حين تنكسر الروح / بعضٌ مني في سطور / ازدهار السلمان

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
هدير الأمواج مازال صداه عنيفاً ورذاذ مياهه يغسل وجهي برائحة الخريف حيث كنت كل صباح أرتشف قهوتي في تلك المحطة التي تقيم أسسها عند ساحل السالمية هناك حيث المدى البعيد يفوق تصور القابعين في سراديب الأسى والظلم .. هناك كانت الطموحات والاحلام تبني على الرمال قصوراً من اللؤلؤ الحجر الذي أعشق دوماً والذي لم أرتدِه أبداً .. قهوتي مرّة وسطور حرفي حزينة تروي حكايات واقع مرّ كالحلم ولم أقتبس منه سوى المرارة غريبة تلك الأيام كيف يداولها البارئ بين الناس ..

البحث المضني عن بداية البوح يترك انكسارات واضحة الشروخ تحفر أخاديد من تجاعيد العمر فوق وجوه اعتادت أن تفتح للدموع ممرات وأنفاق ..


قالت أمي ..

كنت أبتسم في وجه من يعرفني ومن لا يعرفني على الرغم من شدة الفاقة والعوز والدراهم القليلة لا تكفي لتسد رمق أطفال يحلمون بالطعام والشراب والتعليم و،, يحلمون ومجتمع تعوّد أن يسيء الى المرأة مهما كانت عفتها ونبل أصلها خاصة حين يكون الفقر بوابة للآضطهاد فتسري الشائعة مسرى النار في الهشيم .. وفي روحي المنكسرة وأحلامي المتكسرة خزنت الكثير وتحملت أكثر ومضى قطار العمر يحصد كل ما يقف بوجهه دون التفات ..


قال الظل ..

يختزن بعضهم في أحشائه مايثير الوجع حتى تتكوم تلك المتاهات في ورم يقصد الكبد بعد سريانه في الدم ولا أحد يُدرك وجع أحد..!

يتبع
 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
حين تنكسر الروح
آه ... من الروح حينما تنكسر و تتعرض للألم

العنوان فقد جذاب
أكيد المحتوى و الموضوع سيكون مميز
طالما من يكتب تلك الحروف
هي الإتاذة الفاضلة
و الاديبة المميزة ازدهار الانصاري
عذرا اختى لا املك كلمات تسعفني في هذه اللحظة
تقبلي تحياتي :وردة:
 

أبو مالك

عضو بلاتيني
أحرف مترعة بمداد الرافدين
فيها من الآمال والآلام الشيء الكثير

عــودا حميدا
ألبسكم الله لباس الصحة والعافية

 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
مرور جميل له في نفسي معانِ حلوة كثيرة
الأخ الطيب أبو مالك .. سعيدة بحضورك الراقي
ممتنة لك ودوماً مودتي
دمت بخير :وردة:
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
في خاطري حكاية تبدأ من نقطة الصفر ،عند السطر الأول لأبجدية الموت والميلاد ،تجتاحها إرهاصات أشد عنفاً من زلزال أو هزة أرضية لكنها ماتلبث أن تستكين في عمق أتون يظل متشظياً بسلال فوضى الصمت الذي ينشر الضجيج في استراحات صدئة ..!


هكذا صارت الأحوال وآلت اليه الأمال والرغبات والأحلام والأمنيات .. كلها تتحطم عند صخرة الواقع الذي أصابه هبل ىل جنون المال واستغل مصاصو الدماء فيه كل الأبرياء لحفر أخاديد تصب دماً في أنهار حفرت لتسقي وحوش السلطة وعبّاد الكراسي وطواغيت سياسة ميكافيلي المجنون والحاقد على كل البشر ..

مساحات الألم تزداد عمقاً فلا ضوء في أخر النفق يرتجى ، صرنا كما تائه في الصحراء ظمآن يحسب السراب البعيد ماء .. والحروب تتعدد أسماؤها تارة هي حروب المياه وأخرى حروب الطاقة وأخرى باسم الدين وأخرى وأخرى ولا تنتهي ..


قالت أمي ..

مرت بنا سنوات عجاف قضت على كل آمالنا وأحلامنا البسيطة ببيت يأوينا في الوطن .. غير أنَّ القحط الذي يبتلى به الفقراء دوماً لم يسمح لنا بالحصول على سكن دفيء فالفقر هو ألّد الأعداء والجهل يزيده ابتلاءً والجوع كافر ورغيف الخبز لا يأتي للفقراء الا بعد أن يكدحوا طوال يومهم ،وبعضهم يفترش الأرض ويسمح للأحلام أن تدق باب روحه كي ينسى الجوع وينام ..لم يكن يحمل سوى نزر قليل لا يكفي لعائلته وأهله فيضحي بنفسه من أجلهم لكن دولة الأغنياء ينامون من التخمة وجيرانهم جياع ..هل سيكذبني التاريخ ويقول هناك من يصرفون على الفقراء وربما يمنحونهم فضلات ما تبقى من عشائهم نعم ربما بعضهم يفعل ذلك لكنها لقمة رغيف مغموسة بالذل ..فكانت الروح المنكسرة تغرق في حلم يحمل أملاً في أخر النفق وفي انتظار مصباح علاء الدين والعثور على خاتم سليمان يظل الحلم رهيناً مرتهناً في ربوع الانتظار ..!


تهبط من عليائها الروح في أزمنة المتاهة والضياع أزمنة العنف والدماء وضجيج فوضى الألم تحطم ما تبقى من أمل في صرخات الصمت الذي يعلن أن البحث مازال جارياً عن سكن في وطن غزته الضباع ةالكلاب المسعورة ذات أجيال لم تقوَ على الصمود ..


قال الظل :

ببساطة عليكم أن تعلموا أن التغيير أحيانا لا يكون نحو الأفضل والعكس صحيح لكن المعضلة أن لا أحد يتعلم من أحد ، ولا أحد في انتظار أحد ..!!


يتبع..
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
ذات صباح مازال قريباً لم يخطه الشيب بعد حيث كان من صباحات أب الحارقة ( كانت أمي تقول أب يحرق المسمار بالباب ) والاستعدادات مكثفةفي ذلك البيت الذي يجمع شمل العائلة منذ سنين طويلة قضت فالكل مشغول بتهيئة لوازم سفري حيث أقيم وأولادي حاملة معي طفلة لم تبلغ الشهرين من عمرها في انطلاقة جديدة وبدء جديد و كما الجنين ينمو رويداً رويداً حتى يشيخ ويصبح مولوداً قادراً على استشاق هواء الوطن فيعلن قدومه الاول الى العالم ، في صدري كانت الامال والاحلام كثيرة حين تم الإعلان عن غزو مدينتي التي أحمل لها في قلبي كثير من الشوق والانتماء والمحبة ..أصابني الذهول وانثال سيل حروف الاستفهام في تساؤلاتٍ مرّة ، كيف وأين ولماذا ومتى ؟؟ متناثراً مجنوناً غير عابئ بكل من يتفحصني متسائلاً ماذا حصل ؟؟ كان ما حصل شديد الثقل على الروح لا تحتمله نفسي المتعبة الباحثة في حلم عن حلم الامان ..! سقطت الدولة ودخل الجيش مرابعها وعسكر فيها مع مقاومة خجولة كانت فالصدمة كبيرة والثقة عمياء وهنا باتت صمّاء أيضاً لتنهار الاماني ويضيع الهدف وتنتحر تلك الابتسامة التي كانت رسماً لبهاء لوحة لم تكتمل ..!


كثيراً ما تأخذني نفسي الى ذلك الوجع الذي قصم الروح وأهلك فيها الطموح ولا عزاء أو مواساة تنفع ..

قالت أمي ..

إنما هي برودة هذه الأرض وذات يوم حين ننام قد لا نستيقظ أبداً فما عسانا سنحمل في سفرنا الطويل الى الرحلة المحتومة حيث اللاعودة وعالم مجهول ..ثم أردفت مبتسمة لا نحمل الا ما قد حملناه ومشينا به طول العمر ، ولايصطحبنا في تلك الرحلة سوى عمل كان سر مسارنا في الحياة الدنيا وبين الاحسان والبر والاساءة والظلم تكون الخواتيم ..!


قال الظل ..

تمر الايام وأنا تابع ومتابع لكني أبداً لا أعرف من أكون ! ولا يحمل أحد الاجابة لأحد ..!

يتبع
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
لم تكن تلك الصدمة الموجعة هي الأولى وقطعاً لم تكن الأخيرة .. كانت نبضات القلب تخترق مسامعي أنيناً وحزناً وضياعاً كانت الأيام التي تخبيء كثيراً من المجهول في سجلاتها تمشي ببطيء شديد وأحداث تتراكم كما تتراكم ذرات الغبار فتلقينا في سحيق الألم والاختناق ..كانت الأيام موجعة حداً لا يطاق ..والصبر يوشك على النفاذ ..!


قالت أمي ..

عندما تبكي العيون ينشرح لها القلب مستعداً لبث الحزن الذي يُطبق عليه فلا يسمح له بالبوح ..وكم هي كثيرة سرديات الوجع الذي يحتوينا ويولد معنا وفينا والضحكة مجرد رسم على الشفتين تخلو من شعور الفرح الذي غاب عنا ولن يعود ..!


قال الظل..

تظل نسمات أريجها مازال مراقباً على الرغم من قساوة الحياة لعلها تمنح المنكسرين نوراً في نفق..!
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
ما لهذه الحروف لا تملك الافصاح عما يختلجني من مشاعر من هواجس مالها تبدو لي مجرد إسقاطات واهنة مبعثرة ، كسحابات بعثرتها دوامة ريح عاصفة فلملمت ما في الأرض من غبار وأحجار وحصى .. ترتبك المشاهد تبتعد وتقترب يكتنفها الغبار والضباب ومتاعب سنين مرّت ثقيلة على الروح المتكسرة بالوجع ، لتظل كما دوماً تتلمس بعض ضوء في العتمة .. !


قالت أمي ..

ذات نهار كانت الشمس الدافئة تغمر الروح ببعض أمل يلوح في الأفق وهاهو الولد يأتي وكل ظنّي أنه سيكون حامياً لي أمام جبروت الفقر والعوز وقلة الحيلة لأكتشف بعد أعوام أنه سيف سلطه مجتمع ذكوري متعصب ليتحكم بي لا لينصفني ..!

قال الظل ..

في مفترق الطرق لا تملك الروح المنكسرة سوى دموع تنثال بصمت ولا أحد يلتفت لأحد..!
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
كان حجم الألم الذي ترقرق من عينيها دموعاً ساخنة ينبئ بوجع جديد محرقة جديدة تشعل الأخضر واليابس دونما فرق تحصد الأبرياء والمجرمين في بوتقة اختبار واحدة والصمت يغلف محيط الساكنين في هذا الوطن المنكوب بعملاء وخونة وسياسيون لا مبدأ لهم أوعقيدة سوى سلاح ميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة لذا فليذهب الجميع الى الجحيم مادام كرسي الحكم باقٍ لهم ، وحشية لا تقبلها حتى شريعة الغاب فهناك البقاء للأقوى نعم لكنه لا يفترس حيوانا أدنى منه الا في حال يدركه فيها الجوع ولايقتل ابن جلدته أبداً ولكن شريعة البشر تبدو أدنى بكثير من هؤلاء كيف لا وأول من ابتدع القتل كان قابيل الذي قتل أخاه هابيل حسداً من عند نفسه ليستمر مسلسل قتل النفس التي حرمها الله حتى اليوم دون أدنى وازع من ضمير ..!!
قالت أمي ..
لم تكن تلك الحكايات التي أقصها عليكم دون جدوى أو لمجرد تسلية وقضاء وقت لكل حكاية كان هناك مغزى وهدف كي تشبوا صالحين تعرفون الفرق بين الحق والباطل ..وتدركون أن الحسد والحقد ليسا سوى نار تحرق كل ما حولها دون استثناء وأن الحب والتسامح هما الطريق الصواب .. فهل تراكم تعلمتم منها وإن كنتم كذلك فما بال دنياكم تحكمها الحروب ومابال شوارع مدنكم تغسلها دماء الابرياء ..؟
قال الظل ..
يستبد الظمأ بالقلوب التي تحرقها نيران الاسى والوطن يحترق ولا أحد يجير أحد ..!
 

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
قالت أمي
إن ازدهار في ازدهار والفكر من خيلاء آهاتها قد غار ..


قال الظل .
انا احضر عندما تأتي الخطوط المستقيمة انا انبعث من ضوء الحرف المستنير


..

قلت انا
اتمنى ان ارى حين تنكسر الروح ورقا مطبوعا على كتاب من نور
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
قالت أمي
إن ازدهار في ازدهار والفكر من خيلاء آهاتها قد غار ..


قال الظل .
انا احضر عندما تأتي الخطوط المستقيمة انا انبعث من ضوء الحرف المستنير


..

قلت انا
اتمنى ان ارى حين تنكسر الروح ورقا مطبوعا على كتاب من نور

يسلم لي التعقيب وصاحبته
أسعدني قربك يا الغالية وحاضر على أمرك سأستعد ولن أتقاعس ليصبح المشروع ورقياً كما تأمرين

ممتنة لأنك هنا صديقتي الأغلى

محبتي
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
ترتبك الصور .. تحيط بي ذكريات أمس كان ومضى لكنه مازال عالقا في ذهني المتعب .. أشعر برغبة ملحة في الانفلات من ذلك العبق الذي يلفني؛من رائحة الطفولة البريئة التي كانت ومضت هي الاخرى كما تمضي كل الاشياء حولي ..كل شيء قابل للذوبان لكنه في نهاية الأمر يترك أثراً مايدل عليه .. النار تشتعل ، تحترق ولايبقى سوى رماد في القاع .. صدى يقلق صدري .. ينطلق صارخاً برغبة في انبعاث جديد ولكن ما عاد في العمر بقية..!

قالت أمي :
هواجس ترتعد فرائصها ربما رهبة من الموت القادم في نسائم صباح حزين ..ربما من الفراق الموجع الذي يغزوكل ذرة من البقاء لينثال كماالدموع في بوتقة صمتٍ مقهور .. ربما .. ربما !!
اللحظة تتنفس بصعوبة هواءً مليئا بالوجع ..والغياب يفتح بوابة الاغتراب في المنفى .. والمنفى يعج بسكانه الوافدين والقدامى ..
السماء معتمة بسحب ظامئة لا تحمل المطر ..! في لحظة وهن الضباب يغطي الاجواء لا شيء يُرى بوضوح !!ملامح من ذكريات مرتبكة تتقاذفني أحاول أن أنام تأبى عيناي النوم فتحرمني فرصة الحصول على حلم ضاع هناك!!..


قال الظل :
انتابني فضول لأعرف ما تقول فكانت إلهي هي كل ما أسمع ، استجارت بمن يستحق وشكت الى من له الشكوى.. وبقيت مكاني الذي أجلستني فيه لأعرف ماهية الحكاية.. ولا أحد يسمع أنين أحد !!
 

ازدهار الانصاري

عضو بلاتيني
تتساءل الحروف ما هوالحديث الذي يشغلني؟ لماذا أدور بها في أفلاك المتاهة .. ؟ أحسني أغرق فيبحيرة من الصدأ ..داء النسيان يطلقحراسه الى تلكالسويعات الجميلة التي مرت ذات عام، فيلتهمها ويوجعنيلأجدني غائبة عن الوعي أتناثر فيمتاهات وأزمنة تغيرت
كما تغيرت أمكنتها ..
هنا أو هناك ما عاد الامر مهماً فالشتات يلفنيمن كل صوب ولهفة تريدالإنطلاق فهل ستسمح لها هذه الأزمنة المبعثرة ..؟


قالت أمي :
استغرقها تصديق غيابه وقتا طويلا ودمعا نازفا وذهولا بلانهاية ..أحست في الايام الاخيرة أنه ينوي الرحيل حين وجدته يذكر أمامهاضرورة إصلاح مركب حياته الذي اصابه الصدأ بعد أن أهمله منذ توقف في مينائها معلنا أنها الميناء الاخير وسلمها مفاتيحه ..كان عليها أن تحس بذكاء أنوثتها ونضج عقلها أنه يشعر بالملل والضجر والاختناق .. لعلها أحست لكنها لم تكن قادرة على التوقف في زحام التوق الذي سيطر على مكنوناتها ولم تعد ترى سواه ..عقلها لا يعمل إلا وفق ما يرتأيه هو سجنت نفسها في أفكاره وعشقه ليصدمها ذات مرة أنها زنزانته؟


قال الظل :
نسي أنها تماهت فيه حد الذوبان وأنها كانت تملك فكراً تنازلت عنه لأجله ولاأحد يُحس وجع أحد..!!


يتبع
 
أعلى