الربيع العربي والقاعدة: الوسائل السلمية تهزم لغة الموت والدمار

أحمد الحمد

عضو بلاتيني
وفي الواقع فإن خطاب التنظيم الإعلامي قد تميز بعدة ملامح ستؤثر علي مستقبله في ظل بيئة إقليمية ودولية جديدة:

أولا: عكس الخطاب الإعلامي للقاعدة التناقض جراء الارتباك إزاء التطورات المفاجئة التي أدت لنجاح الثورة الشعبية في مصر وتونس بالإطاحة بنظمها الحاكمة وذلك دون استخدام العنف المسلح كما أنها لم تتم بدور فاعل قوي لأي تنظيم جهادي أو حتي إسلامي سياسي معتدل بل عبرت عن مشاركة كل الطوائف في عملية التغيير.
ثانيا: النظرة الانتقائية للثورات العربية ففي حين استحوذت مصر وتونس وليبيا واليمن علي اهتمام بالغ في الخطاب الإعلامي للتنظيم تم تجاهل الاحتجاجات في البحرين وقطر والسعودية وهو ما يعكس دعمه لبقاء النظم الحاكمة السنية في الخليج في مواجهة المد الشيعي, وعلي الرغم من مباركته للثورة الشعبية في مصر إلا أنه يتهمها بالتحول لانقلاب عسكري.
ثالثا: محاولة إثبات الدور حيث ركز تنظيم القاعدة في خطابه الإعلامي علي حالة عربية تلو الأخري وفق درجات تطور الموقف الداخلي للعمل علي الإيحاء بأن القاعدة هي من يحرك الجبهة الداخلية في تلك الدول ضد نظمها ففور سقوط طرابلس دعا ايمن الظواهري للثورة في الجزائر.
رابعا: تلقي تنظيم القاعدة ضربة لجناحه الإعلامي بعد مقتل العولقي, وعلي الرغم من إمكانية تسمية خليفة له إلا أنها أصبحت تعاني من غياب الكوادر الاعلامية البارزة وخاصة بعد غياب القيادة الروحية لابن لادن وهذا إلي جانب بروز قضايا العدالة الاجتماعية في مواجهة الرأسمالية علي أجندة الإعلام الدولي.
خامسا: ضعف المبرر الواقعي لعمليات القاعدة ضد المصالح الغربية وخاصة في ظل احتمال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والعراق, وهو ما قد يؤدي لخفوت إعلام القاعدة علي الانترنت مع ضعف الوضع الميداني وربما يتم التحول لعمليات فردية أو بتحريك خلايا نائمة قليلة العدد والخبرة كحالة سرية البتار في المغرب.
وأخيرا: لابد من التأكيد أن صعود العديد من التيارات الإسلامية علي الساحة السياسية والإعلامية في الدول العربية سيؤدي إلي سحب البساط من التيارات الراديكالية والتي أصبح أمامها خيار الصعود السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع بدلا من التغيير العنيف بالقوة المسلحة. كما أن عملية إدماج الإسلاميين في السياسة سوف تساهم في بروز اختلافات فكرية بين التيارات الإسلامية في تبني الآليات الغربية لممارسة الديموقراطية بما سينعكس في ترسيخ قيمة التعددية والاختلاف بما سينعكس علي خطابها الإعلامي وهو ماسيؤدي إلي انخفاض حاد في عمليات القاعدة مع حالة الضعف الداخلي بعد غياب القيادة الروحية للتنظيم.



http://www.ahram.org.eg/Strategic-issues/News/113448.aspx


http://digital.ahram.org.eg/Policy.aspx?Serial=705610





التعليق:

وهذه مقالة اخرى تؤكد ما قلناه من قبل بان القاعدة هي اكبر متضرر من ثورات الربيع العربي.ان ما استطاعت ثورات الربيع العربي تحقيقه بالوسائل السلمية وفي فترة وجيزة لم تستطيع القاعدة بوسائلها المتطرفة

في القتل ونشر الدمار من تحقيقه خلال عقود طويلة. والسؤال الذي يحرج القاعدة وتابعيها هو لما لا تنتهز القاعدة هذه الفرصة الذهبية وتبدأ بنبذ العنف وتشارك اخوانها في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية ومحاولة

بناء الاوطان وتحسين ظروف الناس؟
 
أعلى