نحن و أنتم متفقون أن النبي و أهل بيته عليهم الصلاة و السلام أهل صدق و شجاعة و إخلاصبسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين،
تقول فكر.. ولو أني لم أفكر لم أصل إلى الحق الذي أنا عليه، تقول فكّر… وأنت بعيد كل البعد عن عالم التفكير.. فكيف ثم الف كيف -الويل لك- تقول فكر وأنت أنت حين أريتك الحق بعيانك فلا تقدر بعد على جحد ما استيقنته نفسك تقول لي فكّر..! جلّ ما يسوؤني في الأمر صدوره عن مثلك.
وما أتيت بما أتيت الا عجزا منك عن اجابتي، أسئلة جعلتك حائرا عن أمر يخرجك من مأزق زجّك فيه عنادك وجرمك بحق الناس ونفسك!
أما ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله فإنك تجده عند الذين تبعوا من لا يفترقون عن القرآن وهم عِدله، عند أتباع محمد وآل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولو شئت أقمت لك الدليل ما يستقيم لعاقل أن يعرف به صواب الطريق.
فقلي مع من سيكونون مع الكذبة الأفاكين أم مع أهل الصدق الناصحين
غير أني ارتأيت يا متعدي بطرح موضوع ليس يقدر عليه أن أعاود سؤالك عن الفتوى التي يفتي بها كباركم بجواز رضاع الكبير وما نقله "ولد الإحساء" ينفي ما تكذب به على غيرك من أن مذاهبكم ليست مملوءة بهذه الفتاوى وأمثالها، ولكن قل لي الراوي الذي روى عن عائشة وصحح الحديث كاذب او انكم تلتزمون ما قلت ام المؤمنين؟! ان قلت الأولى يعني ان العاقل لا يتمسك بدين لا يراعي نقل الحديث وتصحيحه ولا يحسن من ذلك شيئا او قلت الثاني عدت من. حيث خرجت واوقعت نفسك، فقبحا لكم.
إختلفوا هل هو عام أم خاص و من ضعفه أجتهد لمخالفته أحاديث تخالف تلك الرواية و البعض ذهب إلى أنه حكم منسوخ
تستنكرون علينا مسألة إختلفنا بها و هي في موضع صغير من الجسد أو وضع اللبن في إناء يقصد به بأن يكون محرماً و من إختيار رجال عدول لم يتلبسوا بلباس الفسق و الفجور
أما أنتم لم تستنكروا على أنفسكم إحلالها بالكامل بإسم المتعة و شجعتم على ذلك برويات تزيد في الأجر كأجر حجة و عمرة
الا قل لي على اي من المذاهب الاربعة بُعث الرسول صلى الله عليه وآله، الا انه يلزم ان يكون مع صحة احدهم كون البقية بدع، فتعقّل.
المذاهب مقتبسة منه و ربما تخالفوا على حسب الفهم أو بنو بعض أقوالهم على أحاديث أختلقها الكذبة الأفاكين أهل التقية و النفاق و أخذوها على حسن نية و هم بشر لم يكونوا معتصمين و وبما أفتوا بفتاوى تخالف ماورد عن النبي عليه الصلاة و السلام و آله لم تصلهم و هم للحق باحثون مجتهدون فالحق ما وافق الكتاب و السنة و هم لم يتعمدوا المخالفة
. والا قل لي كيف يبعث نبي الله صلى الله عليه وآله على آراء اربعة والدين واحد عند الله تعالى وقد ذم الذين جعلوا دينهم فرقا شتىفقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [سورة اﻷنعام : 159]؟!
وبالتالي يفهم العاقل المتأمل أن الذين اتخذوا دينهم فرقا وشيعاً هم الذين أسسوا مذاهب أربعة فيما بعد من عند أنفسهم والوهابي المذهب الخامس منهم.
هي مذاهب متفقة على الكتاب و السنة و متحريه للحق و منحازة له و ليسوا بمعصومين و لا متعمدين الشقاق و المخالفة
وأما حديثك عن أهل البيت عليهم السلام فعجيب لأنكم تحكمون عليهم وأنتم لم تأخذوا منهم أصلا قل لي من أين نشأت المذاهب الأربعة رغم أنكم بادعائك تأخذون عن آل الرسول صلى الله عليه وآله .. أفليسوا هم على دين واحد، ومذهب واحد هو دين ومذهب جدّهم صلى الله عليه وآله.؟! وهم لو لم يكونوا اطوع خلق الله تعالى له لما أمر بودهم، فهؤلاء الراشدون المهديون من الله تعالى الا يحق لهم أن يُؤخذ عنهم ويُترك ما دونهم؟ فكيف نرى كتبكم خلت من حديث عنهم وهم بشهادة أعدائهم قد زقوا العلم زقا، يرثونه أبا عن جد، بعكس ما صنع الصادقون من تبعتهم فهم من لحقوهم وتبعوهم تبع الفصيل أثر أمه، قوتلوا معهم حيث قوتلوا وأذوا في حبهم كثيرا، هؤلاء الصادقون الوافون بعهد الله تعالى ومؤدي الأجر الذي فرضه تعالى وهو المودة في القربة، والمودة تعني بتفسير اهل اللغة المحبة المقرون بعمل يتلاءم معها. وأما الولاة على صفحة التاريخ فهم من اتباع وانصار مدارس أخرى، فضيقوا على أهل البيت عليهم السلام ومذهبهم وأخذوا بالتشديد عليهم مأخذا عظيما، ولا أظن الأمويين ومن أتى بهم والعباسيين وما بعدهم الا من اتباع مذاهب اخرى غير مذهب اهل البيت عليهم السلام. فلو كنت تريد الانصاف فارجع الى اهل بيت محمد صلى الله عليه وآله فستجد نفسك عندنا.
واما انك تريد من تسمية ابنائهم عليهم السلام بالتسمية العربية المشهورة آنذاك بعصرهم ان تجعل ذلك علامة مودة ومحبة ليس بالمنصف ابداً، فهم يسمون بما اشتهرت عليه الاعراف وليس سعيا للمحبة ورغبة بقوم ليس فيهم اليهم رغبة.
واما غير ذلك اناقشك به ما كنت جاهدا ساعيا طالبا للرشاد.. على بركة الله تعالى.
لكن قبل ان اشرع بالمغادرة وانهاء كلماتي اعيد واكرر عليك اسئلتي:
على اي مذهب بعث الرسول صلى الله عليه وآله؟ الا يعني هذا بطلان الثلاثة الباقية؟!
علي عليه السلام صاحق حق و معاوية كذلك و لم يغيروا الشرع و لم يبتدعوا فيه و يدل على تنازل الحسن عليه السلام و مبايعته لمعاوية رضى الله عنه و أما المتعة فكانت جائزة ثم حرمت فكيف نقيم حداً على جائز قبل تحريمه و من بلغه التحريم متأخراً لا يعني تعمد فعلههل علي عليه السلام هو من كان صاحب الحق ام معاوية ؟ فان قلت علي عليه السلام فيعني ان معاوية كان ظالما خارجا على امام زمانه، وما يعني انه ملعون عند الله تعالى لأنه مفسد في الأرض.
هل كان يزني عندما كان يتمتع ابن جريج؟! طبعا ليس على مذهب اهل البيت عليهم السلام وهو من العصور المتأخرة عن زمن تحريم عمر ام ان الناقل عنه كان كاذبا عليكم.
لم لم يقم الحد عمر وعثمان على ابن عباس غيرهم من الصحابة امثال عبد الله بن مسعود وجابر بن عبدالله.. ، فهم كان يتمتعون في عهدهما ويأمرون الناس بالتمتع ويكفي ان يأمروا بالتمتع حتى يقام عليهم حد المفسدين في الارض لو كانوا يكذبون على الله تعالى ودينه؟ ام ان الخليفتين آنفي الذكر عدلوا عن اقامة دين الله تعالى والحدود الشرعية المفروضة في كتابه؟! أجبني منصفا لا متحيزا وما علينا الا البلاغ المبين