الفطرة هل هي الإسلام؟!!

الصقري

عضو مميز
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آهل الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين: وبعد:-

هناك من يستدل بالفطرة، ويحسب أن الفطرة هي الإسلام ومعرفة الله عز وجل. ومنهم من يؤكد على ذلك بالحديث النبوي الشريف وهو:
عَنْ أَبي هُريْرةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن مَولودٍ إلاّ يُولَدُ على الفِطرَةِ، فأبَواهُ يُهوِّدانهِ أو يُنَصِّرانِه أو يُمجِّسانه، كما تُنْتَجُ البَهيمةُ بَهيمة جمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها مِن جَدعاءَ»؟

ثم يقولُ أبو هريرةَ رضيَ اللَّهُ عنه {فِطْرةَ اللّهِ التي فَطَرَ الناسَ عليها، لا تَبديلَ لِخَلْقِ اللّهِ، ذلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ}.رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أقول إن الفطرة هنا لا تعني الإسلام أو معرفة الله تعالى فقد جاء في صحيح مسلم في كتاب القدر/ باب معنى كل مولود يولد على الفطرة ( 4/2049) فيه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ عَلَى الْفِطْرَةِ. وَأَبَوَاهُ، بَعْدُ، يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ. فَإِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ فَمُسْلِمٌ. كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِي حِضْنَيْهِ، إِلاَّ مَرْيَمَ وَابْنَهَا».

لاحظ قول رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فإن كانا – أي الأبوين- مسلمين فمسلمٌ – أي أن المولود يكون مسلما لإسلام الأبوين.

قال شيخ الإسلام يحيى بن شرف النووي رحمه الله في معنى هذه الفطرة في الحديث وما المقصود منها في شرحه لصحيح مسلم (16/208) ما نصه : " ...والأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئاً للإسلام ” اهـ

يعني ذلك أن المولود لا يولد مسلمًا ولكن يولد متهيئًا للإسلام. إلا في حالة الوفاة فإن مات الطفل الرضيع فيحكم بإسلامه إن كان أبويه مسلمين أو أحدهما... فهذا حكم معروف في كتب الفقه.( فيلحق الابن بأبيه ) أو ( بأحد أبويه إن كان مسلمًا )... كما مر في موضوعنا عن الصحبة والصحابة!!

ثم إن كانت هذه الفطرة وهي العقيدة الصحيحة وهو أن المولود يولد وتولد معه العلوم الشرعية وهو يعرف أن خالقه ورازقه هو الله تعالى أي يعرف الربوبية، وهذه الفطرة التي فطر اللهُ الناسَ عليها ولا تبديل لخلق الله كما في الآية الكريمة {فِطْرةَ اللّهِ التي فَطَرَ الناسَ عليها، لا تَبديلَ لِخَلْقِ اللّهِ، ذلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ}. [سورة الروم:30]

إذن كيف تتغير هذه الفطرة وهي الإسلام ويسيطران الأبوان على أولادهما ويغيران هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها؟؟!!! فيهودانه إن كانا يهوديين أو يمجسانه إن كانا مجوسيين وهكذا!! والله تعالى يقول : {لا تَبديلَ لِخَلْقِ اللّهِ} فكيف يستطيعان تغييره إذن؟

وتأكيدًا على أن الفطرة لا تعني الإسلام ومعرفة الله تعالى فإن الله قال في كتابه الكريم :{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة النحل:78].

ففي تفسير الإمام القرطبي – رحمه الله – (10/151) يقول فيه:
ذكر أن من نعمه أن أخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالاً لا علم لكم بشيء. وفيه ثلاثة أقاويل:-
أحدها ـ لا تعلمون شيئاً مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم.
الثاني ـ لا تعلمون شيئاً مما قضى عليكم من السعادة والشقاء.
الثالث ـ لا تعلمون شيئاً من منافعكم.
وتَمّ الكلام، ثم ابتدأ فقال: {وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ} أي التي تعلمون بها وتدركون؛ لأن الله جعل ذلك لعباده قبل إخراجهم من البطون وإنما أعطاهم ذلك بعد ما أخرجهم؛ أي وجعل لكم السمع لتسمعوا به الأمر والنهي، والأبصار لتبصروا بها آثار صنعه، والأفئدة لتصلوا بها إلى معرفته. : انتهى نقلي

وفي تفسير الألوسي – رحمه الله – يقول: والعلم بمعنى المعرفة أي غير عارفين شيئاً أصلاً من حق المنعم وغيره، وقيل: شيئاً من منافعكم، وقيل: مما قضى عليكم من السعادة أو الشقاوة، وقيل: مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم، والظاهر العموم ولا داعي إلى التخصيص " اهـ

وللشيخ الكريم سعيد حوى – رحمه الله تعالى – في كتابة "تربيتنا الروحية" صحيفة رقم 51 يقول رحمه الله:

"فالله عز وجل قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} ... قال أبي بن كعب: جمعهم فجعلهم أرواحا ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ... فالروح في أصل الخلقة عارفة بالله مقرة له بالعبودية معترفة أنه ربها ولكن هذه الروح في بمخالطتها الجسد تبدأ تطرأ عليها الطواريء فتفقد من معرفتها وعبوديتها نتيجة لذلك ونتيجة لسماعها وتلقيها وأخذًا من بيئتها كما قال – عليه الصلاة والسلام – ((يُولَدُ على الفِطرَةِ، فأبَواهُ يُهوِّدانهِ أو يُنَصِّرانِه أو يُمجِّسانه )) رواه البخاري وغيره. " اهـ

وتحقيقا لكلام الشيخ بأن الروح عند مخالطتها للجسد لا تعرف ربها وخالقها وتتأثَّر بتأثير البيئة عليها فتفقد ذلك وهو قول الله تعالى:{وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة النحل:78]. وقد جعل الله تعالى لها من السمع والبصر والعقل لتتعرف عليه ولتستدل بوجوده تعالى.

إن المولود يولد سليمَ العقل ليس فيه شيء من الشرك وكذلك ليس له علم بالإيمان ومعرفة الله تعالى أيضُا فيحتاج إلى من يعلمه ويفقهه في الدين فالمولود لا يولد عالما بل يحتاج إلى تعليمٍ وتوعيةٍ وإلا أصبح فريسةً لمن يعلمه الكفرَ أو يعلمه التكفير والحقد على المسلمين والعياذ بالله تعالى، فإن كانا الأبوين مسلمين فالمولد مسلم،و ذلك أنه سوف يتعلم الدين منهما أولا.

إذن ما المقصود من الفطرة هذه؟
أقول: إن الفطرة : هي القابلية التي خلقها الله تعالى في الإنسان للنظر في مصنوعات الله، والاستدلال بها على موجدها، فيؤمن به ويتبع شرائع دينه.
 

الساعة 6

عضو ذهبي
إن الفطرة : هي القابلية التي خلقها الله تعالى في الإنسان للنظر في مصنوعات الله، والاستدلال بها على موجدها، فيؤمن به ويتبع شرائع دينه

هل تريد ان تقول ان الفطرة ان يؤمن الانسان بالله تعالى و يتبع شريعته ؟
 

الصقري

عضو مميز
الكلامك هذا ليس معنى الفطرة

بل إن كلامك هذا هو المطلوب منا أن نؤمن بالله عز وجل ونتبع شرائعه التي شرعها الله تعالى لنا.

هذا ما في الأمر.
 

الساعة 6

عضو ذهبي
ما اجبتني يا زميلي ..

سؤالي واضح ..

هل الفطرة ان نؤمن بالله تعالى و نتبع شريعته ؟،، ليس اكثر من هذا
 

الساعة 6

عضو ذهبي
وهل سألت انا عن معنى الفطرة ، حتى تقول ان هذا ليس معنى الفطرة ..

سألتك هل الفطرة ان نؤمن بالله تعالى و نتبع شريعته .. ؟ سبحان الله هل السؤال صعب لهذه الدرجة ..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
المسألة خلافيه بين أهل الأصول رحمهم الله جميعا


بعض أهل العلم يذهب إلى أن الفطرة المقصودة هي الإسلام والبعض الآخر يذهب إلى أن الفطرة هي الإستعداد لتقبل الحق

وتفصيل هذا الخلاف يرجع إلى الإختلاف في فهم آية الميثاق وهي من المباحث الأصولية كما تقدم


ولكن ما هي ثمرة مثل هذا الخلاف هنا؟؟؟
 

الساعة 6

عضو ذهبي
لا ليس هذه الفطرة

تمام الحين

لا ادري ما السر في ردودك الغريبة .. :)

هذه تعود على المؤنث ، و ليس تعود على المذكر ..

مع العلم انك في مداخلة سابقة قلت :

هذا ليس معنى الفطرة

فاصبحت ( لا ليس هذه الفطرة )

ولا ادري هل هناك فرق بينها و بين ( نعم ليس هذه الفطرة )

فهل (لا) جاءت رداً على قولي ، ( هل السؤال صعب لهذه الدرجة ) ، ام رداً على سؤالي الاصلي ..

وهو :

هل الفطرة ان نؤمن بالله تعالى ونتبع شريعته ؟


امر غريب فعلاً .. :)
 

الصقري

عضو مميز
الإسلام ليست الفطرة للحديث الصحيح الذي مر.

لأن البعض يراها أنها الإسلام ولو كان كذلك لما قال النبي الكريم (( فإن كانا مسلمين فمسلم ))

ولكن هناك من يستشهد بهذا الحديث بطريقة خاطئة .

وهناك مفاهيم يجب أن تصحح
 
أعلى