وسائل الإعلام يجب ألا تكون محايدة ولكن صادقة

باتر محمد وردم

نقرأ في بعض التعليقات التي يكتبها القراء ، أو حتى في تصريحات من شخصيات سياسية وإعلامية واقتصادية أن وسيلة الإعلام الفلانية ليست محايدة ، أو أن الخبر الفلاني ليس محايدا أو أن المقال الذي كتبه فلان ليس محايدا. وهذا في الواقع أمر مدهش ويوحي بوجود حالة من عدم الفهم والاستيعاب لدور الإعلام. الحياد ليس أبدا جزءا من الإعلام وإلا فقد دوره. من حق كل وسيلة إعلام أن تكون منحازة أما لحكومة ، أو لحزب معارض أو لمنظمة سياسية أو لرأي أيديولوجي أو مجرد معارضة لدولة أخرى أو موقف سياسي تجاه قضية ما. من حق أية حكومة أن تكون لها وسائل إعلام تعبر عن وجهة نظرها كما تفعل ذلك الأحزاب والمؤسسات في القطاعات المختلفة

القارئ معذور في اعتقاده بحياد الإعلام لأن وسائل الإعلام لا تشرح له ماهية الإرتباطات والقناعات التي تحملها. من حق القارئ أن يعرف أن صحيفة ما تحمل فكرا وطنيا محافظا ، أو ليبراليا ، أو إسلاميا متنورا ، أو إسلاميا متعصبا ، أو قوميا أو لا تحمل فكرا على الإطلاق ولا يهمها إلا المكسب. من حق القارئ أن يعرف ان الكاتب الفلاني يحمل فكرا وطنيا أو قوميا أو إسلاميا أو أنه عضو في حزب يدافع عنه أو يكون مطلعا على كافة المنطلقات التي تحدد قناعات وآراء الكاتب

ليس مطلوبا من وسائل الإعلام الحياد بل المطلوب هو اتخاذ الموقف الذي يعبر عنها ، ولكن المطلوب هو الصدق. لا يوجد اي مبرر إعلامي أو سياسي يسمح لوسيلة إعلام بتضليل القارئ ، ولاتوجد أية مهنية إعلامية في محاولة تمرير معلومات جزئية أو خاطئة أو حتى الإكتفاء بنشر ما يرغب الرأي العام في قراءته ضمن منهجية "الجمهور عاوز كده" التي تستخدمها الكثير من وسائل الإعلام. دور الإعلام هو نشر الحقيقة والتي قد تكون عادة مؤلمة ، صادمة وقاسية خاصة على رأي عام تعود على الأفكار المسبقة والقناعات الجاهزة. من حق اية وسيلة إعلام أن تشن حملة هجوم على دولة أو حزب أو شخصية سياسية ولكن ليس من حقها التزوير والتضليل أو حتى التشهير بالحياة الشخصية. هنالك حدود مهنية لا يمكن السماح بتجاوزها ويمكن أن يتناسب الإنحياز مع الموقف بشكل طبيعي مع قيمة الصدق والمهنية في الأداء الإعلامي

من الأكثر مهنية ، كاتب يشتم الولايات المتحدة يوميا ويحصل على سفرة مدفوعة الاجر من السفارة الاميركية للإطلاع على "التجربة الديمقراطية" هناك أم كاتب يعرض بوضوح رأيه الإيجابي بالسياسة الأميركية حتى لو تعرض لوابل من شتائم الخيانة؟ في السوق الإعلامي الخيار الأول هو الأفضل لأنه يرضي الكاتب والقارئ معا ولكن هذا يعتبر نقيضا للمهنية والصدق

دعونا من أسطورة الحياد الإعلامي ومن الأفضل كشف المواقف والقناعات بكافة السبل حتى يعرف القارئ والمشاهد والمستمع ماهية المواقف التي تحكم توجهات كل وسيلة إعلام وكاتب ويخرج من وهم الحياد هذا ، ولكن القيمة الأساسية هي الصدق وعدم التضليل لأنه من المفترض أن وسيلة الإعلام التي تكذب مرة تفقد مصداقيتها نهائيا خاصة إذا لم تكلف خاطرها عناء التوضيح والاعتذار ، ولكن في العالم العربي يمكن لوسيلة إعلام الكذب والتضليل يوميا بدون فقدان شعبيتها لأنها ببساطة تعرض ما يريد الناس أن يسمعوه ويشاهدوه ويقرأوه ، حتى لو كان ذلك يغطي على الحقيقة وينشر التزوير. أنها ثقافة "الجمهور عاوز كده" التي تقود الكثير من وسائل الإعلام العربية

وجهة نظر:

الاعلام و ما أدراك ما الاعلام. يفني و يبني في نفس الوقت .... وجهة نظر كاتب هذا المقال محايدة جدا!
 

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
الاعلام يجب ان يكون محايد يا وردتي
لماذا ؟
لأنه عين وسمع وقلب الشعوب
ومتى ما مال كتف الاعلام إلى مبسم ما فعلى عذرية الأخباؤ السلام ..


حياج الله يا ايتها الخنساء
الشبكة ازدانت بحضورج
 
أعلى