انت سألت و جاوبت عليك
و اعيد لك الاجابه
و ولادة الامام علي مستنده الحاكم المستدرك و ايضا توجد رواية للامام علي عن ولادة وعن افضلية على الانبياء
سأل صعصعة بن صوحان رضي الله عنه الإمام عليا عليه السلام قائلا : يا أمير المؤمنين ! أخبرني أنت أفضل أم آدم أبو البشر؟ فقال الإمام عليه السلام يا صعصعة ! تزكية المرء نفسه قبيح ولولا قول الله عز وجل : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث) (الضحى الآية 11) ما أجبت يا صعصعة ! أنا أفضل من آدم ، لأن الله تعالى أباح لآدم كل الطيبات المتوفرة في الجنة ونهاه عن أكل الحنطة فحسب ، ولكنه عصى ربه وأكل منها ! وأنا لم يمنعني ربي من الطيبات ، وما نهاني عن أكل الحنطة ، فأعرضت عنها رغبة وطوعا . فقال صعصعة : أنت أفضل أم نوح ؟
فقال عليه السلام : أنا أفضل من نوح ، لأنه تحمل ما تحمل من قومه ، ولما رآى منهم العناد دعا عليهم وما صبر على أذاهم فقال : (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) (نوح الآية 26) . ولكني بعد حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله تحملت أذى قومي وعنادهم فظلموني كثيرا فصبرت وما دعوت عليهم . وإبن نوح كان كافرا وابناي سيدا شباب أهل الجنة.
فقال صعصعة : أنت أفضل أم إبراهيم ؟ فقال عليه السلام : أنا أفضل ، لأن إبراهيم قال : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (البقرة الآية 260) . ولكني قلت وأقول : لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا .
قال صعصعة : أنت أفضل أم موسى ؟ قال عليه السلام : أنا أفضل من موسى ، لإن الله تعالى لما أمره أن يذهب إلى فرعون ويبلغ رسالته (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ((القصص الآية 33) ولكني حين أمرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله عز وجل حتى أبلغ أهل مكة المشركين سورة براءة ، وأنا قاتل كثير من رجالهم وأعيانهم ! مع ذلك أسرعت غير مكترث ، وذهبت وحدي بلا خوف ولا وجل فوقفت في جمعهم رافعا صوتي ، وتلوت الآيات من سورة براءة وهم يسمعون ! !
قال صعصعة : أنت أفضل أم عيسى ؟ قال عليه السلام أنا أفضل ، لأن مريم بنت عمران لما أرادت أن تضع عيسى كانت في بيت المقدس ، جاءها النداء يا مريم أخرجي من البيت ! ها هنا محل عبادة لا محل ولادة فخرجت (فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ) (مريم الآية 23) ولكن أمي فاطمة بنت أسد لما قرب مولدي جاءت إلى بيت الله الحرام والتجأت إلى الكعبة ، وسألت ربها أن يسهل عليها الولادة ، فانشق لها جدار البيت الحرام وسمعت النداء : يا فاطمة ادخلي ! فدخلت ورد الجدار على حاله فولدتني في حرم الله وبيته. وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي.
(نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية ج 1 ص 27 / أحمد الرحماني الهمداني في الإمام علي ص 370-371