اعتقال العريفي بين النفي والتأكيد !
تضاربت الأخبار بين مؤكد ومكذب اعتقال الداعية المثير للجدل محمد العريفي وطرده من التدريس في جامعة الملك سعود ، وذلك على خلفية تغريداته عبر تويتر مهاجماً بعض أوجه سياسة الحكومة التي يرأسها ( رئيس مجلس الوزراء ) الملك عبد الله بن عبد العزيز ؛ فكان العريفي قد انتقد الموقف السعودي من الاخوان .. فأُعتقل ثم أُفرج عنه ، فعاد وانتقد قطار المشاعر في حج 1435هـ وهي التغريدة التي جاءت بمثابة " القشة التي قصمت ظهر البعير "
يبدو أن السعودية بدأت تتحسس وتتألم من لسعات عقارب التكفير المرتدة اليها بعد أن كانت تدعمها وترعاها وتحتضنها وتوجه نشاطها التخريبي الى الخارج الذي ليست السعودية معه على وفاق سواء سياسياً أو دينياً أو مذهباً فقهياً ( سوريا ، ليبيا ، اليمن ، ايران ، السودان .. الخ)
فهذه الدولة الوهابية ترعى التكفيريين والمتطرفين دينياً وفكرياً رعاية حانية باذخة بل هي المنبت والمنبع الخصب والمنطلق المؤمن للارهابيين ، لكنها شعرت بعد ما ذاقت من آلام الارتداد عليها من ارهابييها أن أمنها ونظامها مهددان ، فبدأت في [ قصقصة ] بعض الشعيرات الجانبية رويداً رويداً ، لهدفين :-
الأول : عدم اثارة الوسط المتطرف في الداخل اذاما بطشت السلطة بمجاميع الارهابيين المتغلغلين في المجتمع وفي ثنايا الدولة وبين زوايا مؤسساتها الرسمية ذات الأهمية الاستراتيجية ، فربما يثور هذا الوسط الارهابي المستوطن ويحدث فوضى عارمة سياسياً واجتماعياً وأمنياً تؤدي الى قلاقل وانفلات متعدد الوجوه مشابه لما يسمى الربيع العربي يصعب وقفه والسيطرة عليه .
والثاني : الأمل والرغبة في أن يبقى النمو الارهابي نشطاً وجاهزاً للإستخدام الموجه للخارج لتصفية الحسابات وفرض الرغبات وتثبيت الوصايات على خطين متوازيين ( الترغيب والترهيب ) أي ( المال ) لشراء الولاءات ، والارهاب(الجهاد) لترويض المفترسات!