أعرف من الشيبان عندنا ، من يملك ذاكرة قوية جداً ، ومنهم من حفظ القرآن ، وهو لا يعرف القراءة ، ومنهم من يحفظ القصائد الطوال ، وهذا شيء مألوف في بعض البيئات ، وبعض الشعوب ، ولكن ، لبعضهم ذاكرة استثنائية عجيبة ، لا يمكن مقارنتها بغيرها ، فإذا لم ترتبط بأي شكل من أعراض التوحد ؛ فعلاما نقيسها إذن؟!.
هل له دخل باستعمال الجهة اليمنى ، أو اليسرى من الدماغ؟! ، أم لها شأن آخر ؟!.
المعذرة من هذا الإصرار ، يا أستاذي العزيز ، فأنا أقرأ كثيراً ، وأسمع أيضاً ، ومع هذا لا أجد ثمة ذاكرة تسع ذلك ، وفي بعض الأحيان ، أقرأ موضوعاً ، قد قرأته سابقاً ، وكأني أقرأه للمرة الأولى !! ؛ لهذا كان سؤالي من الأساس ، أم أنه يجوز علي ما جاز على الشافعي ، مع الفارق طبعاً ؛ حين قال:
شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي
............. فأرشدني إلى ترك المعاصي.
تحياتي لكم ، ودمتم بخير.
بل على العكس هذه نقاط تُثري النقاش فعلا أخي الكريم , والموضوع بطريقة الحفظ وكيفية الإلقاء , ولا يصح - في رأيي البسيط - أن نقيس بهذه الحالات , فإن الإهتمام مختلف من إنسان إلى آخر تجاه مادة قد تهمه أو لا , والمعصية التي تبدأ بالنظر وتمر بالسماع وحتى الخواطر لها تأثير أيضا , فإذا كان ذكاءه مميز وحافظته كذلك ممتازة ومبهرة , فإن الفارق بين الطبيعي والآخر هو الطريقة على استحضار المعلومة من داخل المادة المحفوظة..
الطبيعي له قدرة وطريقة مخالفة , وإن كانوا ذكروا قد تفضلت أن العباقرة بهم بعض سمات التوحد , وهذا ربما يجرنا إلى مسألة الذاتية لدى المتوحد ومثلها في الإنسان الطبيعي , والفرق بينها وبين ثقة الإنسان في ربه وقوته وملكاته في تفعيل حواسه ومداركه للتميز , فالكبر وإن كان مرضا مهلكا للإنسان للنتائج التي يتحصل عليها إلا إنك تجده موجودا في كل من صار عبقريا في فنه - اللهم الا قليلا -...
ولهذا قال الشافعي رحمه الله
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
ولولا خشية الرحمن ربي ظننت الناس كلهمو عبيدي
وإنما ذكر أهل العلم رحمهم الله بأن صفات طالب العلم الحقيقي بأنه ليس الذي يكتب فيحفظ أو ينسى , وإنما هو يقرأ فيحفظ عند ربه ثم يستحضر ما شاء في الوقت الذي شاء , وهذا قد يكون محسوسا بالفعل..
إذا جئنا على ذاكرتنا وجدنا فسد بعضها بالمعصية , فأين المعصية في المتوحد والمريض والمرفوع عنه الحجاب ؟ أتذكر كلام شيوخنا الأجلاء وهم يذكرون حفظهم لكتب كبيرة كالعقيدة الطحاوية في أيام أربعة , حفظه وليس فهمه أو مذاكرته , وهذا عجيب وكذلك استحضارهم للأحاديث والسند والمتون في دروس الفقه بطريقة عجيبة للغاية , وهذه من البركة وتقليل المعصية والنهمة..
وقد سئل البخاري رحمه الله تعالى عن هذا السر العجيب في حفظه الكبير , إذا كان يأخذ دواءً أو شيئا مثل , كما يروى أن بعضهم قال إنه يأخذ دواء اسمه البلادر لتقوية الحفظ وسئل عن ذلك فعلا فقال البخاري رحمه الله ( لا أعرف شيئا من ذلك ولكن هي نهمة الناظر وجودة النظر )
..
الطبيعي له قدرة وطريقة مخالفة , وإن كانوا ذكروا قد تفضلت أن العباقرة بهم بعض سمات التوحد , وهذا ربما يجرنا إلى مسألة الذاتية لدى المتوحد ومثلها في الإنسان الطبيعي , والفرق بينها وبين ثقة الإنسان في ربه وقوته وملكاته في تفعيل حواسه ومداركه للتميز , فالكبر وإن كان مرضا مهلكا للإنسان للنتائج التي يتحصل عليها إلا إنك تجده موجودا في كل من صار عبقريا في فنه - اللهم الا قليلا -...
ولهذا قال الشافعي رحمه الله
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
ولولا خشية الرحمن ربي ظننت الناس كلهمو عبيدي
وإنما ذكر أهل العلم رحمهم الله بأن صفات طالب العلم الحقيقي بأنه ليس الذي يكتب فيحفظ أو ينسى , وإنما هو يقرأ فيحفظ عند ربه ثم يستحضر ما شاء في الوقت الذي شاء , وهذا قد يكون محسوسا بالفعل..
إذا جئنا على ذاكرتنا وجدنا فسد بعضها بالمعصية , فأين المعصية في المتوحد والمريض والمرفوع عنه الحجاب ؟ أتذكر كلام شيوخنا الأجلاء وهم يذكرون حفظهم لكتب كبيرة كالعقيدة الطحاوية في أيام أربعة , حفظه وليس فهمه أو مذاكرته , وهذا عجيب وكذلك استحضارهم للأحاديث والسند والمتون في دروس الفقه بطريقة عجيبة للغاية , وهذه من البركة وتقليل المعصية والنهمة..
وقد سئل البخاري رحمه الله تعالى عن هذا السر العجيب في حفظه الكبير , إذا كان يأخذ دواءً أو شيئا مثل , كما يروى أن بعضهم قال إنه يأخذ دواء اسمه البلادر لتقوية الحفظ وسئل عن ذلك فعلا فقال البخاري رحمه الله ( لا أعرف شيئا من ذلك ولكن هي نهمة الناظر وجودة النظر )
..