هناك حيث الطبيعة على طبيعتها..

البريكي2020

عضو فعال
هناك حيث الطبيعة على طبيعتها..


بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @qdeem



على نهايات المربعانية وولادة فترة البطين، وقفنا في زيارة عند قرية صباح الأحمد للموروث الشعبي.. التي يرعاها الديوان الأميري، وتقع في منطقة شعيب عمارة الدرب بين مركز النمرتين والمسناة في غرب الكويت، وهذه القرية التي أنشئت بشكل تراثي يجمع بين البيئة البرية والقروية الكويتية، تدخل احتفاليتها للعام السادس منذ إطلاق فكرة مشروعها الموروثي، تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وتقام في موسم "المظهار" وعطلة الربيع تحت سماء يناير.
والقرية التي أحيت على أرضها نباتات الجِرم والعرفج والرمث والحمض والأرطه والثنده والربله والحمبزان، ونباتات أخرى كثيرة بادت لكنها سادت هنا في المكان المنسق بعناية وجمال، وقد عاين كل ذلك الزرع الطبيعي صغاري كرؤيا العين، لتأخذنا طرقات القرية المرصوفة ببيوت الطين إلى متعة أخرى، حيث محمية صغيرة وضعت فيها حيوانات البيئة الصحراوية كالحبارى والطيور المهاجرة والغزلان والإبل وغيرها.. وفي جانب آخر حضر الأنتيك والموروث الورقي الكويتي بأبهى صوره، فكان ركن التاريخ الرياضي وتاريخ الجواز الكويتي والعملة الكويتية، ومكتبة تحوي الإصدارات القديمة من المجلات والجرائد الكويتية.. وممرات عابقة بالفنون الشعبية وتراث "الكارتردج" والكاسيت والبشتخته، وحضور بهي أيضا لموروثات توائمنا في التعاون الخليجي، ولم تخل القرية من متاحف فنية وأعمال رسم وتصاوير، وذكريات سنوات العدوان، التي يشرف عليها المجلس الوطني للثقافة والفنون، كل هذا العبق عشناه نهارا في حميمية فسيحة الأرجاء صحراء الكويت.
وعلى أثر فطر "الفقع".. أو الكمأة، اتخذت سيارتنا طريقها عبر "دبّايات القرعة".. نزوحاً من مركز النويصيب، غرباً حيث ضلع عرق، والأحيرش، وجيّان سكرة والعرفان وبئر ركبة، وطياً على هجرة أبرق الچبريت، ثم الاتجاه ربعاً خالياً إلى الشمال الغربي الجغرافي، بمحاذاة ركن الدبدبة على الحدود الكويتية، والأرض تتبدّل تحت أقدام "موترنا" من القفر والدهر شيئاً فشيئاً إلى الخضار والربيع، والخط الرملي يشقّ كل ذلك الأخضر بامتداد لا يتوقف.. حتى بدت طلائع الإبل والحلال وانتثار الظل، فكانت قلمة خالد ورميثان، وفيها كانت نقطة التقاط "بانيات البيت" المتباهية.. وأنفاس الطبيعة الأخاذة.
 
أعلى