هل الفئة التي تفكر وتجتهد وتقدم التضحيات للدفاع عن ما تؤمن به أفضل أم الفئة التي تتبنى أفكار الآخرين

بسم الله الرحمن الرحيم

:

السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته

:

أهلا وسهلا بكم في هذا الموضوع

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في بيت من أشعاره ( وعينُ الرضا عن كلَ عيبٍ كليلةٌ ـ ولكنَ عين السُخطِ تُبدي المَساوِيا ) ان أسهل سلاح يستخدمه الإنسان هو سلاح السخرية والإستهزاء والتشهير والشتائم والألفاظ السوقية في مواجهة خصومه أو أعدائه أو من يغار منهم أو من يحسدهم على ما آتاهم الله من فضله وهذا طبعا سلاح الجبناء
ان الكثير من الناس يعتقدون أنهم بهذا الإسلوب والسلوك المشين يستطيعون تحطيم خصومهم وتشويه صورتهم أمام الناس ربما يستطيع طفل صغير ذا العشرة ربيعا أن يحرج رجلا بطوله وهيبته ولحيته وشاربه بهذا السلاح فيطأطئ الرجل رأسه أمام الطفل الصغير ليس لأن الطفل شجاعاً ولأن الرجل جباناً ولكن لأن الطفل طويل اللسان وسيء الخلق ولأن الرجل محترم وحسن الخلق وهذه هي المفارقة ؟

في هذه الأيام وخاصة بعد ما حدث في مصر من انقلاب العسكر على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي واسقاط حكم الإخوان في هذا البلد وما جرى بعد ذالك من أحداث دامية في ميدان رابعة العدوية والنهضة زادت الخصومات السياسية وبرزت الخلافات العقائدية بين فئات وطوائف المسلمين حتى وصلت الى مستوى الفجور في الخصومة وأكاد أجزم أن ما قيل في حق جماعة الإخوان المسلمين من أفواه خصومهم السياسيين والعقائديين من لعن وشتائم وأكاذيب لم يقال في حق اسرائيل على مدى سبعة وستون عاما من الصراع العربي الإسرائيلي الى يومنا هذا ولو أن هذا العِداء والحقد الذي يكنه بعض من أبناء هذه الأمة ضد جماعة الإخوان المسلمين استخدموه ضد الصهاينة لزالت اسرائيل من الوجود لشدة هذا العِداء والحقد الذي يكنونه في قلوبهم ؟

فهنا نتساءل هل هذا من الإسلام هل هذه هي أخلاق المسلمين هل المسلم هوالشتام واللعان وبذيئ اللسان هل المسلمين أشداء بينهم ورحماء على العدو وهل وهل ؟؟
قبل أيام كان أحد أقاربي وهو شاب من التيار الليبرالي يعاتبني على تعاطفي مع جماعة الإخوان المسلمين وكان يقول لي يا ابن الخال لماذا أنت متعاطف مع هذه الجماعة خلاص الإخوان احترقت ورقتهم وقد فضحوهم السلفيين وفضحوا أفكارهم الضالة ومخططاتهم الخبيثة ضد الدول والحكومات العربية والإخوان أصبحوا مفلسين فقلت له ؟؟ ... يا أخي هل تؤمن أنت بأفكار الإخوان وتؤيد مخططاتهم ؟؟.... فقال لا ؟؟.... فقلت له أنا كذالك لا أتفق معهم في كل شيء ولا ؤئيدهم في كل شيء الإخوان يا عزيزي هم فئة من المسلمين لهم مراجع دينية وسياسية خاصة وهم يفكرون ويجتهدون يصيبون ويخطئون وهم يسعون لتنفيذ ما يعتقدونه بأفكارهم واجتهاداتهم على أرض الواقع ويقدمون في سبيله ذالك الغالي والنفيس من أرواح ودماء وأموال فالإخوان المسلمين قدموا أروع الأمثلة في التضحية وسالت دمائهم أنهارا على مصرع الحرية والكرامة في ميدان رابعة والنهضة الإخوان تحملوا القمع والوحشية وقسوة السجون في سبيل ما يعتقدونه ويؤمنون الإخوان تحملوا خذلان القريب وتآمر الغريب عليهم الإخوان وقفوا صامدين في وجه الإنقلاب الذي تدعمه أكبر الدول العربية والعالمية كالسعودية وروسيا وأمريكا وفرنسا ولم يتراجعوا قيد انملة ولم يستسلموا أو يسلموا رموز الإخوان قدموا فلذات أكبادهم قرابين من أجل الكرامة والحرية فإبنة القيادي محمد البلتاجي قتلت حرقا في رابعة العدوية على أيدي البوليس النازي هذه هي جماعة الإخوان جماعة معروفة بالتضحيات فهي فئة تفكر وتجتهد وتقدم التضحيات للدفاع عن ما تعتقده وتؤمن به وتضرب أروع الأمثلة في التضحيات هل تستوي هذه الفئة مع من وصفتهم بالسلفيين والسلف الصالح براء منهم فهم عرفوا بالجاميين وهذه الفئة لا تفكر ولا تجتهد وليس لها أفكار تؤمن بها وخطط تريد تنفيذها من أجل صلاح الأمة فهي تتبنى أفكار الآخرين وتهلل وتطبل لها حتى لو كانت هذه الأفكار تخالف منهج السلف ولا تصب في صالحهم ولك يا أخي ان تسأل طفل مصري أو خليجي وتقول له هل السيسي سلفي ؟؟ ... سيقول لك ( لا ) وتقول له هل السيسي يسير على نهج السلف الصالح ؟؟.... سيقول لك ( لا ) وتقول له هل السيسي مقرب للسلفيين أو هو يتقرب منهم ؟؟... سيقول لك ( لا ) ثم تقول له لماذا إذاً يدعمه السلفيون ويؤيدونه ؟؟.... سيقول لك ( لأنها حماقة وغباء سياسي ) ؟؟ وبالفعل فإن إجابة هذا الطفل على هذه التسائلات لا تعني ذكائه وفطنته فالأمر سهل للغاية فالسلفيين في مصر لا يعلمون أن مكانتهم الحقيقية ووزنهم عند هذا النظام الإنقلابي هو تحت الجزمة فالنظام الإنقلابي في مصر استعان بالساقطات أمثال ليلى علوي والهام شاهين لصياغة الدستور وجعل الرقاصة فيفي عبده الأم المثالية ونساء السلف المحصنات والمنقبات يضايق عليهن ويعتبرن رجعيات ومتخلفات فالنظام الإنقلابي في مصر يعتبر السلفيين في مصر مجرد تكملة عدد ومكانهم الحقيقي تحت الجزمة لأنه يعرف جيدا أنه لا أحد يستطيع تحريك الشارع وزلزلة الأرض من تحت أقدامه غير الإخوان المسلمين ؟

ولكن في المقابل ترى السلفيين منشغلين في شتم الإخوان وتكفيرهم والتشهير بهم فهم يقبلون بأن يحكمهم أي نظام حتى لوكان نصرانيا أو يهوديا ليس مهم عندهم الأهم هو فقط أن يكون هذا النظام ضد الإخوان المسلمين فهؤلاء فئة ليس عندهم أفكار وخطط يسعون من أجل تنفيذها لإصلاح الأمة فهم فئة تتبنى أفكار الآخرين فقط وتهلل لها حتى لو كانت هذه الأفكارتتعارض مع منهج الكتاب والسنة فأيهم أفضل يا أخي العزيز فئة تفكر وتجتهد وتخطط وتقدم التضحيات في سبيل ما تعتقده أم فئة تتبنى أفكار الآخرين وخططهم وتهلل لها حتى لوكانت هذه الفكار والخطط لاتتناسب مع منهجهم ؟؟

فقال لي .... ولكن الإخوان يريدون الصعود للسلطة في الدولنا العربية والإسلامية ؟؟... فقلت له وما الضير في ذالك يا أخي اذا كانوا يريدون الصعود للسلطة عن طريق القانون والإنتخابات هل السلطة محرمة عليهم أم أن الله كتبها لهؤلاء الحكام الى يوم القيامة ؟؟؟.... فقال لي ؟؟...... كفى يا ابن الخال لقد أفحمتني وأقنعتني وخلصت ما في جيبي من كلام ؟؟




؟؟؟
 
أعلى