مقالتي الأولى في جريدة الكويتية / نبراسيات / دائرتان وبصوت واحد .. هو الحل

عبدالله فيروز

عضو بلاتيني / الفائز الثاني في مسابقة الشبكة الإجت
A4YbblOCAAAr_ex.png:large

نبراسيات

دائرتان وبصوت واحد.. هو الحل

عبدالله فيروز

Twitter : @AbdullahFairouz

5 أكتوبر 2012 م

لا شك أن الأزمة السياسية الحالية والمتمثلة في بطلان الإجراءات التي أدت لانتخابات مجلس الأمة 2012 وما تبعها من آثار أهمها عودة مجلس الأمة 2009، والمطالبة الشعبية بضرورة حله والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة، وما صدر مؤخراً من حكم المحكمة الدستورية الذي أضاف الشرعية الدستورية على نظام الدوائر الخمس بتقسيمتها الحالية، لا أملك إلا احترامه والقبول به بالرغم من ميلي تجاه الآراء ذات الاعتبار من شخصيات لها ثقلها في الفقه القانوني بعدم المساواة أو العدالة في إبداء التصويت الانتخابي مقارنة بالقاعدة الانتخابية في كل دائرة من الدوائر الخمس.

كل هذه الأسباب تدعونا للعمل على إيجاد أفكار إيجابية يشارك فيها كل أطياف المجتمع دون إقصاء لأي منها مهما كان الاختلاف في التوجهات، لأننا في النهاية أبناء الكويت وكلنا سنستفيد من التحول الإيجابي الذي سيعود علينا بالنفع إن شاء الله.

بداية يجب علينا تشخيص الأسباب الرئيسية باستمرار المشكلة:

1 - الدوائر الخمس بتعداد ناخبيها حاليا تمثل انتهاكاً في المساواة العددية بين الناخبين في المخرجات الانتخابية، وإن كانت لا تخالف نصوص الدستور إلا أنها تخالف الضمير الشعبي والحس المنصف.

2 - حتى لو تم تعديل الدوائر الخمس إلى دائرة واحدة -سواء بمرسوم ضرورة أو بقانون من مجلس 2009، فإنه قد يشوبه عدم الدستورية لمخالفته المادة الدستورية التي تنص على دوائر وليس دائرة، وهو أمر قد أشار إليه حكم الدستورية الأخير.

3 - حتى لو قام مجلس 2009 أو مجلس 2013 بإعادة توزيع الناخبين على الدوائر الخمس بمساواة عددية، فإنه سيظل هناك تقسيم سافر بين شرائح المجتمع، فهذه دائرة أغلبها للحضر وأخرى للبدو وتلك للسنة وأخرى للشيعة وهكذا، مما يعمق من السلبيات تجاه أمن الكويت والسلم الاجتماعي.

4 - حتى لو سعى أغلبية نواب مجلس 2013 نحو تعديل الدستور لجعل الكويت دائرة انتخابية واحدة، وهو أمر غير ممكن فعلياً، فمن المتوقع ألا يكتمل الشكل الدستوري المتطلب لإنجاز هذا التعديل، لأنها تعني الاتجاه نحو الأحزاب والهيئات السياسية، وهو أمر قد لا تقبله القيادة السياسية في المرحلة الراهنة لأسباب أراها معقولة في ظل عدم نضج الكيانات السياسية الناشئة.

أما الحلول المقترحة من وجهة نظري:

1 - أن يقوم مجلس 2013 بتعديل الدستور لتكون الكويت دائرة انتخابية واحدة وبصوت واحد. وتعديل ما يتعارض مع ذلك في القوانين المنظمة للعملية الانتخابية في الكويت. وهذا يستلزم تعاون الأغلبية والأقلية والحكومة لإقراره.

2 - في حال فشل الاقتراح السابق وهو أمر متوقع، يسن مجلس 2013 قانوناً بتعديل الدوائر الانتخابية إلى دائرتين وبصوت واحد. بحيث يكون تقسيم الدائرتين من خلال شعاع ينطلق من رأس السالمية نحو الجنوب الغربي بزاوية 45 درجة. وفائدة هذا التقسيم تتمثل في أن كلا الجانبين يكاد يحتوي نفس النسيج الكويتي بمكوناته المختلفة سواء كانوا بدوا أو حضرا .. سنة أو شيعة. وسبب اختيار الصوت الواحد لأن التطور المستقبلي للانتخابات عندما تكون وفقاً للقوائم سيكون أيضاً اختياراً لقائمة واحدة.

3 - وبعد أن يتم تنفيذ الاقتراح الأول أو الثاني، يتم حل مجلس 2013 وفقاً للإجراءات الدستورية المتطلبة لذلك. ليأتي بعد ذلك مجلس جديد يحقق التمثيل الوطني الشامل من خلال تفعيل الاندماج الاجتماعي بين مختلف شرائح الناخبين، بما يؤدي إلى القضاء على الممارسات الطائفية والقبلية والفئوية ويكرس الوحدة الوطنية، فيتفرغ المجلس لسن ما يلزم من قوانين لإنضاج العملية السياسية كإنشاء هيئة خاصة للانتخابات والهيئات السياسية.

نبراسيات: البعض يفهم السياسة على أنها صراخ وتخوين وفرد عضلات! بينما حقيقتها هي منافسة بإدارة أمور المجتمع وفق برنامج عمل.. يفوز بها الأعلى إنتاجية.



 
أعلى