حكم من لم تصلهم دعوة الإسلام. هل يعذبون في النار أم ماذا. سؤال يراود الكثير.

hakeem

عضو ذهبي
حكم من لم تصله دعوة الإسلام
هناك ملايين في هذه المعمورة لم تصلهم دعوة الإسلام. ما حكمهم؟ هل مصيرهم جهنم؟ وإذا كان الجواب نعم، فما هو ذنبهم حيث لم تصلهم رسالة الإسلام؟ أم أنهم سيدخلون الجنة؟ ولكن كيف يدخلونها وهم لم يؤدوا واجبات ربهم في الدنيا. أرجو توضيح هذه المسألة جزاكم الله خيراً؟

أحسن ما قيل في هذا الصنف من الناس أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع الأمر دخل الجنة ومن عصى دخل النار، لقول الله سبحانه وتعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[1].
وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في هذه الطائفة في آخر كتابه: (طريق الهجرتين في بحث طبقات المكلفين) فمن أراده فليراجعه يجد ما يشفي ويكفي إن شاء الله وبالله التوفيق.


موقع العلامة ابن رحمة الله وجميع أمثاله
 

hakeem

عضو ذهبي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله28
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في [مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين]: هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟
فأجاب بقوله:
((العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى قال: "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ" حتى قال عز وجل: "رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ"، ولقوله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا"، ولقولهتعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ"، ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي واحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار"، والنصوص في هذا كثيرة.
فمن كان جاهلاً فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين؛ ولكن يجب أن نعلم أنَّ من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي إنه يذكر له الحق ولكنه لا يبحث عنه ولا يتبعه، بل يكون على ما كان عليه أشياخه ومن يعظمهم ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور، لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظِّم من يعظِّم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم: "إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ"، وفي الآية الثانية: "وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ".
فالمهم؛ أنَّ الجهل الذي يعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق ولا يذكر له: هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله.ثم إنْ كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنه يعتبر منهم، وإنْ كان لا ينتسب إلى المسلمين فإنَّ حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا، وأما في الآخرة فإنَّ شأنه شأن أهل الفترة؛ يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم: أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد)). انتهى.

أي أن قول الشيخ العريفي ليس بدعا من القول ... وهذا من مقتضيات عدل الرحمن سبحانه وتعالى .... فالكافر الأصلي يعامل في الدنيا من المسلمين معاملة الكفار ، لكن حكم الجنة والنار بيد العزيز الغفار تبارك وتعالى .
..............
كلام الشيخ محمد العريفي مغاير لكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله !
فالعريفي اشترط أن يبلغهم الدين...وأن يجدوا من يشرحه لهم....ويزيل عنهم الشبه ..و...و.
والشيخ ابن عثيمين يشترط بلوغ القرآن لقيام الحجة...
ومعلوم أن القرآن قد بلغ أكثر البلاد !...وبلغات أصحابها....
والتفريط واقع منهم...
وبما أنك استدللت بكلام للشيخ ابن عثيمين...فهاك كلام أخر له : الذي نراه أن الحجة لا تقوم إلا إذا بلغت المكلف على وجه يفهمها، لكن نعرف أن أفهام الناس تختلف ... وأما من بلغه النص ولكنه لم يعرف منه معنىً أصلاً كرجل أعجمي بلغه النص باللغة العربية ولكن لا يدري ما معنى هذا النص، فهذا لم تقم عليه الحجة بلا شك، ودليل هذا قول الله تبارك وتعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [إبراهيم:4] ... فالذي نرى: أنه لا بد من بلوغ الحجة وفهم معناها على وجه يتبين له الحق، وأما قوله تعالى: لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19] فلا شك أن القرآن نزل بلفظ ومعنى، فالمراد من بلغه لفظه ومعناه، أو من بلغه من أهل هذه اللغة الذين تقوم عليهم الحجة إذا بلغهم القرآن بمجرد وصوله إليهم، وهذا القول هو الذي تدل عليه الأدلة بخصوصها وأدلة أخرى بعمومها، مثل قوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ومن المعلوم أن من لا يعرف المعنى فإنه ليس بوسعه أن يقبله، لكن على من بلغه أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم قد بعث، وأن دينه نسخ الأديان كلها، يجب عليه أن يبحث، وهنا قد يفرط في البحث فلا يكون معذوراً لتفريطه. اهـ.
 

hakeem

عضو ذهبي
السؤال:ما حكم من اعترف أو توصل إلى أن الله واحد لا شريك له وهو مدبر هذا الكون وكل شيء وخاصة من العلماء والمخترعين الغربيين والشرقيين ولم يؤمن بباقي أركان الإسلام، لعدم معرفته أو لجهله بالإسلام أو لانخداعه بالإعلام الغربي؟ وهل يخلد في نار جهنم؟.الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فكل من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما بعث به فإنه محكوم بكفره، ثم إن كان لم يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم أصلا فالصحيح أنه يمتحن في الآخرة، وإن كان سمع ببعثته صلى الله عليه وسلم وبلغه خبره فقد قامت عليه الحجة بذلك، فإن مات على الكفر فهو من أهل النار، وأما خداع الإعلام ونحوه فليس عذرا له، لأنه كان يجب عليه أن يبحث عن الحق وأدلته وذلك في متناول كل أحد لو صدق في البحث وطلب الهدى، قال العلامة ابن بازرحمه الله: من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، ومات على جهل بالحق يمتحن يوم القيامة في أصح أقوال أهل العلم، فإن نجح دخل الجنة، وإن عصى دخل النار، وهكذا جميع أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة، كما قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ـ أما من بلغه القرآن أو بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يستجب فقد قامت عليه الحجة، كما قال الله عز وجل: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ـ يعني: أن من بلغه القرآن فقد أنذر، وقال تعالى: هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ ـ فمن بلغه القرآن وبلغه الإسلام، ثم لم يدخل فيه فله حكم الكفرة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ـ خرجه مسلم في الصحيح، فجعل سماعه ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم حجة عليه. انتهى.
إسلام ويب: مركز الفتوى
 
أعلى