هنا كويت

البريكي2020

عضو فعال
هنا كويت


بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @qdeem



سوق المباركية، قلب الكويت التراثي النابض، والممزوج بالعبق وسقوف (الجندل)، ورائحة جدران الطين والسمك والمتاجر ذات الأبواب "الشينكو".. أخذ مسماه من مؤسس الكويت الفعلي الشيخ مبارك الكبير، الذي نص الدستور بعده بتوارث الإمارة في ذريته، ويتوسطه الكشك الشهير باسمه الذي كان في حياته مجلساً للشورى والحكم والمفاصلات القضائية، وديواناً أميرياً بالمفهوم الحالي.
ويتفرع من السوق عديد من الأروقة والأسواق الصغيرة التي تعرف كل منها بالبضائع المبيعة فيها، كسوق البشوت واللحم والتمر والجت والفرضة، أما أشهرها فسوق الحريم، الذي أخذ صفته من النساء اللاتي كن يدرن تجارتهن فوق البسطات المرتفعة عادة على "عرازيل" خشب لبيع بضائعهن ومصنوعاتهن والهدايا، وخصوصا المستلزمات المحاكة يدوياً كـ "القحافي".. و"الشيال".. و"الخرايط".. والإزار والأثواب النسائية وغيرها.. كما يمتد سوق الغربللي القديم في أحد معابر السوق الكبير، ويضم محال العطارة والذهب والصرافة، وباعة الحلويات والمقاهي.. ويميز السوق وجود ما يعرفه الكويتيون بـ "الحمالية"، وهي مهنة يتخذها رجال يحملون في الماضي "الزبيل" المصنوع من الخصف على ظهورهم، يستأجرهم المتبضعون لحمل مشترياتهم، وقد انقرضت فيما انقرض هذه المهنة القديمة التي خلّدها عبدالحسين عبدالرضا في أحد (اسكتشاته)، حينما راح يغني وسط السوق مناديا: "ياحمّالي شيل أغراضي ولك إميه وخمسين".
تم ترميم السوق بشكل حداثي ممزوج بروح الماضي في العقد الأخير، مع المحافظة على كل المواقع التاريخية فيه، فكانت زيارتي هذه مخصصة لتكون تصويرية لهذا المكان الذي يزفرُ الماضي الجميل.. لأرصد ما استطعت، فأريكم ما قد رأيت.
***
في هالجو السيبيري الحلو.. كان طيف السبت اللطيف يزورنا بعطلته، ولهفة في عيون الصغار لمعاودة نزهة الأسبوع التي توارت في أيام الإجازة، وكان الخيار سينما وفيلما عائليا جديدا اتسم بروح مرعبة، وحكاية مدهشة، فكانت مشاهد فيلم جميل تنزُّ أضواؤها من شاشة كبيرة لتتلقفها عيون صغيرة مترقبة.
حديقة الحيوان كانت محطتنا التالية، حيث راحت القلوب ترقب استعراض الإوز في بحيرته، ولعبة الظباء، وغضب الدب، وزئير الأسود، وغرور الطاووس في محميته، وزركشة ألوان الطيور في قفصها الأخضر الفسيح، والزرافة التي قال لها نزار ذات شعر: فمن الذي سيوزع الأقداح أيتها الزرافة؟.. ومن الذي نقل الفرات لبيتنا.. وورود دجلة والرصافة.. حتى توقفنا عند ضخامة الفيل وبيته.. لتقفز في بالي "نملة مطر".. وهي تلقن الفيل درسها فتقول: يا أيها الفيل.. أكبر منك بلاد العرب.. وأصغر مني إسرائيل.
 
أعلى