البحارنة من قبيلة عبد القيس

كانت قبائل عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة والتي تقطن الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية (والذي يُسمى إقليم البحرين قديماً) يُطلق عليهم إسم "بحارنة" ، ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أنهم أتوا من مملكة البحرين وإنما جاء من إمتهانهم البحر للعمل، و لفظ "البحرين" كان يطلق على المنطقة الواقعة بين البصرة شمالا الى عمان جنوباً ،، يعني: الكويت والبحرين والإمارات العربية وقطر والبحرين والإحساء والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

ويُلقّب من ينتمي إلى قبيلة عبد القيس بلقب "عبدي"

كان امتهان عبدالقيس الفلاحة موضعا للهجاء وسط القبائل البدوية الأقل تحضرا من عبدالقيس. وقصة التحكيم بين الفرزدق وجرير مشهورة حين أتى الفرزدق وجرير إلى الصلتان العبدي وقد كان من كبار الشعراء سناً وشعراً، فلم تأت نتيجة التحكيم مرضية لا لجرير ولا للفرزدق الذي طلبه للتحكيم فكان صريحاً في حكمه وقال:

أنا الصلتان والذي قد علمتم متى مايحكم فهو بالحق صادع
أتتني تميم حين هاجت قضاتها وإني للفصل المبين لقاطع
كما أنفذ الأعشى قضية عامر وما من تميمفي قضائي مراجع
قضاء امرئ لايرهب الشتم منكم وليس له في الحكم منكم منافع
قضاء امرء لا يرتشي في حكومة إذا مال بالقاضي الرشا والمطامع
فأقسم لا آلو عن الحق بينهم فإن أنا لم أعدل فقل أنت ظالع
فإن يك بحر الحنظليين واحداً فما تستوي حيتانه والضفادع
وما يستوي صدر القناة وزجها وما يستوي في الراحتين الأصابع
وليس الذنابى كالقدامى وريشه وما يستوي شم الذرا والأكارع
ألا إنما تحظى كليب بشعرها وبالمجد تحظى دارم والأقارع
أرى الخطفى بذّ الفرزدق شعره ولكن خيراً من كليب مجاشع
فيا شاعراً لاشاعر اليوم مثله جريرا ولكن في كليب تواضع
ويرفع من شعر الفرزدق أنه تبوأ بيتا للخسيسة رافع
يناشدني النصر الفرزدق بعدما ألحت عليه من جرير صواقع
فقلت له إني ونصرك كالذي يثبت أنفاً كشتمه الجوادع


والحقيقة أن هذه الأبيات نزلت كالصاعقة على الطرفين حيث أنه أطرى على رفعة نسب الفرزدق في تميم وتواضع نسب جرير فيهم فأغضب بذلك جرير، وفي نفس الوقت امتدح جرير كشاعر ليس كمثله وأن الفرزدق ما دعاه إلا لينصره من صواعق ذلك الشاعر فأغضب بذلك الفرزدق، وحينها لم يجد الفرزدق ما ينبز به الصلتان العبدي إلا كونه بحرانياً فقال:

أما الشرف فقد عرفه وأما الشعر فما للبحراني والشعر
وكذلك قال جرير:
أقول ولم أملك امال ابن حنظل متى كان حكم الله في كرّب النخل


فرد عليه أحمر بن عدانة العبدي قائلا:

علام تغني يا جرير وقد قضى أخو عصر أن قد علاك الفرزدق
وإن امرأ سوى كليباً بدارم وسوى جريراً بالفرزدق أحمق


ورد عليه الصلتان قائلاً:

أعيّرتنا بالنخل أن كان ملكنا وود أبوك الكلب أن كان ذا نخل

ثم أكمل البيت خليد عينين العبدي قائلاً:

أي نبي كان فيمنغير قومه و ما الحكم يابن اللؤم إلا مع الرسل

فرد عليه جرير:

ذرن الفخر يا ابن أبي خليد وأد خراج رأسك كل عام
لقد علقت يمينك رأس ثور وما علقت يمينك من لجام


فرد عليه جرير:

كم عمة لك يا خليد وخالة خضر نواجذها من الكراث
نبتت بمنبته فطب لشمها ونأت عن القيصوم والجثجاث


فكانت عبدالقيس تفتخر بتحضرها وممارستها للزراعة بينما كان الآخرون ينبزونها بذلك.
كما اشتهرت عبدالقيس بركوب البحر نظراً لانتشارها على سواحل الخليج وما يتبع ذلك من تجارة وغوص وغيره من أمور البحر. ولعل من أقدم الإشارات في الأدب العربي إلى امتهان أهل المنطقة ركوب البحر، ما ورد في معلقة طرفة بن العبد:


كَأَنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً خَلاَيَا سَفِينٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْدَدِ
عَدُولِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَامِنٍ يَجُوز بُهَا الْمّلاحُ طَوراًوَ يَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبَابَ الَماءِ حَيْزُومُها بها كما قَسَمَ التِّرْبَ الْمَفايِلُ باليَدِ


سكن البحارنة الذين وصلوا إلى هذه المنطقة عبر البحر على طول شرق الجزيرة العربية من جنوبها في عمان مرورا بالبحرين والقطيف والاحساء وصولا إلى شمال غرب الجزيرة العربية في دولة الكويت إلى جنوب العراق. وتركز البحارنة من ربيعة في البحرين والكويت والعراق وهذا يضم بالطبع البحارنة الموجودين في الضفة الشرقية لشط العرب في إيران وهم الشطر المحسوب جغرافيا على عائلات البحارنة في العراق وقد فصلهم الحد السياسي في مياه شط العرب.

عبدالقيس جاءت إلى البحرين من تهامة وهي موطن قبائل ربيعة في جنوب الجزيرة العربية، وقد تغلبت عبدالقيس على من كان قبلها من أياد والازد فأجلت أياد عنها، فنزلت جذيمة بن عوف الخط وأفناءها، ونزلت شن بن أقصى طرفها وأدناها إلى العراق، ونزلت نكرة بن لكيز بن أقصى بن عبدالقيس وسط القطيف وما حوله، والشفّار، والظهران إلى الرمل، وما بين هجر إلى قطر وبينونة، ونزلت عامر بن الحارث والعمور ــ وهم بنو الديل ومحارب وعجل أبناء عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبدالقيس ومعهم عميرة بن أسد بن ربيعة حلفاء لهم ــ الجوف والعيون والاحساء حذاء طرف الدهناء، وخالطوا أهل هجر في دارهم، أي أنهم انتشروا في أكثر أجزاء البحرين وخاصة المناطق الساحلية منها، ونزلوا أهم مدنها.

وكان مما ذكر في مصادر التاريخ في ذلك، انه احتفظت عبدالقيس بهذه المواضع حتى ظهور الإسلام وقد ذكرت مناطق أخرى لعبدالقيس دون أن يحدد أي عشائر يسكنها، منها المشقر والصفا وجواثا وسماهيج ومحلم وقبة، وعدد آخر من القرى كما ذكرت المصادر أيضاً عددا من القرى لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى، وذكر بن الفقيه انها اضعاف قرى بني محارب، كما ذكر من منازلهم قطر، وجبلة.
وذكرت المصادر لبني محارب عددا كبيرا من القرى، والمدن منها هجر، والعقير. اما جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن انمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبدالقيس فمن منازلها البيضاء وتسمى باسمهم، واحساء خرشاف، وقرية افار لجماعة من كليب بن جذيمة، وصلاصل لبني عامر بن جذيمة واوال لبني مسمار بن جذيمة.



تحياتي للجميع

بحراني كويتي
 
التعديل الأخير:

JAMES546613

عضو مميز
شكرا للمعلومات القيمه واذا سمحت لي بسؤالين ،،،هل البحارنه كلهم ينتمون الى المذهب الشيعي ؟وكيف تشيعوا وجزاك الله خير
 
شكرا للمعلومات القيمه واذا سمحت لي بسؤالين ،،،هل البحارنه كلهم ينتمون الى المذهب الشيعي ؟وكيف تشيعوا وجزاك الله خير

حياك الله يا الغالي ، نعم البحارنة شيعة من أتباع أهل البيت (ع) ، وكان هذا بسبب بيعتهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قبل وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي فترة الفتن التي حدثت في التاريخ الإسلامي، فقد كان لغالبية عبد القيس سواء في البحرين أو العراق وقفة لجانب الإمام علي عليه السلام، وكانت عبد القيس من أبرز قبائل ربيعة في جيشه، وقد كان ابن الأشج على أهل هجر في جيش علي في حرب الجمل، أما في صفين فقد قال الإمام علي لرؤساء ربيعة: (أنتم درعي ورمحي، أنتم أنصاري ومجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في نفسي)، وفي صفين أيضاً كان حامل راية ربيعة هو الحضين بن منذر (أبو ساسان) فقال فيها الإمام علي :
لنا الراية الحمراء يخفق ظلهـا إذا قيل قدمها الحضين تقدما
ويدنو بها في الصف حتى يزيرها حمام المنايا تقطر الموت والدما
الى أن قال:
جزى الله قوماً قاتلوا في لقائهم لدى البأس خيراً ما أعف وأكرما
ربيعة أعني إنهم أهل نــجدة وبأس إذا لاقوا خميـساً عرمرما
وقد كان الإمام علي لا يعدل بربيعة أحداً من قبائل العرب سوى همدان. وبذلك فإن قبائل ربيعة أهل البحرين خاصة عبد القيس وبكر بن وائل وبوقوفهم مع الإمام علي أصبحوا بالتالي مناهضين للحكم الأموي مما جلب عليهم سخط بني أمية، وكذلك الأمر في عهد بني العباس فأصبحوا من المغضوب عليهم.

تحياتي

بحراني كويتي
 
التعديل الأخير:

عجـرّش

عضو بلاتيني
وحرّقوا عبدالقيس في منازلها *** وصيرّوا الغر من سادتها جمما

عبد القيس احقروهم القرامطه في محرقة بالبحرين اللي الحين اسمها المحرق

وانتهى نفوذ القرامطه في قبائل بني عقيل بن عامر بن صعصعه وأسسوا الدولة العيونية وبعدها ال عصفورية وبعدها الجبور

اللي منهم الامير مقرن بن زامل الجبري العيقلي العامري اللي كان ملك المشرق والرياض كانت حدائق مقرن

غزاهم البرتغاليين والفرس الهرمزين اللي جو من البحر فسميناهم ( البحرانه ) فاستشهد مقرن بن زامل

فقعدوا البرتغاليين ٨٠ سنه وبعدها حملات العثمانية اللي فشلت وانتصرت الين تحرر ساحل الشرق
 
وقد انتقلت عائلات البحارنة إلى الكويت في النصف الأخير من القرن الثامن عشر. وكان انتقالهم على الأغلب مع بعض العائلات الأخرى الذين انتقلوا من البحرين والذين انصب عملهم على التجارة والنقل البحري ومنهم .

وكانت تلك الفترة قد صاحبت الطفرة التجارية للكويت وبروزها كمركز تجاري مهم بين الهند وسواحل أفريقيا من جهة وبين إيران والعراق والشام من جهة أخرى مما زاد في حاجة الكويتيين للسفن بأنواعها. ذلك أنه لم يكن غير القلاليف البحرانيين يمتلكون مهارة صناعة السفن في تاريخ الكويت، وقد كان عملهم منصبا على البحر وصناعة السفن التي كانت عصب الاقتصاد والعيش في ذلك الحين، حيث كان عملهم يتم بجد واتقان متفان فاق مثيله في كل صناعة للسفن بالمنطقة، ومن تلك السفن أنواعا كثيرة منها الكبيرة للسفر البعيد والتحميل التجاري ومنها احجاما متوسطة تجارية وسفن للغوص على اللؤلؤ وجلب الماء والصخر وأخرى أنواعا بأحجام متفاوته لأغراض متعددة ونذكر من تلك السفن المختلفة الأنواع والاحجام: البغلة والبوم والسنبوك والشوعي والجالبوت والبتيل وابوام الماء والتشاشيل وغيرها.

وقد اخرج الكثير من الكتاب والباحثين العديد من الكتب والمؤلفات تناولوا فيها تاريخ صناعة السفن في الكويت وأسماء صناعها وتفاصيل الاحداث التاريخية لتلك المهارات الجبارة وأثرها في تاريخ الكويت الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي. ونذكر من هؤلاء الكتاب المؤرخ سيف مرزوق الشملان، والدكتور يعقوب يوسف الحجي في عدة مؤلفات قيمة ومهمة، والدكتورة الشيخة ميمونة الصباح والدكتور عبد الله الغنيم والباحث في التراث البحري الكويتي جابر عبد الله في كتاب له اسمه «الداو»، وسوف يصدر له عما قريب ان شاء الله كتاب جديد بعنوان «الأيادي الذهبية» وهو كتاب قيم ومهم يضم الكثير من المعلومات والاحداث التاريخية التي نتجت عن بحث طويل ومقابلات كثيرة مع رجالات البحر ورجالات صناعة السفن السابقين في تاريخ الكويت.

من أسماء الأسر البحرانية في الكويت والتي يرجع نسبها إلى عبدالقيس بن ربيعة في الوقت الحاضر على سبيل المثال لا للحصر من تلك العوائل:

أسرة القلاف، اسرة الاستاذ، أسرة الأشوك، أسرة الزيدي، أسرة العمران، أسرة الشماع، أسرة الصباغة، أسرة الجمعة، اسرة الفردان، اسرة المرهون، أسرة الأسود، أسرة المتروك، أسرة السماك، أسرة الجزاف، أسرة الصيرفي، أسرة بن عريعر، أسرة الغضبان، أسرة العرادي، أسرة أكروف، أسرة البزاز، أسرة بوعليان، أسرة الخياط

المصدر:
http://ar.m.wikipedia.org/wiki/بحارنة
 
أعلى