أحداث حزينة..!

البريكي2020

عضو فعال
أحداث حزينة..!

بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @ahmad_alburaiki


«المشكلة ما هي فلسطين.. لبنان راحت وراها»..
درَجت هذه المقولة على لسان الكويتيين يوم أن كانت قضيتهم وحيدة النواة عنوانها فلسطين المحتلة، ومع بداية ضِرام نار حرب لبنان الأهلية التي تفشّت في هشيم ذلك البلد الصغير، والكويتيون شعب ذو هاجس قومي نبيل يشتعلون غضبا حينما تستعر غضبة الشعوب الشقيقة فيما بينها..!
عبَر الزمان.. وتوقف بنا في حاضرٍ تفجّرت فيه الأوطان العربية من الشام لبغداد إلى مصر فتطوان، فضجّت الرؤوس بصوت صفيق فناجين الدم والحريق، والحروب تُرعد وتُبرق في كل ناحية، ومصادر الأخبار مشغولة بنقل «العاجل» منها في ساحات الاقتتال، حتى غدت شارة المستطيل الأحمر معلّقة على الدوام أمام مذيعي قنوات الأنباء، بعد كل تلك الفوضى وتصفية الآخرين لبعضهم بعضا، ماذا عسى الكويتيون يقولون ليضيفوه لمقولتهم القديمة حتى تشمل كل تلك الأشلاء البريئة المتناثرة التي نفّذها «قابيليون» جدد في «هابيليين» جدد، فوق كل ساحة عربية تحت ذريعة مظاهرات غاضبة وردع للفوضى، حتما سيحتاجون إلى مدوّنة شعريّة مطوّلة تبتدئ بوطن وتنتهي بشعب..!
* * *
في خضم الأحداث المؤسفة وَمضَ الخبر الحزين، وانطفأت شمعة حياة الداعية الدكتور عبدالرحمن السميط (أبو صهيب) أو خادم فقراء أفريقيا رحمه اللـه برحمته الواسعة، هذا الرجل الذي يزن مقدار أمة، الذي على يديه الخيرتين وبفضل من الولي القدير أسلم أكثر من 11 مليون شخص في أفريقيا، بعد أن قضى نصف حياته ينشر الإسلام في تلك القارة، أي بمعدل 1000 مسلم يوميا يخرجهم من ضلال الجهل والشرك إلى نور الهدى والخير، ولم يكتف بزرع نور الفكر والعقل لكنه عكف على زرع النور والبصر في عيون الفقراء الذين أصيبوا بداء العمى ليشفيهم اللـه على يديه أيضا، وكان يجد طعم السعادة حينما يفتتح مدرسة في منطقة لم تعرف طعم التعليم، وبرغم كل الأهوال التي تعرّض لها والمخاطر ومحاولات القتل من المليشيات المسلحة المنتشرة في القارة السمراء التي يغلب عليها فوضى السلاح، وبرغم التنقل في غابات محفوفة بكل شر من أفاع وشح مياه ولسعات البعوض المميتة، ومعاناته مع جنود البعث في فترة الاحتلال العراقي للكويت عام 1990، عندما اعتقلته المخابرات وتم تعذيبه في أحد سجون بغداد حتى انتزعوا اللحم من وجهه ويديه وقدميه، إلا إنه كان دائم العزيمة والتسلح بالإيمان في سبيل اللـه، مرددا بأنه على يقين من أنه لن يموت إلا في اللحظة التي كتبها الله له، رحل أبو صهيب جسدا بعد تلك السنين الزاهرة بالعطاء، وبقي نتاج أعماله الصالحة روحاً حيّة لا تموت.
 
أعلى