غنيم الزعبي
عضو بلاتيني

كتب م.غنيم الزعبي
الجارة العزيزة إيران : هل هناك لغة غير القوة تفهمينها؟!
استغربت رد الفعل المتشنج وغير الطبيعي للجارة المسلمة إيران علي خبر نشر دولة الإمارات العربية المتحدة لسرب من مقاتلات أف ٢٢ الأمريكية علي أراضيها .. أولاً هذا شئ سيادي ومن حق أي دوله في العالم التصرف كما يحلو لها علي أراضيها واكبر مثال علي ذلك هو قيام الجارة العزيزة إيران بنشر عدة مفاعلات نووية علي أراضيها .. أحدها يبعد عدة كيلومترات عن شواطئ جزر الكويت.. ضاربة بعرض الحائط كل هواجس ومخاوف واعتراض الدول المجاورة من وجود هذه المفاعلات التي بنتها إيران باستخدام التكنولوجيا الروسية المتخلفة التي أنتجت مفاعل تشرنوبيل سيئ السمعة..وهو أمر أسوأ بكثير من فقط نشر عدة طائرات مقاتلة علي ارض الإمارات..فالطائرات تاتي وتذهب..لكن المفاعلات النووية تبقي هي وفضلاتها إلي ألف سنة.
ثانيا احتارت حكومات الخليج ومنها الإمارات في كيفية التواصل مع الجارة المسلمة إيران وما هي ( اللغة) التي تفهمها .. جربنا لغة الاقتصاد فتقريبا ربع الدخل القومي لإيران يأتي من الشراكة التجارية مع دول الخليج عامة والإمارات خاصة.. وكذلك مئات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني يعملون بكل حرية في الخليج ويحولون مئات الملايين من الدولارات إلي بلادهم وأهلهم..لكنها لم تفهم هذه اللغة ولم تقدرها..جربنا معها لغة الإسلام والتسامح الديني فالطائفة الشيعية في دول الخليج علي الرغم من أنها أقلية في وسط بحر سني كبير فإنها تحظي بحرية ممارسة عقيدتها علي أكمل وجه ( عكس الأقلية السنية في إيران).. وأيضاً لم تقدر الجارة هذه اللغة ولم تفهمها..لكن الشئ الملفت للنظر في علاقتنا مع الجارة المسلمة إيران تبدأ بالانتباه لنا فقط عندما نقوم بأمرين كلاهما يندرج تحت باب القوة.. الأول حين تقوم دولنا بعقد صفقات لشراء السلاح والثاني حين نوطد ( عسكرياً) علاقتنا مع احدي الدول الكبرى.. عندها فقط تنتبه لوجودنا الشقيقة إيران وتبدأ بإرسال الرسائل
لنا سواء الإيجابية أو الوقحة منها والتي تعد تدخل في شئون دول مستقلة ذات سيادة..وهذا هو لب مصيبتنا في علاقتنا مع الجارة المسلمة إيران لا تنتبه لنا إلا إذا سمعت قرقعة السلاح..لذلك نسأل ونتساءل أيها الجارة العزيزة إيران هل هناك لغة أخري غير القوة تفهمينها؟ نرجوا أن تدلينا عليها..وسنستعملها علي الفور..إلي ذلك الحين سنستمر في استعمال اللغة الوحيدة التي تفهمينها وتلفت نظرك.وهي لغة القوة..اعذرينا ايتها الجارة المسلمة فقد صممت أذانك عن كل اللغات الاخري.