ناصر بن تركي
عضو مخضرم
أ.د. يوسف خليفة اليوسف ( @Prof_Yousif )
لم نكن نتوقع أو نتمنى ان نسطر هذه الكلمات في مجتمع كنا نعتقد انه اقرب الى الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، ولكننا وبعد مضي عامين على بداية الربيع العربي نجد انفسنا في منطقة الخليج والجزيرة العربية امام حكومات غير مستوعبه لما يدور حولها من احداث جسيمة وتكاليف باهضة قررت أن تدفعها هذه الأمة حتى تتحررمن الأستبداد والفساد . فبينما تحاول هذه الأمة ان تكسر قيود الظلم والظلمات وتستاصل الفساد من جذوره حتى تخطو خطواتها الأولى نحو النهضة ، تظل الحكومات الخليجية في سبات عميق تتشبث بالماضي ومآسيه وتتخبط في كيفية التعامل مع الربيع العربي الذي طال انتظار الأحرار له فاذا به ياتي هبة من الله لاناقة فيه ولاجمل لتخطيط البشر ، فاحيانا تقدم المكارم والعطايا أو تمنعها واحيانا تستخدم العصا الغليظة ، واحيانا تستنجد بمرتزقة العالم ، واحيانا تستقوي بالعدو الصهيوني وحلفائه ، وأحيانا تبذل المبالغ الطائلة من أجل وأد هذا الوليد الحر في مهده في مصر أو سوريا أو تونس أوليبيا أو اليمن عسى ان لاتنتقل العدوى الى الخليج واهله ، واحيانا تستخدم اعلام النفاق والتزوير والجريمة والرذيلة لأبقاء شعوب المنطقة في دائرة الجهل والعبودية ، واحيانا تتمادى في ألأستماع الى نصائح انصاف المثقفين والمرتزقة وعملاء الغرب الحاقدين على ثقافة هذه الأمة الذين اختاروا ان يكونوا اقزاما يشوهون الحقائق ويطعنون في ثوابت هذه الأمة ويكيدون للأحرار من أبنائها ... واحيانا واحيانا ...، ولكن هيهيات ان يعود الحر الى قفصه فقد استنشق نسمات الحرية واستشعر نشوة العزة والكرامة فرخصت عنده كلمات وافعال واصوات المستبد واعوانه فلم يعد هذا الحر يخاف صولة فرعون ولايسمع نصيحة هامان ولايطمع في ثروة قارون ، بل انه أصبح لايبالي بالثمن الذي سيدفعه من اجل نفحات الحرية التي ارادها الله له منذ ولادته وقد أبت انظمة الأستبداد الا ان تحرمه منها ولفترة طال امدها حتى كادت ان تقدر بعمر نوح عليه السلام ودعوته . هذه التطورات بخيرها وشرها والطموحات المشروعة التي هبت بها رياح الربيع العربي علينا والكيفية التي تعاملت بها الحكومات الخليجية معها تضعنا امام منعطف تاريخي اصبحنا فيه امام خيارين لاثالث لهما وعلى الأسر الحاكمة ان تحسم امرها وان تختار لأن عجلة التاريخ لاتعود الى الوراء .
أما الخيارالأول فهو ان تقوم الحكومات أو الأسر الحاكمة بالتعبير الأصح بترتيب بيتها من الداخل وبصورة جذرية اقرب الى العملية الجراجية لأزالة أو أبعاد القيادات التي تسببت في الأزمة المستمرة بينها وبين شعوبها والا فانها لن تترك لشعوب المنطقة في الفترة القادمة الا السعي من اجل بديل اسقاطها هذا ما تشير اليه تجارب التاريخ القديم والمعاصر. وترتيب االبيت الذي نقصده هو تنحية اهم القيادات التي فشلت في التناغم مع الربيع العربي حتى الآن ودفعت بهذه الدول الى مزيد من التوتر والأستقطاب بين شرائح المجتمع من خلال استخدام شتى وسائل العنف ضد المعارضين ، ففي الدول الأخرى التي تحترم شعوبها وتستمد شرعيتها منها اذا فشلت الحكومة في تحقيق بعض الأهداف البسيطة كزيادة معدلات النمو الأقتصادي او تقليل معدلات البطالة تصبح هذه الحكومة وافرادها في مهب الريح اي انها تذهب الى غير رجعة وقد يحاكم بعض افرادها اذا كانت لديهم تجاوزات تتعلق بحقوق الناس مالية أو غير مالية مهما كانت صغيرة . اما نحن العرب فقد تعودنا ولفترة طويلة ان نتحمل من حكوماتنا المستبدة كل انواع الأهانة والتنكيل حتى كادت هذه المجتمعات ان تتحول الى قطعان من الماشية تأكل وتشرب وتنام وتكون بذلك قد حققت في نظر قياداتها المستبدة اغلى طموحاتها في الحياة . ولكن الربيع العربي غيرهذا الواقع فلم تعد الشعوب تقبل بهذا الوضع المزري وقررت ان تستعيد حريتها وان تطالب بحقوقها وان تضحي من اجل كرامتها وعزتها ولكن بعض قياداتها التي تعيش خارج هذا العصر وتحلم بانها ستبقي هذه الشعوب في مرتبة العبيد ، هذه القيادات ابت ان تتعلم من غيرها أو أن تصغي لهمسات او دعوات او صرخات هذه الشعوب واعتقدت ان المسألة هي مسالة جزرة تعطى وعصا تستخدم حتى تعود هذه الدواب الى حظيرتها ، وهنا كان الفشل القاتل لهذه القيادات ، والذي يبدو انها ستدفع ثمنه في السنوات القادمة لأن سنة الله لاتحابي احد ولن ينفعها تزوير الحقائق او الأستقواء بالخارج او تقديم المكرمات كما تعودت في السابق . ونحن على يقين بان الأذى الذي احدثته هذه القيادات بقصر نظرها وتهورها لايمكن ان يؤهلها لقيادة هذه الدول في السنوات القادمة ، فكيف تقبل قيادة من سجن بريئا سنة او ثلاين سنة ، وكيف تقبل قيادة من سحب الجنسيات من ابناء الوطن وجعلهم غرباء في هذه الأوطان وآذى اطفالهم ونساءهم ، وكيف تقبل قيادة من تعامل مع مخلفات الأنظمة البائدة في الدول العربية وانفق عليها ثروات أبناء هذه المنطقة الذين لازال بعضهم يعاني من انقطاع التيار الكهربايء في حر الصيف ولم نكن لنعترض لو أن هذه الثورة انفقت على الشعب المصري الثائر ، وكيف تقبل قيادة من سخر الأعلام للتشهير والأساءة الى أبناء وطنه وجعل الناس تتهمهم بالخيانة وهم من كل هذا التزوير براء ، وكيف تقبل قيادة من مد يده ليصافح ويتعاون مع الصهاينة الذين ما برحوا يمارسون ابشع صور الظلم على اهلنا في فلسطين قتلا وتدمير وتهجيرا ، وكيف ...وكيف والقائمة طويلة ولانرغب في نشر غسيل هذه القيادات ، ولكننا نريدها ان تعترف بفشلها وتترك لغيرها قيادة السفينة قبل ان تغرق بمن فيها . وبالتالي فان على العقلاء من أبناء الأسر الحاكمة في هذه
المنطقة ان يتداركوا الأمر قبل فوات الأوان وان يتدخلوا لأحداث الترتيب المنشود بابراز قيادات تستطيع ان تواكب المتغيرات في المنطقة وتستمع الى مطالب الشعوب وتسعى وبسرعة الى احداث اصلاحات جذرية تقود في النهاية الى تحويل هذه الدول الى ملكيات دستورية تحفظ فيها الأسر الحاكمة ما بقي لها من رصيد بين أبناء هذه المنطقة وتبعد عن القرار في نفس الوقت كل الفئات المتطرفة التي كانت سببا في حدوث الفجوة بينها وبين شعوبها ، لأن هذا الأبعاد هو وحده ، بعد مشيئة الله ، يمكن أن يمنع الأنهيار الذي بدأت تظهر بوادره في المنطقة والذي سيجعل مصير هذه الحكومات كمصير حكومات بن علي ومبارك والقذافي وغيرهم من المستبدين الذين عميت ابصارهم وبصائرهم عن ما يحدث من حولهم . وليس لدينا ادنى شك من ان شريحة كبيرة من ابناء المنطقة لازالت تتمنى ان تبادر الأسر الحاكمة بتصحيح مسارها واطفاء الحريق الذي سببه بعض اعضائها وهي على استعداد للوقوق بجانبها ولكننا لانراهن على استمرار هذا الشعور اذا تأخرت عملية ترتيب البيت الداخلي للأسر الحاكمة . البعض قد يرى في دعوتنا هذه تشجيع الأسر الحاكمة على التضحية ببعض افرادها أما نحن فاننا نرى في هذا الرأي حماية للأوطان وتعضيد لموقف الأسر الحاكمة بين شعوبها وحماية القيادات التي يتم استبعادها من اهوائها المدمرة وقد اثبتت ذلك عبر كثير من سياساتها .
اما الخيارالثاني فهو استمرارهذه الأسرفي سياساتها الحالية المعادية للتغييروما تحمله من تعميق الفجوة بينها وبين ابناء المنطقة وعندئذ ستجد ان علاقاتها بشعوب المنطقة تزداد سوءا يوما بعد يوم حتى تصل هذه العلاقة الى نقطة اللاعودة وستنقطع شعرة معاوية وعندئذ ستفقد هذه الشعوب الأمل في اصلاح هذه الأنظمة وستطالب عندئذ باسقاط هذه الحكومات التي لم تستطع ان تفهم حجم البركان الذي لازالت حممه تتقاذف يمنة ويسره ، ولم تستطع ان ترتقي الى مستوى المسؤولية لتحقق اهداف شعوبها بان تجعلها شريكة في هذه الأوطان ، علما ان هذه الشعوب باغلب شرائحها قد ظلت تحاول ان تبقي اللحمة التاريخية مع حكوماتها التي ظلت بدورها تتمادى في تهميشها وتجاهلها والعبث بثرواتها والأستقواء عليها بالأجنبي وهكذا دواليك . وهذا الخيار على الرغم من منطقيته ومبرراته الا انه سيكون مكلفا للجميع ومجحفا في حق بعض افراد الحكومات الحالية الذين يطالب بعضهم سرا احيانا وجهرا احيانا اخرى بضرورة الأصلاح . وبالتالي وانطلاقا من اهمية فقه الواقع والتدرج في تغييره فاننا لانرى بديلا حقيقا لأسقاط هذه الأنظمة الا الخيار الأول . . ويعلم الله ان الذي دفعنا الى تسطير هذه الكلمات هوخوفنا من الله وحبنا لأوطاننا ورغبتنا لتدارك الأمور قبل تفاقمها فنواميس الكون لاتحابي احد والظلم والفساد لايخلفان الا الدمار البشري والمادي فهل تجد هذه الكلمات آذان صاغية وعقول واعية وقلوب مؤمنة ؟
التعليق : أعتقد لاتعليق بعد كل هذا الكلام الموزون
كنت اقول قبل سنتين ومن بداية الثورات الأنظمة الخليجية كلها ليست ببعيدة
مما يحدث بأرجاء الوطن العربي فأما الإصلاح يبادرون به واما ان يبادرهم الإصلاح
وان بادرهم معناه ثورة ولن تنفع ردة الفعل بالإصلاح والوعود بها ...
والحاصل بالكويت والأمارات والبحرين والسعودية من اعتقالات وتعامل أمني
غبي وعدم وجود حلول سياسية وفساد إداري وسياسي وبجميع المجالات
يدق ناقوس الخطر ...وان استمر هذا النهج اتوقع سقوط أنظمة خليجية
لكن ليس الان بل بعد الثورة السورية ..والله أعلم
في حفظ الرحمن :وردة:
لم نكن نتوقع أو نتمنى ان نسطر هذه الكلمات في مجتمع كنا نعتقد انه اقرب الى الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، ولكننا وبعد مضي عامين على بداية الربيع العربي نجد انفسنا في منطقة الخليج والجزيرة العربية امام حكومات غير مستوعبه لما يدور حولها من احداث جسيمة وتكاليف باهضة قررت أن تدفعها هذه الأمة حتى تتحررمن الأستبداد والفساد . فبينما تحاول هذه الأمة ان تكسر قيود الظلم والظلمات وتستاصل الفساد من جذوره حتى تخطو خطواتها الأولى نحو النهضة ، تظل الحكومات الخليجية في سبات عميق تتشبث بالماضي ومآسيه وتتخبط في كيفية التعامل مع الربيع العربي الذي طال انتظار الأحرار له فاذا به ياتي هبة من الله لاناقة فيه ولاجمل لتخطيط البشر ، فاحيانا تقدم المكارم والعطايا أو تمنعها واحيانا تستخدم العصا الغليظة ، واحيانا تستنجد بمرتزقة العالم ، واحيانا تستقوي بالعدو الصهيوني وحلفائه ، وأحيانا تبذل المبالغ الطائلة من أجل وأد هذا الوليد الحر في مهده في مصر أو سوريا أو تونس أوليبيا أو اليمن عسى ان لاتنتقل العدوى الى الخليج واهله ، واحيانا تستخدم اعلام النفاق والتزوير والجريمة والرذيلة لأبقاء شعوب المنطقة في دائرة الجهل والعبودية ، واحيانا تتمادى في ألأستماع الى نصائح انصاف المثقفين والمرتزقة وعملاء الغرب الحاقدين على ثقافة هذه الأمة الذين اختاروا ان يكونوا اقزاما يشوهون الحقائق ويطعنون في ثوابت هذه الأمة ويكيدون للأحرار من أبنائها ... واحيانا واحيانا ...، ولكن هيهيات ان يعود الحر الى قفصه فقد استنشق نسمات الحرية واستشعر نشوة العزة والكرامة فرخصت عنده كلمات وافعال واصوات المستبد واعوانه فلم يعد هذا الحر يخاف صولة فرعون ولايسمع نصيحة هامان ولايطمع في ثروة قارون ، بل انه أصبح لايبالي بالثمن الذي سيدفعه من اجل نفحات الحرية التي ارادها الله له منذ ولادته وقد أبت انظمة الأستبداد الا ان تحرمه منها ولفترة طال امدها حتى كادت ان تقدر بعمر نوح عليه السلام ودعوته . هذه التطورات بخيرها وشرها والطموحات المشروعة التي هبت بها رياح الربيع العربي علينا والكيفية التي تعاملت بها الحكومات الخليجية معها تضعنا امام منعطف تاريخي اصبحنا فيه امام خيارين لاثالث لهما وعلى الأسر الحاكمة ان تحسم امرها وان تختار لأن عجلة التاريخ لاتعود الى الوراء .
أما الخيارالأول فهو ان تقوم الحكومات أو الأسر الحاكمة بالتعبير الأصح بترتيب بيتها من الداخل وبصورة جذرية اقرب الى العملية الجراجية لأزالة أو أبعاد القيادات التي تسببت في الأزمة المستمرة بينها وبين شعوبها والا فانها لن تترك لشعوب المنطقة في الفترة القادمة الا السعي من اجل بديل اسقاطها هذا ما تشير اليه تجارب التاريخ القديم والمعاصر. وترتيب االبيت الذي نقصده هو تنحية اهم القيادات التي فشلت في التناغم مع الربيع العربي حتى الآن ودفعت بهذه الدول الى مزيد من التوتر والأستقطاب بين شرائح المجتمع من خلال استخدام شتى وسائل العنف ضد المعارضين ، ففي الدول الأخرى التي تحترم شعوبها وتستمد شرعيتها منها اذا فشلت الحكومة في تحقيق بعض الأهداف البسيطة كزيادة معدلات النمو الأقتصادي او تقليل معدلات البطالة تصبح هذه الحكومة وافرادها في مهب الريح اي انها تذهب الى غير رجعة وقد يحاكم بعض افرادها اذا كانت لديهم تجاوزات تتعلق بحقوق الناس مالية أو غير مالية مهما كانت صغيرة . اما نحن العرب فقد تعودنا ولفترة طويلة ان نتحمل من حكوماتنا المستبدة كل انواع الأهانة والتنكيل حتى كادت هذه المجتمعات ان تتحول الى قطعان من الماشية تأكل وتشرب وتنام وتكون بذلك قد حققت في نظر قياداتها المستبدة اغلى طموحاتها في الحياة . ولكن الربيع العربي غيرهذا الواقع فلم تعد الشعوب تقبل بهذا الوضع المزري وقررت ان تستعيد حريتها وان تطالب بحقوقها وان تضحي من اجل كرامتها وعزتها ولكن بعض قياداتها التي تعيش خارج هذا العصر وتحلم بانها ستبقي هذه الشعوب في مرتبة العبيد ، هذه القيادات ابت ان تتعلم من غيرها أو أن تصغي لهمسات او دعوات او صرخات هذه الشعوب واعتقدت ان المسألة هي مسالة جزرة تعطى وعصا تستخدم حتى تعود هذه الدواب الى حظيرتها ، وهنا كان الفشل القاتل لهذه القيادات ، والذي يبدو انها ستدفع ثمنه في السنوات القادمة لأن سنة الله لاتحابي احد ولن ينفعها تزوير الحقائق او الأستقواء بالخارج او تقديم المكرمات كما تعودت في السابق . ونحن على يقين بان الأذى الذي احدثته هذه القيادات بقصر نظرها وتهورها لايمكن ان يؤهلها لقيادة هذه الدول في السنوات القادمة ، فكيف تقبل قيادة من سجن بريئا سنة او ثلاين سنة ، وكيف تقبل قيادة من سحب الجنسيات من ابناء الوطن وجعلهم غرباء في هذه الأوطان وآذى اطفالهم ونساءهم ، وكيف تقبل قيادة من تعامل مع مخلفات الأنظمة البائدة في الدول العربية وانفق عليها ثروات أبناء هذه المنطقة الذين لازال بعضهم يعاني من انقطاع التيار الكهربايء في حر الصيف ولم نكن لنعترض لو أن هذه الثورة انفقت على الشعب المصري الثائر ، وكيف تقبل قيادة من سخر الأعلام للتشهير والأساءة الى أبناء وطنه وجعل الناس تتهمهم بالخيانة وهم من كل هذا التزوير براء ، وكيف تقبل قيادة من مد يده ليصافح ويتعاون مع الصهاينة الذين ما برحوا يمارسون ابشع صور الظلم على اهلنا في فلسطين قتلا وتدمير وتهجيرا ، وكيف ...وكيف والقائمة طويلة ولانرغب في نشر غسيل هذه القيادات ، ولكننا نريدها ان تعترف بفشلها وتترك لغيرها قيادة السفينة قبل ان تغرق بمن فيها . وبالتالي فان على العقلاء من أبناء الأسر الحاكمة في هذه
المنطقة ان يتداركوا الأمر قبل فوات الأوان وان يتدخلوا لأحداث الترتيب المنشود بابراز قيادات تستطيع ان تواكب المتغيرات في المنطقة وتستمع الى مطالب الشعوب وتسعى وبسرعة الى احداث اصلاحات جذرية تقود في النهاية الى تحويل هذه الدول الى ملكيات دستورية تحفظ فيها الأسر الحاكمة ما بقي لها من رصيد بين أبناء هذه المنطقة وتبعد عن القرار في نفس الوقت كل الفئات المتطرفة التي كانت سببا في حدوث الفجوة بينها وبين شعوبها ، لأن هذا الأبعاد هو وحده ، بعد مشيئة الله ، يمكن أن يمنع الأنهيار الذي بدأت تظهر بوادره في المنطقة والذي سيجعل مصير هذه الحكومات كمصير حكومات بن علي ومبارك والقذافي وغيرهم من المستبدين الذين عميت ابصارهم وبصائرهم عن ما يحدث من حولهم . وليس لدينا ادنى شك من ان شريحة كبيرة من ابناء المنطقة لازالت تتمنى ان تبادر الأسر الحاكمة بتصحيح مسارها واطفاء الحريق الذي سببه بعض اعضائها وهي على استعداد للوقوق بجانبها ولكننا لانراهن على استمرار هذا الشعور اذا تأخرت عملية ترتيب البيت الداخلي للأسر الحاكمة . البعض قد يرى في دعوتنا هذه تشجيع الأسر الحاكمة على التضحية ببعض افرادها أما نحن فاننا نرى في هذا الرأي حماية للأوطان وتعضيد لموقف الأسر الحاكمة بين شعوبها وحماية القيادات التي يتم استبعادها من اهوائها المدمرة وقد اثبتت ذلك عبر كثير من سياساتها .
اما الخيارالثاني فهو استمرارهذه الأسرفي سياساتها الحالية المعادية للتغييروما تحمله من تعميق الفجوة بينها وبين ابناء المنطقة وعندئذ ستجد ان علاقاتها بشعوب المنطقة تزداد سوءا يوما بعد يوم حتى تصل هذه العلاقة الى نقطة اللاعودة وستنقطع شعرة معاوية وعندئذ ستفقد هذه الشعوب الأمل في اصلاح هذه الأنظمة وستطالب عندئذ باسقاط هذه الحكومات التي لم تستطع ان تفهم حجم البركان الذي لازالت حممه تتقاذف يمنة ويسره ، ولم تستطع ان ترتقي الى مستوى المسؤولية لتحقق اهداف شعوبها بان تجعلها شريكة في هذه الأوطان ، علما ان هذه الشعوب باغلب شرائحها قد ظلت تحاول ان تبقي اللحمة التاريخية مع حكوماتها التي ظلت بدورها تتمادى في تهميشها وتجاهلها والعبث بثرواتها والأستقواء عليها بالأجنبي وهكذا دواليك . وهذا الخيار على الرغم من منطقيته ومبرراته الا انه سيكون مكلفا للجميع ومجحفا في حق بعض افراد الحكومات الحالية الذين يطالب بعضهم سرا احيانا وجهرا احيانا اخرى بضرورة الأصلاح . وبالتالي وانطلاقا من اهمية فقه الواقع والتدرج في تغييره فاننا لانرى بديلا حقيقا لأسقاط هذه الأنظمة الا الخيار الأول . . ويعلم الله ان الذي دفعنا الى تسطير هذه الكلمات هوخوفنا من الله وحبنا لأوطاننا ورغبتنا لتدارك الأمور قبل تفاقمها فنواميس الكون لاتحابي احد والظلم والفساد لايخلفان الا الدمار البشري والمادي فهل تجد هذه الكلمات آذان صاغية وعقول واعية وقلوب مؤمنة ؟
التعليق : أعتقد لاتعليق بعد كل هذا الكلام الموزون
كنت اقول قبل سنتين ومن بداية الثورات الأنظمة الخليجية كلها ليست ببعيدة
مما يحدث بأرجاء الوطن العربي فأما الإصلاح يبادرون به واما ان يبادرهم الإصلاح
وان بادرهم معناه ثورة ولن تنفع ردة الفعل بالإصلاح والوعود بها ...
والحاصل بالكويت والأمارات والبحرين والسعودية من اعتقالات وتعامل أمني
غبي وعدم وجود حلول سياسية وفساد إداري وسياسي وبجميع المجالات
يدق ناقوس الخطر ...وان استمر هذا النهج اتوقع سقوط أنظمة خليجية
لكن ليس الان بل بعد الثورة السورية ..والله أعلم
في حفظ الرحمن :وردة: