شبهات حول اقتحام السفارات الأمريكية وقتل السفراء

لا تأسف

عضو مميز
شبهات حول اقتحام السفارات الأمريكية وقتل السفراء

بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على رسول السيف إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .

.
[ رب اشرح لي صدري . ويسر لي أمري . واحلل عقدة من لساني . يفقهوا قولي ]
كتبت مقالاً منذ أيام بعنوان : [ رداً على الإساءة لرسولنا الحبيب .. الأيام بيننا يا عُبّاد الصليب ! ] ، قلت في نهايته : [ وإنه ليس أقل من أن تثور الشعوب المسلمة لتطرد سفراء دول هؤلاء الأنجاس من بلاد الإسلام وتغلق سفاراتهم ، أو قل بالأحرى ، تقتل سفراءهم وتحرق سفاراتهم ، رغم أنف حكومات الطواغيت العميلة المرتدة .. فالقول قول السيوف الصوارم ] ..


كتبت هذا الكلام دون أن أتوقع حدوثه بالصورة التي رأيناها .. كنت أتوقع أنه حتى لو حدث فلن يكون بهذه السرعة ولا بهذه القوة ، ففي مساء نفس اليوم الذي كتبت فيه المقال فوجئت بالمجاهدين الأبطال في ليبيا يقصفون القنصلية الأمريكية بالآر بي جى فيقتلون أربعة من كلاب الأمريكان من بينهم السفير ..
ثم توالت الهجمات على السفارات الأمريكية في مختلف بلدان العالم الإسلامي ، في السودان وتونس ومصر ولبنان وفلسطين والأردن واليمن والكويت وكشمير وأندونيسيا وقطر والبحرين وتركيا وغيرها من بلاد العالم الإسلامي ، فهذه السفارة تُحرق وهذه تُغنم وهذه تُقتحم ، فالحمد لله الذي أقر أعيننا بهذه الفرحة ، وجزى الله خيراً من سن هذه السنة الحسنة ، وجزى الله خيراً كل من شارك في هذا العمل الجهادي العظيم أو أعان عليه ..
إن ما حصل لسفارات الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن لأحد إلا أن يقول أنها بداية عقوبة من الله عزوجل على الظلم الذي ترتكبه الولايات المتحدة ضد شعوب العالم عامة وضد المسلمين خاصة ، فقد ذاقت جزاء صنيعها ، فهناك ملايين القتلى والجرحي على أيديها في فلسطين والعراق وأفغانستان ، وكذلك المسلمون في الفلبين وأندونيسيا وكوسوفا والصومال وليبيا والسودان ، وغيرهم من الشعوب الإسلامية التي تلطخت يد أمريكا بدمائهم ، ناهيك عن ملايين البشر من غير المسلمين في أفريقيا السوداء واليابان وفي صربيا وأمريكا الجنوبية وغيرها من دول العالم التي طالها العدوان الأمريكي وظلمها الفضيع ، وكل أولئك يقدرون بعشرات الملايين ، هذا غير المشردين واللاجئين والمطرودين خارج أراضيهم بأيدي أمريكا ، وقد قدم العراق مذكرة إلى الأمم المتحدة يوم 16 / 7 / 1422 هـ ، جاء في هذه المذكرة أن أمريكا منذ عام 1870 م تقريباً أشعلت مباشرة أو بواسطة 72 حرباً في العالم تعد الأفظع في تاريخ البشرية !!


فإذا كانت أمريكا قد تألمت من تجرؤ شعوب العالم الإسلامي عليها وإهانتهم لها ، فقد تجرأت هي عليهم من قبل وأهانت غيرهم من غير المسلمين كما في فيتنام وغيرها ، كما أنها تجرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرات عديدة من قبل ، فآن لها أن تجد من يهينها ويتجرأ عليها ، وهذه سنة الله في كونه ، فالجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان ..


ولكن ما يقتلك غيظاً وكمداً أنك تجد كثيراً من المنتسبين للدعوة والتيار الإسلامي يصدرون تصريحاتهم وفتاواهم بالشجب والاستنكار لهذه الأحداث ولمن فعلها ، ويعزّون أمريكا ويواسونها بمصابها ! ، ويتناسون أن الأمريكان هم من أراق دماء المسلمين في كل مكان ولا زالوا ..


والحقيقة أن جميع تلك التصريحات والفتاوى ما هي إلا تصريحات سياسية خالصة ، إذ أنها تخلوا تماماً من التأصيل الشرعي اللازم لإثبات ما زعموه عن حرمتها وبراءة الإسلام منها ، فمنطلقاتهم ليست شرعية ، بل ولا حتى عقلانية ، وإنما هم رأوا أن أمريكا والإعلام قام يذم هذه الأفعال فقاموا يذمونها كالببغاوات !
وقد ساق القوم شبهات ساذجة للتلبيس على هذا العمل الجهادي وتنفير الأمة من الإقدام عليه ، ولكن هيهات ، فصراخهم ونباحهم سيضيع سدى بإذن الله تعالى ، إذ الكلاب تعوي والقافلة تسير ..


وقبل أن نبدأ في الرد على شبهاتهم لا بد من توضيح حكم ساب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً ..


* * *

من المقرر والمجمع عليه في دين الإسلام أن كل من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه هدر ويجب قتله ، سواء كان مسلماً أو كافراً ، وسواء تاب أو لم يتب ، وإن تاب فإن توبته لا تمنع عنه القتل !
- قال تعالى: [ ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ] ..

فحرض على قتالهم لنكثهم للعهد ، ولهمهم بإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة ، ولا شك أن سبه صلى الله عليه وسلم وشتمه - كما يفعل الأمريكان - أعظم أذى من الهم بإخراجه ، ولهذا عفا النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة عن الذين هموا بإخراجه ولم يعف عن الذين آذوه بالسب والشتم ..كما حرض عزوجل على قتالهم بأنهم قد بدأوا المسلمين بنقض العهد وبالقتال ، وهو ما فعله الأمريكان ، فيجب قتالهم وعدم الخوف منهم ، كما قال تعالى : [ وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ] ..
- وقال تعالى : [ وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ] ..
ولا شك أن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعن في الدين ، وقد سمى الله عزوجل الطاعنين في الدين أئمة الكفر ، وجعل مجرد طعنهم في الدين سبباً موجباً لقتالهم [ فقاتلوا أئمة الكفر ] ، وأخبر أن قتالهم هو السبيل الوحيد لانتهائهم عن الطعن في الدين [ لعلهم ينتهون ] ..

فلن ينتهي الأمريكان أو غيرهم عن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالجهاد والقتال ، وليس كما يزعم أولئك المنبطحون أن مجرد المسيرات والمظاهرات ( المتحضرة ! ) ورفع الأمر إلى المحاكم الدولية - يشتكون أهل الكفر بعضهم إلى بعض ! - وبيانات الشجب والاستنكار ، ستجعل الأمريكان يتوقفون عن ذلك !
إن السبيل الوحيد لانتهاء هؤلاء الأراذل وكفهم عن سب رسولنا والطعن في ديننا هو بالجهاد والقتال ولا سبيل غيره ، هذا كلام ربنا عزوجل : [فقاتلوا أئمة الكفر ...................... لعلهم ينتهون ] ، وصدق الله وكذب كل الأفاكون !

- وروى أبو داود في سننه والنسائي في صحيحه عن ابن عباس أن أعمى كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت له أم ولد ، وكان له منها ابنان ، وكانت تكثر الوقيعة برسول الله صلى الله عليه وسلم وتسبه ، فيزجرها فلا تنزجر ، وينهاها فلا تنتهي ، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت فيه ، فلم أصبر أن قمت إلى المغول فوضعته في بطنها فاتكأت عليه فقتلتها ، فأصبحت قتيلاً ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فجمع الناس ، وقال : [ أنشد الله رجلاً لي عليه حق فعل ما فعل إلا قام ] ، فأقبل الأعمى يتدلدل ، فقال : يا رسول الله أنا صاحبها ، كانت أم ولدي ، وكانت بي لطيفة رفيقة ، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ، ولكنها كانت تكثر الوقيعة فيك وتشتمك ، فأنهاها فلا تنتهي ، وأزجرها فلا تنزجر ، فلما كانت البارحة ذكرتك فوقعت فيك ، قمت إلى المغول فوضعته في بطنها ، فاتكأت عليها حتى قتلتها ، فقال رسول الله : [ ألا اشهدوا أن دمها هدر ] ..

- وروى أبو داود في سننه عن علي بن أبي طالب أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه ، فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها ..
- وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله ؟ ] ، فقام محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله أتحب أن أقتله ؟ ، قال : [ نعم ] ..
- وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من سب نبياً قُتل ، ومن سب أصحابه جلد ] ، رواه أبو محمد الخلال ، وأبو القاسم الأزجي ، ورواه أبو ذر الهروي ولفظه : [ من سب نبياً فاقتلوه ، ومن سب أصحابي فاجلدوه ] ..

- وروى النسائي عن عبد الله بن قدامة عن أبي برزة قال : أغلظ رجل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فقلت : أقتله ؟ ، فانتهرني وقال : ليس هذا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
- وفي الصحيحين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح ، وعلى رأسه المِغْفَر ، فلما نزعه جاءه رجل فقال : ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال : " اقتلوه " ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - معلقاً على هذا الحديث في كتابه ( الصارم المسلول ) ص 107 - 108 : ( وهذا مما استفاض نقله بين أهل العلم واتفقوا عليه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدر دم ابن خطل يوم الفتح فيمن أهدره ، وأنه قتل ) ، وقال : ( وقد استدل بقصة ابن خطل طائفة من الفقهاء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين يُقتل وإن أسلم حداً ) ..

- وعن مجاهد قال : أُتي عمر برجل سب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقتله ، ثم قال عمر : من سب الله أو سب أحداً من الأنبياء فاقتلوه ..

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه ( الصارم المسلول على شاتم الرسول ) : ( من سب النبى صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر فإنه يجب قتله ، هذا مذهب عامة أهل العلم ، قال ابن المنذر : أجمع عوام أهل العلم على أَن حد من سب النبىصلى الله عليه وسلمالقتل ، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق ، وهو مذهب الشافعى ) ..
وحكى عن القاضى عياض : ( أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه ، وكذلك حكى عن غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره ، وقال الإمام إسحاق بن راهويه أحد الأئمة الأعلام : أجمع المسلمون على أن من سب الله ، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو دفع شيئاً مما أنزل الله عزوجل ، أو قتَل نبياً من أنبياء الله عزوجل أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله ..
وقال الخطّابى : لا أعلم أحداً من المسلمين اختلف في وجوب قتله ، وقال محمد بن سُحنون : أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له ، وحكمه عند الأمة القتل ، ومن شك فى كفره وعذابه كفر ) ..
وقال شيخ الإسلام في موضع آخر : ( وهذا الذي ذكرناه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحتم قتل من كان يسبه من المشركين مع العفو عمن هو مثله في الكفر ، كان مستقراً في نفوس أصحابه على عهده وبعد عهده ، يقصدون قتل الساب ، و يحرضون عليه ، وإن أمسكوا عن غيره ، ويجعلون ذلك هو الموجب لقتله ، ويبذلون في ذلك نفوسهم ، كما تقدم من حديث الذي قال: " سُبَّني وسُب أبي وأمي ، وكُفَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، ثم حمل عليه حتى قتل ، وحديث الذي قتل أباه لما سمعه يسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديث الأنصاري الذي نذر أن يقتل العصماء فقتلها ، وحديث الذي نذر أن يقتل ابن أبي سرح وكف النبي صلى الله عليه وسلم عن مبايعته ليوفي بنذره ) ..
وقال في موضع آخر : ( وأيضاً ، فقد تبين بما ذكرناه من هذه الأحاديث أن الساب يجب قتله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الساب في مواضع ، والأمر يقتضي الوجوب ، ولم يبلغه عن أحد السب إلا أهدر دمه ، وكذلك فعل أصحابه ) ..
وقال القاضى عياض - رحمه الله - : ( اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سب النبى صلى الله عليه وسلم أو عابه او ألحق به نقصاً فى نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عَرَض به أو شبهه بشئ على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب ، وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عبث فى جهته العزيزة بسخف من القول وهُجر ومنكر من القول وزور أو عَّيره بشئ مما جرى من البلاء والمحنة عليه أو غَمَصَهُ ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه ، وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا ..
وقال أبو بكر بن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبى صلى الله عليه وسلم يقتل ، وممن قال ذلك مالك بن أنس والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعى ..
قال القاضى أبو الفضل : وهو مقتضى قول أبى بكر الصديق رضي الله عنه ، ولا تقبل توبته عند هؤلاء المذكورين ، وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه والثورى وأهل الكوفة والأوزاعى فى المسلمين لكنهم قالوا : هى ردة ، وروى مثله الوليد بن مسلم عن مالك ) ..
هذا هو حكم الإسلام فيمن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن روج البعض لشبهة أن هناك من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ومع ذلك لم يقتله ، فقد رد على هذه الشبهة المتهافتة الإمام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول ص 174 ، فقال : ( النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يعفو عمن شتمه وسبه في حياته ، وليس للأمة أن تعفو عن ذلك ) ..

* * *

أما بخصوص الشبهات الباطلة التي ساقها القوم لتبرير قعودهم وانبطاحهم وخذلانهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمنها :

1- أن من كانوا بالسفارة هم من المدنيين والمعاهدين المستأمنين ولا يجوز قتلهم ..
2- أن من قُتلوا لا ذنب لهم في هذا الفيلم النجس ، فبأي ذنب يُقتلون ! ..
3- قالوا فليكن ردنا سلمياً بالدعوة الحسنة والتعريف بالسيرة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
4- قالوا إن اقتحام السفارات هو من أعمال العنف التي لا تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما هي أعمال ( همجية تخريبية ) تشوه صورة الإسلام أكثر من الفيلم المسئ !
5- قالوا لا ذنب لرجال الشرطة الذين وقفوا يدافعون عن تلك السفارات ، فلماذا يهاجمهم المتظاهرون !

* * *
 

لا تأسف

عضو مميز
الشبهة الأولى :
شبهة المدنيين والمستأمنين

والجواب على هذه الشبهة من وجهين :
الوجه الأول : هل أمريكا بلاد حرب أم بلاد عهد ؟.
الوجه الثاني : مصطلح المدنيين والأبرياء.


* * *

الوجه الأول : هل أمريكا بلاد حرب أم بلاد عهد ؟

فالقول المختار أن أمريكا ليست بلاد عهد البتة ولم تكن في يوم من الأيام معاهدة أبداً ، ولو تنازلنا مع المخالف ووافقنا على أنها بلاد عهد ، فإننا نقول إنها عادت بلاد حرب ، وذلك بنقضها للعهد وإعانة اليهود قبل أكثر من خمسين سنة على احتلال فلسطين وتشريد أهلها ، وهي بلاد حرب ناقضة لعهدها يوم أن ضربت وحاصرت العراق ، وضربت وحاصرت السودان ، وضربت وحاصرت أفغانستان ، واعتقلت مجاهدي وعلماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن ، فملفاتهم سوداء من دماء المسلمين ، ودم المسلم دم وحشي في قاموس أمريكا ، ليس له حرمة البتة ، بل هو في نظر أمريكا أخس من الكلاب النجسة ، ولذلك فإنهم يصورون الإسلام بأبشع الصور فالإسلام عند أمريكا عبارة عن نتوء شاذ ليس من المعتقدات القديمة ولا الجديدة ، بل هو من ظلمات البيئة العربية ، وقد ثبت أنهم يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رجل شاذ ، وتزوج عدة مرات للوصول إلى السلطة ، ومثل هذه الادعاءات الملعونة تدرس لديهم في مناهجهم الدراسية وقد أنتجوا أكثر من 700 فيلم يسئ للإسلام والمسلمين ، ويزيف دور المرأة في الإسلام ، ومن ذلك إلحاق أعمال الإرهاب والعنف بالعرب والمسلمين ، فقد قاموا بإنتاج فيلم عدائي تكلفته 150 مليون دولار ، يلحق الكثير من التهم بالمسلمين ويكيلها لهم كيلاً ، ويرى الرئيس السابق نكسون أنه ليس هناك من شعب حتى ولا الصين الشعبية له صورة سلبية في ضمير الأمريكيين بالقدر الذي للعالم الإسلامي ..
وهذه بعض جرائم أمريكا الديمقراطية في قتلهم الوحشي الشنيع ضد المسلمين :
لقد قُتل أكثر من مليون طفل عراقي بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق وحصارها الظالم له خلال أكثر من عشر سنوات ، وأصيب الآلاف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الأنسولين ، وهبط عمر العراقيين 20 سنة للرجال و11 سنة للنساء بسبب الحصار والقصف الأمريكي ، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي ..
وارتكب الأمريكان المجازر البشعة في حرب الخليج الثانية ضد العراق ، فقد استخدمت أمريكا متفجرات الضغط الحراري وهو سلاح زنته 1500 رطل ، وكان مقدار ما ألقي على العراق من اليورانيوم المنضب أربعين طناً ، وألقي من القنابل الحارقة ما بين 60 إلى80 ألف قنبلة قتل بسببها 28 ألف عراقي , وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي ..
وقتل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية ومباركة أمريكية ..
وما بين تاريخ 1412 و 1414 هـ قتل الجيش الأمريكي الآلاف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال ..
وفي عام 1419 هـ شنت أمريكا هجوماً عنيفاً بصواريخ كروز على السودان وأفغانستان ، وقصفوا خلاله معمل الشفاء للدواء في السودان ، وقتلوا أكثر من مائتين ..
وقتل في أفغانستان خلال ثلاثة أشهر فقط نتيجة القصف الأمريكي ما لا يقل عن 50000 أفغاني جلهم- إن لم يكونوا كلهم - من المدنيين ، وتسبب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر من 15000 طفل أفغاني ..
وحصارها على ليبيا ، إذ أدى هذا الحصار الغاشم إلى كوارث كبرى وفواجع عظمى ، إذ بعد خمسة أشهر فقط من بداية الحظر الجوي والحصار بلغت خسائر ليبيا ما يزيد على 2 مليار دولار ..
وقتل عسكريوا إندونيسيا أكثر من مليون شخص بدعم أمريكي ..
وأما معاملتهم للأسرى فأسوء معاملة ، فالإنسانية معدومة لديهم ، والقيم الأخلاقية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ، وقد تمثلت في أمريكا أعظم أنواع الإرهاب المنظم ، وبلغ فيهم الاضطهاد والإرهاب مبلغاً لم يشهد مثله في عالمنا الحاضر ، بل وعلى مر التاريخ المتقدم ، لقد خالفوا الأديان والشرائع ، بل والقوانين الوضعية ، لقد حرص الأمريكيون على إظهار التشفي من هؤلاء الأسرى في ( غونتناموا ) في كل مناسبة حتى بلغ بهم الحال أن يتركوا هؤلاء الأسرى في مقاعدهم لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك ، ومن دون تمكينهم من استخدام دورات المياه ، ثم يعلنون ذلك لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى ، كما توضح الصور أن الأمريكيين حرصوا على تعطيل كافة الحواس : السمع والبصر ، بل وحتى الفم والأنف ، ووضع عليها أغطية كثيفة ، والمتأمل للصور يشعر بأن الأسرى يفتقدون حتى الإحساس بالمكان وربما الزمان ، ومن الواضح خلال تصريحات المسئولين الأمريكيين أنهم لن يترددوا في استخدام أي وسيلة يتم من خلالها إهانة وتحطيم هؤلاء الأسرى ، فهم بذلك خالفوا كل الأديان والشرائع وخالفوا أيضاً القوانين الوهمية ، فإن من الاتفاقات القانونية أن إجبار أسير الحرب على الإدلاء باعترافاته هو عمل إرهابي ..
هذه هي أمريكا لمن لا يعرفها وهذه بعض إنجازاتها :
- قصف المجاهدين في كل مكان بالطائرات بدون طيار في العراق وأفغانستان واليمن ليبيا والصومال وأخيراً في سيناء ..
- التخابر مع عملاء المنطقة حكام العرب الخونة من أجل حرب وسجن المجاهدين ..
- التجسس على المسلمين ولا أدل على ذلمك من المتابعات الاستخباراتية لكل مسلم يعيش في أمريكا بل والإيقاع به ..
- استهداف قادة المجاهدين وعلى رأسهم بطل الأمه المجاهد أسامة بن لادن وأخيراً الشيخ أبي يحي الليبي تقبلهما الله تعالى ..
فالمتفق عليه أن أمريكا بلاد حرب ، وبلاد الحرب هي كل دار كفر ليس بينها وبين الدولة الإسلامية عهد أو ذمة أو أمان ، والدولة الإسلامية هي الدولة التي تقيم الشريعة وتحكم بما أنزل الله لا تلك الدول المنتسبة للإسلام زوراً ، هذا هو تعريف دار الحرب ، فلا يلزم أن تكون الدولة الكافرة مباشرة لقتال المسلمين أو مظاهرة لعدوهم عليهم حتى تكون دار حرب ، فكيف إذا كانت كذلك بالفعل كأمريكا !!
وبلاد الحرب يجوز للمسلمين أن يضروها بكافة الأضرار ، لأن أهلها تحل دماؤهم وأموالهم وأعراضهم للمسلمين ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المحاربين ، خطف رعاياهم كما فعل مع بني عقيل ، وقطع الطريق على قوافلهم كما فعل مع قريش ، واغتال رؤساءهم كما فعل مع كعب بن الأشرف وسلمه بن أبي الحقيق ، وحرق أرضهم كما فعل مع بني النضير ، وهدم حصونهم كما فعل في الطائف إلى غير ذلك من الأفعال ..
ولا بد أن يعلم الجميع أيضاً أن الأصل في دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم أنها محرمة لا تجوز إلا بمبرر شرعي كالقصاص أو الردة أو الحدود ، والأصل أيضاً في دماء وأموال وأعراض الكفار الحل ، ولا تحرم إلا بعهد أو بذمة أو بائتمان ، أما الحربي فإن الأصل في دمه وماله وعرضه الحل ..
والأصل في دماء وأموال وأعراض الكفار الحل ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : [ من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ] ، وبمفهوم المخالفة فإن من لم يقل لا إله إلا الله ولم يكفر بما يعبد من دون الله لا يحرم ماله ودمه ، أي أن الكافر الذي لم يدخل في الإسلام حلال الدم والمال ، وللتفصيل راجع فتوى ( ما هو الأصل في دم ومال الكافر الأصلي ؟ ) ، للشيخ أبو همام الأثري ..
وبذلك يكون اقتحام السفارات الأمريكية جائز شرعاً لأنها سفارات لدولة محاربة ومن فيها حربيون ..
والقول بأن الأمريكان معاهدين ومستأمنين هو قول غريب وعجيب ، إذ أن هؤلاء لا عهد لهم بل هم حربيون كلهم ، دماؤهم وأموالهم مباحة للمسلمين في جميع أنحاء العالم ، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما عقد الصلح بينه وبين قريش - كما هو معروف - في صلح الحديبية وقع الشرط : أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فعل ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فعل ، فدخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم ، ودخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده ، فخرج نوفل ابن معاوية الديلي في جماعة من بني بكر فبيت خزاعة وهم على الوتير فأصابوا منهم رجالاً وتناوشوا واقتتلوا وأعانت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل مستخفياً ليلاً ، وخرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني أصحابه فأنشده قصيدة يخبره فيها بالخبر ويستنصره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ نصرت يا عمرو ابن سالم ] ، ومن ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً وفتح مكة ، وفي هذا دليل على أن عهد قريش قد انتقض بسبب أن نفراً منها أعانوا بني بكر بالسلاح في قتلهم لرجال من بني خزاعة - تدل بعض الروايات - على أنهم كانوا مسلمين ..
إننا لو تصورنا صحة الميثاق الذي بين الحكومات العربية وغير العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية لكان هذا الميثاق منتقضاً بين أمريكا وبين المسلمين بما تقوم به أمريكا من دعم واضح وظاهر لليهود على إخواننا المسلمين في فلسطين بشتى صور الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي ، فكيف وهذا الميثاق غير شرعي والانخراط فيه والاحتكام إليه هو من صور التحاكم إلى الطاغوت الذي يعتبر ناقضاً من نواقض الإسلام ، فهو ميثاق باطل لا يجوز بناء أحكام أو عقود أو عهود عليه ، وكل ما يترتب عليه من التزامات تعد باطلة شرعاً ، لأن ما بني على باطل فهو باطل ! ، وبذلك تكون عهود الطواغيت مع الأمريكان هي عهود باطلة لا يصح إلزام المسلمون بها ..
إن تأمين الكفار من الغرب والنصارى في الظروف الحالية للعالم الإسلامي يعتبر باطلاً من جهتين : جهة المُؤمِّن وجهة المُؤمَّن ..
أما من جهة المُؤمِّن فلأن تأمين الكافر لا يُقبل إلا من المسلم ، وهؤلاء الكفار مؤمّنون من طرف عملائهم من الحكام المرتدين ..
فهم مرتدون لتبديلهم شرعة رب العالمين ، ومرتدون لموالاتهم أعداء الدين ..
وأما من جهة المُؤمَّن فلأن هؤلاء النصارى لا تتوفر فيهم شروط الأمان ، فحرمة دم المعاهد والمؤمّن ليست مطلقة لأنه إن لم تتوفر فيه شروط الأمان رجع دمه مباحاً كما كان ..
والأمان الباطل لا يعصم دماء الكفار ، وإلا فما معنى بطلانه إذا !!
ومن هنا يتضح أن الأمريكان ليس لهم عهد ولا ذمة، لا على أساس شرعي ، ولا على أساس عقلي ، فهذه الشبهة ساقطة على كل حال ..
فالمعاهد المسالم : هو من سلم منه المسلمون وسلم هو من المسلمين ، وهؤلاء الأمريكيون لم يسلم منهم المسلمون ، بل هم حرب على الإسلام والمسلمين ..
وحتى على قول الحكومات العميلة بأن الأمريكان معاهدون ، وأن المعاهدات صحيحة من أصلها ، فإن الأمريكان ارتكبوا أعمالاً معادية للإسلام والمسلمين ، تنقض العهد المزعوم الذي تدعيه الحكومات العميلة ..
فإن مقتضى العهد أن يتجنبوا الاعتداء على المسلمين في دينهم وأنفسهم وأموالهم ، ومن هذه الاعتداءات والجرائم التي ارتكبها الأمريكان في حق الإسلام والمسلمين الأمور التالية :
أولاً : محاربة الإسلام واستبداله بالديمقراطية الكافرة وفرضها على المنطقة.
ثانياً : احتلال بلاد المسلمين وإعادة تشكيل المنطقة من جديد.
ثالثاً : الاعتداء على المسلمين في أنفسهم وأموالهم وخيراتهم كالنفط.
رابعاً : مظاهرة أعداء الأمة اليهود على المسلمين في فلسطين.
خامساً : الطعن في الإسلام والقرآن وخير المرسلين عليه الصلاة والسلام.
فهذه النواقض يكفي واحد منها لنقض العهد ، فكيف إذا اجتمعت كلها !!
وبذلك يتبين أنه لا مجال للقول بأننا على عهد وأمان مع الأمريكان ، فالأصل أنه لا يجوز عقد الأمان معهم بحال ، وأن كل أمان معهم هو أمان باطل وغير ملزم ..

* * *

الوجه الثاني : مصطلح المدنيين والأبرياء :


يجب أن نقرر بداية أن هذه المصطلحات [ مدنيين وأبرياء ] هي مصطلحات غربية عن ديننا ، إذ ليس في ديننا هذا التقسيم ، وإنما الذي في ديننا أن الكفار إما محاربين أو غير محاربين ، والمحارب هو كل من قاتل أو أعان على القتال بنفسه أو بماله أو برأيه ومشورته ، وغير المحاربين إما أهل ذمة أو أهل هدنة أو أهل أمان ، وتفصيل ذلك في كتاب [ أحكام أهل الذمة ] للإمام ابن القيم ، فليراجعه من شاء ..
يقول الشيخ المجاهد أبو مصعب السوري : في شريعة الإسلام وأحكام الجهاد ، ليس هناك شئٌ اسمه كفار مدنيين وكفار عسكريين ، هناك تعريف لكفار محاربين وكفار مسالمين ، معاهدين في بلادهم أو بلادنا على تفصيل يطول ..
فمصطلح المدني هو مصطلح غربي علماني محدث ليس له أصل في الشرع ، والمدني عندهم قد يكون محارباً في شريعتنا وإن لم يحمل السلاح بنفسه ، فمثلاً رجال المخابرات والجواسيس من المدنيين ، ولكنهم في الإسلام من المحاربين ، إذ هم من يخططون للمعارك ويجمعون المعلومات ويتجسسون على المسلمين ..
وبذلك يكون القول بحرمة قتل المدنيين هو قول غير شرعي وباطل من كل الوجوه ، إذ أن الشرع لا يعرف هذا المصطلح أصلاً ولا يقره ولا يستخدمه ، فكيف يبني حكماً شرعياً على مصطلح لا يقره هو !!
وهب أن قولهم صحيح ، وأنه لا يجوز شرعاً قتل المدنيين ، فهل نسي هؤلاء أن الأمريكان لازالوا يقتلون المدنيين من أبناء أمتنا !! ..
إن الأمريكان اليوم ما عادوا يحترمون عهداً أو أماناً حتى تقال مثل هذه الشبهة ، بل هم يستبيحون دماءنا وأعراضنا وينتهكون حرماتنا ، ويقتلون أبرياءنا ، يقتلون النساء والأطفال والشيوخ ، المحارب منهم والمسالم ، فهم يقتلون المدنيين والعسكريين - حسب تصنيفهم - لا يفرقون بين هذا أو ذاك ، فهل ينتظر من المسلمين بعد كل هذه الجرائم أن يكفوا ساكنين غاضين الطرف عن مثل تلك الجرائم البشعة !!.
والحروب المعاصرة هي حروب قتل للعزل والمدنيين ، والغرب الكافر هو أول من سن ذلك ، وأما ما يرددونه من التنديد بقتل المدنيين فما هي إلا شعارات لذر الرماد في العيون وللتغطية على جريمة هم متفقون عملياً على ممارستها ، وهم في واقع الأمر لا يقتلون من المسلمين إلا العزل والمدنيين !
يقول مارك غارلاسكوا - المسئول عن اختيار الأهداف الثمينة في البنتاجون - : هناك نوع من الحساب المروع تحسبه القوات العسكرية قبل كل ضربة جوية عندما تحاول تحديد عدد المدنيين المسموح بقتلهم في سبيل قتل أحد الأشرار ، ويشرح ذلك قائلاً : كان حدنا الأقصى 30 ، فمثلاً لو كنا سنقتل ما لا يتجاوز 20 شخصاً في ضربة تستهدف صدام حسين فليس هناك أي إشكال ، ولكن إذا وصلنا إلى الرقم 30 كان من الضروري أن يراجع الرئيس بوش أو وزير الدفاع رامسفيلد !! ، ويقول كذلك : إنه قبل غزو العراق قد نصح بخمسين ضربة جوية تستهدف الأهداف الثمينة من المسئولين العراقيين ، وحين سُئل : كم هدف من الأهداف الثمينة تم القضاء عليها في تلك الضربات ؟ ، أجاب : في الواقع لم يُقتل أي شخص مستهدف من قائمة المستهدفين لدينا ! ، وحين سُئل : وكم قُتل من المدنيين في تلك الضربات ؟ ، أجاب : نحن نقدر عددهم بحوالي 200 مدني على الأقل !!
هكذا يستهين هؤلاء المجرمون بأرواح المسلمين من أبناء أمتنا ، ثم يأتي الخانعون ممن صدّروا أنفسهم للتحليل والتنظير والفتوى ، يأتي هؤلاء ليدينوا ويستنكروا قتل سفراءهم واقتحام سفاراتهم بدعوى أنه لا يجوز قتل المدنيين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
إنه مادام الأمريكان يقتلون المدنيين من أبناء أمتنا ، فلا بأس من قتل المدنيين منهم معاملة بالمثل ..
يقول الله عزوجل : [ والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ] ، ويقول : [ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ] ، ويقول : [ وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلها ] ..

* * *

 

لا تأسف

عضو مميز
الشبهة الثانية :
أن من قُتلوا بالسفارة لا ذنب لهم في الفيلم المسئ !

بداية يجب علينا أن نوضح طبيعة مهمة السفارات والسفراء الأمريكان ..
السفارة هي بعثة دبلوماسية تبعث بها دولة ما إلى دولة أخرى لتمثيلها والدفاع عن مصالحها ..
والسفير هو من يمثل شخص الحاكم الذي ابتعثه ، ونظامه وسياسته وسياسة حكومته ، إذ لا يمكن للسفير أن يخرج قيد أنملة عن السياسة التي ترسمها له حكومته ، ويرسمها له الحاكم الذي ابتعثه ، ولو فعل سرعان ما يُقال ويُعاقب ..
أضف إلى ذلك ، فإن السفارة تحتوي على اختصاصات ومهام عديدة ، منها : الملحق العسكري ، والملحق الأمني التجسسي ، والملحق الثقافي ، والملحق الاقتصادي أو التجاري ... وهذه الاختصاصات والمهام والملحقات يرأسها ويديرها شخص السفير ، أي أن السفير يرأس دولة وحكومة مصغرة مقرها مبنى سفارته نيابة عن حكومته الكبيرة في بلده !
فإن عُلم ذلك ، عُلم بالضرورة أن السفير الذي يُندب كممثل لحكومة كافرة ، أنه يأخذ نفس حكم الحاكم الكافر المحارب ، ونفس حكم نظامه الكافر المحارب ..
أضف إلى ذلك أيضاً أن السفارة في الحقيقة هي دائرة استخبارية يتم خلالها تناقل المعلومات وتنظيم الجواسيس !
إذ من وظائف الملحق العسكري مراقبة الأوضاع العسكرية للدولة المعتمد لديها ، وهناك وظيفة المستشار التقني والعسكري لرئيس البعثة بهدف توفير المعلومات التقنية له بالنسبة لقوة الدولة المعتمد لديها ..
والواقع أن هذه وظائف تجسسية واستخباراتية ، ولذلك فإن جهاز المخابرات التابع للدولة المستضيفة للسفارة يضع موظفي السفارة تحت الرقابة الدائمة كي يأمن شرهم ، بل ويتجسس عليهم كذلك قدر المستطاع ، بل ويحاول تجنيد بعضهم كجواسيس له إن أمكنه ذلك ! ، وعلى رأس هؤلاء يكون السفير والملحقين بالسفارة ، كذلك الحال بالنسبة للقنصليات والعاملين بها ، ولذلك فإن هؤلاء الموظفين يتم اختيارهم بعناية من قبل الدولة التابعين لها ، وذلك بعد أن يقوم جهاز المخابرات الخاص بتلك الدولة بمراجعة ملفاتهم وطبيعتهم الشخصية مراجعة دقيقة ومتفحصة وشاملة ، ومراقبتهم كذلك طوال فترة عملهم كي يأمن انفلاتهم منه أو عمالتهم لأي دولة أخرى أو منظمة تجسسية !
فالعملية كلها عبارة عن صراع استخباراتي بين دولتين ، وإن كان ظاهرها فيما يبدو للناس أنها مجرد بعثات وعلاقات دبلوماسية .. وكل من له إطلاع على عالم المخابرات يدرك هذا الأمر يقيناً ، ويدرك ما هو أبعد من ذلك مما ليس مجال تفصيله في هذا المقام ..
هذه هي طبيعة السفارات سواء كانت أمريكية أو غيرها ، وهذه هي حقيقة السفراء .. عملاء لدولتهم ، جواسيس على الدول المقيمين فيها !
ثم يأتي بعض الجهلاء ليقولوا : أنهم أبرياء لا ذنب لهم !
المشكلة أن قاصري النظر هؤلاء ينظرون إلى الأمر على أنه مجرد حادث منفصل .. ولكن الحقيقة أنه حادث ضمن سلسلة من الحوادث ، وهناك حوادث أخرى تسبقه ..
فنحن أمة الإسلام في حرب قديمة مع أمريكا ، فالأمر ليس مجرد حادثة الفيلم المسئ للرسول ، بل هو أبعد من ذلك ، إنها حرب شاملة ، وبيننا وبينهم كشف حساب ليس له نهاية ، ولنا عندهم من الثأر ما قد يكفي لإبادتهم !
وحادث الفيلم المسئ للرسول هو أحد بنود كشف الحساب هذا ، فعندما يُقتل السفير الأمريكي في أي بلد ، فهو نوع من تصفية الحقوق بيننا وبينهم ، فإن لم يكن من أجل الفيلم المسئ للرسول فلأجل قضايا أخرى كثيرة ..
وقد قدمنا في الرد على الشبهة الأولى أن أمريكا بالنسبة لنا هي بلاد حرب ، وأن كل الأمريكان محاربون لنا ، تحل لنا دماؤهم وأموالهم ، فلا جُرم في قتل أي منهم في أي مكان في العالم !
والذين يقولون هؤلاء أبرياء لا ذنب لهم في الفيلم ، لا يدركون طبيعة السياسة المعمول بها حالياً في دول العالم ..
فأمريكا دولة مؤسسات ، مؤسسات تكمل بعضها ، ويستحيل فصل أي مؤسسة عن الأخرى ، بل هي مؤسسات متكاملة تتعاون فيما بينها على تنفيذ مهام محددة ، ومن أولى مهامها حرب الإسلام والمسلمين !
وكل فرد ينتمي إلى هذه المؤسسات يشارك في هذه المهمة القذرة بصورة أو بأخرى ..
فالقول بأن فرداً ينتمي إلى أحد هذه المؤسسات - سواء كانت مؤسسات داخلية أو خارجية - لا ذنب له في جرائم أمريكا هو قول باطل وبعيد تماماً عن الواقع ..
والسفارة هي مؤسسة خارجية تابعة لأمريكا تشاركها في تنفيذ هذه المهمة الحقيرة .. مهمة حرب الإسلام والمسلمين ، ومن ثم فكل من يعمل بهذه السفارات من المذنبين ولا يصح أن يقال أنه من الأبرياء مطلقاً !
فهؤلاء " الأبرياء " على الحقيقة هم أعوان أوباما وجنوده الذين يستخدمهم لتنفيذ سياساته في العالم ، وعلى رأسها محاربة العالم الإسلامي ..
وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومة الأمريكية الكافرة التي تحارب الإسلام وتمنع حكمه بشتى الطرق وتفرض الديمقراطية والقوانيين الوضعية علي بلاد المسلمين وتحارب المسلمين في كل مكان بقوة السلاح وبالمعتقلات والتعذيب وهتك الأعراض ..
وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومة الأمريكية التي تنصب علينا عملاؤها بالقوة وتتدخل في بلادنا بصورة سافرة وتدبر لنا المكائد والمؤامرات ليل نهار ..
وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومة الأمريكية التي تطارد المجاهدين والدعاة بالاتفاقات الأمنية ومؤامرات الخطف والاعتقال ..
وهؤلاء الأبرياء هم الذين ينفذون سياسة الحكومة الأمريكية المعادية للإسلام التي احتلت بلاد المسلمين وقتلت الأطفال واغتصبت النساء واعتقلت الرجال والشيوخ جهاراً نهاراً ..
وهؤلاء الأبرياء هم الجواسيس الذين يبذلون الأموال ويمارسون كافة وسائل الابتزاز وأعمال السفالة والانحطاط والعهر لتجنيد العملاء وجمع المعلومات وتوجيه الضربات للمجاهدين ..
وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومة الأمريكية التي تعد الراعي الرسمي للاستهزاء بالإسلام ومحاربته في العالم ..
وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومة الأمريكية التي تحمي وتشجع منتجي هذا الفيلم المسئ للرسول عليه الصلاة والسلام وغيرهم من الأراذل وترفض تسليمهم للمسلمين كي يعاقبوهم !
وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومة الأمريكية التي ترفض منع عرض ونشر الفيلم المسئ للرسول بحجة قانون حرية التعبير المعمول به عندهم !
فهي تحمي منتجي الفيلم باسم القانون وباسم حرية التعبير ..
وقد صرح جان كارني - المتحدث باسم البيت الأبيض - بأن منع عرض الفيلم المسئ للرسول أمر مستحيل ، حيث قال : إن الإدارة الأميركية ليست لديها سيطرة على المبادئ التي تحكم حرية التعبير تمكنها من وقف الفيلم الذي اعتبر مسيئاً للإسلام ، ونقلت وكالة " سكاي نيوز " عن كارني قوله : " نحن ندرك إنه من الصعب على بعض الناس في أنحاء العالم أن يفهموا لماذا لا تمنع الولايات المتحدة أفلاماً كهذه " ، موضحا أن هذا " أمر مستحيل " !!
فهذا تصريح من المتحدث باسم البيت الأبيض الذي يرأسه أوباما ، وهؤلاء " الأبرياء " هم ممثلوا الحكومة الأمريكية التي يرأسها هذا الأوباما والتي ترفض منع عرض الفيلم ..
فكيف يقال بعد ذلك أن الحكومة الأمريكية وممثليها لا ذنب لهم في هذا الفيلم ، ولا يجوز محاسبتهم أو قتلهم !!
وكيف يأتي جاهل بعد ذلك ليقول : بأي ذنب يقتلون !!
ووالله إنه لا يصح مع هؤلاء الخنازير إلا ما قاله شيخ المجاهدين أسامة بن لادن - رحمه الله - يوماً لأشباههم من سفلة الدنمارك : إذا كانت حرية أقوالكم لا ضابط لها فلتتسع صدوركم لحرية أفعالنا !
يتناسى هؤلاء الذين يعترضون على قتل السفير أن الله عزوجل قد جعل حكم الجندي كحكم الحاكم التابع له ، وذنبه كذنبه ..
قال تعالى : [ فكبكبوا فيها هم والغاوون . وجنود إبليس أجمعون ] ، وقال عن فرعون وجنوده وأعوانه : [ إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ] ، وقال : [ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ] ، وقال : [ فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ] ، وقال : [ يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار ] ، وقال : [ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ] ... إلى غير ذلك من الآيات ..
ويتناسى هؤلاء أن من الثابت والمقرر في أحكام الشريعة أن الذي يلتحق بطائفة يحكم عليه بحكمها ويعاقب معها ..
فقد طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع كلهم لمجرد أن واحداً منهم كشف عورة امرأة مسلمة وجماعة منهم قتلوا مسلماً ، وأجلى بنو النضير لأن بعضهم همّ بقتله ، وقتل جميع الرجال في بني قريظة لأن بعض رءوسهم خانوا العهد !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : ( وإذا كان المحاربون الحرامية جماعة ، فالواحد منهم باشر بالقتل ، والباقون له أعوان وردء له ، فقد قيل : إنه يقتل المباشر فقط ، والجمهور على أن الجميع يقتلون ، ولو كانوا فئة ، وأن الردء والمباشرة سواء ، وهذا هو المأثور عن الخلفاء الراشدين ، فإن عمر بن الخطاب رضي اللهعنه قتل ربيئة المحاربين ، و " الربيئة " هو الناظر الذي يجلس على مكان عال ينظر منه لهم من يجئ ، ولأن المباشر إنما تمكن من قتله بقوة الردء ومعونته ) ..
وإذا كان تصرف نفر يسير قاموا بمساعدة رجالٍ من بني بكر بالسلاح على قتل أشخاص من بني خزاعة أدى إلى أن يغزو رسول الله قريشاً كلها ويقاتلهم لا فرق بين من أعان ومن لم يعن ، وبين من شارك في القتال وبين من لم يشارك طالما أن الجميع ساكت وراضٍ بما حصل فالحكم فيهم سواء ، وهكذا لا فرق بين منتجي هذا الفيلم النجس ، وبين الحكومة الأمريكية وجنودها وممثليها من السفراء وغيرهم ، فالكل أصبح محارباً يستحق القتل ..
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد : وفيها ( أي غزوة فتح مكة ) انتقاض عهد جميعهم بذلك ، ردئهم ومباشريهم إذا رضوا بذلك ، وأقروا عليه ولم ينكروه ، فإن الذين أعانوا بني بكر من قريش بعضهم ، لم يقاتلوا كلهم معهم ، ومع هذا فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ، وهذا كما أنهم دخلوا في عقد الصلح تبعاً ، ولم ينفرد كل واحد منهم بصلح ، إذ قد رضوا به وأقروا عليه ، فكذلك حكم نقضهم للعهد ، هذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا شك فيه كما ترى ..
وطرد هذا جريان هذا الحكم على ناقضي العهد من أهل الذمة إذا رضي جماعتهم به ، وإن لم يباشر كل واحد منهم ما ينقض عهده ، كما أجلى عمر يهود خيبر لما عدا بعضهم على ابنه ورموه من ظهر دار ففدعوا يده ، بل قد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع مقاتلة بني قريظة ولم يسأل عن كل رجل منهم هل نقض العهد أم لا ؟ ، وكذلك أجلى بني النضير كلهم ، وإنما كان الذي همَّ بالقتل رجلان ، وكذلك فعل ببني قينقاع حتى استوهبهم منه عبد الله بن أبي ، فهذه سيرته وهديه الذي لا شك فيه ، وقد أجمع المسلمون على أن حكم الردء حكم المباشر في الجهاد ..
كذلك يتناسى هؤلاء الأدعياء أنه من المقرر في أحكام الفقه والشريعة أن حليف الحربي يعامل معاملته ..
ودليل ذلك ما أورده الألباني في صحيح الجامع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ حليف القوم منهم ] ..
وما رواه مسلم عن عمران بن حصين قال : كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل ، فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني عقيل ، وأصابوا معه العضباء ، فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق ، قال : يا محمد ، فأتاه فقال : [ ما شأنك ؟ ] ، فقال : بم أخذتني ؟ وبم أخذت سابقة الحاج ؟ ، فقال إعظاما لذلك : [ أخذتكبجريرةحلفائكثقيف ] ، ثم انصرف عنه ، فناداه فقال : يا محمد يا محمد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاً ، فرجع إليه فقال : [ ما شأنك ؟ ] ، قال : إني مسلم ، قال : [ لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ] ، ثم انصرف ، فناداه فقال : يا محمد يا محمد ، فأتاه فقال : [ ما شأنك ؟ ] ، قال : إني جائع فأطعمني وظمآن فاسقني ، قال : [ هذه حاجتك ] ، ففدى بالرجلين ..
وفيه أن حليف المحارب له حكم المحارب ، وأن المحارب وحلفاؤه يؤخذون ويجاهدون في أي مكان ..
وروى مسلم أيضاً في خبر غزوة ذي قرد عن إياس بن سلمة عن أبيه ومحل الشاهد منه : ... فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة ، واختلط بعضنا ببعض ، أتيت شجرة فكسحت شوكها ، فاضجعت في أصلها ، قال : فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة ، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبغضتهم ، فتحولت إلى شجرة أخرى ، وعلقوا سلاحهم ، واضطجعوا ، فبينما هم كذلك إذ نادى منادي من أسفل الوادي : يا للمهاجرين ! قتل ابن زنيم ، قال : فاخترطت سيفي ، ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود ، فأخذت سلاحهم ، فجعلته ضغثاً في يدي ، قال : ثم قلت : والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه ، قال : ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس مجفف في سبعين من المشركين ، فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : [ دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه ] ، فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله : [ هو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم ] ..
وفيه أن المحاربين إذا نقض بعضهم العهد أخذوا بذلك جميعاً حيث ثقفوا وأينما وجدوا ، في بلادنا أم في بلادهم ، وفي ساحات الحرب أم في غيرها ..
هذا في الحلفاء ، فكيف بمن هم من أعمدة النظام نفسه كالسفراء وغيرهم !!
فالصواب هو جواز بل وجوب قتال اليهود والأمريكان المحاربين وأحلافهم في كل بقاع الأرض ، حتى لو كانوا في حرم الله ، لأن جهادهم جهاد دفع ولأنهم محاربون معتدون محتلون لبلاد المسلمين ..
يقول تعالى: [ واقتلوهم حيث ثقفتموهم ] ، ويقول عز وجل: [ وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ] ..
وحتى لو افترضنا جدلاً - من باب التنزل مع الخصوم - أن هؤلاء السفراء معصومي الدم ولا يجوز قتلهم ، فمن المقرر فقهياً أن حرمة دماء المعصومين من الكفار ليست على إطلاقها ، وإنما لها استثناءات ، يكفي وجود واحدة منها ليرتفع الإشكال ، أذكر منها على وجه الاختصار :
الحالة الأولى : يجوز قتل المعصومين من الكفار الحربيين كمعاملة بالمثل ، خاصة عندما يكون استهداف ( الأبرياء ) جزءاً من الاستراتيجية العسكرية للعدو ، والأمريكان يفعلون ذلك مع المسلمين ، قال تعالى: [ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ] ..
الحالة الثانية : يجوز قتل المعصومين من الكفار الحربيين في حال إعانتهم على القتال سواء بالفعل أو بالقول أو بأي نوع من أنواع الإعانة ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل دريد ابن الصمة لما خرج مع هوازن ليشير عليهم بالرأي وكان قد بلغ مائة وعشرين سنة ، وقد بينا أن السفراء يعينون حكوماتهم في تنفيذ جرائمهم في بلادنا ..
الحالة الثالثة : يجوز قتل المعصومين من الكفار في حال الاحتياج إلى ضرب حصون العدو ، فيكونون قد قتلوا تبعاً لا قصداً ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بني النضير ، وهذا ما حدث في ليبيا ، فقد كان قصد المجاهدين هناك ضرب السفارة ، فقتل هذا السفير بالاختناق ، تبعاً لا قصداً ..
الحالة الرابعة : يجوز قتل المعصومين من الكفار في حال إذا نكث أهل العهد عهدهم واحتاج الإمام إلى قتل المعصومين تنكيلاً بهم ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بني قريظة ، ويجوز حمل مقتل السفير الأمريكي في ليبيا على أنه من التنكيل بالأمريكان ..
وهناك غيرها من الحالات التي ذكرها الفقهاء والتي يمكن أن يُقتل فيها غير المقاتلين من الكفار تبعاً لا قصداً ، ولأسباب معقولة تجعل من الصعب جداً تفادي وقوع مثل هذه الأضرار ..
ثم نعود فنفترض - جدلاً - أن هؤلاء السفراء معاهدون مستأمنون كما زعم القوم ..
فهناك قسم من المحاربين - ممن هم على شاكلة كعب بن الأشرف - يجوز الاحتيال عليهم ولو بإعطائهم الأمان ، كما فعل الصحابة معه ، إذ الحرب خدعة ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ( الصارم المسلول ) : ( إن النفر الخمسة الذين قتلوه من المسلمين - محمد بن مسلمة وأبا نائله وعباد بن بشر والحارث بن أوس وأبا عبس بن جبر - قد أذن لهم النبي أن يغتالوه ويخدعوه بكلام يظهرون به أنهم قد أمنوه ووافقوه ، ثم يقتلوه ، ومن المعلوم أن من أظهر لكافر أماناً لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر ، بل لو اعتقد الكافر الحربي أن المسلم أمنه وكلمه على ذلك صار مستأمناً ) ..
وقول الإمام ابن تيمية : (لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر ) : أي لا يجوز قتله لأجل كفره ، وإنما يجوز قتله لأمر آخر كسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك مما هو من نواقض العهد والأمان ..
والصحابة ما قتلوه إلا لأجل هجائه وأذاه لله ورسوله ، ومن حل قتله بهذا الوجه لم يعصم دمه بأمان ولا بعهد ..
فالأمان الباطل لا يعصم دماء الكفار ، وإلا فما معنى بطلانه إذا !!
وقد قدمنا أن السفير يشترك مع دولته في تنفيذ سياساتها المحاربة للإسلام والتي منها حماية وتشجيع أولئك المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن حكم الردء حكم المباشر في الجهاد ..
والعجيب أن هؤلاء ال****ين والديايثة الذين استنكروا قتل السفير الأمريكي قد خرسوا تماماً وانقطعت ألسنتهم عندما قام الجيش المصري بقتل المسلمين عشوائياً في سيناء - بغير ذنب أو تهمة - في عمليته المشئومة المسماة بـ " نسر 2 " ، بينما علا نباحهم وصراخهم عندما قتل السفير الأمريكي في ليبيا ، وكأن دم السفير الأمريكي المهدور أعظم عندهم من دم المسلم المعصوم !
بأي دين يُفتي هؤلاء الأفاكون ، وأي شريعة يتبعون !

* * *
 

لا تأسف

عضو مميز
الشبهة الثالثة :
أن يكون ردنا سلمياً بالدعوة الحسنة والتعريف بالسيرة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

يتحدث القوم أن الرد لا يجب أن يكون بمقابلة الإساءة بإساءة ، وأنه يجب علينا أن ندعوا غير المسلمين إلى الإسلام ، وأن نعرفهم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، وأن نعود نحن للتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهذا قول ومنطق مغلوط تلبس الحق فيه بالباطل ..
فأما عن عدم مقابلة الإساءة بالإساءة فهو قول باطل ، ودليل ذلك قوله تعالى : [ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ] ، وقوله : [ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ] ، وقوله : [ وجزاءُ سيئةٍ سيئةُ مثلها ] ..
فلا بأس من مقابلة الإساءة بالإساءة على سبيل المعاملة بالمثل ، وذلك كما قرر الفقهاء في كتب التفسير عند شرح هذه الآيات ..
وأما عن دعوة غير المسلمين للإسلام وتعريفهم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، وأن نعود نحن للتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا أدري ما المانع في ذلك !
من قال لكم لا تفعلوا ذلك !!
ولماذا لا تتذكرون نشر سنته إلا عند سبه !
أمامكم العمر بأكمله ، فلماذا لم تنشروا سنته حتى الآن !
هل تحتاجون إلى من يسب رسولكم حتى تتذكروا نشر سنته !
أم أنها مجرد دعاوى - كدعاوى المنافقين دائماً - لتبرير القعود عن النصرة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم !
فقديما زعم المنافقون أن بيوتهم عورة وما هي بعورة ، ومنهم من زعم أنه إن خرج للجهاد فتنته نساء بني الأصفر ، والحقيقة أنهم كانوا يرغبون في القعود وترك الجهاد !
وتلك دعاوى المنافقين يرددها هؤلاء الآن ..
والسؤال الآن : أين هي جهودهم الحقيقية في الدعوة لإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم !
وهل الجهاد وذبح الكفار وقتل من يسب رسول الله يتعارض مع سنته !!!
أم هو داء الجهل واتباع الهوى قد غلب القوم !
أم أن القوم ممن يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض !
ما التعارض بين الانتقام والثأر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الدعوة لسنته الصحيحة !
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم داعية في التاريخ ، وكان كذلك أعظم مجاهد عرفته البشرية ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في السلسلة الصحيحة : [ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ] ، وقال كذلك فيما رواه أحمد : [ بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي ] ، وكان يقول عن نفسه كما في صحيح الجامع : [ نبي الرحمة ونبي الملحمة ] ، وكان يُلقب بالضحوك القتّال !
فالواقع أن التعارض بين الدعوة والرحمة وبين الجهاد والقتال ، ليس له وجود إلا في أذهان هؤلاء القوم الذين لم يعرفوا الجهاد يوماً ولم يشموا رائحته ، ومنهم من تربى على بغضه وعداوته .. والعياذ بالله !
ومشكلة هؤلاء أنهم يستخدمون الأدلة في غير موضعها ..
فهل يعقل أن يأتي أحدهم في غزوة بدر أو أحد مثلاً ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ] !!
وهل يعقل أن يأتي أحدهم ليقول لأهل فلسطين الذين يقاتلون اليهود : [ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ] !!
وهل يعقل أن يأتي أحدهم ليقول لأهل سوريا الذين يقاتلون بشار : [ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ] !!
فكيف يعقل أن يأتي أحدهم في موطن الانتقام والثأر لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول : [ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ] !!
ألا يدرك هؤلاء القوم أن لكل مقام مقال !!
وما أجمل ما قاله الشيخ خالد الراشد في خطبته الشهيرة ( يا أمة محمد ) والتي كانت عن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : ( لقد أعلنوا الحرب والعداوة علينا ، فماذا بعد هذا وماذا ننتظر ؟ .. هم يسخرون ويستهزءون ثم نتحدث نحن عن سماحة الاسلام ! .. أما قال الله عن محمد ومن معه : [ أشداء على الكفار ] .. والله لا خير فينا إن مرت هذه القضية بسلام ! ) ..
ووالله لو كانت الخلافة قائمة والمسلمون في قوتهم وعزتهم لأعلن الحرب ولتحركت جيوش من أجل ما حدث !
ولو كان القوم صادقين حقاً في نشر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن نقول لهم إن قتال من يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والنكاية فيهم والتنكيل بهم وإذلالهم هو من عظيم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فراجعوا سيرته واقرأوا كتاب [ الصارم المسلول على شاتم الرسول ] لشيخ الإسلام ابن تيمية ، ففيه بيان وتفصيل ذلك ..
ولكن حقيقة المشكلة أن قائلي هذه الشبهة والمروجين لها هم من يحتاجون لمن يعلمهم السيرة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم !

* * *
 

لا تأسف

عضو مميز
الشبهة الرابعة :
أن اقتحام السفارات هو من أعمال العنف التي لا تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإنما هي أعمال ( همجية ) تشوه صورة الإسلام أكثر من الفيلم المسئ !


يجب أن نقرر أولاً أن هذا القول لا يمكن أن يخرج من فم إنسان يعرف دين الله عزوجل حق المعرفة ، كذلك لا يقوله من يدرك حقيقة هذا الواقع الذي نعيشه ..
فاقتحام السفارات هو عمل من أعمال الجهاد ، فهل يقال أن أعمال الجهاد من العنف ، هذا والله طعن صريح في الدين !
ولا يوجد شئ يشوه الإسلام أكثر من الفيلم المسئ ، ومن يقول غير ذلك فهو جاهل أحمق أضل من حمار أهله !
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( الصارم المسلول ) أن سب الرسول أعظم جرماً من التزوج بنسائه !!
فكيف يكون اقتحام السفارات الأمريكية - المحارية للإسلام - أعظم من سب الرسول ووصفه بالزنا والفجور والشذوذ الجنسي والكذب والتعطش للدماء إلى غير ذلك من النجاسات التي ساقها هؤلاء الكفرة في فيلمهم القذر !
بل إننا نكذبهم فنقول : أن اقتحام تلك السفارات الحقيرة هو من أعمال الجهاد التي يتقرب بها العباد لربهم ، فهذه الأعمال تصيب الأمريكان بالخوف والرعب من المسلمين ، وتجعلهم لا يأمنون على أنفسهم إن أساءوا بعد ذلك ، وهذا من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته التي زعم القوم أنهم سينصرون الرسول بالدعوة إليها ..
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الجامع : [ أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرتبالرعبمسيرةشهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ] ..
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أن من خصائص ومميزات نبوته ومنهجه أنه يُنصر بالرعب .. [ نصرت بالرعب مسيرة شهر ] .. مسيرة شهر !
فمال هؤلاء القوم يرون أن رعب الكفار وإرهابهم ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من منهجه !
يقول الله تعالى : [ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ] ..
فكيف يكون رعب الكفار وإرهابهم من التشويه للإسلام !
بل هو والله من صميم منهج الإسلام ، شاء من شاء وأبى من أبى ..
فليسارع هؤلاء القوم لرعب الأمريكان وإرهابهم إن كانوا صادقين في دعواهم لإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فهؤلاء الأمريكان المجرمين لا يفلح معهم إلا هذا الأسلوب النبوي الكريم ..
وقد أحسن شيخ المجاهدين أسامة بن لادن والمجاهدون معه حين انتهجوا هذا النهج مع الأمريكان ، فقد رأيناهم - أي الأمريكان - يرتجفون رعباً وهلعاً لمجرد ذكر اسمه أو القاعدة أو طالبان أو غيرهم من الجماعات المجاهدة ..
يقول الشيخ المجاهد أسامة بن لادن : ففي أي ملة قتلاكم أبراء وقتلانا هباء ؟ ، وفي أي مذهب دماؤكم دماء ودماؤنا ماء ؟ ، ومن العدل المعاملة بالمثل ، والبادئ أظلم ! ، ويقول أيضاً : فنحن نعامل بالمثل ، الذين يقتلون نسائنا وأبرياءنا نقتل نساءهم وأبرياءهم إلى أن يكفوا عن ذلك ، ويقول كذلك : فنحن لن نتورع في قتل الإسرائيليين الذين احتلوا مسرى نبينا عليه الصلاة والسلام والذين يقتلون أطفالنا في المساء والصباح ، ونسائنا وإخواننا ، وكل من يقف في خندقهم فلا يلومن إلا نفسه ، ويقول : كما تقتلون تُقتلون ، وكما تقصفون تُقصفون ، وأبشروا بما يسؤكم !
ويقول الشيخ المجاهد أيمن الظواهري : نحن ملزمون بالدفاع عن عقيدتنا وأبنائنا وثرواتنا ، وأمريكا والغرب يقصفون مدننا بالقنابل زنة السبعة أطنان ، وبالقصف السجادي ، وبالأسلحة الكيماوية ، ثم يطالبوننا بأن نتصدى لهم فقط بأسلحتنا الخفيفة ، هذا مُحال ، كما يقصفونا يُقصفون ، وكما يقتلونا يُقتلون ، ويقول : الأمن قسمة مشتركة ، إذا أمِنّا فقد تأمنون ، وإذا سلمنا فقد تسلمون ، وإذا ضُربنا وقُتلنا فحتماً بإذن الله ستُضربون وتُقتلون ، هذه هي المعادلة الصحيحة ، فحاولوا أن تفهموها إن كنتم تفهمون ! ، ويقول أيضاً : فيا شعوب التحالف الصليبي ، لقد أنذرناكم وحذرناكم ، ولكن يبدو أنكم تريدوننا أن نجرعكم من الموت أهولاً ، فذوقوا بعض ما أذقتموه لنا ! ، ويقول كذلك : لقد اختار الغرب الصليبي أن يتابع بوش وبلير في العدوان على المسلمين ، فليدفعوا ثمن هذا العدوان ، وليصبروا وليتحملوا ، فإن المعركة ما زالت في مناوشاتها الأولى !
ويقول الشيخ أبو مصعب السوري : فعندما تضربون مدننا وقرانا بالطائرات والصواريخ العابرة للقارات ، ثم تنعمون علينا ببعض الأسف لقتل المدنيين خطأً واضطراراً من حين لآخر ، فلدينا أيضاً مجاهدين عابرين للقارات وآخرين يقيمون بينكم من المسلمين ، وسنطلقهم ليفجروا قنابلهم فيكم ويذيقوكم ما أذقتم أهلنا ونسائنا وأطفالنا من الموت والرعب والإرهاب ، وسنتأسف لكم أيضاً عن قتل المدنيين خطأً واضطراراً من حين لآخر .. موتاً بموت وأسفاً بأسف !! ، ويقول أيضاً : لقد خرّبتم ديارنا ، وقتلتم أهلنا وأطفالنا ، كي تنهبوا ثرواتنا ، وتشربوا بترولنا ، حسناً .. كلوها واشربوها ، سنجعلكم تبولونه دماً وتتقيأونها علقماً إن شاء الله تعالى !
هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها أعداؤنا ، وكما قال شيخنا المجاهد أبو مصعب السوري : فنحن في حرب ولسنا نلعب !!
أما من يعيبون على هذا المنهج ، فمشكلتهم أنهم لم يخوضوا حرباً في حياتهم ، ولم يعرفوا كيف تكون الحروب ، فأولى لهم وأكرم أن يصمتوا ويجلسوا في بيوتهم مع النساء !

* * *
 

لا تأسف

عضو مميز
الشبهة الخامسة :
أنه لا ذنب لرجال الشرطة الذين وقفوا يدافعون عن تلك السفارات !

هؤلاء القوم لا يملون من الدفاع عن المجرم والجاني ، فقبل ذلك وجدنا من يدافع عن مبارك ، ثم وجدنا من يدافع عن المجلس العسكري ويبرر له جرائمه في محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وغيرها ، وها هم اليوم لا زالوا كعادتهم يدافعون عن المجرم !
يتحدث هؤلاء القوم وكأن المتظاهرين ذهبوا لاقتحام وزارة الداخلية في الأساس انتقاماً لسب الرسول !
ولو كان الأمر كذلك لكان لكلامهم وجهاً معقولاً ، إذ أن وزارة الداخلية بالفعل ليست هي من سب الرسول ..
ولكن الواقع أن المتظاهرين ذهبوا للسفارة الأمريكية فوجدوا أفراد الشرطة يحولون بينهم وبين ذلك .. وبالقوة المفرطة !
يتناسى هؤلاء أنه لا يجوز لرجال الشرطة - إن كانوا مسلمين - أن يذهبوا ليدافعوا عن السفارة الأمريكية ، وإلا فقد وضعوا أنفسهم في موضع المدافع عن دولة راعية رسمياً لمحاربة العالم الإسلامي وسب الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام ، وذلك منذ زمن ، فليست هذه أول مرة تفعل ذلك !!
بل الواجب على رجال الشرطة - إن كانوا مسلمين ! - أن يذهبوا هم أيضاً لينتقموا لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن يبدوا أنهم قد باعوا دينهم وعبدوا أسيادهم من دون الله !
فقد رأينا أن رجال الشرطة غضبوا لأمريكا ولم يغضبوا لرسول الإسلام ، وأطاعوا قياداتهم من دون الله ، فهاجموا المتظاهرين واعتقلوهم وضربوهم بالغازات المسيلة للدموع .. فهل يُلام من يشتبك مع الشرطة في مثل هذه الحالة ، وخاصة حينما تكون الشرطة هي المعتدية في الأساس !
ولا أدري والله لماذا لا يوجهون نصائحهم الغليظة هذه إلى المجرم الأصلي !
لماذذا لا ينصحون رجال الشرطة بعدم الاعتداء على الشباب المسلم الذي ذهب ليدافع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم !
هل يجوز لأفراد الشرطة أن يطلقوا الغازات الخانقة والمسيلة للدموع لأناس غضبوا لرسول الله !
وهل يجوز لأفراد الشرطة أن يعتقلوا من ذهب للتظاهر أو الاعتصام غضباً لرسول الله !
وهل يجوز لأفراد الشرطة أن يطلقوا الخرطوش - عشوائياً - ضد من ذهب للتظاهر أو الاعتصام غضباً لرسول الله !
وهل يجوز لأفراد الشرطة أن يضربوا بالعصي الغليظة من ذهب للتظاهر أو الاعتصام غضباً لرسول الله !
هذا إذا افترضنا في الأساس - من باب التنزل فقط - أنه يجوز لأفراد الشرطة أن يكونوا جنوداً في دولة الطاغوت التي تحكم بغير ما أنزل الله !
روى ابن ماجه في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً ] ..
وفي صحيح الجامع أنه قال : [ سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله ] ، وفي رواية صحيحة : [ فإياك أن تكون منهم ] ..
يا دعاة السوء والضلال .. هل رأيتم أفراد الشرطة وهم يطلقون قنابل الغاز على جموع المتظاهرين فيتدافع المتظاهرون مسرعين هاربين من غازها الخانق .. تطير القنابل مندفعة بدويها وغازها الخانق في الهواء وقد تسقط على رأس أحدهم فيصاب بالإغماء ليحمله أقرب الناس إليه ويهرولون به بعيداً ، بينما يندفع بقية المتظاهرين هاربين .. الغاز الخانق يملأ المكان .. الكل يهرول متبعداً بأقصى سرعة .. الرؤية غير واضحة بسبب سحب الغاز التي تملأ المكان .. المتظاهرون يتخبطون في بعضهم البعض .. قد يسقط أحدهم لتدهسه الأقدام .. الكل يسعل وبشدة .. صدورهم تحترق .. لا يستطيع أحدهم أن يلتقط أنفاسه من شدة الاختناق .. أنفه مشتعل .. يشعر بمرارة حارقة في حنجرته من الغاز الملتهب .. العيون ملتهبة ساخنة حمراء تملأها الدموع .. وبشدة !
هكذا يفعل أفراد الشرطة في المتظاهرين الغاضبين لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهذا رأيته بعيني .. بل ويفعلون أكثر من ذلك مما لا تستطيعون أنتم احتماله يا من تقضون أوقاتكم في المكاتب الفخمة والفنادق والمكيفات والقنوات الفضائية باستديوهاتها الزجاجية .. فهل يجوز هذا الأمر يا دعاة الدجل ويا منافقي التيار الإسلامي !!
إن كان هؤلاء صادقين في دعوتهم كما يزعمون ، فليخرجوا لينكروا على رجال الشرطة ، فهم المجرمون في الأساس ، وهم من يبدأ العدوان في كل مظاهرة ..
إن مشكلتنا كمسلمين في هذه الحادثة هي مع أمريكا في الأساس ، ويمثل أمريكا في مصر سفاراتها ، فالمشكلة حالياً مع السفارة الأمريكية ، فإن وقف أفراد الشرطة ليدافعوا عن السفارة ، فهذا يجعلهم في الحقيقة كجنود الماينز الأمريكيين تماماً ، ويجعلهم في صف المدافعين عمن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا وحده يكفي للحكم بكفرهم وردتهم وهدر دمائهم !
يقول الله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ] ..
وأعظم صور المولاة : النصرة .. نصرة المشركين على المسلمين ، وهي موالاة مكفرة تخرج صاحبها من الإسلام إلى الكفر ، وقد عدها الإمام محمد بن عبد الوهاب من نواقض الإسلام العشرة ، فقال : ( الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى : [ ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ] ) ..
وما يفعله أفراد الشرطة هو مناصرة للأمريكان النصارى على المسلمين ، وموالاة لهم من دون المؤمنين ، وهي موالاة مكفرة .. [ ومن يتولهم منكم فإنه منهم ] ..
فكيف يقال : أنه لا ذنب لرجال الشرطة الذين وقفوا يدافعون عن تلك السفارات !
هذا والله من أبطل الباطل ، بل لهم كل الذنب في ذلك ، فلولاهم لما تجرأت أمريكا وخنازيرها على رسول الإسلام ولا على أمة الإسلام !
فأمريكا لم تتجرأ علينا إلا بعد أن علمت أنها ستجد من يدافع عنها ممن ينتسبون لهذه الأمة كذباً وزوراً ..
وعساكر الشرطة ( المساكين ! ) يفعلون ذلك .. وقد قال الله : [ إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ] ..
هذا عن جنود فرعون الذين كانوا يدافعون عنه ويأتمرون بأمره ويخدمون مصالحه ، فما الفارق بين من يفعل ذلك مع فرعون وبين من يفعل ذلك مع أمريكا .. أليس كلاهما عدو محارب لله !
ثم يأتي بعض أصحاب العقول المنتكسة ليصرخوا قائلين : ما ذنب رجال الشرطة حتى تفعلوا بهم كل ذلك ؟ وهؤلاء جنود مصريون ؟ وهذه سيارات الشرطة التي أحرقتموها وهي سيارات مصرية بأموال مصرية ؟ فهل تحرقون أموالنا ؟
ثم يأتي أحدهم ليسألك متفذلكاً : ماذا خسرت أمريكا مما حدث !!
يا أصحاب العقول المقلوبة .. من الذي اعتدى على الآخر : المتظاهرون أم أفراد الشرطة ! ، من بدأ العدوان !
المتظاهرون كل ما في الأمر أنهم دافعوا عن أنفسهم !!
ثم ما معنى قولكم تفعلوا بهم كل ذلك !!
ومن الذي فعل بالآخر الأفاعيل !!
هل المتظاهرون هم من اعتدوا على الشرطة ونكلوا بهم حتى يقال ذلك !
كم رجلاً قُتل واعتُقل وأُصيب من أفراد الشرطة وكم من المتظاهرين ؟
قارنوا ونظفوا عقولكم كي تروا الأمور على حقيقتها الناصعة !
وأما عن حزنكم على أموالكم التي أهدرت في تلك الاشتباكات ، فما أفضل أن تحتسبوا أجرها عند الله عزوجل فداءً لرسوله صلى الله عليه وسلم .. ألستم تقولون كلنا فداك يا رسول الله ، ألستم تزعمون أنكم تفدونه بأنفسكم وأموالكم ! ، فلماذا تحزنون إذاً ! ، أم أنكم كنتم تخادعون أنفسكم بدعاوى المنافقين الكاذبة !!
وأما عن سؤالكم ماذا خسرت أمريكا ، فنقول لكم إن كسر شوكة شرطة الحكومة العميلة خسارة كبيرة جداً لأمريكا ، إذ لن تجد أمريكا وعملاؤها بعد ذلك من يحميهم من بطش الشعوب المظلومة والغاضبة إذا كُسرت شوكة جنود الطاغوت ممن يسمون بالشرطة ..
ولا مجال للقول بأن أفراد الشرطة جنود يطيعون الأوامر الصادرة لهم ، إذ قد صح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ] ..

* * *

وبعد .. فقد كانت هذه هي أهم الشبهات التي أثارها خصومنا اعتراضاً على اقتحام السفارات الأمريكية وقتل السفراء ، تنفيراً للأمة من الإقدام على مثل تلك الأعمال الجهادية العظيمة التي لا يقوم لها إلا الرجال ، وقد بينا زيف وعوار دعاوى الخصوم بفضل الله تعالى ..
وهناك شبهات أخرى راجت عند بعض العوام ، إلا أني أحسب أنها أقل من أن أضيع وقتي ووقت القارئ في الرد عليها وإبطالها ..
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
وأخيراً .. فإنني أكرر ما قلته في نهاية مقالي السابق :
وإنه ليس أقل من أن تثور الشعوب المسلمة لتطرد سفراء دول هؤلاء الأنجاس من بلاد الإسلام وتغلق سفاراتهم ، أو قل بالأحرى ، تقتل سفراءهم وتحرق سفاراتهم ، رغم أنف حكومات الطواغيت العميلة المرتدة .. فالقول قول السيوف الصوارم ..
وليس بيننا وبين هؤلاء الكفرة إلا لغة السيف والدم .. والأيام بيننا يا عُبّاد الصليب .. والجواب ما ترون بإذن الله لا ما تسمعون ..

[ فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ]
والحمد لله رب العالمين




أنس خطاب
الثلاثاء 2 / ذو القعدة / 1433 هـ
18 / 9 / 2012 م






المصادر والمراجع :
ــــــــــــــــ
(1) الصارم المسلول على شاتم الرسول ، الإمام ابن تيمية.
(2) مجموع الفتاوى ، الإمام ابن تيمية.
(3) زاد المعاد ، الإمام ابن القيم.
(4) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، القاضي عياض.
(5) حقيقة الحرب الصليبية الجديدة ، الشيخ يوسف العييري.
(6) الإظهار لبطلان تأمين الكفار في هذه الأعصار ، الشيخ أبو المنذر الشنقيطي.
(7) الأمريكان محاربون لا عهد لهم ولا أمان ، الشيخ أبو عمر السيف.
(8) براءة الموحدين من عهود الطواغيت وأمانهم للمحاربين ، الشيخ أبو محمد المقدسي.
(9) البشارة في جواز الاعتداء على السفارة ، أبو أسلم المصري.
(10) القول اليسير في الرد على القائل بحرمة دم السفير ، أبو أسامة المصري.
(11) التسجيل الصوتي ( تفجيرات باريس ولندن ومدريد ) ، الشيخ أبو مصعب السوري.
(12) الإصدار المرئي الوثائقي ( كشكول على هامش الصراع ).





 
أعلى