدستور هم القدوة في العدل والاعتدال ومحاربة الفساد وتطهير الادارة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وانهاء «سرطان الواسطات» والتخلي نهائيا عن سياسة الصفقات أو شراء الذمم لتمرير هذا المشروع أو ذاك، والمهم ان يتقي اعضاء السلطة التنفيذية ربهم ومصلحة الكويت وضمائرهم وان يعملوا بنظرية «لا تبوق ولا تخاف» وأن يواجهوا أي موضوع بثبات وثقة وان يكشفوا علنا مكمن الخلل سواء كان من داخل الوزارات أو نتيجة عدم تنفيذ معاملات وطلبات مخالفة للقانون، وأن يعلنوا أن الدستور والقانون والتشريعات والمسؤولية والكرامات أهم مليون مرة من المنصب والكرسي ولقب «المعالي»... وبما ان العودة إلى الصناديق هي المعيار فربيعنا كفيل بتجديد الحياة السياسية، والكويتيون الذين خبروا الحرية والديموقراطية والمشاركة من اوسع ابوابها كفيلون بالتمييز بين المشرع والمراقب والاصلاحي وبين المؤزم والمصلحي والطائفي.
وبما أن المنابر للبرامج لا للشتائم، يجدر بنا التذكير عشية العرس الديموقراطي بضرورة الابتعاد نهائيا عن الطعن في الكرامات والاساءة الى المجموعات، والابتعاد نهائيا عن ردود الفعل العنيفة والتجييش الطائفي والقبلي، والاقتناع بان الدولة فوق الجميع وان الحقوق تؤخذ بالقانون لا بالذراع.
ويبقى التذكير أيضا بضرورة النأي عن استخدام أسلحة تخوين الآخرين ومحاولة ربطهم بجهات خارجية، فمثل هذا الربط قد يخدم مصلحة آنية لمرشح لكنه بالتأكيد سيكون مضرا للكويت لاحقا وقد يدخلنا في دروب فتن وصراعات نحن في غنى عنها. فالتخوين مدخل الى التصنيف، والتصنيف جسر الى الانقسام، والانقسام باب يفتح على التناحر والتصادم... وهذا خريفهم الذي لا نريده أن يحل محل ربيعنا.
جاسم بودي