بقلم// ياسين شملان الحساوي
المسيئون لسمعة بريطانيا
مع النهار
بعد تردد طويل وتحت الحاح العائلة عند سماع نصيحة طبيبي العام في لندن بأن اخضع لفصح القولون حيث جميع فحوصاتي الدورية من دم وضغط وقلب لم يجد بها اي دلالة على نقص وزني المفاجئ بشكل ملحوظ خلال شهور قليلة.
وعندما سألت عن كيفية الفحص أخبرني الطبيب باستخدام منظارين احدهما من الامام عن طريق الفم.. والآخر من الخلف فكلاهما يكمل الآخر للوصول لأفضل النتائج..
اعترضت بشدة على المنظار الخلفي فليس بعد هذه السن أن أسمح لاحد ان يعبث بي حتى لو كان طبيبا انكليزيا.. بعد ايام تذكرت بأنني قرأت عن اختراع كبسولة مزودة بجهاز تصوير يبلعها الانسان فتصور منذ دخولها البلعوم والمريء مرورا بالمعدة والامعاء والقولون الى ان تخرج مع الفضلات اعزكم الله.
سألت طبيبي العام والطبيب المختص ان كان في لندن هذا النوع من العلاج.. فأجاباني بنعم ولكنهم يفضلان المناظير.. قلت لهما هذا العلاج الذي اريده والا فلا... فان شككتما في شيء عندها سأكون تحت امركما والعياذ بالله.. رتبا هذا الأمر عند عودتي لانكلترا في المرة القادمة.
وفعلا تم حجز غرفة في مستشفى مشهور في «هارلي ستريت» عند عودتي...
يومها كان فطوري الساعة 11 صباحا بيضة وتوست وذهبت الى المستشفى مع مساعد لي واستقبلني احد الموظفين وبعد ان اجبته عن اسئلته المتعلقة بصحتي اخبرته بأنني لاول مرة في حياتي سأنام في مستشفى فكونوا لطفاء معي..
ثم فجأة طلب مني تأميناً لعلاجي مقدما قدره 4500 جنيه فاستغربت وقلت كيف يكون العلاج بكبسولة التصوير بهذا القدر قال انه تأمين فقط فقد نحتاج لعلاج آخر نتيجة لاي مضاعفات.. رفضت وبدأت اساومه عندما احسست بانه يبالغ فقد استيقظ طبعي الكويتي فقلت له لن ادفع سوى 2000 نظر الي وقال بلهجتة الانكليزية مداعبا: أخي السلام أليكم كيف هالك.. قلت بنفسي طبعا هالك.. واردف قائلا: هذا مستشفى له سمعة كبيرة اذا زاد التأمين عن التكاليف فسنرد الباقي لك.. ابتسمت وقلت له: واضح ان مرضى المستشفى عرب تعلمتم منهم بعض الكلام.. ومعظم هؤلاء يعالجون على حساب حكوماتهم بالواسطة لايدفعون من جيوبهم اما انا فعلى حسابي الخاص ولا أستخدم الواسطة رغم استطاعتي بالحصول عليها.
نظر الي وقال: حسنا 4000.. رفضت ففكر قليلا ثم قال: أيرضيك 3500 فرفضت فبادر باتصال لمسؤوله بعدها قال: 3000 جنيه وهذا آخر ما اقبله.. فوافقت وليتني لم افعل لقد بدأت معاناتي.
دفعت التأمين ببطاقتي المصرفية ثم اوصلوني لغرفتي.. عندها احضرت لي احدى الممرضات لتراً من السائل وطلبت مني ان اشربه خلال ساعة وممنوع علي الاكل فقط مشروبات مائية يقدمونها لي.. وطبعا السائل يحتوي على «المسهل» بلهجتنا «الخروع» وقضيت طوال الوقت داخل وخارج من الحمام قل 20 مرة وفي السادسة صباحاً احضروا لتراً آخر لأشربه بأقل من ساعة.. وتكررت حكاية زيارة الحمام حتى الثالثة عصراً عندما احضروا لي ملابس شفافة فيها روب مفتوح من الخلف.
فسألت الممرضة لماذا مفتوح من الخلف انا سأتعاطى كبسوله للتصوير.. وأخبرتني بعد ان سألت الاخصائية ان جميع المرضى يلبسون نفس الملابس عندنا...
ارتديت ملابسهم وبواسطة كرسي متحرك دفعوني الى المبنى المقابل عن طريق ممر تحت الشارع حيث مكان العلاج.. هناك طلبت مني الطبيبة ان استلقي على منصة سريرية وبيدها ابرة وقالت سأحقنك بوريد يدك اليمنى وحقنة اخرى بيدك اليسرى وسنضخ في معدتك غازا ينفخها فصعقت وصرخت:
هل هذا علاج الكبسولة التصويرية؟ فقالت: لا هذا علاج آخر نحن لسنا متخصصين بعلاج الكبسولة.. فقفزت كالقرد من منصة السرير صائحا: أيها الماديون الغشاشون المخادعون.. فقط همكم المال.. ولا تهمكم رغبات المريض.
عدت الى غرفتي وطوال الطريق وانا اكيل لهم ولطبيبي الخاص والعام كل معايب التعامل مع البشر بسبب المادة.. لبست ملابسي بعد معاناة 29 ساعة لا أكل ولا تدخين ولا راحة.
من ساعة دخولي حتى رفضى لعلاجهم
الاطباء والممرضات والمفاوض يعلمون انني قادم للعلاج بكبسولة التصوير.. فلماذا لم يعلموني بعدم اختصاصهم؟
الجواب.. الاستغلال للعرب الاغنياء أو المبعوثين بالواسطة عن طريق المكتب الصحي احذروا ياعرب الثقة بالانكليز لم تعد كما كانت.. فكل الأمر أن العلاج الطبي أصبح تجارة في بعض المستشفيات هناك..
وهذه معاناة وتجربة شخصية .. لديَّ كل الاثباتات المتعلقة بتفاصيلها.. ولم استرجع التأمين.
وكان الله في عون البسطاء المخدوعين.. والمكتب الصحي المسكين.
العلاج الصحي أصبح تجارة مادية في بريطانيا..فلا تنخدعوا
مع النهار
بعد تردد طويل وتحت الحاح العائلة عند سماع نصيحة طبيبي العام في لندن بأن اخضع لفصح القولون حيث جميع فحوصاتي الدورية من دم وضغط وقلب لم يجد بها اي دلالة على نقص وزني المفاجئ بشكل ملحوظ خلال شهور قليلة.
وعندما سألت عن كيفية الفحص أخبرني الطبيب باستخدام منظارين احدهما من الامام عن طريق الفم.. والآخر من الخلف فكلاهما يكمل الآخر للوصول لأفضل النتائج..
اعترضت بشدة على المنظار الخلفي فليس بعد هذه السن أن أسمح لاحد ان يعبث بي حتى لو كان طبيبا انكليزيا.. بعد ايام تذكرت بأنني قرأت عن اختراع كبسولة مزودة بجهاز تصوير يبلعها الانسان فتصور منذ دخولها البلعوم والمريء مرورا بالمعدة والامعاء والقولون الى ان تخرج مع الفضلات اعزكم الله.
سألت طبيبي العام والطبيب المختص ان كان في لندن هذا النوع من العلاج.. فأجاباني بنعم ولكنهم يفضلان المناظير.. قلت لهما هذا العلاج الذي اريده والا فلا... فان شككتما في شيء عندها سأكون تحت امركما والعياذ بالله.. رتبا هذا الأمر عند عودتي لانكلترا في المرة القادمة.
وفعلا تم حجز غرفة في مستشفى مشهور في «هارلي ستريت» عند عودتي...
يومها كان فطوري الساعة 11 صباحا بيضة وتوست وذهبت الى المستشفى مع مساعد لي واستقبلني احد الموظفين وبعد ان اجبته عن اسئلته المتعلقة بصحتي اخبرته بأنني لاول مرة في حياتي سأنام في مستشفى فكونوا لطفاء معي..
ثم فجأة طلب مني تأميناً لعلاجي مقدما قدره 4500 جنيه فاستغربت وقلت كيف يكون العلاج بكبسولة التصوير بهذا القدر قال انه تأمين فقط فقد نحتاج لعلاج آخر نتيجة لاي مضاعفات.. رفضت وبدأت اساومه عندما احسست بانه يبالغ فقد استيقظ طبعي الكويتي فقلت له لن ادفع سوى 2000 نظر الي وقال بلهجتة الانكليزية مداعبا: أخي السلام أليكم كيف هالك.. قلت بنفسي طبعا هالك.. واردف قائلا: هذا مستشفى له سمعة كبيرة اذا زاد التأمين عن التكاليف فسنرد الباقي لك.. ابتسمت وقلت له: واضح ان مرضى المستشفى عرب تعلمتم منهم بعض الكلام.. ومعظم هؤلاء يعالجون على حساب حكوماتهم بالواسطة لايدفعون من جيوبهم اما انا فعلى حسابي الخاص ولا أستخدم الواسطة رغم استطاعتي بالحصول عليها.
نظر الي وقال: حسنا 4000.. رفضت ففكر قليلا ثم قال: أيرضيك 3500 فرفضت فبادر باتصال لمسؤوله بعدها قال: 3000 جنيه وهذا آخر ما اقبله.. فوافقت وليتني لم افعل لقد بدأت معاناتي.
دفعت التأمين ببطاقتي المصرفية ثم اوصلوني لغرفتي.. عندها احضرت لي احدى الممرضات لتراً من السائل وطلبت مني ان اشربه خلال ساعة وممنوع علي الاكل فقط مشروبات مائية يقدمونها لي.. وطبعا السائل يحتوي على «المسهل» بلهجتنا «الخروع» وقضيت طوال الوقت داخل وخارج من الحمام قل 20 مرة وفي السادسة صباحاً احضروا لتراً آخر لأشربه بأقل من ساعة.. وتكررت حكاية زيارة الحمام حتى الثالثة عصراً عندما احضروا لي ملابس شفافة فيها روب مفتوح من الخلف.
فسألت الممرضة لماذا مفتوح من الخلف انا سأتعاطى كبسوله للتصوير.. وأخبرتني بعد ان سألت الاخصائية ان جميع المرضى يلبسون نفس الملابس عندنا...
ارتديت ملابسهم وبواسطة كرسي متحرك دفعوني الى المبنى المقابل عن طريق ممر تحت الشارع حيث مكان العلاج.. هناك طلبت مني الطبيبة ان استلقي على منصة سريرية وبيدها ابرة وقالت سأحقنك بوريد يدك اليمنى وحقنة اخرى بيدك اليسرى وسنضخ في معدتك غازا ينفخها فصعقت وصرخت:
هل هذا علاج الكبسولة التصويرية؟ فقالت: لا هذا علاج آخر نحن لسنا متخصصين بعلاج الكبسولة.. فقفزت كالقرد من منصة السرير صائحا: أيها الماديون الغشاشون المخادعون.. فقط همكم المال.. ولا تهمكم رغبات المريض.
عدت الى غرفتي وطوال الطريق وانا اكيل لهم ولطبيبي الخاص والعام كل معايب التعامل مع البشر بسبب المادة.. لبست ملابسي بعد معاناة 29 ساعة لا أكل ولا تدخين ولا راحة.
من ساعة دخولي حتى رفضى لعلاجهم
الاطباء والممرضات والمفاوض يعلمون انني قادم للعلاج بكبسولة التصوير.. فلماذا لم يعلموني بعدم اختصاصهم؟
الجواب.. الاستغلال للعرب الاغنياء أو المبعوثين بالواسطة عن طريق المكتب الصحي احذروا ياعرب الثقة بالانكليز لم تعد كما كانت.. فكل الأمر أن العلاج الطبي أصبح تجارة في بعض المستشفيات هناك..
وهذه معاناة وتجربة شخصية .. لديَّ كل الاثباتات المتعلقة بتفاصيلها.. ولم استرجع التأمين.
وكان الله في عون البسطاء المخدوعين.. والمكتب الصحي المسكين.
العلاج الصحي أصبح تجارة مادية في بريطانيا..فلا تنخدعوا