حوار مع الكبار

البريكي2020

عضو فعال
حوار مع الكبار
بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki

احتفاء بليالي كأس الخليج العربي القادمة، التي ستطل مساءاتها قريبا على أهل الكرة في الخليج بعد غياب عامين ونيّف، استضاف المذيع الإماراتي المتألق يعقوب السعدي مذيع قناة أبو ظبي الرياضية في برنامج «حوار مع الكبار» الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ونائب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الدولية (انوك)، وقد حضرتُ اللقاء كاملا في ليلة غاب فيها بريق عين التفاؤل الرياضي والسياسي من عين أبو فهد.
الشيخ أحمد الفهد بدا شاحبا يخزن في صدره جبلا من هواجس وأشجان لا تخفيها ملامحه أبدا، وهو الذي عُرِف عنه حمله لكل هم كويتي صغر شأنه أم كبر، تحدث بحرارة قلق جعلتنا نتلمس من خلالها جمرات صداع وطن وأزمة شعب وصراع فوضى، ففي محطة من محطات اللقاء أطلق الفهد حقيقة يعلمها الجميع، لكن لا يريد أن يتعلّمها جميع من تسوقهم أطواق المصلحة إلى أهداف لا روح رياضية فيها ولا حتى روح إنسانية، فقال: إننا في الكويت نحتكم إلى دستور بيّن توافق عليه الحاكم والمحكوم، سلطته يستمدها من الأمة بتناسق وتعاون مع الحكم، ولا يمكن لطرف أن يلغي طرفا آخر حتى لا يختل توازن الميزان، وهي ما اعتادته الكويت وسارت سفينتها في بحر حياتها رغم ملوحة الصراعات، وكل ما (غلى) الشجن المستوطن في صدر المواطن الشيخ أحمد راح يطفئ الحزن بدبلوماسيته المعهودة المرحة وبصدره الكبير ليغيّر اتجاه الحديث لمواقع فرائحية متفائلة بعيدا عن جنازة اللطم، لكن المذيع المشاكس يعقوب السعدي لا ينفك إلا ويعود بالشيخ ابن الشيخ ابن الشيخ ابن الشهيد فهد الأحمد لمناطق منزوعة الفرح، أجبر في إحداها أحمد أن يتحدث على بساط أحمدي بكل ألم عن ضحالة بعض «السياضيين» وهو مصطلح أطلقته أنا على من جرّ الرياضة من «رقبتها» دون رغبتها وأدخلها معترك السياسة، وهو لا يعي دهاليزها، ولا يريد أن يعي، فحوّلها من تنافس بالكُرَة فوق المستطيلات الخضراء وتحت ساعات الاستاد إلى تقاذف بـ «الكُره» والأحقاد تحت قبّة البرلمان وفوق مطرقة الرئيس..!
أبو فهد (راعي الحرشا) أطلق سهما شجاعا أصاب فيه الجبناء، فبيّن أن أهل الكويت يعرفون من حمل سلاحا يدافع به عن الوطن ومن انزوى تحت سراديب (النحشه) يوم أن اعتاز الوطن، فأكد في أحد محاور حديثه أنه لن يسكت اليوم بعد أن زاد الضرب فيه لحد اتهامه بهتانا وجوراً بأنه وراء كل عثرة تتعثرها الكويت رياضيا أو سياسيا أو حتى اقتصاديا..!
للكويت رجالها المخلصون رغم كل الأوجاع والألم، وبالرغم أيضا من ظهور المتكسبين على فاتورة البلد المتضخمة، ومعادن هؤلاء الرجال لا تلمع ولا يسطع بريقها إلا حينما تدمع عين الوطن، لكن في نهاية مطاف الحوار الصريح عاد أحمد الفهد ذلك الفهد الذي نعرفه رغم كل الجِراح، ورمى بقفّاز التحدي الرياضي الجميل بلهجته المحبوبة لأحبابنا في الخليج فأعلن: أن أزرق الكويت سينشّف ريق من يرغبون خطف الذهب منه على منصة التتويج في كأس الخليج العربي..!


 
أعلى