هل أخطأ معاذ الخطيب؟ / د. عوض السليمان

ناصر بن تركي

عضو مخضرم
لمختصر/ أعلن السيد معاذ الخطيب (رئيس ائتلاف المعارضة السورية) عن مبادرة "شخصية" قبل من خلالها الحوار مع نظام الأسد، على أن يبدأ الأخير وقبل أي نقاش، إطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء والأطفال، وأن توعز أجهزة النظام للسفارات خارج البلاد بمنح جوازات سفر للسوريين. ثم اشترط الخطيب أن يتم التحاور خارج سورية، في مصر أو اسطنبول أو غيرها.

وقد أثارت المبادرة ردود فعل متبنية، فبينما رأى فيها بعض المتابعين "حجراً رمي في ماء راكد" ووجدوا لها بعض التبرير، اعتبرها كثير من المتابعين، وخاصة الثوار، خيانة لمبادئ الائتلاف الوطني ولمبادئ الثورة التي منحت الائتلاف شرعيته.

معلقون كثر، ذكّروا السوريين أن معاذ الخطيب رمز وطني، ما عرف عنه إلا الصدق، وهو من القلة الذي رفضوا المال السياسي، وهو يعمل لصالح الثورة لا يبتغي إلا وجه الله، مبتعداً عن أي منصب راغباً في الاستقالة من رئاسة الائتلاف.

وقد رأى هؤلاء أن مبادرة الرجل تستحق الاهتمام والتفكير، فهي تثبت أن الرجل سياسي أراد أن يستغل السياسة لصالحه ويحرج الأسد الذي لن يقوى على إطلاق المعتقلين وسيرفض التحاور مع المعارضة وبالتالي سينجح الائتلاف في إحراج الأسد على الصعيد العالمي.

آخرون رأوا أن معاذ الخطيب أعلن مبادرته لتخليص المساجين من عذابات المعتقلات، وللتفريج عن السوريين همومهم التي طالت دون مغيث عربي ودولي. وقد سارع معاذ نفسه إلى الحديث عن تلك النقطة بعد أن غرقت مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات بالتعليق على ما قاله الرجل.

وقد شدد رئيس الائتلاف الوطني على أن المبادرة شخصية لا تمثل إلا رأيه ولا علاقة للائتلاف بها، وأن ما قام به إن هو إلا بحث عن حل لمعاناة الناس، لا قفز فوق الثورة ومتطلباتها.

وذكّر الخطيب بما تعانيه الثورة والثوار: "وسأقول بصراحة هناك كتائب على الأرض لا يوجد معها ثمن الخبز وستبقى تحمي الثورة حتى النفَس الأخير، وهي ذراع الثورة التي تحدت الحديد والنار والإرهاب والسجون والمنظمات والمؤسسات والحكومات الصديقة والشقيقة، وعلى المعارضة السياسية أن تقدم شيئاً ما لدعم الشعب السوري وإخراجه من حالة التجويع والحصار والإذلال من القريب قبل البعيد ..، فهناك من تعهد بدعم الثوار ثم تركهم في قلب الموت، وهناك دول تعد ولا تفي وهناك صمت دولي وخنق للثورة، وهناك من الأنذال من يبيع صبايا سوريات كإماء، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا ثم يتركهم وسط المعركة، وهناك من يريد أن تستمر سورية في حرب طاحنة حتى تختفي من الوجود..".

وفي النهاية، تمسك معاذ الخطيب برأيه وبالحق في طرحه وإسماعه للمهتمين كافة.

معارضو المبادرة عبروا عن دهشتهم وصدمتهم بما قاله الشيخ، ورأى بعضهم أن عليه الاستقالة فوراً من منصبه. فهو يخون، كما قالوا، مبادئ الثورة، وأنه لا يجوز لأحد في الائتلاف أن يحاور قاتل الأطفال، ومهجر السوريين، ويجلس معه إلى طاولة واحدة.

والحق أنني أتفق مع ما قاله المعارضون للفكرة في معظم التفصيلات، دون الحديث عن استقالة الرجل، فهذه مسألة أخرى.


أعتقد أن المبادرة تنطوي على أخطاء فادحة، أولها أن السيد معاذ الخطيب قبل الائتلاف ورئاسته على مبدأ إسقاط الأسد، وعدم التحاور مع النظام إلا على رحيله.

وبمجرد أن يتحدث الخطيب عن تحاور ما، فهو يتجاوز ما حدده الائتلاف تماماً، ولا يشفع للشيخ الكريم، قوله أن المسألة رأي شخصي. فمن المستغرب أن يصرح رئيس المعارضة السورية برأي شخصي يناقض ما أجمعت عليه هذه المعارضة التي يمثلها.

ومن المؤسف أن مبادرة الخطيب جاءت في توقيت سيئ للغاية، فقد صرفت النظر عن جبن النظام وتمريغ أنفه في الوحل من خلال قيام طائرات الصهاينة بقصف ريف دمشق دون أن يحرك ساكناً. فلطالما ادعى الأسد أنه يحارب عملاء الصهاينة في درعا وحمص وحماة وغيرها، فلما جاء الكيان الصهيوني نفسه وقصف أرض دمشق، صمت بشار وما نبس ببنت كلمة، فانكشف حتى للأعمى أن لا قوة للأسد إلا على شعبه ومن أجل كرسيه فقط.

هذه الحادثة كان يجب أن تستثمر بطريقة إعلامية مناسبة، ولقد ضاعت في ظل التصريحات والتحليلات التي ملأت الفضائيات حول المبادرة الجديدة.

ثم إن الشيخ معاذ يطالب الحكومة السورية بإطلاق المعتقلين قبل الذهاب إلى الحوار، ولعمري فقد وقع الرجل في خطأ ما كان له أن يقع فيه، فإن طائرات الأسد قادرة على قتل هؤلاء المعتقلين عند خروجهم في قراهم أو بيوتهم، أو مطاردتهم في بعض الدول المجاورة، كما يعرف القاصي والداني، أ فنخرج المعتقلين حتى نقتلهم؟

وكان الأجدر بالسيد رئيس الائتلاف، أن يشترط وقف القصف مثلاً وسحب الدبابات والأسلحة الثقيلة إلى مرابضها، وتمكين المنظمات الإغاثية والإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى سورية والتحرك فيها بحرية. وليس أن نطلب إخراج المعتقلين وبضع جوازات سفر للسوريين في الخارج. وبكل حال، فلو طلب الخطيب كل ذلك ما كفاه لينجو من لومنا، إذ لا نرى إلا التفاوض على رحيل النظام.

أرى أنه كان على الخطيب ألا يفكر بمفاوضة الأسد، بل بالتحاور مع أسياد الأسد في روسيا وإيران، فهو يعلم تماماً أن الرجل لا يملك اليوم أكثر من لباسه فيحكمه، وأن القرارات أصبحت في طهران وموسكو، وإذ أقول ذلك، فلأن الخطيب ومنذ أقل من شهر رفض محاورة الروس على أنهم ضالعون في قتل السوريين، فكيف لا نحاور الشريك في القتل ونحاور القاتل المباشر.

وأسوأ من ذلك كله، أن محاورة الأسد على إخراج المعتقلين ومنح جوازات السفر، يعني اعترافاً حقيقياً بشرعية بشار كرئيس للدولة يفاوض، بل ويمنح جوازات سفر، وهذا من أخطر ما يسيء إلى الفكرة التي طرحها الخطيب.

ما كان للشيخ معاذ أن يرضى بمجرد الفكرة، وقد قال الأسد في خطابه الأخير نحن لن نحاور القتلة، وإذا أردنا أن نحاور فسنحاور أسيادهم في أمريكا وأوربا، أ فنقبل أن نحاور من يرى فينا قتلة وعملاء لأمريكا والغرب.

أرى أنه كان من الأفضل للسيد معاذ الخطيب أن يستشير قبل إعلان رأيه على الملأ، وأن يستشير خاصة رجال السياسة والقانون والإعلام، وفوقهم جميعاً ثوار الداخل، فهم أصحاب القرار، لا قرار من دونهم حتى لو اتفقت المعارضة السياسية كلها عليه.

لا أرى جانباً حسنا في هذه المبادرة، فقد صرفت النظر إعلامياً عمّا سواها، وأثارت الجدل بين متابعيها، وساهمت ولو بشكل غير مباشر في تعميق بعض الانقسامات هنا وهناك، وإنني إذ نصحت الخطيب بالاستشارة أولاً، فإنني أنصحه أن يحمل أغراضه وائتلافه فيدخل أرضاً سورية محررة، يدير منها معركته السياسية ضد الأسد الذي يحارب من داخل سورية.
المصدر: العصر


التعليق : اتفق مع الكاتب في جانب واختلف معه بجانب وهو ان ماعمله معاذ الخطيب عين العقل
فالدول العربية والخليجية تزايد على الشعب السوري وهو يريد يثبت وجود الائتلاف الوطني
كمدافع عن السوريين والازمة طالت واجتمع مع الوزير الايراني والروسي وهذا جيد جداً
لانهم المعينين بالقضية لا غيرهم ومن يزايد على حسابهم ولايفعل شيء بالارض
ولا حتى سياسياً ...حتى بالكويت لم يدعى لحضور كممثل شرعي للسوريين
وهنا الوم الامم المتحده والكويت معاً

ولا انسى القي باللوم على الوعود الكاذبة من قطر والسعودية معاً

ولا اشوف احد يوطوط ويقول حنا وحنا :mad:

المهم هذا اثبات ان السياسة والساسة الخليجين من جرف الى دحديرا :confused:

وايران تصفعكم كل يوم

في حفظ الرحمن :وردة:
 

نمر

عضو مخضرم
كنت اتمنى لو انك تركت المقال دون تعليق
عموماً
معاذ الخطيب فقد مصداقيته واكاد اشك انه نسخة امريكية لسابقتها الأوروبية المتمثلة في المجلس الوطني
هل يظن معاذ الخطيب ان استمرار الثورة هو لمجرد اطلاق سراح المعتقلين ؟؟
فعلاً انه احمق
سينتصر الشعب السوري باذن الله ويهزم الجمع ويولون الدبر
 

ناصر بن تركي

عضو مخضرم
كنت اتمنى لو انك تركت المقال دون تعليق
عموماً
معاذ الخطيب فقد مصداقيته واكاد اشك انه نسخة امريكية لسابقتها الأوروبية المتمثلة في المجلس الوطني
هل يظن معاذ الخطيب ان استمرار الثورة هو لمجرد اطلاق سراح المعتقلين ؟؟
فعلاً انه احمق
سينتصر الشعب السوري باذن الله ويهزم الجمع ويولون الدبر

بالتأكيد لن يعجبك تعليقي :cool:

معاذ الخطيب رجل وطني وحر ومشهود له من الشعب السوري
وهل عملت شيء الدول التي تتباكى على اشلاء الشعب السوري ؟؟

اذا تبرعاتكم تذهب للهلال الاحمر السوري ماذا ترتجي منهم

عملوا ائتلاف وقطر رفضت تسلم ارصدة بشار او النظام السوري للائتلاف الوطني
ودولة خليجية تستضيف انيسة وبنتها وجهاد مقدسي
واخرى تعمل لقاء سري بين ضباط مخابراتها والنظام الاسدي بالاردن
والاخرى لاتدعوا الائتلاف الوطني وتدعوا ايران من ضمن الدول المانحة
والعذر الدعوات من الامم المتحدة انت الدولة المستضيفه لك حق الرفض والقبول
ودولتين لاتهش ولاتنش

وبعدها وبكل وقاحة يقولون ندعم الشعب السوري


والشعب السوري سينتصر بأرادته فقط وبمن هم على الارض

وينقسم الحكام العرب الى ثلاثة اقسام :منافق وكذاب ودلخ

اتمنى من الائتلاف السوري النظر بقضيته بنفسه وعدم الالتفات من يتباكى ويزايد
على قضيتكم من هذه الاقسام المصنفه بالاعلى

واتمنى من في الارض من الثوار وهم الذراع العسكري ان لايلتفتوا للصفقات
التي تعملها الدول والضرب بيد من حديد وعدم اقتصار الثورة على سوريا

وستكونون انتم الداعم من بعد الله للشعوب العربية ..وان غداً لناضره لقريب
 
لهذا السبب اختارت الولايات المتحدة الاخوان المسلمين

علشان تحافظ على بقايا النظام السوري مثل ما ساعد الاخوان النظام المصري على تجاوز عاصفة الثورة

الحل الوحيد هو اسقاط النظام السوري واقتلاعه من جذزره كما حصل مع القذافي

اما انضاف الحلول غير مقبولة بعد كل هذه الدماء
 

سيف العدل

عضو مخضرم
الخطيب يدافع عن السوريين بأيش انا اعتبره صنيعه اروبيه امريكيه صهيونيه لحماية اليهود يعني لاطبنا ولاغدى الشر .. كيف يرضى بوضع ايده بايد الاعداء لاتنازل لامهادنه مع اعداء الله هؤلاء لاميثاق لهم ولايرقبون في مؤمن الا ولاذمه ..

الاعداء ماالذي يريدونه من المسلمين هو انهم يتنازلوا عن دينهم ومعتقدهم ويحكموا غير ماانزل الله حتى يظلوا يهيمنوا على خيرات المسلمين ويظل الظلم والاستبداد ..

المسلمين في كل بقاع العالم لايريدون غير شرع ربناااا ...

والله ينصر مجاهديننا في كل مكان في العراق واليمن وسوريا ومالي وافغانستان وباكستان والقوقاز وفي ايران وفي لبنان وفي الفلبين والصين وفي كل الثغور اللهم مكن لهم وانصرهم على اعداء المله ....
 

هايل

عضو ذهبي
تحية كبيرة لأخونا ناصر بن تركي وللجميع
متفق معاك أخ ناصر ومع الزعيم معاذ الخطيب
مأساة العرب جليةوواضحة من خلال التعليقات مع أحترامي للجميع
العرب بعيدين كل البعد عن الواقعية والنظرة المتزنة للأمور فليس هم من هدمت بيوتهم وفقدوا أطفالهم وكل مقدراتهم
العرب وكذلك المجلس الوطني بعيدين كل البعد عن معاناة الشعب السوري علي الأرض
يجب وقف تدمير سوريا ومحاولة أنقاذ ما يمكن أنقاذه وبالذات الأن بعدما دخلت أسرائيل علي الخط علنا .
 

الكاسـر

عضو فعال
روسيا وايران مستحيل تتخلا عن بشار
ننتظر ماذا سيفعل معاذ الخطيب
واعلم مسبقأ انهو لن ياتي بجديد
 

سالم أحمد80

عضو فعال
لمختصر/ أعلن السيد معاذ الخطيب (رئيس ائتلاف المعارضة السورية) عن مبادرة "شخصية" قبل من خلالها الحوار مع نظام الأسد، على أن يبدأ الأخير وقبل أي نقاش، إطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء والأطفال، وأن توعز أجهزة النظام للسفارات خارج البلاد بمنح جوازات سفر للسوريين. ثم اشترط الخطيب أن يتم التحاور خارج سورية، في مصر أو اسطنبول أو غيرها.

وقد أثارت المبادرة ردود فعل متبنية، فبينما رأى فيها بعض المتابعين "حجراً رمي في ماء راكد" ووجدوا لها بعض التبرير، اعتبرها كثير من المتابعين، وخاصة الثوار، خيانة لمبادئ الائتلاف الوطني ولمبادئ الثورة التي منحت الائتلاف شرعيته.

معلقون كثر، ذكّروا السوريين أن معاذ الخطيب رمز وطني، ما عرف عنه إلا الصدق، وهو من القلة الذي رفضوا المال السياسي، وهو يعمل لصالح الثورة لا يبتغي إلا وجه الله، مبتعداً عن أي منصب راغباً في الاستقالة من رئاسة الائتلاف.

وقد رأى هؤلاء أن مبادرة الرجل تستحق الاهتمام والتفكير، فهي تثبت أن الرجل سياسي أراد أن يستغل السياسة لصالحه ويحرج الأسد الذي لن يقوى على إطلاق المعتقلين وسيرفض التحاور مع المعارضة وبالتالي سينجح الائتلاف في إحراج الأسد على الصعيد العالمي.

آخرون رأوا أن معاذ الخطيب أعلن مبادرته لتخليص المساجين من عذابات المعتقلات، وللتفريج عن السوريين همومهم التي طالت دون مغيث عربي ودولي. وقد سارع معاذ نفسه إلى الحديث عن تلك النقطة بعد أن غرقت مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات بالتعليق على ما قاله الرجل.

وقد شدد رئيس الائتلاف الوطني على أن المبادرة شخصية لا تمثل إلا رأيه ولا علاقة للائتلاف بها، وأن ما قام به إن هو إلا بحث عن حل لمعاناة الناس، لا قفز فوق الثورة ومتطلباتها.

وذكّر الخطيب بما تعانيه الثورة والثوار: "وسأقول بصراحة هناك كتائب على الأرض لا يوجد معها ثمن الخبز وستبقى تحمي الثورة حتى النفَس الأخير، وهي ذراع الثورة التي تحدت الحديد والنار والإرهاب والسجون والمنظمات والمؤسسات والحكومات الصديقة والشقيقة، وعلى المعارضة السياسية أن تقدم شيئاً ما لدعم الشعب السوري وإخراجه من حالة التجويع والحصار والإذلال من القريب قبل البعيد ..، فهناك من تعهد بدعم الثوار ثم تركهم في قلب الموت، وهناك دول تعد ولا تفي وهناك صمت دولي وخنق للثورة، وهناك من الأنذال من يبيع صبايا سوريات كإماء، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا ثم يتركهم وسط المعركة، وهناك من يريد أن تستمر سورية في حرب طاحنة حتى تختفي من الوجود..".

وفي النهاية، تمسك معاذ الخطيب برأيه وبالحق في طرحه وإسماعه للمهتمين كافة.

معارضو المبادرة عبروا عن دهشتهم وصدمتهم بما قاله الشيخ، ورأى بعضهم أن عليه الاستقالة فوراً من منصبه. فهو يخون، كما قالوا، مبادئ الثورة، وأنه لا يجوز لأحد في الائتلاف أن يحاور قاتل الأطفال، ومهجر السوريين، ويجلس معه إلى طاولة واحدة.

والحق أنني أتفق مع ما قاله المعارضون للفكرة في معظم التفصيلات، دون الحديث عن استقالة الرجل، فهذه مسألة أخرى.


أعتقد أن المبادرة تنطوي على أخطاء فادحة، أولها أن السيد معاذ الخطيب قبل الائتلاف ورئاسته على مبدأ إسقاط الأسد، وعدم التحاور مع النظام إلا على رحيله.

وبمجرد أن يتحدث الخطيب عن تحاور ما، فهو يتجاوز ما حدده الائتلاف تماماً، ولا يشفع للشيخ الكريم، قوله أن المسألة رأي شخصي. فمن المستغرب أن يصرح رئيس المعارضة السورية برأي شخصي يناقض ما أجمعت عليه هذه المعارضة التي يمثلها.

ومن المؤسف أن مبادرة الخطيب جاءت في توقيت سيئ للغاية، فقد صرفت النظر عن جبن النظام وتمريغ أنفه في الوحل من خلال قيام طائرات الصهاينة بقصف ريف دمشق دون أن يحرك ساكناً. فلطالما ادعى الأسد أنه يحارب عملاء الصهاينة في درعا وحمص وحماة وغيرها، فلما جاء الكيان الصهيوني نفسه وقصف أرض دمشق، صمت بشار وما نبس ببنت كلمة، فانكشف حتى للأعمى أن لا قوة للأسد إلا على شعبه ومن أجل كرسيه فقط.

هذه الحادثة كان يجب أن تستثمر بطريقة إعلامية مناسبة، ولقد ضاعت في ظل التصريحات والتحليلات التي ملأت الفضائيات حول المبادرة الجديدة.

ثم إن الشيخ معاذ يطالب الحكومة السورية بإطلاق المعتقلين قبل الذهاب إلى الحوار، ولعمري فقد وقع الرجل في خطأ ما كان له أن يقع فيه، فإن طائرات الأسد قادرة على قتل هؤلاء المعتقلين عند خروجهم في قراهم أو بيوتهم، أو مطاردتهم في بعض الدول المجاورة، كما يعرف القاصي والداني، أ فنخرج المعتقلين حتى نقتلهم؟

وكان الأجدر بالسيد رئيس الائتلاف، أن يشترط وقف القصف مثلاً وسحب الدبابات والأسلحة الثقيلة إلى مرابضها، وتمكين المنظمات الإغاثية والإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى سورية والتحرك فيها بحرية. وليس أن نطلب إخراج المعتقلين وبضع جوازات سفر للسوريين في الخارج. وبكل حال، فلو طلب الخطيب كل ذلك ما كفاه لينجو من لومنا، إذ لا نرى إلا التفاوض على رحيل النظام.

أرى أنه كان على الخطيب ألا يفكر بمفاوضة الأسد، بل بالتحاور مع أسياد الأسد في روسيا وإيران، فهو يعلم تماماً أن الرجل لا يملك اليوم أكثر من لباسه فيحكمه، وأن القرارات أصبحت في طهران وموسكو، وإذ أقول ذلك، فلأن الخطيب ومنذ أقل من شهر رفض محاورة الروس على أنهم ضالعون في قتل السوريين، فكيف لا نحاور الشريك في القتل ونحاور القاتل المباشر.

وأسوأ من ذلك كله، أن محاورة الأسد على إخراج المعتقلين ومنح جوازات السفر، يعني اعترافاً حقيقياً بشرعية بشار كرئيس للدولة يفاوض، بل ويمنح جوازات سفر، وهذا من أخطر ما يسيء إلى الفكرة التي طرحها الخطيب.

ما كان للشيخ معاذ أن يرضى بمجرد الفكرة، وقد قال الأسد في خطابه الأخير نحن لن نحاور القتلة، وإذا أردنا أن نحاور فسنحاور أسيادهم في أمريكا وأوربا، أ فنقبل أن نحاور من يرى فينا قتلة وعملاء لأمريكا والغرب.

أرى أنه كان من الأفضل للسيد معاذ الخطيب أن يستشير قبل إعلان رأيه على الملأ، وأن يستشير خاصة رجال السياسة والقانون والإعلام، وفوقهم جميعاً ثوار الداخل، فهم أصحاب القرار، لا قرار من دونهم حتى لو اتفقت المعارضة السياسية كلها عليه.

لا أرى جانباً حسنا في هذه المبادرة، فقد صرفت النظر إعلامياً عمّا سواها، وأثارت الجدل بين متابعيها، وساهمت ولو بشكل غير مباشر في تعميق بعض الانقسامات هنا وهناك، وإنني إذ نصحت الخطيب بالاستشارة أولاً، فإنني أنصحه أن يحمل أغراضه وائتلافه فيدخل أرضاً سورية محررة، يدير منها معركته السياسية ضد الأسد الذي يحارب من داخل سورية.
المصدر: العصر


التعليق : اتفق مع الكاتب في جانب واختلف معه بجانب وهو ان ماعمله معاذ الخطيب عين العقل
فالدول العربية والخليجية تزايد على الشعب السوري وهو يريد يثبت وجود الائتلاف الوطني
كمدافع عن السوريين والازمة طالت واجتمع مع الوزير الايراني والروسي وهذا جيد جداً
لانهم المعينين بالقضية لا غيرهم ومن يزايد على حسابهم ولايفعل شيء بالارض
ولا حتى سياسياً ...حتى بالكويت لم يدعى لحضور كممثل شرعي للسوريين
وهنا الوم الامم المتحده والكويت معاً

ولا انسى القي باللوم على الوعود الكاذبة من قطر والسعودية معاً

ولا اشوف احد يوطوط ويقول حنا وحنا :mad:

المهم هذا اثبات ان السياسة والساسة الخليجين من جرف الى دحديرا :confused:

وايران تصفعكم كل يوم

في حفظ الرحمن :وردة:

الاخ ناصر
انا معاك في ان الازمة السورية طالت وان افضل حل لوقف نزيف الدم في سوريا هو التفاوض مع النعجة ربما نصل الى نتيجة ما نوقف فيها مشهد القتل والتهجير اليومي
ولكن عندي سؤال: ماهو قصدك في: (اجتمع مع الوزير الايراني والروسي وهذا جيد جداً لانهم المعينين بالقضية لا غيرهم) كيف اصبح الملالي والشيوعيون هم الوحيدون المعنيون بقضايانا وهمومنا العربية) الرجاء التوضيح.
 

" كش ملك "

عضو بلاتيني
الخطوة التي قام بها الخطيب أنسانية ، والدول والجيوش تتحارب وتتفاوض وتتبادل الأسرى وتعاود تتحارب اذا طال أمد الحروب ، واللي أيده في النار مش مثل اللي أيده في المية ،، ،،،،،،،،
 

سالم أحمد80

عضو فعال
الخطوة التي قام بها الخطيب أنسانية ، والدول والجيوش تتحارب وتتفاوض وتتبادل الأسرى وتعاود تتحارب اذا طال أمد الحروب ، واللي أيده في النار مش مثل اللي أيده في المية ،، ،،،،،،،،

الاخ كش ملك
انا معك في ان مبادرة الخطيب هي مبادرة انسانية ويحتاجها الشعب السوري اكثر من النعجة وشبيحته الذي لايعبئوا بالحي ولا بالميت.
وكما قال الاخ هايل في تعليقه اننا بحاجة لنظرة واقعية ومتزنة لما يجري على الساحة السورية وبعد دراسة القوى المتصارعة في سوريا مالها وما عليها عند ذلك يمكن لنا القيام باخذ قرارات واقعية ومدروسة تتماشى مع ما يجري على ارض الواقع وليست قرارات مبنية على شعارات او خطابات لاشخاص او منظمات لايهمها القتيل او المشرد بل يهمها التطبيل لاوهام افضل مايقال عنها انها بعيدة عن الواقع.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
حتى الان لم يجري شئ رسمي والامر مجرد كلام


المعارضة السورية تطالب بالإفراج عن السجينات بحلول الأحد

القاهرة (رويترز) - أمهل زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب الحكومة السورية الى يوم الاحد القادم لاطلاق سراح المعتقلين وخصوصا النساء والا فسيعتبر اقتراح الحوار الذي قدمه مرفوضا من جانب الرئيس بشار الاسد.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) في موقعها الالكتروني باللغة العربية عن الخطيب قوله إنه اذا لم يتم الافراج عن المعتقلين بحلول ذلك الموعد "فستنكسر المبادرة
 
أعلى