فرق الشيعة الامامية الإثني عشرية

جوكوزال

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم




فِرَقُ الشيعة الامامية الإثني عشرية






تمهيد :




- الاثنى عشرية : هذا الاسم هو المتبادرة عند اطلاق لفظ الامامية ,وهم قائلون بامامة علي
start.gif
الرضا
end.gif
بعد ابيه موسى
start.gif
الكاظم
end.gif
ثم امامة ابنه محمد التقي المعروف
start.gif
بالجواد
end.gif
, ثم امامة ابنه علي النقي المعروف
start.gif
بالهادي
end.gif
ثم امامة ابنه الحسن العسكري ثم امامة ابنه المهدي معتقدين انه المهدي المنتظر , ولم يختلفوا في ترتيب الامامة على هذا الوجه , نعم اختلفوا في وقت غيبة المهدي , بل قال بعضهم بموته وانه سيرجع الى الدنيا اذا عم الجور وفشا , وقد ظهرت هذه الفرقة سنة مائتين وخمس وخمسين للهجرة
start.gif
255 هــ
end.gif
, وهي القائلة بالبداء , ولكنهم قالوا بالبداء بمعنى , وقالت
start.gif
البدائية
end.gif
به بمعنى اخر .





- الجعفرية : يرتبون الامامة نحو ترتيب الاثنى عشرية بيد انهم يقولون : ان الامام بعد حسن العسكري اخوه جعفر , وقد اتفقوا على ذلك واختلفوا في انه هل ولد ولد للعسكري اسمه محمد ام لا , فقال بعضهم بانه لم يولد له , وقال بعضهم ولد وعاش بعد ابيه لكنه مات صغيرا او قتله سرا من كان في زمانه من خلفاء بني العباس , وقد علم بذلك عمه جعفر فادعى ارثه فلقبه الاثنى عشرية بالكذاب .




ولكن مع مرور الوقت صارت الامامية والجعفرية والاثنى عشرية , تعني بعضها بعضا , فانصهرت تلك الفرق وصارت كتله واحدة لتشابه افكارها ومعتقداتها حتى صرت تقول الامامية وتعني بها الجعفرية او الاثنى عشرية وقد صارت كذلك , واذا ما راجعت معتقدات باقي تلك الفرق التي سبق ذكرها فانك تجد بعض معتقداتها قد لحق بتلك الكتل التي اجتمعت
start.gif
على ضلال
end.gif
فصارت مصبا لتلك العقائد واصبحت الامامية او الجعفرية او الاثنى عشرية اليوم اكبر طوائف الشيعة .... ولكن هل بقي الحال كما هو؟؟




لا بل افترقت الشيعة الاثنى عشرية
start.gif
الامامية او الجعفرية
end.gif
الى فرق شتى .





فِرَقُ الشيعة الامامية الإثني عشرية :





1. الاصولية : وهم القائلون بالاجتهاد , وبان ادلة الاحكام هي هي الكتاب والسنة والاجماع ودليل العقل ولا يحكمون بصحة كل ما في الكتب الاربعة ( الكافي , التهذيب , الاستبصار, من لايحضره الفقيه) .



2. الاخبارية : وهم يمنعون الاجتهاد , ويعملون باخبارهم , ويرون ان ما في كتب الاخبار الاربعة عند الشيعة كلها صحيحة قطعية الصدور عن الائمة , ويقتصرون على الكتاب والخبر .



3. الشيخية : وقد يقال عنها : الاحمدية , وهم اتباع الشيخ احمد الاحسائي .... كما نسب اليه القول بالحلول , وتاليه الائمة وانكار المعاد الجسماني , وان من اصول الدين الاعتقاد بالرجل الكامل وهو المتمثل في شخصية .






 

جوكوزال

عضو فعال

4. الكشفية : ويقال لها الرشتية ايضا , وهم اصحاب كاظم بن قاسم الرشتي ... تلميذ الاحسائي (مؤسس الشيخة) .... وسميت بالكشفية لما ينسب الى زعيمها من الكشف والالهام , وهو تلميذ الاحسائي وخريجة , لكن خالفه في بعض المسائل ((فانشطر التلميذ عن شيخه ومعلمه وانشا فرقه جديده واستقل بنفسه وراح كلا منهما يقود قطعيا ممن علم حالهم )) .


5. الركنية : اتباع مرزا محمد كريم بن ابراهيم خان الكرماني , من تلاميذة الرشتي (مؤسس الكشفية) وعلى مذهبه , سميت بذلك – أي الركنية –لقولها بالركن الرابع والشيعي الكامل , واعتباره من اصول الدين والمتمثل في شخص زعيمهم .


6. الكريمخانيه :هم اتباع محمد الغجري الكرماني كريمخان , وهو على مذهب الشيخيه ولذك قال فيه الحائري : (رئيس الطائفه الشيخية).


7. القزلباشية : هم صوفية متشيعة من اتباع الصفويين , ولفظ القزلباش معناه الرؤوس الحمر , لتغطية رؤوسهم بشعار احمر , وهو عبارة عن قلنسوه يلبسونها كشعار لهم .
 

جوكوزال

عضو فعال
8. القرتية : اصحاب امراة اسمها هند , وكنيتها ام سلمة , ولقبها قرة العين , لقبها بذلك كاظم الرشتي (مؤسس الرشتية).... اذ كانت من اصحابه , وهي ممن قلدت البابية بعد موت الرشتي ثم خالفته في عدة اشياء منها : التكاليف , فقيل : انها كانت تقول بحل الفروج ورفع التكاليف بالكلية .


9. الكوهرية : هم اتباع الاخوند ملا حسن كوهر المروجون لنحلته في كربلاء حتى اليوم .., وكان للكشفية اثر بليغ في ظهورها ... , يقولون يتاليه الائمة ويقولون بنفي العقاب عن مرتكب المعاصي .


10. النوربخشية : نسبة الى محمد نور بخش القوهستاني يكنى بابي القاسم , يدعي الاثنى عشرية انها فرقه من فرقهم وهي توجد في وديان هملايا, وكوهستان بلتستان المتصلة بتبت الصينية , وقد ادعى المهدي لنفسه , وطبق الاحاديث الوارده عن طريق اهل السنة في اسم المهدي وكنيته على شخصه , وانكار مهدي الشيعة وانفصل عنها , وبهذا راى بعضهم انه ليس من فرق الشيعة بل هو من الصوفية اصحاب وحدة الوجود ... , ولكن لا يمنع ان يكون من الاثنى عشرية في الاصل وادعى دعوى المهدية واخذ بروايات اهل السنة لا نطباقها عليه , لانه كان يقول بالائمة الاثنى عشر , ولهذا اكتفى في يوم بيعته بالمهديه بقبول اثنى عشر تيمنا بعدد الائمة .


11. البابية : اتباع الباب ميرزا علي محمد الشيرازي , وهو من الامامية الاثنى عشرية ادعى انه الباب للامام الذي ينتظرونه , وانه وحده الناطق عنه , ثم ادعى انه هو امامهم الغائب , ثم زعم ان الله –سبحانه- قد حل فيه , وله ضروب من الكفر والضلال .

12. البهائية : وهم اتباع حسين علي النوري المازندراني الملقب بـ (بهاء الله) وهو تلميذ الشيرازي (مؤسس البابية) وكان الخلاف بين المازندراني وشيخه (مؤسس البابية) على المرجعية الدينية , ولم يكن هذا الخلاف بسيطا بل وصل الى حد المواجهات العنيفة والتامر وسفك الدماء . ولكن وكالعادة تغلب المصلحة الدنيوية والهوى على انفس هؤلاء الشيعة وتنقسم البهائية الى :

أ- البابية الخلص .

ب- الازلية :اتباع يحيى–صبح الازل– (اخو مؤسس الطائفة )

ج- البهائية.

د- العباسية:اتباع عباس افندي(الابن الاكبرلمؤسس الطائفية)

هـ - الموحدون: اتباع محمد بن حسين المازندراني ( ابن مؤسس الطائفه) .
 

جوكوزال

عضو فعال

نقول قد كانت للبابية والبهائية وبعض شيوخ الرشتية صلات وثيقة مع الاستعمار وبالاخص روسيا التي انشات البابية ثم البهائية ودعمتها , فحاولت بريطانيا ان تغازل عميل الروس او مؤسس البهائية , بعد ان خلت له الساحة بعد القضاء على البابية , ليخدم سياساتها بالمنطقة فاعطته الوسام الامبراطورية في السابع والعشرين من شهر ابريل سنة 1920 باحتفال وقع في حديقة الحاكم العسكري لحيفا , ولكنه كان وفيا للروس ولم يقبل ان يطبق سياسة بريطانيا , ولذلك قرر الانكليز تكوين نبوة ورسالة جديدة .

فاوحوا الى المرزا غلام القادياني الذي اعلن اول الامر بايعاز منهم انه (مجددا هذا الدين) سنة 1855م وفي سنة 1891م ادعى المهدويه وفي نفس العام قرر انه (المسيح الموعود)وفي عام 1901م ادعى النبوة المستقبلية , وانه افضل من جميع الانبياء والمرسلين , واتباعه يسمون (القاديانية) وقد لاتكون هذه الفرقة من الفرق الشيعة وقد تكون , الا ان الذي بعث الشيرازي ليدعوا الناس , والذي بعث المازندراني ومن شاكلهما ليدعوا الناس الى امور ما انزل الله بها من سلطان , هو نفسه الذي بعث هذا القادياني ليضل الناس على نفس منهج من سبقوه وان تغيرت الاسماء او المصادر التي يتلقون منها الدعم .

ولتعلم ان الذي قاد تفرق الاثنى عشرية الى اصولية واخبارية وشيخية ...., مثل الذي قاد الشيعة – ككل من الاسماعيلية والمنصورية والنصيرية والاثنى عشرية – الى الفرقة والشتات هو حب الدنيا واتباع سبيل الشيطان .

 

جوكوزال

عضو فعال

من يتأمل الشيعة يجد كثرة الانقسامات في مذهبهم، وكثرة تنازعهم وتكفير بعضهم بعضًا في وقت متقارب، ومن أوضح الأمثلة على ذلك : أن شيخهم أحمد الأحسائي أنشأ فرقة عرفت فيما بعد بالشيخيَّة، ثم جاء تلميذة كاظم الرشتي فأنشأ فرقة الكشفية، ثم أنشأ تلميذه محمد كريم خان فرقة الكريمخانية، وأنشأت تلميذته الأخرى قرة العين فرقة عرفت باسم القرتية، وأنشأ ميرزا علي الشيرازي فرقة البابية، وأنشأ ميرزا حسين علي فرقة البهائية.

فانظر كيف نبغت كل هذه الفرق من الشيعة في عصر واحد، وفي وقتٍ متقارب، وصدق الله العظيم القائل : { وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } [الأنعام:153-163].



المصدر / أخونا الكريم أبو سعد
 

المتئد

عضو فعال
الاخ " الناقل " هل رجعت الى كاتب هذا الموضوع الانشائي وطلبت منه ثوثيق ما تضمنه البحث وبيان مصادر المعلومات وقائليها وذلك
لكي يكون طرحا علميا منهجيا موضوعي وليس مجرد ...لغو و خطل من القول . وأنشاء ركيك مفكك لا طعم له أو رائحه علميه..!!!

هذا لكي تكون مشاركتك ذات قيمة وفائدة لدى العقلاء . :):وردة:​
 

جوكوزال

عضو فعال
متئد - يبدو أن لا نصيب لك من لقبك هذا - كان الواجب عليك ان تتئد قبل ان تكتب .

اثبت خلاف ما في الموضوع و الا الزم الصمت .
 

نبرار

عضو فعال
متئد - يبدو أن لا نصيب لك من لقبك هذا - كان الواجب عليك ان تتئد قبل ان تكتب .

اثبت خلاف ما في الموضوع و الا الزم الصمت .

عجبا من طلبك الإثبات بينما أنت الكاتب والناقل!! أي أنت المدعي

فعليك أنت ومن نقلت منه الإثبات بما تدعيه وصاحب الكتاب
 

المتئد

عضو فعال
نبرار;3153650[COLOR=red قال:
]عجبا[/COLOR] من طلبك الإثبات بينما أنت الكاتب والناقل!! أي أنت المدعي

فعليك أنت ومن نقلت منه الإثبات بما تدعيه وصاحب الكتاب


من كان يجهــل هذه البديهيات واللوازم في طرحه ... ويلفت نظره ...! ورغم ذلك يكـــــــــون رده ومنطقــه على النحو الذي أورده ...

فالبطبـــــع يترفع الــأنسان عن التداخل معه ...لما يصرخ به متصفحه من ...أفـــلا س .

الــأخ نبرار
احترامي ...:)
 

Catch Me If You Can

عضو ذهبي
يوجد الفرقة الاباحية:وهي من عرف الامام فل يفعل مايشاء
ويوجد الفرقة اللعانه: اللي تلعن جبريل عليه السلام

وللعلم اكثر الفرق اسسها رواة الحديث عند الامامية بعد موت كل امام يختلفون على اللذي بعده
 

يمك دروبي

عضو بلاتيني
( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) نسأل الله لهم الهداية او الراحة الابدية

وشكرا على هالجهد :وردة:
 

المتئد

عضو فعال
قال تعالى في كتابه الكــــــــــريم "

"هل أُنَبِّئَكُم على مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطين * تَنَزَّلُ علَى كُلِّ أفّاكٍ أثِيم »

الشـعراء 221
 
ما فائدة كل هذه الفرق اذا كانت النهايه واحده والمصير واحد ..


اللهم ارهم الحق حق وارزقهم اتباعه وارهم الباطل باطل وارزقهم اجتنابه ..



العبد يُبتلى في دينه

ووالله ما اراهم الا مُبتلون في دينهم فـ ادعو لهم بظهر غيب.



 

غيث

عضو مخضرم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد ، على أنّ الرافضة أكذب الطوائف
والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب
اتمنى من الاداره ان لاتحذف ردي ك ردي السابق
 

جوكوزال

عضو فعال
يوجد الفرقة الاباحية:وهي من عرف الامام فل يفعل مايشاء
ويوجد الفرقة اللعانه: اللي تلعن جبريل عليه السلام

وللعلم اكثر الفرق اسسها رواة الحديث عند الامامية بعد موت كل امام يختلفون على اللذي بعده




ما المصدر ؟

و الا اتق الله
 

الفقير

عضو ذهبي
الصراحة موضوع قيم ودراسة موضوعية /

فيه بعد فرق كثيرة جدا لم تذكر في هذه الدراسه : على سبيل المثال

الفرقه الشربتيه نسبة لغلام شربتي وهذه تنتشر في محرم وتمارس طقوسهابتوزيع الفيمتو او الشربت

الفرقة الكبابية نسبة للكباب وهم ياكلونه بكثره واكثر تواجدهم في كباب الحجه

الفرقة الهبانية وهذه فرقة دائما ياخذون من الهبان وسيلة للاعراس في السبعينيات

الفرقة الخبابيزيه وهي فرقة توهم بانها تقوم بالخبز وهو في الواقع يتجسسون لصالح الصفويون الشيعة

فرقة المتشدد من سلفية الشيعة وهو المراد برقية نسبة لزعيمهم مراد برقي.

فورقة الكوكوشية وفرقة اللنجاتيه والبكانيه نسبة لبيكان وزوجته خروس نشان.

هذا فقط لاثراء الدراسه:)
 
الصراحة موضوع قيم ودراسة موضوعية /

فيه بعد فرق كثيرة جدا لم تذكر في هذه الدراسه : على سبيل المثال

الفرقه الشربتيه نسبة لغلام شربتي وهذه تنتشر في محرم وتمارس طقوسهابتوزيع الفيمتو او الشربت

الفرقة الكبابية نسبة للكباب وهم ياكلونه بكثره واكثر تواجدهم في كباب الحجه

الفرقة الهبانية وهذه فرقة دائما ياخذون من الهبان وسيلة للاعراس في السبعينيات

الفرقة الخبابيزيه وهي فرقة توهم بانها تقوم بالخبز وهو في الواقع يتجسسون لصالح الصفويون الشيعة

فرقة المتشدد من سلفية الشيعة وهو المراد برقية نسبة لزعيمهم مراد برقي.

فورقة الكوكوشية وفرقة اللنجاتيه والبكانيه نسبة لبيكان وزوجته خروس نشان.

هذا فقط لاثراء الدراسه:)
هههههههههههههههههههههههه

أضف إلى ذلك الفرقة الفالودية نسبة إلى أكل الفالودة الايرانية,

والفرقة القيمرية نسبة إلى أكلة القيمر العراقي,,

الموضوع كأنه قائمة طعام ( منيو) !!!!!!!!


ما عندك فرقة حق الشاي, حتى يتسنع الراس عقب هل الأكلات أقصد الفرق الدسمة!!
 

الطومار

عضو بلاتيني
لا يوجد مذهب في الاسلام لم يحدث داخله الاختلاف و الانقسام .. كل المذاهب تلد مذاهب جديدة

و لسبب معروف: الاجتهاد في تأويل النصوص و اختلاف عقول البشر.

فالقران حمال اوجه و السنن كثيرة المصادر و بغضها متضارب ..

فلا حل لهذه المعضله الا من خلال احتكار الفكر الكهنوتي. و من انجح من فعل ذلك مدرستين بدعم نظامين..

فيخرج لنا من يدعي انه على منهج السلف و فهمه ..!

واخر يقول انه ولي للمهدي الغائب ..!
 

جوكوزال

عضو فعال
إلى المتئد و الفقير الشربتي ( نسبة إلى فرقة الشربتية ) و الكويت أولا و آخرا الفالودي ( نسبة إلى الفرقة الفالودية ) و إلى كل شيعي إمامي إثني عشري ، الذي ذكرتُه في الموضوع كان مختصراً ،


و هذا الموضوع يتحدث عن فرق الشيعة الامامية المعاصرة أما فرق الشيعة الإمامية منذ نشأتها فهي أكثر من المذكور في الموضوع بكثير جداً ، أما إن شئتم التفصيل فهذا هو مع المصادر ، و قد لونت لكم المصادر باللون الاحمر :




فرق الاثني عشرية:


الاثنا عشرية امتدا للشيعة الإمامية (بمعناها العام) وفصيلة من فضائلها.. بل فرقة واحدة من خمس عشرة فرقة انقسمت إليها الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري [انظر القمي/ فرق الشيعة: ص 120 وما بعدها.] سنة (260ه‍) ومع ذلك فقد انبثق من الاثني عشرية فرق كثيرة.



يقول الأستاذ محمود الملاح وهو من المعنيين بتتبع هذه الفرقة: "وفي عصرنا هذا نجد الاثني عشرية منقسمة إلى:


- أصولية [سيأتي التعريف بهما.].


- وأخبارية [سيأتي التعريف بهما.].


-وشيخية [الشيخية: وقد ياقل لها: الأحمدية، هم أتباع الشيخ أحمد الإحسائي (المولود سنة 1166ه‍، والمتوفى سنة 1241ه‍). وهو من شيوخ الاثني عشرية.



وقد قال الألوسي - رحمه الله - (عن الإحسائي وأتباعه): "ترشح كلماتهم بأنهم يعتقدون في أمير المؤمنين علي على نحو ما يعتقده الفلاسفة في العقل الأول" كما نسب إليه القول بالحلول، وتأليه الأئمة، وإنكار المعاد الجسماني، وأن من أصول الدين الاعتقاد بالرجل الكامل وهو المتمثل في شخصه، وقد اختلف الشيعة الاثنا عشرية في شأنه بين مادح كالخوانساري في روضات الجنات: 1/94، وقادح مثل محمد ممهدي القزويني في كتابه: ظهور الحقيقة على فرقة الشيخية، ومتوقف مثل علي البلادي في أنوار البدرين ص 408،



ومنهم من زعم التوسط في شأنه فقال: "..اختلف الناس فيه بين من يقول بركنيته وبين من يقول بكفره، والتوسط خير الأمور، والحق أنه من أكابر علماء الإمامية" - ثم امتدحه بجملة كلمات - إلى أن قال: "نعم له كلمات في مؤلفاته بجملة – كذا - متشابهة لا يجوز من أجلها التهجم والجرأة على تفكيره". (محمد حسين آل كاشف الغطا/ (حاشية) المصدر السابق ص 408-409). وهذا الاختلاف قد يدل على أن الكثير من الانثي عشرية تهون عندهم عظائم هذا الرجل وضلالاته.. (انظر في مذهب الشيخية: الألوسي/ نهج السلامة: ص 18-19(مخطوط)، مختصر التحفة: ص 22، الأعلمي الحائري/ مقتبس الأثر: 20/136، محمد حسن آل الطلقاني/ الشيخية نشأتها وتطورها، مجلة العرفان مجلد 33 ص 199، أعيان الشيعة: 8/390، محسن عبد الحميد/ حقيقة البابية والبهائية ص :36، مصطفى عمران/ تهافت البابية والبهائية ص 34، جولد تسيهر/ العقيدة والشريعة: ص270، مبارك إسماعيل/ التيارات الفكرية ص 110.].



- وكشفية [الكشفية: هم أصحاب كاظم بن قاسم الرشتي (المتوفى سنة 1259ه‍) تلميذ الإحسائي (مؤسس الشيخية) والقائم مقامه من بعده، والآخذ بنهجه مع زيادة في الغلو والتطرف، وسيمت بالكشفية لما ينسب إلى زعيمها من الكشف والإلهام. يقول الشيخ الألوسي عن الكشفية: الكشفية لقب لقبهم به بعض وزراء الزوراء (علي رضا باشا) أعلى الله درجته، وهم أصحاب السيد كاظم الحسيني الرشتي وهو تلميذ الإحسائي وخريجه، لكن خالفه في بعض المسائل، وكلماته ترشح بما هو أدهى وأمر مما ترشح به كلمات شيخه، حتى إن الإثني عشرية يعدونه من الغلاة وهو يبرأ مما تشعر به ظواهر كلماته، وقد عاشرته كثيراً فلم أدرك منه ما يقول فيه مكفروه من علماء الاثني عشرية، نعم عنده على التحقيق غير ما عندهم في الأئمة وغيرهم مما يتعلق بالمبدأ والمعاد..



ولا أظن مخالفاته لشيخه تجعله وأصحابه القائلين بقوله فرقة غير الشيخية (نهج السلامة ص19)، ومنهم من اعتبره فرقة مستقلة لتصريحه بذلك في قوله في كتابه دليل الحيران ص 136: "هذا مسلك لم يسبقني إليه أحد قبلي" (انظر: آل طعمة/ مدينة الحسين ص34) ولذلك يعتبره محمد حسين آل كاشف الغطا هو الذي خرج عن الجادة القويمة، وزاغ زيغاً عظيماً، وأنه أدخل على الشيعة الإمامية أشد فتنة وأعظم بلية، ومنه وأتباعه نشأت بلية البابية بخلاف شيخه الإحسائي: (محمد حسين آل كاشف الغطا/ حاشية علي أنوار البدرين ص 408-409، وانظر في الكشفية أيضاً: مصطفى عمران/ تهافت البابية ص 37- 39، آل طعمة/ مدينة الحسين، وفيه بحث مطول عن الكشفية من كتب زعيمها وتلامذته ص 24 وما بعدها، عبد الرزاق الحسين / البابيون والبهائيون ص 10).].



- وركنية [الركنية: أتباع مرزا محمد كريم بن إبراهيم خان الكرماني، من تلامذه الرشتي وعلى مذهبه، سميت بذلك؛ لقولها بالركن والشيعي الكامل، واعتباره من أصول الدين والمتمثل في شخص زعيمهم. (انظر: آل طعمة/ مدينة الحسين ص 56).



ومنهم من يعتبر الركنية والكشفية من ألقاب الشيخية والجميع فرقة واحدة. (انظر: مجلة العرفان مجلد 33 ص199، محمد آل الطلقاني/ الشيخية ص 274).].



- وكريمخانية [كريمخانية: هم أتباع محمد الفجري الكرماني كريمخان، وهو على مذهب الشيخية ولذلك قال فيه الحائري: "رئيس الطائفة الشيخية". (مقتبس الأثر: 24/274-275).].



- وقزلباشية [القزلباشية: هم صوفية متشيعة من أتباع الصفويين، ولفظ القزلباش معناه الرؤوس الحمر، لتغطية رؤوسهم بشعار أحمر، وهو عبارة عن قنلسوة يلبسونها كشعار لهم وقد وصفها بعضهم بقوله: "لقد أمر حيدر ابن جنيد الصفوي أتباعه بأن ترتفع من وسط عمامتهم، ذات الأكوار العديدة قطعة مدببة على هيئة الهرم مقسمة من قمتها إلى إطرافها إلى اثنتي عشرة شقة تذكر بعلي وأبنائه الاثني عشر، ومن هنا سمي الصوفية من أتباع الصفويين بالقزلباش اتصالاً بهذا الشعار الاثني عشري الأحمر". وقد زعم محسن الأمين أن القزلباش لقب للاثني عشرية في بعض البلدان - كما مر- ولعله أراد التستر على كثرة فرق طائفته وانقساماتها كعادته.



(انظر: مصطفى الشيبي/ الفكر الشيعي: ص405-406، أعيان الشيعة: 1/23، 24).].



وكلها داخلة في المجموعة الاثني عشرية وأصولها مبثوثة في كتب الاثني عشرية، وهي بعد هذا يكفر بعضها بعضاً" [الآراء الصريحة: ص
81.].



وزاد بعض الباحثين من الشيعة [آل طعمة/ مدينة الحسين: ص55-56.] أسماء أخرى هي: القرتية [القرتية: أصحاب امرأة اسمها هند، وكنيتها أم سلمة، ولقبها قرة العين، لقبها بذلك كاظم الرشتي في مراسلاته إذ كانت من أصحابه، وهي ممن قلدت الباب بعد موت الرشتي ثم خالفته في عدة أشياء منها: التكاليف، فقيل: إنها كانت تقول بحل الفروج ورفع التكاليف بالكلية. قال الألوسي (أبو الثنا): وأنا لم أحس منها بشيء من ذلك مع أنها حبست في بيتي نحو شهرين.. والذي تحقق عندي أن البابية والقرتية طائفة تعتقد في الأئمة نحو اعتقاد الكشفية فيهم، ويزعمون انتهاء التكليف بالصلوات الخمس وأن الوحي غير منقطع. (نهج السلامة: ص21، وانظر عن القرتية: آل طعمة/ مدينة الحسين ص56، 239، وما بعدها، وغالب الكتب التي ألفت في البابية تحدثت عن هذه المرأة وأتباعها (انظر مراجع هامش (4) من هذه الصفحة).]،



البابية [البابية: أتباع الباب ميرزا علي محمد الشيرازي (1235-1265ه‍) وهو من الإمامية الاثني عشرية، ادعى أنه الباب للإمام الذي ينتظرونه، وأنه وحده الناطق عنه، ثم ادعى أنه هو إمامهم الغائب، ثم زعم أن الله - سبحانه - قد حل فيه، وله ضروب من الكفر والضلال. (انظر في مذهب البابية: محسن عبد الحميد/ حقيقة البابية والبهائية، مصطفى عمران/ تهافت البابية والبهائية، محمود الملاح/ البابية والبهائية، إحسان إلهي ظهير/ البابية).]،



والكوهرية [الكوهرية: هم أتباع الآخوند ملا حسن كوهر المروجون لنحلته في كربلاء حتى اليوم (آل طعمة/ مدينة الحسين: ص 55) وكان للكشفية أثر بليغ في ظهورها (المصدر السابق ص 239) يؤلهون الأئمة ويقولون بنفي العقاب عن مرتكب المعاصي (انظر: المصدر السابق ص 53-54).].



وزاد بعضهم أيضاً النوربخشية [النوربخشية: نسبة إلى محمد نوربخش القوهستاني يكنى بأبي القاسم (المولود سنة 795ه‍، والمتوفى سنة 869ه‍) يدعي الاثنا عشرية أنها فرقة من فرقهم، وهي توجد في وديان هملايا، وكوهستان بلتستان المتصلة بتبت الصينية، وقد ادعى المهدية لنفسه، وطبق الأحاديث الواردة عن طريق أهل السنة في اسم المهدي وكنيته على شخصه، وأنكر مهدي الشيعة وانفصل عنها، وبهذا رأى بعضهم أنه ليس من فرق الاثني عشرية، بل هو من الصوفية أصحاب وحدة الوجود. (إحسان إلهي ظهير/ الشيعة ص: 316).



ولكن لا يمنع هذا أن يكون من الاثني عشرية في الأصل وادعى دعوى المهدية، وأخذ بروايات أهل السنة لانطباقها عليه، لأنه كان يقول بالأئمة الاثني عشر، ولهذا اكتفى في يوم بيعته بالمهدية بقبول اثني عشر تيمناً بعدد الأئمة (الشيبي/ الفكر الشيعي: ص 332).



كما زار - عندما قدم العراق - العتبات الشيعية المقدسة (المصدر السابق ص 333). أما المنزع الصوفي فإن الصلة بين التصوف والتشيع قائمة ووثيقة.



(انظر في مذهب هذه الطائفة: الشيعة والتشيع: ص 314، مصطفى الشيبي/ الشيعي: ص 328 وما بعدها).]، ثم إنه كما يقول الألوسي: "ولا يبعد أن تظهر فرق أخرى من الإمامية بعد" [أبو الثناء الألوسي/ نهج السلامة: ص22.]. نسأل الله تعالى العافية.



ومن خلال تتبعي لنصوص الاثني عشرية التي تنسبها للأئمة وترويها في كتبها المعتمدة وجدت أنها تحمل في ثناياها بذور نحل مختلفة وأهواء متباينة.. يجد فيها كل صاحب هوى وغلو وبدعة، بغيته ومرامه... فهي قد اتسعت بحكم معتقد التقية، وكثرة الكذب والافتراء على الأئمة، وانضواء الملحدين والمتآمرين في صفوفهم، وعجز شيوخ الشيعة عن تنقية المذهب مما علق به من كيد الملحدين عبر القرون، وفقدان الموازين الصحيحة الثابتة لتمحيص الروايات وتحقيقها، اتسعت بسبب ذلك وغيره لاحتواء تلك البذور السامة وذلك الركام الهائل من الأخبار المظلمة.



أما الحديث المفصل عن كل فرقة بذاتها فهذا موضوع يطول الحديث فيه، وقد لا يدخل في صل الموضوع الرئيسي لبحثنا والمعني بدارسة أصولهم لا نشأة فرقهم، وأخبار أصحابها وأقوالها وآرائهم. ولعلنا نكتفي بالحديث عن افتراق الشيعة إلى أصولية وأخبارية؛ لأن الأصولية هي أساس المذهب الاثني عشري، وتمثل الأكثرية، ويقابلها الإخبارية، وإن كانت أقل منها، أما ما سواها من فرق فهي ليست بذلك الحجم الذي تمثله الأصولية.. ولذلك اكتفينا بالتعريف الموجز عنها في الهوامش السابقة.



كما أن الخلاف الأصولي الأخباري يمثل خلافاً في بنية المذهب الاثني عشري، فهو خلاف بين رجال الشيعة الذين جمعوا تراث المذهب الاثني عشري؛ فتجد الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة، والكاشاني صاحب الوافي، والنوري الطبرسي صاحب مستدرك الوسائل كلهم أخبارية مع أنهم مصنفو مصادرهم المعتمدة في الرواية عندهم. بل يعتبرون ابن بابويه صاحب "من لا يحضره الفقيه" أحد مصادرهم الأربعة المتقدمة هو رئيس الأخباريين [انظر: الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة: ص 4، كما أنك تلاحظ أن من شيوخ الأخبارية من ظهر واشتهر عندهم كمحمد حسين آل كائف الغطا صاحب أصل الشيعة وأصولها، وأيضاً تلاحظ كثرة الأخبارين في بعض الجهات مثل البحرين.. كما أن من كبار شيوخ الطائفة الأصولية الذين يمثلون الكثرة الغالبة.. محسن الحكيم، وشريعت مداري، والخوئي، والخميني وغيرهم.]، ويقابلهم الطوسي صاحب الاستبصار والتهذيب، والمرتضى المنسوب له (أو لأخيه) نهج البلاغة وغيرهما وهما من الأصوليين..



فإذن الخلاف بين الأصوليين والأخباريين هو خلاف بين أركان المذهب ومشيدي بنائه، فلنتوقف للتعريف بهاتين الفرقتين:



فالأخباريون يمنعون الاجتهاد، ويعملون بأخبارهم، ويرون أن ما في كتب الأخبار الأربعة عند الشيعة [وهي: الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، وسيأتي الحديث عنها في فصل "السنة" عند الاثني عشرية.] كلها صحيحة قطعية الصدور عن الأئمة، ويقتصرون على الكتاب والخبر، ولذلك عرفوا بالأخبارية نسبة إلى الأخبار وينكرون الإجماع (ودليل العقل) [انظر: العقل عند الشيعة الإمامية، رشدي عليان.]، ولا يرون حاجة إلى تعلم أصول الفقه، ولا يرون صحته، ويقابلهم الأصوليون أو المجتهدون، وهم القائلون بالاجتهاد، وبأن أدلة الأحكام الكتاب والسنة والإجماع وليل العقل، ولا يحكمون بصحة كل ما في الكتب الأربعة.. ويمثلون الأكثرية [انظر: حسن الأمين/ دائرة المعارف: ص 107، عز الدين/ بحر العلوم/ التقليد في الشريعة: ص 92، فرج العمران/ الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة: ص 19.].



لكن شيخهم الأنصاري يكشف - حسب ما ينقله عن محققهم غلام رضا القمي - أن الأخباريين لا يعتمدون في الأدلة الشرعية إلا على أخبار الشيعة فقط، ويقبلونها على علاتها بلا تفريق بين صحيحها وسقيمها. يقول ما نصه: "ويعجبني في بيان وجه تسمية هذه الفرقة (الأخباريين) المرموقة بالأخبارية وهو أحد أمرين:



الأول: كونهم عاملين بتمام الأقسام من الأخبار من الصحيح والحسن والموثق والضعيف [سيأتي إيضاح لهذه المصطلحات في فصل "قولهم في السنة".] من غير أنها يفرقوا بينها في مقام العمل في قبال المجتهدين.



الثاني: أنهم لما أنكروا الأدلة الثلاثة بما فيها القرآن الكريم وخصوا الدليل بالواحد منها، أعني الأخبار فلذلك سموا بالاسم المذكور" [القلائد على الفرائد، حاشية على رسائل الشيخ الأنصاري، مبحث حجة القطع.



انظر: التقليد في الشريعة الإسلامية: ص 93.].



فهم هنا استجابوا لأساطيرهم التي تقول بنقص القرآن فأعرضوا عن كتاب الله في مقام الاحتجاج، واعتمدوا على تلك الأساطير، فهم بهذا أخرجوا أنفسهم عن دائرة الإسلام، ومع ذلك فإن جملة من شيوخ الشيعة تدعي مع هذا الكفر البواح الذي أعلنته طائفة الأخبارية أن الخلاف بين الأصولين والأخبارين "يتقصر على بعض الوجوه البسيطة ككل خلاف يحدث بين أبناء الطائفة الواحدة تبعاً لاختلاف الرأي والنظر" [التقليد: ص 92، وانظر: البحراني/ الحدائق 1/169-170.].



وقال صاحب "الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة": "إني بحسب تتبعي وفحصي كتب الأصوليين والأخباريين لم أجد فرقاً بين هاتين الطائفتين إلا في بعض الأمور الجزئية التي لا توجب تشنيعاً ولا قدحاً" [فرج العمران/ الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة ص: 2-3.].



فهل هم إذن وجهان لعملة واحدة؟!



ولقد حاول بعض الشيعة المعاصرين أن يخفف من وقع الكلمة السابقة حول عملهم بالأخبار وردهم للقرآن، فقال: "كيف ينكر الأخباريون وهم المسلمين دليلية الكتاب" [عز الدين/ التقليد: ص 93.]، ثم التمس لذلك مخرجاً بما ذكره شيخهم الاستراباذي من "أن القرآن ورد على وجه التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية" [الفوائد المدنية: ص47-48، التقليد ص 94، الحدائق: 1/169.].. فلا يجوز فهمه والعمل به إلا بمقتضى أخبارهم [الفوائد المدنية: ص47-48، التقليد ص 94، الحدائق: 1/169.]. فكأن نهاية القولين واحدة، لأن أخبارهم قد حرفت معاني القرآن، وصرفتها عن مدلولها - كما سيأتي – ولا سيما وهذه الطائفة لا تفرق بين صحيح الأخبار وباطلها.



أما بداية افتراق الاثني عشرية إلى: أصولية، وأخبارية فيذكر البحراني أن شيخهم "محمد أمين الاستراباذي" (المتوفى سنة 1033ه‍) "هو أول من فتح باب الطعن على المجتهدين، وتقسيم الفرقة.. إلى أخباري ومجتهد" [لؤلؤة البحرين: ص117.]. ومنهم من يذكر أنه أقدم من ذلك وأن الاستراباذي هو الذي جدده [انظر: الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة: ص 4.].



هذا وقد جرى بين هاتين الفرقتين ردود ومنازعات وتكفير وتشنيع حتى إن بعضهم يفتي بتحريم الصلاة خلف البعض الآخر [انظر: محمد جواد مغنية/ مع علماء النجف: ص 74.]، وكان من شيوخ طائفة الأخبارية من لا يلمس مؤلفات الأصوليين بيده تحاشياً من نجاستها، وإنما يقبضها من وراء ملابسه [محمد آل الطلقاني/ الشيخة: ص 9.].



وقد كفر الاستراباذي (الأخباري) بعض الأصوليين ونسبهم إلى تخريب الدين [انظر: لؤلؤة البحرين/ للبحراني: ص 118.] - على حد تعبيره - كما نسب الكاشاني (الأخباري) صاحب الوافي - إلى أحد مصادرهم الثمانية - جمعاً من علمائهم إلى الكفر [انظر: لؤلؤة البحرين/ للبحراني: ص 121.]، ورد عليه بعضهم بأن له من المقالات التي جرى فيها على مذهب الصوفية والفلاسفة ما يوجب الكفر كقوله بوحدة الوجود [وهو البحراني/ انظر لؤلؤة البحرين: ص121.].. وهكذا يكفر بعضهم بعضاً كما كان أسلافهم من قبل، كما صورته جملة من رواياتهم - كما سيأتي [انظر: مبحث الغيبة من هذه الرسالة.] - مع أن الطائفتين كلاهما من الاثني عشرية.



أما عناصر الخلاف بين الفريقين فقد ألف في شأنها شيخهم جعفر كاشف الغطا كتاباً بعنوان: "الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الأخبارين" [طبع في طهران عام 1316ه‍، انظر: الذريعة من 7/37-38.] أنهى فيه عناصر الخلاف إلى ثمانين، بينما نرى شيخهم البحراني يحاول أن يقلل من مسائل الخلاف بينهما فيهبط بها ليقصرها على ثمان [انظر: عز الدين بحر العلوم/ التقليد: ص 95.] أو أقل [لأني رجعت إليها في الحدائق فلم أجده أثبت أكثر من أربعة فروق، وانظر الحدائق: 1/167وما بعدها.]؛ لأنه يرى أن هذا الخلاف يؤدي إلى القدح في شيوخ الطرفين وفتح باب الطعن والتشنيع على الشيعة [الحدائق: 1/167.]. ومن بعده محسن الأمين الذي جعلها خمساً [انظر: أعيان الشيعة: 17/453-458.]، وصنف ثالث توسط فجعلها ثلاثاً وأربعين [وهو شخيهم عبد الله بن صالح البحراني في كتابه منية الممارسين، انظر: الحدائق 1/167.] أو أربعين [وهو شيخهم عدبالله السماهيجي (انظر: روضات الجنات: 1/36).] أو تسعاً وعشرين [وهو: الخوانساري. انظر: المصدر السابق 1/36 وما بعدها.].



والتقليل من الخلاف يعود إلى أنهم يرجعون بعض المسائل إلى بعض، أو يحكمون بأن الأمر فيه خلاف عند هؤلاء وهؤلاء، فلا يعتبر حينئذ خلافاً بين طرفين، أو أن الخلاف ليس بخلاف حقيقي كخلافهم حول الإجماع الذي يثبته الأصوليون وينكره الأخباريون، ولكن شيخهم البحراني يعتبر هذا ليس بخلاف ثابت؛ لأن الإجماع وإن ذكره المجتهدون (الأصوليون) في المكتب الأصولية وعدوه في جملة الأدلة.. إلا أنك تراهم في مقام التحقيق في الكتب الاستدلالية يناقشون في ثبوته وحصوله وينازعون في تحققه ووجود مدلوله حتى يضمحل أثره بالكلية [الحدائق: 1/168.].



وليس الغرض هنا بسط مسائل الخلاف بينهم [انظر هذه المسائل في: مقتبس الأثر للحائري: 3/296 وما بعدها، الخوانساري/ روضات الجنات: 1/36، البحراني/ الحدائق: 1/167 وما بعدها، الكشكول: 2/386-389، محمد صادق بحر العلوم/ دليل القضاء الشرعي أصوله وفروعه: 3/22-26، محسن الأمين/ أعيان الشيعة: 17/453-458، عز الدين بحر العلوم/ التقليد ص: 95 وما بعدها، الغريفي/ الاجتهاد
والفتوى: ص 99.



هذا وقد ذكر بعضهم بأن أهم النقاط التي جرى فيها الخلاف هي أربع، إحداها: تنويع الحديث إلى صحيح، وحسن، وموثق، وضعيف، حيث قرره الأصوليون ومنعه الأخباريون، والثانية: مسألة التقليد فالأصوليون لا يجوزون تقليد الميت، ولكن الأخباريين يجوزونه، وثالثها، ورابعها: الإجماع والعقل حيث قال الأصوليون بالاحتجاج بهما بعد الكتاب والسنة، ومنع ممن ذلك الأخباريون (انظر: الغريفي/ الاجتهاد والفتوى: ص 99).] وإنما الإشارة إلى انقسام الشيعة على نفسها إلى حزبين متعاديين متنازعين في أصول الاستدلال وغيرها، وإن حاول بعضهم أن يخفف من هذا.. وهنا أشير إلى أن الخلاف الذي وقع بين هاتين الفرقتين من الاثني عشرية قد كشف أموراً كثيرة من حقائق المذهب بحكم ارتفاع التقية في صولة النزاع، وما كانت لتبين لو لم يكن هذا الخلاف.



وإن دراسة واعية متأنية للخلف بين الطرفين لتكشف الكثير من أسرار المذهب [وقد استفدت مما جرى من خلاف بينهما في فصل: قولهم في السنة، وفصل الإجماع.].



المصدر موقع فيصل نور
 

جوكوزال

عضو فعال


و الآن ما قولكم يا شيعة يا إمامية يا إثنا عشرية ؟



كحلوا عيونكم بالمصادر



تثقفوا ، اقروا شوي لا اظلون على جهلكم
 
أعلى