هل ورثت الإسلام أم أسلمت عن قناعة ؟

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
جوابا على عنوان الموضوع

الاسلام بالنسبة لي ورثته وراثة



أهلا يا جوكر , فعلا بعض المسلمين كذلك ولهذا يحتاجون إلى أن يقرأوا القرآن الكريم بجدية لينتقلوا من الوراثة إلى الدراسة , والله يهدينا جميعا..

..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
دراسة لجوهر العقائد

دراسة لجوهر العقائد

وهذه تجدها واضحة للبيان في القرآن الكريم , فإن ثلث القرآن يتحدث عن العقيدة وأمور التوحيد , لأنها الركيزة التي يركتز عليها الدين في بناءه , وهذا عام في كل دين وليس خاص بالإسلام , ومن هنا كان الإهتمام بالعقيدة اهتماما كبيرا من الإسلام . ولأن الدستور والحجة والبيان لأصول الدين جاء في القرآن الكريم بآيات محكمات , كان دور القرآن هو توضيح هذه الأركان وجوهر العقيدة الإسلامية ثم سحب العقائد المخالفة إلى معمل المنهج العقلي لبيان خطأها وفسادها بالعقل والمنطق..


ولهذا فإن أي قارئ متدبر للقرآن الكريم يقف كثيرا عند قوله تعالى ( أفلا يبصرون ) ( ألهم قلوب يعقلون بها ) ( على قلوب أقفالها ) وهذه كلها آيات تحاول كسر الحواجز التي بناها أرباب الأديان المحرفة والأفكار الوضعية والعبثية حول العقول البشرية , فهي تجمع الإستنكار لعدم استخدام العقول مع وضوح الحجة وبيانها...


ولنأتي مثلا على أكبر عقيدة منتشرة في الدنيا وهي العقيدة المسيحية , وإن كانت الإسلام أسرع الديانات إنتشارا بالفعل حسب تقاريهم أنفسهم , وكل يوم يكسب الإسلام أرضا جديدة , إلا أن هذه العقيدة على اختلافها وتنوعها المذهبي فإن لها جوهرا معينا وهو يتمثل في ( ابن الله المخلص )

فـــ ( ابن الله ) الذي هو المسيح والذي يتمتع بالخصائص الإلهية كونه ابنا له أو هو ذاته ونفسه تجسد في المسيح - على اختلافهم في هذا الأمر - وكيفية ادغام اللاهوت في الناسوت وهذه العقيدة التي لم يمكن تفسيرها أبدا , وما تبع ذلك من فداء وصلب وموت ثم بعث بعد ثلاثة أيام , كلها تدور على عقيدة تسمح بمرور عقيدة تقول بأن لله ابنا , وهذه طامة كبرى في التوحيد وإذا ثبت فسادها فكل ما يتفرع منها فاسد..


وطبعا تم استغلال الميلاد المعجز للمسيح عليه السلام , لكونه ولد من أم بدون أب , فإذا كان التوحيد يمنع مجرد إدخال وسائط بشرية بين العبد وبين ربه يجعلون مرور الأعمال من خلالهم مرتبطا ومرهونا بهم , فكيف إذا في مسألة عقدية كالتوحيد الذي يقوم على وحدانية الله تعالى وتعظيمه وعلمه المطلق وقوته المطلقة ؟ ومن هنا جاء تفنيد هذه العقيدة في القرآن الكريمة بالمنطق العقلي والمنهج الفكري الصحيح , فجاءت في آيات قرآنية كثيرة اشارات إلى مثل هذه الأصول النصرانية -المقتبسة في أصلها من هندية قديمة - وتفنيديها بأبسط كلام مقنع وبسيط..



فإذا كان ميلاد المسيح معجزا لأنه بغير أب , فكيف يكون خلق آدم عليه السلام الذي خلقه الباري سبحانه بدون أب ولا أم ؟ فأيهما أصعب في العقل ومنطقه ؟



وفي آية أخرى قال تعالى (( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) الآية , فأي إله يحتاج إلى طعام ليحيا ويعيش ؟ واي إله هذا الذي يأكل الطعام ثم يحتاج إلى اخراجه كما يفعل الإنسان ؟ كيف يكون إلها وهو ناقص يحتاج إلى طعام وشراب وراحة ؟ النقصان يخرجه عن الألوهية , ولهذا الآية ذكرت أمورا من أعمال المسيح وأمه عليهم السلام التي لا ينكرها أحد حتى من أبناء الديانة النصرانية , ولكنها ترشدهم إلى الثغرات العقلية التي نفد منها الشرك في ديانتهم...


وفي آية ثالثه يقول سبحانه ((ما أتخذ الله من ولد وما كان معه اله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون )) الآية , فكيف يكون الحال لو كان هناك الهين أو أكثر في هذا الكون ؟ كل العقلاء يعلمون أن هناك قائدا أعلى لكل شيء في الدنيا , فكابتن طيار هو قائد الطائرة والمسئول عنها , وكابتن بحار هو ربان السفينة والمسئول عنها , وهذا في الدنيا وفي حال البشر الناقصين فكيف يصح غير هذا في حق الإله والواجب أن يكون كاملا في كل شيء ؟


دليل التمانع
يتكلم عن هذه الدلالة بعض المشتغلون بعلم الكلام , فلو كان هناك الهين فصاعدا وأراد أحدهما فعل شيء والآخر رفض هذا الفعل فماذا يحدث ؟ فإذا تحصل مرادا واحد منهما ولم يتحصل فعل الآخر صار الأخير عاجزا وهذا يخرجه عن كونه إلها , فلا يمكن أن يكون إلها وهو ضعيف لا يقدر على أن ينفذ مشيئة التي يرضاها , وفي نفس الوقت إذا لم لم يتساوا في كل شيء صار أحدها أضعف من الآخر وهذا الضعف نقص وهذا محال ...

فجاءت الإستحالة هنا من التعدد فصار تعدد الآلهة ممتنعا عقلا لكون الإله كامل في كل شيء , والتعدد يطعن في ذلك لا محالة ( ولعلا بعضهم على بعض ) الآية , فرجع العقل إلى ضرورة وجود واحد لا شريك له سبحانه , هو الخالق وهو البارئ وهو الحكيم العليم سبحانه...

ومن هذا المثال عن الديانة النصرانية يتضح أن هذه الآيات الثلاث - على سبيل المثال فقط - قد حَوَت تفنيدا عقليا لجوهر العقيدة النصرانية بعيدا عن التفريعات التي تفرعت عليها من صلب وفداء وموت وبعث وما إلى ذلك , واي مسلم مهما كان مستوى ذكاءه يعلم أن السفينة لها ربان وقائد وكذلك الطائرة والدولة وغيرها من الأمور الهامة...

وعندما ساحت عقول الفلاسفة القدماء , وقام الإغريق وغيرهم بتقسيم السماء حسب عقولهم إلى آلهة خير وآلهة شر وإنسان نصف إله ونصف إنسان , كان لزاما أن ينتج عن هذه الأفكار تفاصيل من النزاعات بين الآلهة وبين الأرض , وتم تقسيمهم على حسب العقل البشري بصفات , وما ترتب على ذلك من شرك وكفر عظيم بالخالق سبحانه , بل كان هذا تهميد استخدمه قستطنين - الإمبراطور الروماني - في فرض عقيدة التثليث على التوحيد في صدر العصر المسيحي الأول كما جاء في مجمع نيقية المشهور....


يتبع إن شاء الله


..





 

نسج الورود

عضو مخضرم



الإسلام ليس وراثة ولا توريث لأن الفطرة السليمة تقود صاحبها

للإسلام مالم يؤثر الأبوان على عقيدة ابنهما بدين آخر

نعم يتأثر الطفل بإسلام والده ويعتنقه دون إدراك فقط لان أبويه على هذا الدين

لكن عندما يعيّ أن الإسلام دين الحق بدراسة الإسلام بأوامره ونواهيه وقراءة القرآن

فبه يكون مسلم بقناعة وعقيدة راسخة تجعلها يعرف الفرق بين دينه وبين الأديان الأخرى

فكم من مسيحي نشأ في أسرة مسيحية وتربّى على دين المسيح فعندما كبر اكتشف أنه

دين باطل مبني على التناقضات التي لا تدخل العقل وغيّر دينه إلى الإسلام

فلا تورّث إلا الماديات لكن كيف نورّث في الروح معتقدا قد يزول بالإدراك تماما كما زالت عادات وتقاليد بالية ورّثت منذ القدم


جزاك الله خيرا أبو عمر

متابعة لك



 

الخالدي88

عضو مميز

نعم ورثت الإسلام كون بيئة وطني وأهلي إسلامية .. لكن المشكل لدي من سؤالك هي "القناعة" .. القناعة تحتاج من الإنسان مقارنة جميع الأديان والعقائد والمذاهب كلها وليست أهمها كما ذكرت ..ونختار ما يتناسب مع الفطرة ( أو العقل ) لو تتبعنا جميع الأديان والعقائد الإنسانية لهلكت السنين والدقائق والأدوية لمعرفة الحق طبعا .. وهذا يضعنا في سؤال آخر مهم جدا " الزمن الذي قضيته في البحث عن "قناعتي" أو فطرتي هل يجعلنى كافر شاك بالإسلام إلى أن أجد ضالتي أو مسلم بالاسم كما ذكرت ؟! وهل إختياري لغير الإسلام يجعلنى مصيبا لفطرتي أم العكس ؟!

ثانيا مالذي يجعل الفطرة تلك سليمة والفطرة الآخرى خاطئة ماهي المقاييس الواضحة والإرشادات التي تجعل الإنسان على فطرته السليمة ؟؟ هل هي تعاليم الإسلام والأديان الآخرى ... أم العقل وقوانين المناطقة
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
الإسلام ليس وراثة ولا توريث لأن الفطرة السليمة تقود صاحبها

للإسلام مالم يؤثر الأبوان على عقيدة ابنهما بدين آخر

نعم يتأثر الطفل بإسلام والده ويعتنقه دون إدراك فقط لان أبويه على هذا الدين

لكن عندما يعيّ أن الإسلام دين الحق بدراسة الإسلام بأوامره ونواهيه وقراءة القرآن

فبه يكون مسلم بقناعة وعقيدة راسخة تجعلها يعرف الفرق بين دينه وبين الأديان الأخرى

فكم من مسيحي نشأ في أسرة مسيحية وتربّى على دين المسيح فعندما كبر اكتشف أنه

دين باطل مبني على التناقضات التي لا تدخل العقل وغيّر دينه إلى الإسلام

فلا تورّث إلا الماديات لكن كيف نورّث في الروح معتقدا قد يزول بالإدراك تماما كما زالت عادات وتقاليد بالية ورّثت منذ القدم


جزاك الله خيرا أبو عمر

متابعة لك



هذه خلاصة جيدة , وإنما استعرت التوريث لأنه مصطلح يُتداول فأحببت أن أقرب المعنى , ورسالتنا في هذا الموضوع هو أمرين : الأول أن كل مسلم ملتزم ومتدين وقارئ فإنه انتقل من مرحلة التقليد إلى القناعة , والأمر الثاني هو متابعة هذا المنهج القرآني الواضح والبين...

التناقضات أحد الأسباب فعلا وكذلك بعض الشرائع , ولكن - منعا للتشعيبات واقتصارا على الأصل عام - سلطت الضوء على العقيدة وجوهرها فقط , ولكن تعليقك سليم لا إشكال فيه بالنسبة لي...

جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة

..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
نعم ورثت الإسلام كون بيئة وطني وأهلي إسلامية .. لكن المشكل لدي من سؤالك هي "القناعة" .. القناعة تحتاج من الإنسان مقارنة جميع الأديان والعقائد والمذاهب كلها وليست أهمها كما ذكرت ..ونختار ما يتناسب مع الفطرة ( أو العقل ) لو تتبعنا جميع الأديان والعقائد الإنسانية لهلكت السنين والدقائق والأدوية لمعرفة الحق طبعا .. وهذا يضعنا في سؤال آخر مهم جدا " الزمن الذي قضيته في البحث عن "قناعتي" أو فطرتي هل يجعلنى كافر شاك بالإسلام إلى أن أجد ضالتي أو مسلم بالاسم كما ذكرت ؟! وهل إختياري لغير الإسلام يجعلنى مصيبا لفطرتي أم العكس ؟!

ثانيا مالذي يجعل الفطرة تلك سليمة والفطرة الآخرى خاطئة ماهي المقاييس الواضحة والإرشادات التي تجعل الإنسان على فطرته السليمة ؟؟ هل هي تعاليم الإسلام والأديان الآخرى ... أم العقل وقوانين المناطقة


الموضوع بسيط للغاية يا الخالدي والجواب كذلك..

فبالنسبة لمسألة أن القناعة تحتاج أن يكون صاحبها قد قارن جميع الديانات وليس أهمها , وذكرت في ذلك المذاهب أيضا ..وهذا ما تضيع الأعمار فيه ولا تصل فيه إلى هداية للصواب , فهذه لا أحسبه صحيحا..


فالمسألة كما ذكرت بسيطة , والجواب على الأمرين من نفس المنطق , فعليك أن تبدا بالمتفق عليه حتى تصل إلى مسألتنا ..

فبالنسبة للمسألة الأولى , لا تحتاج إلى كل هذا الوقت , لأننا نذكر هنا العقائد دون غيرها , والعقائد لها جوهر وأساس تقوم عليه , فإذا صحت العقيدة صحت الشريعة والفروع من حيث المآل , وإذا لم تصح العقيدة لم يصح اي بناء عليها ...

فإذا اتفقنا على هذا النحو -المعروف لدى العقلاء جميعا - فإن مقارنة جوهر العقائد يوفر عليك العناء والمجهود الكبير , وهذا هو الذي نقصده من موضوعنا هذا , وحتى هذه المقارنة بسيطة للغاية ...

فعليك أن تبدأ من المتفق عليه...


يعني الناس على وجه الأرض قسمين : مؤمن وكافر

فالبشر الذين يؤمنون بوجود الله تعالى هم الأغلبية العظمى أو ايا كانت نسبتهم ليست هذه قضيتنا , والملاحدة الذين ينكرون وجود الله بالكلية هم شذاذ البشرية وأيضا نسبتهم ليست هي قضيتنا...

فكل المؤمنين بوجود الله تعالى يتفقون في قدر من الإيمان : بوجود رب أو قوة عظيمة خالقة ورازقة وحامية , وهذا ما نُعرفه بتوحيد الربوبية , حتى مشركين العرب آمنوا بالله تعالى على الرغم من شركهم..

وإنما اختلفوا في تصورهم عن الله تعالى , فاختلفوا فيما نسميه ( توحيد الألوهية ) , وهنا يبدا عملك بل الدراسة القرآنية التي ذكرتها في طيات هذه المقالات , فالقرآن الكريم يناقش جوهر العقائد المخالفة للإسلام والتي وقعت في مشاكل عقدية في باب الألوهية , ومن هنا تجد الأمر بسيطا وسريعا ولا يحتاج إلى أن تعتكف على الكتب والمراجع لتدرس الأديان والمذاهب والشرائع , بل جوهر العقائد في الدائرة التي اختلف الناس حولها...


فهل هذا الجزء مقبول أم ماذا ؟

...
 

kuwaiti000

عضو فعال

نعم ورثت الإسلام كون بيئة وطني وأهلي إسلامية .. لكن المشكل لدي من سؤالك هي "القناعة" .. القناعة تحتاج من الإنسان مقارنة جميع الأديان والعقائد والمذاهب كلها وليست أهمها كما ذكرت ..ونختار ما يتناسب مع الفطرة ( أو العقل ) لو تتبعنا جميع الأديان والعقائد الإنسانية لهلكت السنين والدقائق والأدوية لمعرفة الحق طبعا .. وهذا يضعنا في سؤال آخر مهم جدا " الزمن الذي قضيته في البحث عن "قناعتي" أو فطرتي هل يجعلنى كافر شاك بالإسلام إلى أن أجد ضالتي أو مسلم بالاسم كما ذكرت ؟! وهل إختياري لغير الإسلام يجعلنى مصيبا لفطرتي أم العكس ؟!

ثانيا مالذي يجعل الفطرة تلك سليمة والفطرة الآخرى خاطئة ماهي المقاييس الواضحة والإرشادات التي تجعل الإنسان على فطرته السليمة ؟؟ هل هي تعاليم الإسلام والأديان الآخرى ... أم العقل وقوانين المناطقة

أخي جزاك الله خير ,يجب أن تستخدم عقلك

الأديان لديها مشكلة بتوحيد الألوهية لذالك سوف تتجة إختياراتك للأديان التي أهتمت

بتوحيد الألوهية مثل الإسلام واليهودية

والفرق بينهما إن في سفر التكوين الله تعالى خلق السماوات والارض واستراح في اليوم السابع

وفي القرآن لم يذكر هذا الأمر بل ذكر أنه أستوى على العرش في اليوم السابع.

فهل يليق بالله عز وجل ماقيل في التوراة أنه استراح ؟؟

الحمدالله على نعمتة وفضلة .
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
شجرة آدم

شجرة آدم

من الأمور التي تناولتها الأديان باهتمام كبير هي قضية الخلق وسبب خروج آدم من الجنة وما ترتب على ذلك من إرسال الأنبياء والرسل إلى الناس , والصراع بين الخير والشر إلى هذا الوقت وما إلى ذلك . فقضية آدم عليه السلام بل وخلق الإنسان نفسه من الأمور التي تقطع ظهر الملاحدة على وجه الخصوص لأنه ليس ثمة جواب عن هذا الأمر , ولكن لنمسك عنان هذه المقالة لنأتي على سبب خروج آدم من الجنة ...

المسلمين يعتقدون أن السبب في خروج آدم عليه السلام من الجنة التي كان يسكنها ونزوله إلى الأرض هي المعصية , وأن المعصية تبعد الإنسان عن ربه وخالقه , وأن الطاعة تفعل عكس ذلك , وهذا مسطور في وجدان الناس جميعا في أمورهم العادية والقياسات العقلية السليمة , فالأولاد يعرفون أن معصيتهم لأبيهم لا تقربهم منه بل الطاعة وفعل ما يحبه هي التي تقربهم منه , وفي كل الأحوال فإن الإنسان يحاسب على عمله وحده , فلا تزر وازرة وزر أخرى...


ولكن ورد في الديانات الأخرى المحرفة تغيير لهذه العقيدة بما يتعارض مع عقيدة التوحيد , وجاء القرآن على ذكرها في عدة مواضع لكي يتحول المسلم من الحالة الوراثية إلى الحالة الإعتقادية الإقتناعية , فبينما تنص التوراة على أن آدم عليه السلام قد أكل من شجرة العلم , شجرة إذا أكل منها عرف الفرق بين الخير والشر , وخوفا من أن يسارع إلى شجرة الحياة فيصير مخلدا إلى الأبد فإن الرب - حاشا لله - أخرجه من الجنة رغبة عن هذا المصير !!!

وهذا هو النص من التوراة (( وسمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله فى وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم, وقال له:أين أنت ؟
فقال سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان فاختبأت فقال من أعلمك أنك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها, فقال آدم:المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت.
فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت ؟ فقالت المرأة: الحية غرتني فأكلتُ.
فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم. ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين, وترابًا تأكلين كل أيام حياتك, وأضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلك ونسلها, هو يسحق رأسك, وأنت تسحقين عقبه.
وقال للمرأة: تكثيرًا أكثر أتعاب حبلك, بالوجع تلدين أولادًا, وإلي رجلك يكون اشتياقك, وهو يسود عليك.
وقال لآدم: لأنك سمعت لقول امرأتك, وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً: لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك, بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك, وشوكًا وحسكًا تنبت لك, وتأكل عشب الحقل, بعرق وجهك تأكل خبزًا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها, لأنك تراب, وإلي تراب تعود...
وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفًا الخير والشر, والآن لعله يمد يده, ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا, ويأكل ويحيا إلي الأبد, فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها، فطرد الإنسان, وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" . (التكوين 2/15-3/24).


فتخيل أن الإنسان الذي فطره الله على حب العلم صار يعاقب على هذا الأمر , والقرآن الكريم الذي نقل قصة آدم عليه السلام وما كان منه في هذا الأمر , بين أن الله كرم آدم لأنه كان يعلم أكثر من علم الملائكة , وأن الله تعالى غضب عليه لأنه عصاه وأكل من شجرة قد نهاه عنها , فالسبب هي المعصية وليس لأنها شجرة العلم فصار واحدا مثل الإله !!! هذا تخريف عظيم..


وقد ترتب على هذا الأمر أن صار لزاما في عقيدتهم أن يكون هناك فداء من هذا الذنب العظيم الذي اقترفه الأب الأول , وتطورت الفكرة إلى الفداء بابن الله - حاشا لله تعالى وتعالى عن ذلك علوا كبيرا - ليحمل أخطاء البشر والإنسانية ثم يكون الإنسان العاصي حرا بعيدا عن رق الذنوب , وهذا من حب الله تعالى للناس بعدما ظهر كرهه وبغضه لهم بسبب فعل أبيهم آدم عليه السلام كما يروون...


فأي مسلم يقرأ القرآن ويداوم على قراءته لا يمكن أن يكون إلا دارسا لهذه العقائد حتى لو لم يسمع او يقرأ النص من سفر التكوين , لأن أي مسلم مهما بلغت بساطته فإنه يعلم يقينا أنه لا يحاسب على أفعال آباءه وأمهاته , فلا يسجن لأن جده سرق من مائة عام مثلا , نعم قد يكون هناك آثار ولكن تحمل إنسان لجريرة فعل غيره بغير أن يكون له ذنب في ذلك ظلم عظيم...


ولو أردنا أن نسجن إنسان لأن أخاه قاتل أو سارق لصاح بنا الناس جميعا : ما هذا الظلم , ولو أردنا أن نشيع بين الناس أن العلم مذموم كما فعل أرباب الكنائس في العصور الوسطى حسب هذه النصوص التي يعتقدون بها , لصاح بهم الناس أيضا ولاحتاجوا إلى وقت لكي ينقلبوا عليهم ويزيحوهم من طريقهم ويكفروا بعقائدهم أيضا , فإن حب العلم واستكشاف الأرض قد جُبل عليه الإنسان ووضعه الله سبحانه في فطرته وغرست فيه , والقرآن يشهد بذلك بين صفحاته


يتبع إن شاء الله

..



 

Anonymous Farmer

عضو مميز
أكاديمية القرآن

لا يتوجب على المسلم أن يحفظ القرآن الكريم , وإنما يجب عليه أن يقرأ القرآن , فهجرانه من الذنوب الكبيرة والتي ذكرها القرآن الكريم في آياته فقال سبحانه ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) الآية , وما ذاك الوزر والذنب إلا لكون المسلم هجر الرسالة التي أرسلها لها ربه .


مرحبا أبا عمر ،

افتقدناك في الشبكة والله .. عسى المانع خير ولا تطيل الغيبات .

موضوع جميل ، وما شدني أكثر فيه هو ذكرك للآية الكريمة "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" .

فما أراه هو حديث موجه لنا نحن كمسلمين ، دعوة من الله سبحانه بقراءة القرآن والتمعن والتفكر فيه بشكل دوري وإلا وقع هجر القرآن الكريم وهذا بحد ذاته مهلكة .

كما أرى جوهر هذه الآية في وجوب إعلاء القرآن على الموروثات والتصرفات التي تمليها علينا العادات والتقاليد التي لا تتفق والقرآن الكريم .

هذه الآية بالغة من الأهمية كما سائر آيات الله تعالى ولكن للأسف لم أر الكثير يتعرض لها كما قمت به الآن ، وقد استوقفني طويلا التفكر بهذه الآية بالذات ، فهي أكبر دليل على وجوب تحكيم القرآن والرجوع إليه لا غيره من أمور في تسيير حياتنا .

سؤال لك يا أبا عمر ، ما حكم الأشخاص الذين ورثوا الإلحاد من الآباء إثر إلحادهم بالأساس ؟ فهناك مجموعة أراها حاليا - بل نشهدها جميعا - ورثت الإلحاد من الآباء فما حكم هؤلاء ، هل نعتبرهم ملحدين ورثوا الإلحاد فقط أم مردتين عن الإسلام كما ابائهم ؟






 

الجمآن

عضو بلاتيني
جزاك الله كل خير اخي وشيخي الفآضل ابو عمر ...~

وما يوضح ان الاسلام لا يورث ما نسمعه ونقرأه من قصص لأُنآس على مختلف الوانهم ومشاربهم ومعتقداتهم
من علماء ..مغنين ..ملاحدة ..قساوسة .... ومن كل دين ومِلّة.....

كيف تحولوا بفضل الله الى الاسلام ...واصبحوا دعاة يدافعون عنه بكل ما اوتوا من علم وحجة ...ْ


كل الشكر وبارك الله في جهدك وعملك وجعل قلمك سيفا مسلطا بالحق على كل بآطل ...~
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
مرحبا أبا عمر ،

افتقدناك في الشبكة والله .. عسى المانع خير ولا تطيل الغيبات .

موضوع جميل ، وما شدني أكثر فيه هو ذكرك للآية الكريمة "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" .

فما أراه هو حديث موجه لنا نحن كمسلمين ، دعوة من الله سبحانه بقراءة القرآن والتمعن والتفكر فيه بشكل دوري وإلا وقع هجر القرآن الكريم وهذا بحد ذاته مهلكة .

كما أرى جوهر هذه الآية في وجوب إعلاء القرآن على الموروثات والتصرفات التي تمليها علينا العادات والتقاليد التي لا تتفق والقرآن الكريم .

هذه الآية بالغة من الأهمية كما سائر آيات الله تعالى ولكن للأسف لم أر الكثير يتعرض لها كما قمت به الآن ، وقد استوقفني طويلا التفكر بهذه الآية بالذات ، فهي أكبر دليل على وجوب تحكيم القرآن والرجوع إليه لا غيره من أمور في تسيير حياتنا .

سؤال لك يا أبا عمر ، ما حكم الأشخاص الذين ورثوا الإلحاد من الآباء إثر إلحادهم بالأساس ؟ فهناك مجموعة أراها حاليا - بل نشهدها جميعا - ورثت الإلحاد من الآباء فما حكم هؤلاء ، هل نعتبرهم ملحدين ورثوا الإلحاد فقط أم مردتين عن الإسلام كما ابائهم ؟



أهلا بك يا فارمر الكريم , وعساك بخير ومشكور على السؤال , معذرة على التغيب كنت منشغلا ببعض الأمور المصرية الأخيرة..

كلامك وتعليقك دقيق للغاية , لأن هجران القرآن هو الذي يؤدي إلى هجران المنطق عن العقل ثم محاولة للبحث عن منطق للأحداث يوافق الأهواء والغرائز وربما الوساوس والتي قد لا يدري الإنسان بصوتها وحوارها مع نفسه , فتلتبس عليه الأمور جميعا..

وإذا كان الأمر بالأمر يذكر , فإني دائما ما أتذكر مسألة هجر القرآن بنهي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وحتى من فقد البصر منهم عن أن يعتزل مسجده , لأنه كان الجامعة التي يتخرج منها هؤلاء القمم الذين رسموا الإسلام والأمن والأمان في ديار العرب والعجم , فالنهي كان عن انقطاع الناس عن التعلم المباشر من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا بعد تحقيق مسألة صلاة الجماعة في المسجد وحكمها من الوجوب أو الإستحباب..

وأما بخصوص مسألتك فهي بصراحة دقيقة للغاية وتحتاج إلى فتوى مخصوصة لكل حالة مخصوصة , ولقد كنا نخوض نقاشات في مثل هذا الموضوع بالذات لما له أهمية قصوى , ويمكن أن نقسم المسألة إلى ظاهر وباطن..

فأما الظاهر فإذا كان هذا الإنسان أعلن الإسلام ظاهرا وإن كان قلبه غير مؤمن ولم يسلم لله تعالى , فهذا تجري عليه أحكام الظاهر , لأنه بهذا الإعلان يستحل فروج المسلمات , وأموال من ميراث أو غيره , فلابد أن يسري عليه أحكام الإسلام الظاهرة من ردة وغيره..

وإن كان في باطنه ربما "" لم يسلم بعد "" حتى يصير مرتدا , لأنه ما دخل في الإسلام في أول أمره حتى يكون مرتدا عليه , ولكن القلوب أمرها إلى الله تعالى ولنا الظاهر الذي نحكم به وعليه , ولهذا فإن ظهور أي فعل أو قول من أفعال الردة وما يترتب على ذلك واجب أن يرجع إلى أهل العلم والمحققين لينظروا حالته بوضع خاص , لأنه ربما ما جاءه البلاغ المبين عن الإسلام ولم يسمع إلا بلاغا مشوها من آباءه , وإن كانت الإقامة في ديار المسلمين ترفع عنه الكثير من العذر في هذه المسألة...


لا عدمنا هذه المشاركات وهذا التواصل أخي الكريم وعساك بخير , وآسف على التأخير في الرد فما زال الوقت ضيق والمشاغل كثيرة..

..:وردة:





 
أعلى