التوسل المشروع والتوسل الممنوع

بو عزوز مساعد

عضو بلاتيني
التوسل أقسام ثلاث:

توسل والشرك الأكبر: كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم والنذر لهم، هذا هو الشرك الأكبر، يقول المشركون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[الزمر: 3]، هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[يونس: 18]، يتوسلون بدعائهم واستغاثتهم بهم، وهذا هو الشرك الأكبر.
التوسل الثاني: التوسل بذواتهم :تقول: اللهم إني أسألك بذات فلان، بنبيك فلان، اللهم إني أسأل بعبادك الصالحين، اللهم إني أسألك بمحمد، بموسى، هذا توسل ممنوع، بدعة، لأنه وسيلة للغلو والشرك.
التوسل الثالث الجائز المشروع: وهو التوسل بأسماء الله وصفاته، التوسل بأعمالك الصالحة، بإيمانك، هذا التوسل المشروع، مثل ما قال الله -جل وعلا-: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]، ومثل ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله بأسمائه وصفاته، هذا يقال له: التوسل المشروع،
منقول--- عن الشيخ ابن باز رحمة الله تعالى
http://www.binbaz.org.sa/mat/21165
هذا الباب ظل فيه كثير من الناس ومن مدعي العلم او الذي خلط بين الحق والباطل فلم ياخذوا العلم عن ورثة الانبياء وهم العلماء
ولازال العلماء يدعون من ظل عن الحق وتعليم الناس التوحيد وافراد الله سبحانه وتعالى في العبادة .
ليعلم أن التوسل هو : التوسط في الدعاء .
وعليه فأركانه ثلاثة : متوسل وَ متوسل به وَ متوسل إليه .
فإن نقص منها ركن فلا يعد من التوسل ولا من معناه .
المتوسل إليه : في كل حال هو الله تعالى فمن عِندهِ تقضى الحاجات ، وتلبى الرغبات .
المتوسِل : هو الداعي .

ويبقى المتوسل به : هو وسيلة الدعاء ، وهو على قسمين :


( 1 ) التوسل المشروع
أما المتوسل به المشروع فصوره عدة ومنها :
التوسل إلى الله تعالى بأسماء وصفاته ، كقول : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث .
فالمتوسِل : هو الداعي
والوسيلة [ المتوسل به ] : هي تعظيم الله باسم الحي و القيوم ، وبصفة الحياة والقيومية .
والمتوسل إليه : هو الله تعالى فهو المغيث وحده سبحانه دون ما سواه .
ومن صور التوسل : التوسل بالإيمان بالله ، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال تعالى : ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ) .
ومن صور التوسل : التوسل بالأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة ، كما في فصة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم وخالصها .
ومن صور التوسل : التوسل بدعاء الصالحين الأحياء ، كما ثبت من أكثر من وجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في الاستستقاء : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنا نتوسل إليك بعمّ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم أمر العباس بأن يقوم ويدعو الله تعالى .
وفي ذلك أنه توسل إلى الله تعالى بدعاء العباس رضي الله عنه ، ولا يجوز أن يطلب ذلك من الميت ، ولو جاز لما كان يليق بعمر بن الخطاب وفقهه ومحبته للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقدم دعاء العباس على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذلك توسل معاوية بن أبي سفيان بدعاء الأسود بن يزيد الجرشي ، وغير ذلك .
فهذه كلها صور التوسل المشروع .


( 2 ) التوسل الممنوع - غير المشروع -
أما التوسل الممنوع ، وغير المشروع ، فهو التوسل : بجاه أو بحق أو بذات الأنبياء والصالحين .
كقول القائل : اللهم إني أسألك بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بحقه ، أو بالنبي صلى الله علية وسلم .
وتنبه إلى أن المقام لا يزال في ( دعاء الله تعالى بوسيلة ) وهنا جعل الداعي الوسيلة : حق أو جاه أو ذات النبي صلى الله علية وسلم .
وهذا النوع من التوسل اختلف أهل العلم من بعد القرون المفضلة في جوازه ، والصواب أنه : بدعة لا تجوز ، لأن هذا لم يرد به حديث صحيح عن النبي صلى الله علية وسلم ، ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يرد ذلك إلا في أحاديث لا تنتهض للحجة ، وقول من لا يكون قوله حجة !! ، بل نص أبو حنيفة النعمان - و عليه اتفاق أصحابه - على المنع من : سؤال الله بشيٍ من خلقه ، قال القدوري : ( المسألة بخلقه لا تجوز لأنه لا حق للخلق على الخالق ، فلا تجوز وفاقاً ) .
وعليه فالتوسل بحق المخلوق وجاهه وذاته : بدعة منكرة .
ولم يقل أحد من أهل السنة بأنه شرك أكبر ، هذا إذا كانت الباء : للسببية .
أما إن كانت الباء للقسم ، فإن هذا من الشرك من وجه آخر : وهو الحلف بغير الله تعالى ، نص على ذلك غير واحد من العلماء ومنهم شارح الطحاوية ابن أبي العز الحنفي .
والحلف بغير الله تعالى من الشرك بلا خلاف ، فقد سماه النبي صلى الله علية وسلم شركاً ، ولا يجوز لأحدٍ من العالمين أن يخرجه من مسمى الشرك .
ولكن هل هو من الشرك المخرج من الملة أم لا ؟ ، البحث والتفصيل فيه مشهور ، والصواب أنه من الشرك الأصغر ما لم تظهر قرينة تنقله للشرك الأكبر كاعتقاد استحقاقيته لذلك ، أو أن فيه من صفات الربوبية شيء ونحو ذلك .تنـبـيـه هــام
إذا عُلم معنى التوسل ، فإن كفار قريش خلطوا بين هذا المعنى ، وبين دعاء آلهتهم من دون الله تعالى ، وسموا دعاءهم غير الله تعالى : وسيلة ، وقربة ، وشفيع - أي وسيط و وسيلة !! - ، قال تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (يونس:18) ، وقال تعالى ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر:3)
فكذبهم الله تعالى في الآيتين حيث قال : ( أتنبئون الله بما لا يعلم ) ؟ ، وقال : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) ، وذلك أن ظاهر ألفاظهم هو قصدهم والرغبة إليهم .
ومما يتحقق أن مشركي العصور المتأخرة من عباد القبور والأضرحة والأولياء وقعوا فيما وقع فيه أسلافهم من المشركين ! ، وسموا دعاء غير الله تعالى توسلاً ، فالمستغيث قائلاً : يا بدوي ، المدد يا ست زينب ، الغوث يا جيلاني !!!! ، كل هذا من دعاء غير الله تعالى ، ودعوى أنهم شفعاء و وسطاء و وسائل !! : كل هذا حمق وكذب وكفر .
وذلك لأن دعاء غير الله تعالى ، لا ورود فيه لذكر الله تعالى ، وعلبه فينقص منتهى التوسل ، ويهمل أهم أركانه !! .
فمن دعاء غير الله تعالى : مشتغيث به لا متوسلاً به ، و إلا فأين المتوسل إليه في دعائه ؟!.
وذلك لأن :
الاستغاثة لها ركنان : المشتغيث وَ المشتغاث به ، ولا ركن ثالث لها .
وأما التوسل فأركانه ثلاثة كما تقدم : متوسل و متوسل به و متوسل إليه .
هذا من وجه ، و والوجه الآخر : أن قول الرجل : يا فلان أغثني ، أو يا رسول الله نفّس كربتي : في فهم كل عربي وعاقل يسمى استغاثة ولا يسمى توسلاً ، فقط طلب منه الغوث ، وطلب منه تنفيس الكربة .
ولا يقال بأن مراده : يا فلان ادع الله أن يغيثني !!!! ، أو يا رسول الله ادع الله أن ينفس كربتي .
لأن هذا لم يرد في كلامه ، وفي حقيقة الحال هو يريد ذلك ممن دعاه ، ولو أراده من الله لطلبه من الله مباشرة ، ولهذا لما زعم المشركون أنهم ما دعوهم من دون الله ، وإنما ( اتخذوهم وسطاء ) و ( وشفعاء ) و ( وسائل ) ، كذبهم الله تعالى وكفرهم كما تقدم ذكره .
فهذا النوع ( من التوسل !! المزعوم ) بمعناه الخاطئ : هو الشرك الأكبر بالله تعالى ، وهو توسل المشركين إلى آلهتهم على حد زعمهم وكذبهم وافترائهم .
الشيخ عبد العزيز ال الشيخ مفتى عام المملكة حفظة الله تعالى
الشيخ ابن باز رحمة الله تعالى
الشيخ محمد صالح العثيمين رحمة الله تعالى
الشيخ صالح الفوزان حفظة الله تعالى
الشيخ محمد امان الجامي رحمة الله تعالى
 

بكبوك

عضو جديد
جزاك الله خيرا يا ابا عزوز الله هو خالقنا ورازقنا ويحيينا ويميتنا فكيف نستعين بغيره سبحانه وتعالى عما يشركون
 
أعلى