ليـس هنـــاك ثمة عمر

بو هــــلال

عضو فعال
2/8/2012 بقلم: نواف بعيجان المطيري 9:10:35 PM​
ليس هناك ثمة عمر



لمن لا يعرف الحطيئة هو شاعرٌ من فحول الشعراء في الجاهلية و دخل الإسلام في عهد أبا بكر, وُلِد في بني عبس دعِيّا لا يعرف نسبه فشبَّ على الحرمان من الحسب والنسب. لجأ الحطيئة إلى الشعر للرزق أحياناً والمدح أحياناً أخرى ولكن أبرز ما أُشتُهِرَ به هو هِجائه الناس بل بلغ الأمر منه أن هجا أبويه أيضاً. أكثر الناس ضرراً من لسانه هم أصحاب الجاه والشرف الذي حُرِم منه, حتى بلغ ذلك ولي أمر الأمة عمر بن الخطاب وذلك عندما شكاهُ بعضهم وفيهم الزبرقان بن بدر التميمي- سيِّد قومِهِ والذي كان عاملاً لعمر بن الخطاب وقبله أبا بكر- من سلاطة لسانه وهجائَه إياهم. فما كان من ولي أمر المؤمنين حين تأكد من أن الحطيئة يقع بأعراض الناس ولا يسلم أحدٌ من لسانه إلا أن حبسه كعقابٍ على تلك الجريمة التي هي أول مراحل التناحر الاجتماعي في المجتمع المسلم وعزم على قطع لسانِه حتى يستريح الناس من تلك الإهانات والسب المتواصل في كراماتِهم وأعراضِهم . كان قرار عمر حازماً ذلك لِعِلم عمر بأن عواقب ذلك الأمر عظيم. وبعد استعطافات و شفاعات أطلقه عمر بن الخطاب إشفاقاً لبنيه على شرط أن لا يعود لما كان يفعل بل بلغ الأمر أن اشترى لسانه حفاظاً على أعراض الناس كيف لا وهو ولي أمرهم. كان من ذكاء عمر أن جعله أيضاً لا يفاضل بين الناس كأن يقول آل فلان أفضل من آل فلان. عاش بعد ذلك الحطيئة ملتزماً مما رأى من صرامة عمر لا يهجو إلا نفسه.

ما أشبه الليلة بالبارحة, اليوم يخرج علينا في الكويت من هو بقدر الحطيئة (......), لا يسلم الخلق من لسانه أصابوا أو أخطوا, إن كان يُشهد للحطيئة فصاحته وشعره فإن حطيئة الكويت يُشهد له بالامتياز اللفظي للغة الانحطاط والإسفاف حتى أصبح يتقنها الطفل في مهده, لا يخرج من فيه إلا كما يخرج من (....) الأنعام, يصبح ويمسي هِجاءاً وعدواً على كرامات الناس, كالشاه يسوقها ساقي, لا يُعلم له رأي إنما رأيه مقرون بمن يقوده. فلو كان عمر بيننا الآن لفعل كما فعل من قبل من حبسٍ وتعذيبٍ حتى يكف أو يشتري لسانه لكي لا يخوض في أعراض وكرامات الناس وحتى لا يفتت المجتمع ويصنفهم بمقياس ظالم جائر وليس بمقياس العقل والحكمة. أجمعت الناس على صِحة قرار عمر عندما حبس الحطيئة, مما يدل على صلاح المجتمع ورفضهم لسلوك المذنب أما في زماننا فهناك أناس أيدوا ودعموا حطيئة الكويت مما لا يدع مجال للشك بأن المجتمع لا يخلو من فساد اجتماعي وسياسي بين مكوناته. قد أوتيَ عمر حُكماً ورشداً وعقلاً في تعامله مع الحطيئة ولكن في الكويت ليس هناك ثَمًّةَ عمر.

#########

المصدر: جريدة الأن

التعليق:

حقيقة ما ذكر في المقال أراه مطابق للواقع في الكويت, تكرر ظاهرة الجويهل في زمان عمر وأحسن عمر إدارة الأزمة, أما في الكويت فالأزمة قائمة ولا أي إجراء يتخذ لمن هذا التطاول ...

اليوم قبيلة تسب ولا في أي عقاب تم, إذن إذا انسبيت إنت باجر فلا تلوم أحد, هذا ما جنته يداك, هذا الشي راح يعزز الإختلاف ويمحو الإئتلاف.. أجاد الكاتب في الصياغة ولو أن المذكور من جهابذ الشعراء وتقارن مع من هو من جهابذ الجهال


 
أعلى