رق الهوى.. شعر: عبدالمجيد فرغلي

رق الهوي

علي لسان متصوف
شعر
عبدالمجيد فرغلي

رقي بذاتك عزة وتصـــوف .. ما لي برقي في هواك أخوف؟

إني وأنت الجسم روح حياته .. والسر في هذا التمازج يُعرف


إن غبت عني حل في جسدي البلى .. كيف الحياة وروح جسمي ينزف؟

والنزف هجـران أحس عذابه .. والروح في جسد سواي ترفرف


الله أوجدنا معاً في ذاته .. وأحلنا منه المكان الأشرف

روح المحبة جسمنا "نَاسُوتُُُهُ" .. والروح منه سريرة تتلطف


الحب في قلبي حبيبي مهجة .. نور يرف سناه أنى يصرف؟

ما عاش جسم في الحياة بلا هوى .. ليس الهوى ترفاً يراه الُمدنف



هو ذاته حلت بذات حبيبه .. وكلاهما نصف سواء ومنصف

لم يا حبيب الروح أبعدك النوى .. ومن الهوى العذري يشفى المتلف ؟

والقلب يحتار الحبيب لروحه .. ولروحه الجسم النقي الأرهف

جسدان من طين تؤلف بينهما .. بالنور أسرار لها مستهدف

جسد الحقيقة والمحبة روحها .. وإذا التقى جسدهما ما الموقف ؟

إن الحبيب لحبه يرى .. جسم الحبيب لها الستار يغلف

أو ما ترى أن الحبيب إذا نأى .. نبض الحياة بحبه يتوقف؟


وكأنما الموت الحياة لروحه .. والجسم ملقى في التراب مُخلف


والنوم أشبه بالممات لدى البلى .. إن نام في فرش الحياة مرهف

والبعث روح قد سرت في جسمها .. لترى المحب وطيفه يتطوف


قالو الحياة هي المقام بجنبه .. وإذا الحبيب نأى أعينك تطرف ؟

قلت الحياة حقيقيتان تلاقيا .. بالحب بينهما الوفاء يؤلف


لما يا حبيب الروح فرقنا النوى .. روحي لديك وطيف روحك يدلف ؟

فإذا رأيتك في المنام فإنما .. لي روحك ازدلفت لروحي تخلف



حبي لأهل الصفو



لي في لقائك جنة ريحانها .. عطر المحبة من شذاه يُغرف

الحب إن يك خالصاً من قلبه .. كالروض ينشر ريحه ويلطف

فإذا تلاقى عاشق بحبيبه .. تعانق الأغصان أو تتلهف

والنفس بوتقة لنيران الهوى .. كبخور مجمرة شذاه يلطف

قد خانه حمل الّثير طيوبه .. أنى تصوغ زهره المتقطف

أحبب به شجر المحبة ظله .. روح وريحان وزهر يقطف !!

فإذا جلست الى جوار حديقة .. فهو الصديق شذى هواه تعفف

جسم وروح بين دوحهما اللقا .. ولقا الأحبة ريح مسك تزلف

تشفي المحب من الضنى وتعيده .. لحياه الأولى كما هو يهدف

ولقا حبيب الروح أسمى غاية .. وسواه ما عندي مروم يشغف

فلئن بلغت مناي منه بقربه .. لذ الهيام به وطاب وطاب تصوف

رقي له عز وذلي عزة .. وإذا ركعت له الركوع تحنف

هو مالك رقي ومالك عزتي .. وكلاهما شرف لدي ومنصف

لي فيه منه بقدر ما مني له .. في ساعة اللقيا عرفت ويعرف

أنا قد عرفت مكانه ومكانتي .. سيان عندي ما هدفت ويهدف

حبي لأهل الصفو صفو مُدامة .. أيان أعرفهم يطيب تعرف

أرواحهم تصفو وتصدف عن قلى .. وهوى مشاعرهم معا يتألف

يا بسمة التقوي أحلى بيننا .. بظلال دوحك إن دوحك أورف

كم غصن حب مد ظل جناحه .. بحنان قلب نحو قربك يعطف

أصغي له روحي لتبعث ودها .. وعبير أنسام الصداقة يقطف

أو لم يكن غصنا يميل بورده .. نحو الفؤاد إذا دعاه يرفرف ؟

فإذا قطفت الورد من أغصانه .. أهدي إليك شذاه ما يتوقف

هو زهر إخلاص تفتق برعما .. عن زهرة وسنى ترف وتصدف

من سوف ينصفني سوى خل الهوى .. وله بإخلاصي أدين وأنصف

أو ما عشقت وريح عشقي ضائع .. بين الأحبة والأحبة صدف ؟

صدفوا عن الميل المميل إلى القلى .. ولإلى المحبة بالإخاء تعطفوا

روحي وقلبي ملكهم وجوانحي .. وجميع أطرافي تلين وتلطف

ما كان مني غير حفظ ودادهم .. عرفوا بذلك أم غدوا لم يعرفو ا

أنا كل ما عندي لهم أفضيته .. أو بينهم روحي تضيع وتنزف ؟

حبي لهم في الله قد أخلصته .. إني أقول لهم لرقي أنصفوا

إني وصفت لهم ودادي شارحاً .. لو أن ودي بينهم لي يوصف !!

وحبيب روحي من هواي منحته .. صَفٌواً أيمنحني هواه ويعطف؟

وصفوا هواي بحفظه لوفائه .. أيان قرَّ له الوفي المُحنف

فمن استحق مشاعري أهديته .. روحي وحبي ما أضن وأصرف

والحب عاطفة يموج بها الحشا .. فإذا توقف نبضها تتوقف

كا الألة اللهفى على دورانها .. لو مسها لهب المشاعر ترجف

وإذا توقف نبض عاطفة خبا .. نبض الحياة بها الوساوس تعصف

وأنا عرفت حقيقتي وبلوتها .. وخرجت منها ما عسى أتحيف

أصبو بروحي للذي أحببته .. ومكانه قلبي فأنى يصرف ؟

هي تلك تجربتي وحسبي انها .. درس الحياة فما عسى أتصرف؟

دعني لأيامي فإني شاعر ..ما انفك لحن الحب فيه يعرف

والقصيدة ضمن الجزء الثاني من الأعمال الكاملة

الصرح الخالد






 
أعلى