المهندس عمر
عضو بلاتيني
سنة 2010 استقليت عباره للركاب من ميناء باتراس اليوناني الى مدينة انكونا الإيطالية في الجزء الجنوبي من ايطاليا,
وجدتها مدينة فقيره لم يصلها التطور الموجود في مدن إيطاليا الأخرى أهلها بسطاء جدا ويمكن ان ترى فقرهم من ملابسهم وسياراتهم ومنازلهم التي عبارة عن شقق في بنايات المتهالكة وتذمر سواق التكاسي من صعوبة الحياة فيها وتهميش الحكومة لمدن الجنوب عموما,
وكانت وجهتي الى ميلانو لحضور معرض سنوي صناعي ضخم يضم اخر ابداعات الهندسة البشرية, وكان لدي خمسة ايام قبل المعرض ودائما عندما اصل الى غرفة الفندق في اي مدينة في العالم ابحث ثلاثة اشياء:
ولهذا يسمى الامريكا الانترنت surfing on the net اي الإبحار على الانترنت يعني يأخذك الانترنت مع امواج المعلومات الى مواقع لم تكن تريدها ,,,
ووصلت المعلومات الى الأغالبة من بني تميم حكام باري وصقلية وتونس وكريت, وكيف اثروا في ثقافة جنوب إيطاليا الى اليوم ومن هناك قررت ان اقضي اربع ايام في باري واتتبع اثر الأغالبه.
وفي اليوم الثاني توكلت على الله واخذت التاكسي الى محطة قطار انكونا ومنها وصلت الى مدينة باري او كما تكتب بالإنجليزية Bari وصلت الى مدينة النخيل, الى مدينة عرب ايطاليا كما توصف,,
وقد زرع الأغالبة من بني تميم مئات من اشجار النخيل حول المدينة عند فتحها لما فيها من بركة وغذاء صحي.
وهذا وصف المدينة من المؤرخ الإيطالي جوزيه موسكا :
وأدخل المسلمون إلى باري كثيراً من عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية، كما أدخلوا فن العمارة ونظم الزراعة وحفر الترع وقنوات الري والنواعير المائية وإدخال العديد من المحاصيل الزراعية مثل القطن والأرز وقصب السكر و النخيل، والفخار فضلاً عن بناء المعالم الأثرية وصمموا الطرق والجسور والمشافي.
وكان حكمهم قائم على العدل بين المسلمين والمسيحيين واليهود ولم يفرقوا بينهم.
وبعد ان وصلت الى الفندق قررت ان اقضي اليوم في المشي بين المباني وابحث عن ما تركة بني تميم الأغالبة الذين عبروا البحار ونشروا التوحيد في جنوب إيطاليا وغامروا بحايتهم لإيصال كلمة لا إله الا الله محمد رسول الله الى غرب الارض دون مبالاة عما يحدث لهم ,,
هذا مسجد بارة الكبير حيث دروس القرأن يذكر اناء الليل والنهار ,, حيث الاطفال يحفظون سورة يوسف ,, الاذان كان يردد فيه هو مركز إمارة الأغالبة بني تميم ,, يصف حال المسجد هذة الأبيات,,
أبكي على ديار من الإسلام خالية,,,,, قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ,,,,, مافيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ,,,,,,, حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ,,,, إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
باري والإسلام ,,, النهاية الأليمة ,,,
وفي سنة 252 هـ/ 866 م، قاد الإمبراطور "لودفيك الثاني" تحالفاً مسيحيا ضم أمراء كل من "بينيفينتو" وأمير "سبوليتو" و"نابولي" لمحاصرة الإمارة، واستعان بجماعات من مسلمي الصقالبة وصربيا والقسطنطينية الذين حاصروا الإمارة مرة أخرى.
وفي يوم الجمعة الثاني من فبراير الموافق 8 ربيع الأول 257 هـ، استطاع التحالف الكبير أن يقتحم أسوار "باري" بعد حصار دام أربع سنوات انتشرت فيها الأمراض وعانى سكانها نقص المؤن والعتاد.
ويذكر المؤرخ موسكا أن الإمبراطور لودفيك الثاني أمر بذبح كل الأسرى رجالًا ونساءً وأطفالًا في مذابح لم يعرف منها التاريخ ,,
حرق أطفال المسلمين احياء واغتصب الاطفال امام اعين امهاتهم وقطعت اوصال المسلمين ,, ولم ينج من المسلمين إلا السلطان بنفسه.
رسام إيطالي يوضح المسجد الكبير يحرق بين اكوام من جثث المسلمين ,,
وغادر الإسلام من باري بمذابح لم تعرفها التاريخ الا في الاندلس ,
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم --- والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ --- عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ --- لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ
يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما --- كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت --- كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً --- والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ --- إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
رحم الله المسلمين الشهداء في باري وجزا الله خيرا الأمير أبو فهر محمد بن عبد الله التميمي على جهاده وعدلة في حكمة في إيطاليا ,,
وتركت باري عاشقا لها كما عشقها اجدادنا المسلمين العرب ,,,,
يجب ان نطلع للمستقبل ونعمل له ,, وليكن ماضي أجدادنا في الحضارة والعدل والإحسان وتعمير الأوطان والثقة بالنفس هي الدافع لنا في المستقبل.
ومن بركات الأغالبة ان باري الان ثاني مدينة في إيطاليا من حيث إنتشار الإسلام بعد روما.
المصادر: رحلتي الخاصة وكتاباتي عنها.
صور من باري.
المؤرخ موسكا.
Emperor Louis II before Bari
وجدتها مدينة فقيره لم يصلها التطور الموجود في مدن إيطاليا الأخرى أهلها بسطاء جدا ويمكن ان ترى فقرهم من ملابسهم وسياراتهم ومنازلهم التي عبارة عن شقق في بنايات المتهالكة وتذمر سواق التكاسي من صعوبة الحياة فيها وتهميش الحكومة لمدن الجنوب عموما,
وكانت وجهتي الى ميلانو لحضور معرض سنوي صناعي ضخم يضم اخر ابداعات الهندسة البشرية, وكان لدي خمسة ايام قبل المعرض ودائما عندما اصل الى غرفة الفندق في اي مدينة في العالم ابحث ثلاثة اشياء:
- مطعم حلال.
- مسجد.
- نادي صحي.
ولهذا يسمى الامريكا الانترنت surfing on the net اي الإبحار على الانترنت يعني يأخذك الانترنت مع امواج المعلومات الى مواقع لم تكن تريدها ,,,
ووصلت المعلومات الى الأغالبة من بني تميم حكام باري وصقلية وتونس وكريت, وكيف اثروا في ثقافة جنوب إيطاليا الى اليوم ومن هناك قررت ان اقضي اربع ايام في باري واتتبع اثر الأغالبه.
وفي اليوم الثاني توكلت على الله واخذت التاكسي الى محطة قطار انكونا ومنها وصلت الى مدينة باري او كما تكتب بالإنجليزية Bari وصلت الى مدينة النخيل, الى مدينة عرب ايطاليا كما توصف,,

وأول ما لفت نظري في المدينة هو كثرة شجرة البركة النخيل في مما اشعرني بعدم الغربة عن هذة المدينة ,,

وقد زرع الأغالبة من بني تميم مئات من اشجار النخيل حول المدينة عند فتحها لما فيها من بركة وغذاء صحي.
وهذا وصف المدينة من المؤرخ الإيطالي جوزيه موسكا :
وأدخل المسلمون إلى باري كثيراً من عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية، كما أدخلوا فن العمارة ونظم الزراعة وحفر الترع وقنوات الري والنواعير المائية وإدخال العديد من المحاصيل الزراعية مثل القطن والأرز وقصب السكر و النخيل، والفخار فضلاً عن بناء المعالم الأثرية وصمموا الطرق والجسور والمشافي.
وكان حكمهم قائم على العدل بين المسلمين والمسيحيين واليهود ولم يفرقوا بينهم.

وبعد ان وصلت الى الفندق قررت ان اقضي اليوم في المشي بين المباني وابحث عن ما تركة بني تميم الأغالبة الذين عبروا البحار ونشروا التوحيد في جنوب إيطاليا وغامروا بحايتهم لإيصال كلمة لا إله الا الله محمد رسول الله الى غرب الارض دون مبالاة عما يحدث لهم ,,

من اثار إمارة الأغالبة في جنوب إيطاليا


عندنا تمشي في مدينة باري يمكنك بسهوله اكتشاف ان من مصممها هو مهندس عربي مسلم والتصميم الهندس العربي الاسلامي ببساطة هو ان المسجد هو مركز المدينة وتؤدي له قصبات فيها اسواق توصل الى كافة بيوت المدينة ,,
وعكس تصميم المدن المسيحية حيث قصر الحاكم هو مركز المدينة.
فكنيسة San Nicola
كنيسة القديس سان نيكولا التي كانت مسجد بارة الكبير هو مركز المدينة وتوصل له جميع طرق المدينة كما هي دمشق والمدينة المنورة وبغداد والقدس واصفهان وحلب والرباط وكافة المدن الاسلامية القديمة التي صممها مهندسين مسلمين عرب.

هذا مسجد بارة الكبير حيث دروس القرأن يذكر اناء الليل والنهار ,, حيث الاطفال يحفظون سورة يوسف ,, الاذان كان يردد فيه هو مركز إمارة الأغالبة بني تميم ,, يصف حال المسجد هذة الأبيات,,
أبكي على ديار من الإسلام خالية,,,,, قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ,,,,, مافيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ,,,,,,, حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ,,,, إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
باري والإسلام ,,, النهاية الأليمة ,,,
وفي سنة 252 هـ/ 866 م، قاد الإمبراطور "لودفيك الثاني" تحالفاً مسيحيا ضم أمراء كل من "بينيفينتو" وأمير "سبوليتو" و"نابولي" لمحاصرة الإمارة، واستعان بجماعات من مسلمي الصقالبة وصربيا والقسطنطينية الذين حاصروا الإمارة مرة أخرى.
وفي يوم الجمعة الثاني من فبراير الموافق 8 ربيع الأول 257 هـ، استطاع التحالف الكبير أن يقتحم أسوار "باري" بعد حصار دام أربع سنوات انتشرت فيها الأمراض وعانى سكانها نقص المؤن والعتاد.
ويذكر المؤرخ موسكا أن الإمبراطور لودفيك الثاني أمر بذبح كل الأسرى رجالًا ونساءً وأطفالًا في مذابح لم يعرف منها التاريخ ,,
حرق أطفال المسلمين احياء واغتصب الاطفال امام اعين امهاتهم وقطعت اوصال المسلمين ,, ولم ينج من المسلمين إلا السلطان بنفسه.
رسام إيطالي يوضح المسجد الكبير يحرق بين اكوام من جثث المسلمين ,,

وغادر الإسلام من باري بمذابح لم تعرفها التاريخ الا في الاندلس ,
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم --- والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ --- عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ --- لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ
يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما --- كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت --- كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً --- والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ --- إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

رحم الله المسلمين الشهداء في باري وجزا الله خيرا الأمير أبو فهر محمد بن عبد الله التميمي على جهاده وعدلة في حكمة في إيطاليا ,,
وتركت باري عاشقا لها كما عشقها اجدادنا المسلمين العرب ,,,,
يجب ان نطلع للمستقبل ونعمل له ,, وليكن ماضي أجدادنا في الحضارة والعدل والإحسان وتعمير الأوطان والثقة بالنفس هي الدافع لنا في المستقبل.
ومن بركات الأغالبة ان باري الان ثاني مدينة في إيطاليا من حيث إنتشار الإسلام بعد روما.

المصادر: رحلتي الخاصة وكتاباتي عنها.
صور من باري.
المؤرخ موسكا.
Emperor Louis II before Bari