محمد عبدالقادر الجاسم شكرا

يا شيخ جابر.. إن التركة، كما يقال، ثقيلة جدا.. أمامك العديد من الملفات الصعبة، لكنني أنصحك نصيحة محب لوطنه، انتبه لثلاث: فتنة طائفية يراد لها أن تنفجر، وانقسام فئوي يراد له أن يتعمق، وفساد ينخر سلطات الدولة. كما أدعوك إلى أربع: احترم القبائل وتصالح معهم، إحذر من مخططات أبناء عمومتك ومن يتبعهم، إبعد نفسك وأولادك عن شبهة الفساد، وأخيرا، لتكن لديك بطانة صالحة.
مع تمنياتي لك بالتوفيق،


تعليقى " مشكور يا بوعمر على المقال الرائع المختصر المفيد ارجو من سعادة رئيس مجلس الوزاراء جابر المبارك ان يكسب غالبية الشعب بهاذى النصيحة . لاجل استمرار ابناء ال الصباح بالرئاسة :)
 

فهد الرشيدي

عضو مخضرم
زميلي الفاضل سياسي

انا بساعدك شوي واحط المقال كاملا مع الرابط للفائده ودمت




ست عجاف!

سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح..
أبارك لك حصولك على ثقة رئيس الدولة صاحب السمو الأمير. إن هذه الثقة ليست إلا خطوة أولى في طريق طويل يتوجب عليك، وأنت تسير فيه، بذل الجهد المضني كي تنال ثقة الشعب. إن في طريقك الطويل، يا شيخ جابر، علامات إرشادية كثيرة، لو أنك اتبعتها فلن تضل. ولعل أولها سيرة سلفك الذي كان قد حصل على ثقة رئيس الدولة سبع مرات متتالية، إلا أن الشعب أقصاه أخيرا عن موقع المسؤولية بعد أن نزع عنه الثقة. إن ثقة الشعب هي الأصل، لذا عليك مراجعة سيرة سلفك السياسية التي كنت شريكا معه فيها، وتجنب ارتكاب الأخطاء ذاتها التي تسببت في إقصاء سلفك.

إن هناك جملة من المتغيرات السياسية، والنفسية أيضا، في الكويت هي نتاج السنوات الست العجاف.. سنوات سلفك الشيخ ناصر المحمد، ومن أبرز تلك المتغيرات أن الشعب الكويتي، رغم انقسامه سياسيا واجتماعيا، كسر حاجز الصمت وحاجز الخوف في التعبير السياسي، قولا وعملا.. لقد ارتفع سقف الخطاب السياسي كما تقرأ وتسمع، وظهرت الرغبة لدى الشباب المتحفز في إثبات الذات وفي التعبير عن الغضب.. لقد تحرك "الشارع" فأسقط رموز فاسدة، وذاق الانتصار ولن تعود الأمور كما كانت. ولعله لا يخفى عليك أن الكويت تتأثر، بشكل أو بآخر، فيما يسمى "بالربيع العربي"، أيا كان نطاق هذا التأثر. ومن هنا فإن المهام الملقاة على عاتقك اليوم جسيمة بمعنى الكلمة.. ويكفي لبيان جسامة تلك المسؤولية أن أنبهك ناصحا، بأنك قد تكون آخر رئيس للوزارة من أسرة آل صباح الكرام.

نعم.. فالظروف تغيرت كثيرا يا شيخ جابر.. لقد تسببت إدارة سلفك في إسقاط العديد من القيم الاجتماعية التي كانت تنظم العلاقة بين الشعب وأسرة آل صباح.. كانت الغلبة في تلك الفترة هي للاعتبارات الاجتماعية، لكن التمادي في ارتكاب الأخطاء، إضافة إلى العناد السياسي، دفعا الشعب إلى الخروج إلى الشارع والمطالبة برحيل "شيخ" ومحاكمته، وهو ما يعني أن الاعتبارات الاجتماعية تهاوت، ونحن في الطريق نحو الاحتكام إلى الدستور فقط في علاقتنا معكم، وهو ما يعني أن سلطاتكم "الواقعية" الزائدة على السلطات "الدستورية" آخذة في التراجع. وبعبارة أخرى، فإن الدستور وحده سوف يكون الحكم بيننا وبينكم، وبقدر التزامكم به نصا وروحا سيلتزم الشعب به. إن الإمارة لذرية مبارك الصباح لا ريب، والحكم والإدارة للشعب، ولا ريب في ذلك أيضا.. هذا ما يقوله الدستور، وهذا ما يجب علينا جميعا أن نلتزم به.

إن التغيير والتطور، يا شيخ جابر، من سنن الحياة.. لذلك لن يعود لكم ماض تتمنونه. إنني أعلم أن بينكم، يا آل صباح، من يتمنى الماضي، لكن بين الماضي الذي يتمناه بعضكم والمستقبل الذي يحلم به بعضنا، فراغ كبير. لقد سعى غيرك إلى إفساد الناس.. إهانة الناس.. ضرب الناس.. حبس الناس، كل هذا تحت عنوان استعادة الماضي لكنه فشل. لذلك، ولأنني شخصيا من أنصار المستقبل، ولأنني أريد الخير لبلادي،أتمنى لك التوفيق حتى لو كان ذلك خارج دائرة المتوقع أو المعقول أو يتعارض مع منطق الأمور.

لقد أشرت في بداية مقالي إلى أن في طريقك هناك علامات إرشادية، وليست مهمتي أو مهمة غيري تنبيهك إليها، لكنني أشير إلى أن مفتاح نجاحك هو بحسب درجة استقلال قرارك.. الدستور يمنحك صلاحيات واسعة لممارسة شؤون الحكم التي تختلف عن شؤون الإمارة، ومجلس الوزراء ليس ملحقا بالديوان الأميري، فلا تقحم المقام الأميري في إخفاقاتك، ولا تقحم القضاء في خصوماتك، ولا تسعى لإفساد الناس إرضاء لطموحاتك أو سترا لعجزك، فإن عجزت فاستقل من منصبك فورا، فالشعب لن يمنحك الوقت الذي منحه لسلفك.

يا شيخ جابر.. إن التركة، كما يقال، ثقيلة جدا.. أمامك العديد من الملفات الصعبة، لكنني أنصحك نصيحة محب لوطنه، انتبه لثلاث: فتنة طائفية يراد لها أن تنفجر، وانقسام فئوي يراد له أن يتعمق، وفساد ينخر سلطات الدولة. كما أدعوك إلى أربع: احترم القبائل وتصالح معهم، إحذر من مخططات أبناء عمومتك ومن يتبعهم، إبعد نفسك وأولادك عن شبهة الفساد، وأخيرا، لتكن لديك بطانة صالحة.
مع تمنياتي لك بالتوفيق،


6/2/2012
http://www.aljasem.org/
 
أعلى