المحامي رائد الجحافي
عضو جديد
بقلم/ رائد الجحافي
يكثر الحديث هذه الأيام عن مخرجات ونتائج ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني، طبعاً الأنظار تتجه إلى الجنوب المستهدف رقم واحد من الحوار اليمني الذي يهدف إلى الالتفاف على الثورة التحررية في الجنوب، وتأتي المرحلة وهكذا تحركات داخلية وخارجية يقابلها مؤامرات على ثورة الجنوب التي تحضر فيها وبقوة صور وأشكال بث الشائعات ومحاولات زرع الفتنة الداخلية ولغة المناطقية، بالإضافة إلى اللعب بأوراق الإرهاب والقاعدة التي تشرك في هكذا لعبة دول خارجية كبرى تحاول الحفاظ على مصالحها في الجنوب والاستحواذ على الموقع الاستراتيجي لخليج عدن وباب المندب وغيرها من المصالح الهامة الأخرى، وعلى الرغم من الصمود الشعبي في الجنوب للتصدي لكل الألاعيب إلا أن على الجنوبيين إدراك حجم الخطر من خلال معرفة الوقائع ولو عناوينها وابرز نقاطها حتى لا تختلط الأمور وتلتبس عليهم، فهذا الحوار اليمني الذي يحاول البعض اليوم استغلال تواجد شخصيات جنوبية شاركت فيه للترويج والتحريض المناطقي يجب أن نتدارك خطره الكبير ونعرف انه ليس سوى مؤامرة بكل ما للكلمة من معنى، ولكي نخرج من أول جزئية مقيتة يحاول البعض جعلها ركيزة لمحاولة فرض الحوار علينا إن نعلم الآتي:
أولاً: أن من ذهبوا للمشاركة في الحوار اليمني من الجنوبيين قد تكن لهم نوايا بأنه باستطاعتهم انتزاع الجنوب عبر مشاركتهم أو أن لهم وجهة نظر بان مشاركتهم ستخدم الجنوب بطريقة أو بأخرى كما تابعنا الكثير من التصريحات والبيانات.
ثانياً: الذين ذهبوا للمشاركة اقروا أنهم ذهبوا للمشاركة بأشخاصهم ولا يمثلون الجنوب ولا ثورة الجنوب.
ثالثاً: وعلى ما سبق في النقطتين سالفتي الذكر لا يعد فشل الحوار اليمني بالضرورة فشل للجنوبيين المشاركين فيه الذين كانت لهم نظرتهم المختلفة إلى ذلك الحوار واتضحت الحقيقة على عكس النظرة.
ثالثاً: مواقف الجنوبيين ونظرتهم لهذه أو تلك الشخصية القيادية لا تقاس بنجاح أو فشل الحوار اليمني، لان مسرحية الحوار اليمني هي مؤامرة على الجنوب وشعب الجنوب هو الذي رفضها منذ اليوم الأول.
الحوار اليمني مسرحية عقيمة فشلت ونحن ندرك أن هكذا حوار استهدف ثورة الجنوب بدرجة رئيسية، ومن أهم الأدلة على فشله:
- لم يستطع إدخال الجنوب في الجنوب ولم يشارك فيه أي ممثل للقوى الثورية الفاعلة في الجنوب.
- بعد محاولات حثيثة من قبل السلطة اليمنية لتفريخ مكونات الحراك الجنوبي حاولت إدخال شخصيات جنوبية في ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني من خارج القوى الثورية الفاعلة خصوصا ممن يرتبطون بأحزاب يمنية فقط وهكذا تمثيل لا يعبر إلا عن الأحزاب اليمنية التي لم يعد لها أدنى قواعد في الجنوب.
- بالنسبة لمن أطلق عليهم ممثلي الحراك الجنوبي، أيضاً هم لا يمثلون القوى الثورية الاستقلالية ذات الإجماع الشعبي والغالبية العظمى في الشارع الجنوبي، بدليل:
- مثلاً الناخبي لم يعد ينتمي إلى أي مكون جنوبي ومع ذلك يشارك في مؤتمر الحوار اليمني كواحد من ابرز ممثلي الحراك.
- خرجت في الجنوب أكثر من مليونية تمثل معظم سكان الجنوب للتنديد بمسرحية الحوار وإعلان رفض المشاركة فيه وعدم الاعتراف بأي نتائج تتمخض عنه (غير ملزمة للجنوبيين).
- البيانات والتصريحات الصادرة عن كافة قوى التحرير والاستقلال في الجنوب أكدت جميعها بصريح العبارة رفض الحوار اليمني وعدم المشاركة فيه وعدم الاعتراف بمن يذهب إليه من الجنوبيين الذين لا يمثلون سوى أنفسهم فقط.
نتائج الحوار:
- غير ملزمة للجنوبيين بشيء والشعب في الجنوب قال كلمته في الحوار ذاته مسبقا وحسم أمره بمليونيات عدن وحضرموت ومظاهرات ومسيرات ومهرجانات عمت ارض الجنوب من المهرة حتى باب المندب.
- تتواصل اليوم في الجنوب صور الرفض للحوار ومخرجاته سواء بالمهرجانات أو المسيرات وكذلك العصيان المدني وغيرها من صور وأشكال التعبير عن الرفض الشعبي والسياسي الصريح.
الراعي للحوار:
يعلم الجميع أن الحوار اليمني جاء لترجمة المبادرة الخليجية التي جاءت برعاية دول الخليج وأمريكا وكانت بمثابة نقاط لحل الأزمة بين المتصارعين على السلطة اليمنية في صنعاء والتي بموجبها تخلى الرئيس اليمني صالح عن الحكم لخصومه المفترضين من آل الأحمر وبعض مشايخ القبائل اليمنية في الشمال، وكان الجنوب بعيدا كل البعد عن تلك المبادرة بدليل:
- أن أيا من قوى الثورة الجنوبية الفاعلة لا هي ولا غيرها من المكونات الجنوبية الحراكية قدر تلقت دعوة من قبل الدول الراعية للمبادرة للمشاركة في مناقشة تلك المبادرة.
- لم تذكر المبادرة في نصوصها ونقاطها قضية الجنوب لا من قريب ولا من بعيد.
- لم توجه الدعوة لأي ممثلين عن قوى الثورة الجنوبية للتوقيع على نصوص الاتفاقية (المبادرة) التي جرى التوقيع عليها في الرياض بين طرفي النزاع (صالح وخصومه المعارضين).
وهنا لا بد أن نستعرض المبادرة الخليجية مع آليتها التنفيذية ومن هم الأطراف الموقعين عليها وكل ما اشتملت عليه بحسب ما وردت لتوضيح المخطط الذي يسير عليه اليوم الحوار لكشف من يدعون أنهم سينتزعون نصر للجنوب:
محاولات الوساطة 2011م:
في أبريل، حاول مجلس التعاون الخليجي التوسط في الثورة الشبابية 2011 ، وصياغة مقترحات عديدة لانتقال السلطة. بحلول نهاية الشهر، أشار صالح انه سيقبل الخطة وسيغادر السلطة بعد شهر من توقيع الاتفاقية التي نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تسبق الانتخابات. على الرغم من رفض المتظاهرين للصفقة، منتقدين الأحكام التي تمنح الحصانة لصالح من الملاحقة القضائية والتي تطلب من المعارضة للانضمام مع صالح ووزرائه في حكومة وحدة وطنية، واتفق زعماء المعارضة في نهاية المطاف للتوقيع على المبادرة. بحلول نهاية الشهر، على الرغم من تراجع صالح وأعلنت الحكومة انه لن يوقع على الاتفاقية ، وعلقت المبادرة من مجلس التعاون حتى وقت آخر .
في أوائل شهر مايو، أشار مسئولون أن صالح سوف يوقع على الاتفاق، والمعارضة اتفقت على التوقيع كذلك إذا وقع صالح شخصيا بصفته رئيسا للبلاد. ومع ذلك، صالح مرة أخرى قال ان الاتفاق لا يتطلب توقيعه ، وعلقت أحزاب المعارضة متهمة صالح بسوء النية. و تصاعدت الاحتجاجات وأعمال العنف في البلاد بعد تراجع صالح الثاني عن التوقيع .
في أواخر مايو، تلقى زعماء المعارضة ضمانات بأن صالح سيوقع على الخطة ، ووقعت احزاب المعارضة على صفقة وكان من المقرر أن الرئيس يوقع كذلك. لكن صالح مرة أخرى قرر عدم التوقيع، وفي 22 مايو حاصر أنصار صالح مبنى سفارة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء، والدبلوماسيين الدوليين (بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة) وأرسلت الحكومة طائرة هليكوبتر لنقلهم إلى القصر الرئاسي.
في 23 نوفمبر 2011، جرى في الرياض في المملكة العربية السعودية التوقيع على الخطة للانتقال السياسي، الذي كان قد رفضه صالح سابقا. وأخيراً وافق على نقل سلطات الرئاسة قانونا إلى نائبه عبد ربه منصور هادي في غضون 30 يوما، وتقام الانتخابات رسميا في 21 فبراير 2012 ، مقابل منح صالح الحصانة من الملاحقة القضائية له ولأسرته.
يكثر الحديث هذه الأيام عن مخرجات ونتائج ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني، طبعاً الأنظار تتجه إلى الجنوب المستهدف رقم واحد من الحوار اليمني الذي يهدف إلى الالتفاف على الثورة التحررية في الجنوب، وتأتي المرحلة وهكذا تحركات داخلية وخارجية يقابلها مؤامرات على ثورة الجنوب التي تحضر فيها وبقوة صور وأشكال بث الشائعات ومحاولات زرع الفتنة الداخلية ولغة المناطقية، بالإضافة إلى اللعب بأوراق الإرهاب والقاعدة التي تشرك في هكذا لعبة دول خارجية كبرى تحاول الحفاظ على مصالحها في الجنوب والاستحواذ على الموقع الاستراتيجي لخليج عدن وباب المندب وغيرها من المصالح الهامة الأخرى، وعلى الرغم من الصمود الشعبي في الجنوب للتصدي لكل الألاعيب إلا أن على الجنوبيين إدراك حجم الخطر من خلال معرفة الوقائع ولو عناوينها وابرز نقاطها حتى لا تختلط الأمور وتلتبس عليهم، فهذا الحوار اليمني الذي يحاول البعض اليوم استغلال تواجد شخصيات جنوبية شاركت فيه للترويج والتحريض المناطقي يجب أن نتدارك خطره الكبير ونعرف انه ليس سوى مؤامرة بكل ما للكلمة من معنى، ولكي نخرج من أول جزئية مقيتة يحاول البعض جعلها ركيزة لمحاولة فرض الحوار علينا إن نعلم الآتي:
أولاً: أن من ذهبوا للمشاركة في الحوار اليمني من الجنوبيين قد تكن لهم نوايا بأنه باستطاعتهم انتزاع الجنوب عبر مشاركتهم أو أن لهم وجهة نظر بان مشاركتهم ستخدم الجنوب بطريقة أو بأخرى كما تابعنا الكثير من التصريحات والبيانات.
ثانياً: الذين ذهبوا للمشاركة اقروا أنهم ذهبوا للمشاركة بأشخاصهم ولا يمثلون الجنوب ولا ثورة الجنوب.
ثالثاً: وعلى ما سبق في النقطتين سالفتي الذكر لا يعد فشل الحوار اليمني بالضرورة فشل للجنوبيين المشاركين فيه الذين كانت لهم نظرتهم المختلفة إلى ذلك الحوار واتضحت الحقيقة على عكس النظرة.
ثالثاً: مواقف الجنوبيين ونظرتهم لهذه أو تلك الشخصية القيادية لا تقاس بنجاح أو فشل الحوار اليمني، لان مسرحية الحوار اليمني هي مؤامرة على الجنوب وشعب الجنوب هو الذي رفضها منذ اليوم الأول.
الحوار اليمني مسرحية عقيمة فشلت ونحن ندرك أن هكذا حوار استهدف ثورة الجنوب بدرجة رئيسية، ومن أهم الأدلة على فشله:
- لم يستطع إدخال الجنوب في الجنوب ولم يشارك فيه أي ممثل للقوى الثورية الفاعلة في الجنوب.
- بعد محاولات حثيثة من قبل السلطة اليمنية لتفريخ مكونات الحراك الجنوبي حاولت إدخال شخصيات جنوبية في ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني من خارج القوى الثورية الفاعلة خصوصا ممن يرتبطون بأحزاب يمنية فقط وهكذا تمثيل لا يعبر إلا عن الأحزاب اليمنية التي لم يعد لها أدنى قواعد في الجنوب.
- بالنسبة لمن أطلق عليهم ممثلي الحراك الجنوبي، أيضاً هم لا يمثلون القوى الثورية الاستقلالية ذات الإجماع الشعبي والغالبية العظمى في الشارع الجنوبي، بدليل:
- مثلاً الناخبي لم يعد ينتمي إلى أي مكون جنوبي ومع ذلك يشارك في مؤتمر الحوار اليمني كواحد من ابرز ممثلي الحراك.
- خرجت في الجنوب أكثر من مليونية تمثل معظم سكان الجنوب للتنديد بمسرحية الحوار وإعلان رفض المشاركة فيه وعدم الاعتراف بأي نتائج تتمخض عنه (غير ملزمة للجنوبيين).
- البيانات والتصريحات الصادرة عن كافة قوى التحرير والاستقلال في الجنوب أكدت جميعها بصريح العبارة رفض الحوار اليمني وعدم المشاركة فيه وعدم الاعتراف بمن يذهب إليه من الجنوبيين الذين لا يمثلون سوى أنفسهم فقط.
نتائج الحوار:
- غير ملزمة للجنوبيين بشيء والشعب في الجنوب قال كلمته في الحوار ذاته مسبقا وحسم أمره بمليونيات عدن وحضرموت ومظاهرات ومسيرات ومهرجانات عمت ارض الجنوب من المهرة حتى باب المندب.
- تتواصل اليوم في الجنوب صور الرفض للحوار ومخرجاته سواء بالمهرجانات أو المسيرات وكذلك العصيان المدني وغيرها من صور وأشكال التعبير عن الرفض الشعبي والسياسي الصريح.
الراعي للحوار:
يعلم الجميع أن الحوار اليمني جاء لترجمة المبادرة الخليجية التي جاءت برعاية دول الخليج وأمريكا وكانت بمثابة نقاط لحل الأزمة بين المتصارعين على السلطة اليمنية في صنعاء والتي بموجبها تخلى الرئيس اليمني صالح عن الحكم لخصومه المفترضين من آل الأحمر وبعض مشايخ القبائل اليمنية في الشمال، وكان الجنوب بعيدا كل البعد عن تلك المبادرة بدليل:
- أن أيا من قوى الثورة الجنوبية الفاعلة لا هي ولا غيرها من المكونات الجنوبية الحراكية قدر تلقت دعوة من قبل الدول الراعية للمبادرة للمشاركة في مناقشة تلك المبادرة.
- لم تذكر المبادرة في نصوصها ونقاطها قضية الجنوب لا من قريب ولا من بعيد.
- لم توجه الدعوة لأي ممثلين عن قوى الثورة الجنوبية للتوقيع على نصوص الاتفاقية (المبادرة) التي جرى التوقيع عليها في الرياض بين طرفي النزاع (صالح وخصومه المعارضين).
وهنا لا بد أن نستعرض المبادرة الخليجية مع آليتها التنفيذية ومن هم الأطراف الموقعين عليها وكل ما اشتملت عليه بحسب ما وردت لتوضيح المخطط الذي يسير عليه اليوم الحوار لكشف من يدعون أنهم سينتزعون نصر للجنوب:
محاولات الوساطة 2011م:
في أبريل، حاول مجلس التعاون الخليجي التوسط في الثورة الشبابية 2011 ، وصياغة مقترحات عديدة لانتقال السلطة. بحلول نهاية الشهر، أشار صالح انه سيقبل الخطة وسيغادر السلطة بعد شهر من توقيع الاتفاقية التي نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تسبق الانتخابات. على الرغم من رفض المتظاهرين للصفقة، منتقدين الأحكام التي تمنح الحصانة لصالح من الملاحقة القضائية والتي تطلب من المعارضة للانضمام مع صالح ووزرائه في حكومة وحدة وطنية، واتفق زعماء المعارضة في نهاية المطاف للتوقيع على المبادرة. بحلول نهاية الشهر، على الرغم من تراجع صالح وأعلنت الحكومة انه لن يوقع على الاتفاقية ، وعلقت المبادرة من مجلس التعاون حتى وقت آخر .
في أوائل شهر مايو، أشار مسئولون أن صالح سوف يوقع على الاتفاق، والمعارضة اتفقت على التوقيع كذلك إذا وقع صالح شخصيا بصفته رئيسا للبلاد. ومع ذلك، صالح مرة أخرى قال ان الاتفاق لا يتطلب توقيعه ، وعلقت أحزاب المعارضة متهمة صالح بسوء النية. و تصاعدت الاحتجاجات وأعمال العنف في البلاد بعد تراجع صالح الثاني عن التوقيع .
في أواخر مايو، تلقى زعماء المعارضة ضمانات بأن صالح سيوقع على الخطة ، ووقعت احزاب المعارضة على صفقة وكان من المقرر أن الرئيس يوقع كذلك. لكن صالح مرة أخرى قرر عدم التوقيع، وفي 22 مايو حاصر أنصار صالح مبنى سفارة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء، والدبلوماسيين الدوليين (بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة) وأرسلت الحكومة طائرة هليكوبتر لنقلهم إلى القصر الرئاسي.
في 23 نوفمبر 2011، جرى في الرياض في المملكة العربية السعودية التوقيع على الخطة للانتقال السياسي، الذي كان قد رفضه صالح سابقا. وأخيراً وافق على نقل سلطات الرئاسة قانونا إلى نائبه عبد ربه منصور هادي في غضون 30 يوما، وتقام الانتخابات رسميا في 21 فبراير 2012 ، مقابل منح صالح الحصانة من الملاحقة القضائية له ولأسرته.