حكاية الوفاء بين نوري المالكي وام اسراء

ابو حمود

عضو بلاتيني
قرأت هذا الصباح مقال قديم كتبه شاهد عيان عن نوعية حكام الدولة العراقية الطائفيين فأحببت ان اشارككم قراءته.. قمة الوفاء من المدعو نوري المالكي وإن دل على شيء فهو يدل على تربيته وعقيدته.


حكاية الوفاء بين نوري المالكي وام اسراء

بقلم: عودة وهيب

أم اسراء هي ليست عقيلة السيد نوري المالكي
هي امرأة اخرى دخلت حياة المالكي من بوابة الرعب ومقاربة الموت
بدات الحكاية حين اسر اليها زوجها قائلا :( الأ مر خطير ويتعلق بحياتك وحياة اطفالك فأن رفضت فلك الحق ) وحين اعلنت موافقتها لم تكن تجهل ماذا يعني ايواء عضو في حزب الدعوة هارب من ملاحقة الأمن في زمن الهستيريا الصدامية في ثمانينيات القرن الماضي ...

ضلت اياما تعد ساعات الخوف والترقب وتدعو الله في سرها ان يغيّر الضيف المرتقب طريقه فيكفيها شر القادم من الأيام.
وفي ليلة من ليالي القلق طرق الباب طرقا خفيفا فهرع زوجها نحو الباب وضلت هي واقفة في وسط الدار ممتقعة الوجه ..
دخل نوري كامل مع زوجته واغلق زوجها الباب
ارغمت خوفها على مغادرة سحنتها ورسمت على محياها ابتسامة ترحيب عراقية قائلة بصوت خفيض : (اهلا وسهلا اتفضلوا البيت بيتكم ) ثم هرعت الى عقيلة نوري وعانقتها وقادتها الى الصالة فتبعها نوري ومضيفه .
بعد استراحة قليلة وتقديم ماتستوجبه اصول الضيافة العراقية قادت ام اسراء وزوجها ضيفيهما الى غرفة في الطابق الثاني اعدت خصيصا لهما..
في هذه الغرفة في مدينة الحرية في بغداد مكث نوري المالكي وزوجته ماينيف عن الستة اشهر كانت ام اسراء مضيفة كريمة متحاشية ان تشعر الضيفين بمدى خوفها وقلقها ..

ستة اشهر كانت كايام القيامة فكلما طرق باب الدار تتيبس مفاصل ام اسراء المضيفة ويتوقف الدم عن السريان في جسدها .. وفي كل مرة يطرق فيها الباب كانت تحرص على تطييب خاطر ام اسراء الضيفة : ( خيه لاتخافين ماكو شي... هذا اقاربنه ، أجه يسأل على زوجي ، فصرفته ) كانت حريصة على ( صرف ) اي زائر حتى لاينكشف امر الضيفين.
مرة قالت لها زوجة المالكي : ( خيه والله سوينه عليكم زحمة ، كليلي أشلون اجازيج ).
كان نوري يمازح طفلة المضيفين (اسراء) بحكم كونها اصغر اطفال العائلة ويحاول ان يظهر حبه الكبير لها ، لذا عندما بان الحمل على زوجة نوري المالكي (صرح سيادته) مخاطبا المضيفين قائلا : ( اذا طلعت بنيه اسميهه اسراء على اسم هاي الحبّابه )
لم تفرح حين ( بشرها ) زوجها بقرب رحيل الضيفين الى ايران لعلمها بحجم المخاطر التي تحيق بعملية تهريب المالكي الى ايران فانكشاف دور زوجها سيعني فناء عائلتها ...
نجح نوري كامل وزوجته الحامل باجتياز الحدود ودخلوا ايران سالمين وولدت لهم مولودة اسموها اسراء ، غير ان عائلة ام اسراء دخلت جهنم من اوسع ابوابها فقد اكتشف جهاز الامن الصدامي دور ابو اسراء في ايواء وتهريب المالكي ، ولاحاجة لي بعرض تفاصيل العذاب الذي واجهته عائلة ام اسراء فكل عراقي يعرف قسوة نظام صدام حسين ..لقد مزق جسد ابو اسراء ومات اثناء التعذيب الوحشي والحق به اشقائه الاربعة وسجلهم حزب الدعوة في قائمة شهدائه.
تنقل نوري بين أيران وسوريا هانيء البال وتنقلت ام اسراء بين مراكز الامن والاستخبارات ذليلة باكية عازلة نفسها عن الناس بعد ان ادركت ان اتصالها باي احد سيعرضه للمساءلة ، وكانت تجيب سائليها عن زوجها بانه مات في حادث سيارة .
حاولت ان تنسى مأساتها وتكرس جل جهدها لتربية صغارها واطعامهم من دون معونة من اي احد غير ان اجهزة الأمن لم تنس (جريمتها ) وظلت تلاحقها، ولما كبر ابنها الكبير ( علي ) جعلته ( الأجهزة الأمنية) زبونا دائما لديها مما اضطر امه الى تهريبه الى خارج العراق مرتكبة( جريمة) تهريب اخرى لابد لها من دفع ثمنها وهكذا كان .
وحين (جاء نصر الله والفتح ) ورأت صورة نوري المالكي في وسائل الاعلام بكت واختلطت مشاعر الفرح بذكرى الأحزان وصارت تتوقع مجيء نوري وزوجته اليها فاعادت ترتيب اثاث البيت ونقلت صورة زوجها من غرفة نومها الى صالة الضيوف ورسمت مخيلتها صورة اللقاء المرتقب :
زوجة نوري تعانقها باكية ( خيّه عمت عيني ، اشكد اتعذبتي بسببنه ..خيّه اعذريني تاخرت عنج .. بس وداعتج مايوم رحتي عن بالي )
نوري يقف قبالة صورة صديقه ويبكي بكاء مريرا ثم يمسح دموعه ويسترجع .. ثم يلتفت الى ابنته اسراء قائلا ( هاي عمتج ام علاوي اللي جنه انسولفلج عنهه ) فتهرع اسراء الى احضان ام علي وتقبل يدها..
ادمنت رسم سيناريوهات متعددة للقاء المرتقب الذي سيجمعها بعائلة المالكي وحين تخيلت في احدى السيناريوهات ان المالكي سيعرض عليها السكن مع عائلته في المنطقة الخضراء اصرت على الرفض قائلة ( لاحجي ابو اسراء اريد ابقة هنا.. هذا البيت بيه ريحة المرحوم ابو علاوي )
آه.. كم فرحت حين عرفت ان نوري اوفى عهده فسمى ابنته اسراء..ومرت الايام دون ان يتصل بها نوري او احد اعضاء حزب الدعوة فاصابتها الحيرة وراحت تبحث عن اعذار واهية كي لاتتسرب الى روحها انفاس الخيبة ..

غير ان الخيبة وصلت الى عظامها فاذا كان نوري مشغول بهموم السلطة فماذا يشغل زوجته عنها ..لماذا لاتتذكرها ؟ الايذكّرهم اسم ابنتهم اسراء بها ؟... لقد نسوها وعليها ان تنساهم حفاظا على كرامتها وصارت تشيح بوجهها عن التلفزيون حين يظهر المالكي..
اضطرت الى ارسال رسالة الى حسن السنيد( الصديق الآخر لزوجها) راجية اياه ان يساعد ابنها ( الخريج الجامعي ) بالحصول على وظيفة لكن رد حسن السنيد قال لها بأن ( زمن الواسطات والمحسوبية والفساد قد انتهى وعلى ابنها ان ينتظر فرصته اسوة بباقي الخريجين ).
شدّت رحالها وقابلت حسن السنيد لالتترجاه بل لتقول له كلمتين فقط طالبة منه ايصالها لنوري كامل المالكي ( ولكم عيب عليكم .. صدام كرّم بدوي امام الناس بالتلفزيون وسواه ابو المناضلين لانه بيّته ليله وحده ابّيته من شرد لسوريا وانتم تنسون صديقكم اللي ضحّه من اجلكم بحياته وبحياة اخوته) وحين عادت من مقابلة السنيد ذهبت الى صورة زوجها وحدقت فيها طويلا مستعيدة شرائط الذكرى..

بكت ثم خاطبت زوجها : ( منصور .. جماعتك طلعوا مو خوش ناس .. اتصور! صاحبك نوري حتى مارفع التليفون علينه ، وصاحبك حسن كام يبيع وطنيات براسي )
لم تخبر احدا بحكايتها مع المالكي وحزبه ،غير اني حين زرتها في بيتها ( بحكم القرابة التي تجمعني بها ) شكوت لها خيبة املي من النظام الجديد وكيف اني لم احصل على اي من حقوقي السياسية كمعتقل ولم احصل على اي تعويض عن أملاكي التي نهبتها واحرقتها اجهزة النظام المقبور ،فلما انهيت شكواي نظرت الي وضحكت قائلة : ( انت شيوعي سابق وتزعل لانك ماحصلت على حقوقك لعد اني شأكول ) ثم نهضت واخذت بيدي الى غرفة في الطابق العلوي، فتحت باب الغرفة وقالت : (هنا كان ينام المالكي) ... وراحت تسرد لي قصة( وفاء) المالكي بدموع غزيرة.

عودة وهيب
 

عبد الله76

عضو مميز
أخي ابو حمود..
قصة جميلة ومؤثرة عن وفاء الـ "أربعين حرامي"! خاصة لقاءها مع السنيد وذكر قصة "البدوي". ومقتنع تماماً بان هؤلاء ليس لهم وفاء ولا أخلاق، لكني أشك بأن أبو اسراء كان "سياسي" ومطارد من قبل البعثيين، يمكن يكون هارب من الخدمة العسكرية يعني بالعراقي "فرار" وخلصها مختبأ من العثور عليه وأجباره على الخدمة العسكرية. يعني كان كما يقول العراقيين "ضـ ....... بسوق الصفافير" يعني لم يسمع به أحد.
 

ابو حمود

عضو بلاتيني
فعلاً اخي عبدالله هؤلاء ليس لهم إلاً ولا ذمة وناكري الجميل ولا أدل على ذلك تزويدهم طاغية الشام بالسلاح والرجال لقتل شعبه ، هذا الشعب الذي احتضن المالكي وعصابته عندما لم يستقبلهم احد والفضل والمنة للشعب السوري الذي احتضنهم ولكن هؤلاء السفلة غدارين ومجرمين.
 

عبد الله76

عضو مميز
أخي أبو حمود..
العراقيين من الجنوب للشمال رفضوا واستنكروا اساليب الفاسدين والحرامية! لكن وسائل الأعلام الماجورة لا تبث سخط الشارع. فهذا شاعر من الجنوب يصور لنا الأسلاميين السياسيين الذي رفعوا شعار العدل ونصرة المظلومين وادعوا بأنهم ضد الدكتاتورية والفساد ويقارنهم بعدالة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بطريقة عراقية ساخرة. الشاعر يتكلم لغة جنوب العراق، شوية صعبة لكن فيها امثال وحكم.
http://www.youtube.com/watch?v=-H3jQhcMsGw
دمج = مصطلح جديد يعني أعطاء المليشيات ريتبة عسكرية ودمجهم باجهزة الأمن
أيفاد =تعني بعثة للخارج
ساحب اقسام = يوجه البندقية ويضع يده على الزناد
تقول الروايات بن سيدنا علي كرم الله وجهه قد كوى بالنار يد اخيه عقيل بن ابي طالب لأنه ذهب واخذ قرضا من بيت المال وأعتبرها الخليفة كرم الله وججه سرقة وعاقب اخيه عليها. اما فضة وقنبر فهم موالي سيدنا علي والشاعر يريد ان يقول بان التعيين بأي وضيفه لا يتم الا بالرشوة.
وهذا الشاعر المبدع موفق محمد ألذي فقد ولده البكر في مقابر صدام الجماعية، ينتقد اليوم الفاسدين ويسمي المدن التي جاء منها الحرامية والأرهابيين. ارجو ان تكون من متذوقي الشعر لتسمعها كلها واذا لا تحب الشعر فاذهب للدقيقة 12 واسمع نهاية القصيدة .
السونار = هو ما يطلق العراقيين على جهاز كشف المتفجرات الفاشل الذي جاء به المفسدين بفضيحة كبيرة وملايين الدولارات
مزابل السيدة =هي منطقة السيدة زينب في سورية حيث كانت ملجأ للمليشيات والأحزاب في زمن صدام
قم للمعلم = معروفة لكن الشاعر اراد خلط اسم المدينة ببيت شعر قديم ليصور عدم جرأة الناس بنقد "هذاك الصوب"
تل حسونة = هو مكان مقبرة جماعية دفن فيها ثوار 91 ومن ضمنهم ابن الشاعر
http://www.youtube.com/watch?v=p0kK0G8j0M4&feature=related
وهذا لقاء الشاعر على العربية ليحكي مواجعه عن نهر الحلة الذي بنيت على ضفافه اعظم حضاره شهدها التأريخ حضارة بابل:
http://www.youtube.com/watch?v=2MJGo-lXQqM
 
أعلى