خربشات فوق السحب..!

البريكي2020

عضو فعال
خربشات فوق السحب..!



بقلم : أحمد مبارك البريكي – نيويورك-
Twitter : @ahmad_alburaiki

بين السماء والأرض نسينـا الزمـن عالقين هناك لأكثر من نصف يـوم، كنا بها خارج منظومة (التايم زون) تماما، ليصبح هذا النهار هو الأطول الذي أعيشه منذ الأزل، ويدخل بذلك في موسوعة غينيس الخاصة بي، مركبنـا الطائـر يمخر عباب السمـاء برفقـة الشمس التي نسيـر عكس تيـارها، جناح الطائرة (الجامبو) كان جاري القريب على طول طريق رحلة العشرة آلاف ميل!
صاحبي وأنا (كولومبوسيون) جدد نرفع أشرعتنـا عبر (قاروه) الكويتية الطائرة لاستكشاف قارة نائية لنا وعالم في أقصى الأرض، نعبر خلالها العالم القديـم، صلاتنـا كانت جمعـا فوق أجواء كييف الأوكرانية، أوروبا الخضراء في الأسفل ونحن الأعلون في منطقة استوائية ما بين السماء والفضاء.
النافذة الصغيرة تنفذ بي لتريني صحراء شاسعة من غيم صنعتها السحب، منظر غزله النور فسبحان خالقه، ولحظات الرحلة تتقدم دقائق سباق الساعات، وأرض اللابلاند الإسكندنافية التندرائية تظهر في أدنى الأرض يغشاها جليد قطب شمالي، وثلوجها التي تكاد تختلط بغيوم تحت الطائرة، إنه بياض يغطيه بياض من فوقه.
المحيط الأطلنطي الكبير كأنه فراش سماوي عظيم لا نهاية له يمتد تحت أقدامنا، وجباله الجليدية الشاهقة التي أعاقت سفينة (تايتانك) البخارية من الوصول إلى وجهتها النهائية لينهيها في قعره، والتي ستكمل مأساتها الذكرى المئوية هذا العام وتحديدا يوم 12 أبريل.
أطويلٌ طريقنـا أم يطول؟
هكذا كان لسان حال أهل الرحلة، عندما كانت رواية (سقف الكفاية) تتسيّد صفحات كفّي، فالقراءة خير جليس هنا في قلب السماء..!
 
أعلى