برقيات الغربللي:كيف يواجه الشعب مرحلة ما بعد الإنتخابات وإنفراد السلطة

جنتلمان

عضو مميز

برقيات عاجلة من عبدالكريم الغربللي
كيف يواجه الشعب مرحلة ما بعد الإنتخابات وإنفراد السلطة ؟!
الآن - بقلم عبدالكريم الغربللي

برقيات عاجلة

ماذا لو ـ لا قدر الله ـ مضت الأمور بما فيها من حالة السخط وعدم الرضى التي تعم الوطن ولم يتم سحب وإلغاء مرسوم أل لا ضرورة وتمت الانتخابات تحت تأثير اجواء غير دستورية لم يقرها ولا خبير دستوري واحد محايد.. وهي اقتراح يبدوا انه جاء من خارج البلاد حمله إلينا 'بعير...' حاقد، إذا ما حدث ذلك فمن المتوقع ان تتوهم الحكومة انها قد حققت نصرها المبين واقصت المعارضة وانفردت بالقرار دون معقب أو مراقب ...،

ولكن في حقيقة الأمر ان الوضع سوف يؤدي إلى انتقال المعارضة من قبة البرلمان حيث اللوائح والأنظمة التي تنظم نشاطها وسلوكها..، الى الشارع حيث لا لوائح ولا انظمة وسقف عالي ويعلوا بصورة مضطردة..، كما سوف يكون الدستور قد طعن بمقتل عندما يتم القبول بسيطرة وتفوق السلطة التنفيذية على البرلمان وهذا مخالفة صارخة تفرق الدستور من محتواه عندما يتم ترسيخ مبدأ القبول بتقدير الضرورة للسلطة التنفيذية منفردة...، لذلك سوف اتوجه ببرقيات عاجلة سائلا المولى عز وجل ان يهدي متلقيها للقيام بما هو صالح الوطن وحفظ استقراره.

برقيه الى الشعب الكويتي: لقد سبقنا شعراء الوطن منذ زمن في وصف ما قد نتعرض إليه من جحود وظلم وكيفية التصرف في مثل هذه الظروف، فهذا الشاعر الوطني الكريم ذوا لكرامة المرحوم فهد بورسلي يجُمل ما نحن فيه في قصيدته الرائعة 'الدار جارت' قائلاً: الدار.. جارت.. ما عليها شافة والحر فيها شايف.. ما عافه ،[نواب وشباب الشعب يعتقلون ويهانون] دار . لغير عيالها.. مشكورة وإلا ابنها.. تلعن.. أبو إسلافه ، دار يعيش بها الغريب.. منعم وتعيش فيها..
أم أحمد العكافة، [كوهين وأبو الفاكسات وشلتهم...] تغذي عيال الناس.. وتداويهم وعيالها . لعيونهم.. خطافة، آسف على الطيب.. تردى حاله وإلا الردى.. ما من عليه احسافه [...تيزاب المتلون... وحصني الثالثة...]، ما دامنا شتى.. بفلك واحد ذاب الشراع.. وضاعت الغرافة ، نصبر غصب أو طيب.. هذي القسمة لو نلحس التمرة.. ورا الخصافة [كرامة الشعب الكويتي أصيله] ، أنا أعرفها زين.. ما استنكرها اللي يوصفها.. تضيع أوصافه ، هذي (عذاري).. الجار ما ينكرها تسقي البعيد ... ولا ترش الحافة ، بالله دخيلك.. عقب ذيك النخوة [كيف يمكن ان يتصور ان يتم التعامل مع الشعب الكويتي بعد مروءة وبسالة دفاعه ووفاءه لوطنه أثناء الغزو... بالمطاعات والغاز والرصاص المطاطي...؟!!!] ما من.. من الواجب.. ولا طرافه، نجني الثمر.. من كل علم وافي ولا نجني الثمرة.. من الصفصافة، [عزة نفس لا يمكن ترغيبها بالعطايا أو ترهيبها بالتهديد والوعيد والاعتقالات...] من داخل الدار.. وبار بجنسه كل على اكتافه.. يشيل احتافه...،
وهذا الشاعر الفحل صقر النصافي يزودنا بوصفة كيفية التعامل مع مجادلي الباطل الذين أما انهم حمقى أو هم يتحامقون... فينهانا عن الحوار معهم قائلاً ' وان بلاك الله بعاقه .. من مقاريد الرفاقه لا تورّيه الحماقه .. ليــن ربـك يقلعـــــه'.

برقيه الى رئيس الحكومة: لا اعتقد انه يغيب عن سموكم أطال الله في عمركم خطورة وحساسية الوضع الإقليمي المشحون والآخد بالاقتراب من التفجر بسبب تداعيات التسلط الصهيوني والملف النووي الإيراني والتهديد المباشر ومن أعلى سلطة ايرانية على امن الخليج، كما لا اعتقد ان جبهة الكويت الداخلية وما تعيشه من انقسام وفتنه جاهزة لمواجهة تداعيات ما قد يحدث، كما اننا كمواطنين لم نسمع لك ولو تصريح واحد تعبر فيه عن رأيك فيما نحن فيه من انقسام حتى داخل حكومتك الذي يستقيل فيها الوزراء ثم يعدلون عن استقالاتهم دون إبداء الاسباب للشعب وبدون أي تعليق منك، وانت صاحب الخبرة نحتار في فهم موقفك فيما يحدث، ولا اعتقد انك ترغب ان تترك الأمر لتفسير الجمهور وانت كما يفترض تملك الشجاعة في إعلان موقفك، كما اننا كمواطنين من واجبنا لك الإخلاص بالنصيحة والتي نحذر بها من التمادي في الاعتماد على حل 'العصاة والجزرة' فالاعداد الكبيرة التي شاركت تارة بالمسيرات السلمية رغم القمع غير المبرر والتجمعات في ساحة الارادة هي فوق طاقة الحل الأمني أو العطايا المالية..، سمو الرئيس اذا ما انتقلت المعارضة من البرلمان الى الشارع فمصير الشارع الأشتعال كما اشتعل في مصر وسوريا وليبيا واليمن وأخير في الاردن ...، ولا اعتقد ان التلميح بالاستعانة او الاستقواء بقوات من الدول الشقية او الصديقة هو حل حكيم يمكن الركون إليه، فالمواطن الكويتي سيف مجرب بالدفاع وحماية وطنة بشراسة لم تستطع أعتى قوى القمع الصدامية مواجهتها..، فالكويتيون يصدق بهم قول الشاعر: أناس لا توسط عندهم ... لهم الصدر دون العالمين أو القبر ... تهون عليهم في المعالي نفوسهم ... ومن يخطب 'الحرية والكرامة' لم يغله المهر، فماذا تنتظر والى متى انت صامت ـ فالصمت في هذه الظروف ليس من ذهب ـ وما هي مرئياتك للتعامل مع الوضع البالغ الخطورة خارجياً وإقليميا وداخلياً والذي هو الآن من صميم مسئولياتك واجبك؟!!! سمو الرئيس المواطنون يتطلعون منك إلى توضيح أو تصريح أو كلمة ولو جبر خاطر..

برقيه الى هيئات وجمعيات النفع العام وهيئات المجتمع المدني: لكم دور هام ومفصلي في التصدي والدفاع عن أهم اركان استقرار الوطن وهو الدستور، الذي اتاح لكم القاعدة الصلبة والمناسبة لتحقيق مطالبكم ومكاسبكم المستحقة..، مكاسب العمال وكادر المعلمين ومكتسبات ومستقبل الطلبة تمت بحماية دستورية، وجات الساعة الآن لرد الجميل لحماية الدستور والذود عنه، فما هو موقفكم وما هي اجراءاتكم، التاريخ سوف يسجل موقفكم وما قمتم به أيً كان سواء كان سلبياً أم إيجابياً 'اتحاد العمال، جمعية المعلمين ، اتحاد الطلبة، جمعيات النفع العام والنقابات المهنية، والآخرون...'... الكويت تناديكم لحماية الدستور والذود عن استقرار الوطن فهل انتم ملبون النداء ؟

برقية إلى النواب والشباب القائمين على الحراك المعارض: إلى متى الحراك بدون قيادة ورئاسة؟! حماس الشباب تجاوز خطب 'كنا وكان... ' فالمواطنون يتطلعون إلى 'ما العمل؟!! وكيف ومتى سنكون إلي نبي...؟!!'، ومالي أراكم وقد فقدتم زمام المبادرة واصبحتم أسرى لردود الفعل، كلماتكم في التجمعات مكررة نلمس بين سطورها ـ عند البعض منكم ـ التردد وتفتقد المنهجية وتكتفون بتمجيد المنجزات والماضي ولا تتكلمون عن منهج و آلية العمل المستقبلي، وهل همنا الآن أصبح فقط مقاطعة الانتخابات أملاً باسقاط المرسوم بإحصائية عدد المشاركين التي نتوقع ان تعلنها الحكومة وللمرة الأولى؟!! أيها الشباب كفاكم جلوس على مقاعد الاستماع والعمل خلف الكواليس وعليكم إمتطاء المنصة والمواجهة، ولتعلموا ان العم الدكتور احمد الخطيب والعم المرحوم جاسم القطامي والعم المرحوم محمد البراك والعم احمد الشريعان والعم المرحوم سامي المنيس دخلوا المعترك السياسي وأعمارهم لم تكن قد وصلت الى الثلاثون سنة، ان المراقب لنشاطكم أيها الشباب يلحظ منكم النضج والحكمة التي سوف تؤتي ثمارها الوطنية اذا ما فُعلت. واعتقد آن الأوان لإشراك الشباب من الجنسين وان يتم الانتقال والتحرر من ردة الفعل الى أخذ زمام المبادرة بتفعيل الخيارات الدستورية والقانونية وفق آلية ومنهجية زمنية محددة ومعلنة ... وليكن عنوان الاجتماع القادم 'إعلان الموقف ومنهجية وآلية المرحلة القادمة'، وان لا ننشغل كثيرا ونهدر وقتا ثميننا في موضوع مقاطعة الانتخابات الساقطة إجتماعيا على الأقل حتى قبل ان تبدأ... هذا هو أقل المطلوب ولا نامت أعين المنافقين والجبناء.

برقية إلى الحكماء: في عام 1930 وجهّت للأديب عباس العقاد تهمة العيب في الذات الملكية وقد كانت التهمة ثابتة عليه لفظاً وشهوداً، ومع ذلك فقد تدارس حكماء وعقلاء ومحبي الملك الأمر وقرروا إسقاط التهمة حتى لا يسجل التاريخ ان في عهد الملك هناك من تعدى عليه، كما ان عقوبة السجن لا تحول من انتشار الأفكار، وهنا في الكويت آمل من الحكماء والعقلاء الكف عن ملاحقة الناس بآرائهم والتمادي بالتذرع بالمواد القانونية للحد من إعلان الرأي وليس استئصاله والذي لا يكون إلا بمعرفة السبب ومعالجته، خصوصا في عهد تقنيات التواصل الحديثة، فملفات النيابة والأحكام القضائية هي مضبطة للزمن نتطلع ان تخلوا ـ كما كانت في العهود السابقة ـ من تهمة التعدي على الشخصيات المصانة دستورياً.

برقية لضمير الأمة: قف دون رأيك في الحياة مجاهدا .... إن الحياة عقيدة وجهاد

عبدالكريم عبداللطيف السيد خالد الغربللي ـ الكويت ـ الأحد 18 نوفمبر 2012م

المصدر
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=125571&cid=47

التعليق

وبرقية منا للسيد / عبداللطيف الغربللي
كم انت رائع بشجاعتك وبحكمتك
لقد غلبت حب الوطن وحياة الكرامة ورسخت مفاهيم حرية الرأي والفكر والتعبير

لقد أعدت لي التفائل ... في هذا الزمن الكئيب من تاريخ وطني :وردة:


 

geology-teacher

عضو بلاتيني
تشخيص واقعي لكويت 2012 م
دائما أسأل نفسي نفس السؤال : حسب توجهات وتصريحات المرشحين ! والمتوقع من تركيبة المجلس !
كيف ستكون الكويت !بدون معارضة حقيقية !
 

جنتلمان

عضو مميز
تشخيص واقعي لكويت 2012 م
دائما أسأل نفسي نفس السؤال : حسب توجهات وتصريحات المرشحين ! والمتوقع من تركيبة المجلس !
كيف ستكون الكويت !بدون معارضة حقيقية !


تدخل الحكومة سافر وقبيح في مجلسنا
والان تحاول ان تصنع مجلس مسخ من سقط القوم
وستدفع السلطة الثمن غالي بنزول المعارضة الى الشارع
لان حسابات الشارع جدا خطير على الحكومة واستقرار البلد
سيرتفع السقف بشكل مطرد والليالي حبلا يا حكومة


 
أعلى