عمر بن معاويه
عضو مخضرم
الجيران لـ«الراي»: «السلفي» لم ولن يؤيد الخروج على بشار الأسد
«هناك شروط غير متوافرة في حالة النظام السوري رغم أنه كافر»
محليات - الأحد، 27 أكتوبر 2013 / 5,595 مشاهدة /
عبد الرحمن الجيران
| حاوره وليد الهولان |
أكد عضو التجمع الإسلامي السلفي النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران أن التجمع قالها صراحة بأنه لم ولن نؤيد الخروج على نظام بشار الأسد في سورية، رغم وصفه بـ«النظام الكافر»، لافتا على وجود فتوى لعلماء وضعوا شروطا للخروج على الحاكم الكافر وليس الفاسق.
وقال الجيران في لقاء مع «الراي» إن من شروط الخروج على الحاكم، غير المتوافرة في الحالة السورية، وجود القوة والقدرة على ازاحته بأقل الخسائر وإيجاد البديل الناجح من جهة، ومراعاة ظروف المنطقة السياسية وهذا لم يؤخذ بعين الاعتبار من جهة أخرى، مبينا «أنهم يطرقون ابواب العلماء لإيجاد حل لما يحدث، ولكن العلماء لا يرقعون المخالفات وأن من رضي بالمخالفة ابتداء عليه تحملها انتهاءً».
ورأى الجيران أن ما شهده العالم العربي في السنتين الماضيتين لم يكون ربيعا، بل مؤامرة أميركية هدفها تفريغ البلاد من جيوشها حتى لا يبقى في المنطقة جيش سوى جيش إسرائيل، لافتا إلى أنهم نجحوا في ذلك بتدمير جيوش العراق وليبيا وسورية بينما الجيش المصري الآن على المحك، منوها بأن المؤامرات طرقت أبواب الكويت التي أرادت أميركا من خلالها أن تكون بوابة لدخول السعودية، وأن الحراك الذي شهدته البلاد، شهد وجود اياد خفية كانت تحركه مستفيدة من خلط الاوراق «لكن الله رد كيدهم في نحورهم ولم يحققوا شيئا وان الامور الان مستقرة».
وانتقد لغة العواطف والحماس التي كانت طاغية مع بدء الثورة وجرت الشعوب إليها، «والان ذهبت السكرة واتت الفكرة وها هي الشعوب تدفع ثمن انجرارها لهذه المؤامرة التي حيكت بدقة وبدهاء غير متناه».
وتطرق الجيران في اللقاء إلى اتجاه التجمع السلفي السياسي والفرق بينه وبين توجه «حدس» إضافة إلى رؤيته لوضع المجلس ولاسيما بوادر الاستجوابات التي أكد في ملفها أن الرسالة للنواب كانت واضحة منذ افتتاح دور الانعقاد الاول للمجلس الحالي عندما ابلغنا أنه سيحل المجلس إذا رأى العمل يسير باتجاه التأزيم والتصعيد والتكسب السياسي، إضافة إلى عدد من القضايا نتابعها في السطور التالية
• ليس هناك «ربيع عربي» وما حدث مؤامرة أميركية حذرنا منها... ولما «ذهبت السكرة وأتت الفكرة» بدأت الشعوب تدفع ثمن انجرارها
• المشهد السوري كان الفصل الأخير في مؤامرة القضاء على الجيوش العربية... نريد توافقا دوليا على تنحية الأسد الذي قتل شعبه
• السعودية غضبت ورفضت مقعد مجلس الأمن لتناقض السياسة الأميركية التي يمكن أن تضرب القانون الدولي في سبيل مصالحها
• وراء السياسة السعودية هيئة كبار علماء ممن جعل الله لهم قبولاً بالأرض ... ومن تعاقبوا على حكم المملكة لم ينفردوا بآرائهم دون مشورتها
• الأكثرية في ميزان الله ليس لها وزن أو اعتبار... ومن يراهن ويدلل على شعبيته والقبول بصناديق الاقتراع أقول له رهانك خاسر
• لا نساير الشارع ولا نجتر الدين لصالح الضغط السياسي فهذا لا يهمنا بقليل أو كثير وليس له أثر على قراراتنا ومبادئنا
• المعوشرجي رجل المرحلة ولم أسمع أن التجمع السلفي يدفع باعتذار عن الاستمرار بالحكومة لترشيح غيره
• رئيسا السلطتين مستهدفان من بعض الأطراف... وكل المجالس كانت تشهد هذه المساعي... و«تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت»
طغيان أميركا
• في البداية لوحظ في الآونة الاخيرة أنك كممثل للتجمع الاسلامي السلفي ونائب تهاجم وبشكل متكرر سياسة الولايات المتحدة الاميركية بالمنطقة، فما الاسباب؟ وهل لهذا الموقف علاقة بالتباين الطارئ في العلاقات السعودية - الاميركية الذي حدث أخيرا نظرا لتزامن الهجوم بتوقيت هذا التباين؟
- لاشك ان طغيان السياسية الخارجية الامريكية في الاونة الاخيرة خدمة لمصالحها لامست الحد غير المقبول والمعقول في مخالفتهم لمبادئ العدل وحقوق الانسان وقواعد وأعراف الامم المتحدة. وقراراتها المنفردة دون موافقات مجلس الامن والأمم المتحدة هو ما جعلها تتخبط والأمثلة على ذلك كثيرة في العراق وأفغانستان وسورية.
ففي العراق اوهموا العالم اجمع بوجود اسلحة كيميائية وجرجروا بريطانيا معهم وفي النهاية ثبت ان دعوتهم تفتقد المصداقية وغير حقيقية. ثم ذهبوا منفردين بغزو العراق ووعدوا بإعادة اعمارها ونشر الديموقراطية واستتباب الامن فيها لكن النتيجة هي الفوضى وغياب ابسط قواعد حقوق الانسان للمواطن العراقي، ثم كان انسحابهم منها بشكل غير مسؤول، لأنهم وعدوا بتأهيل العراق ثم الانسحاب ولكنهم انسحبوا قبل تحقيق وعودهم.
وفي افغانستان تكرر الامر بعد اسقاط حكومة طالبان انسحبوا يجرون اذيال الخيبة والهزيمة دون تنفيذ وعودهم. وفي سورية الامر ذاته فاليوم وصل عدد القتلى الى 100 الف قتيل دماؤهم هدرت واميركا الان تغازل نظام بشار الاسد، فماذا جنينا من تدخلهم في سورية؟ ولماذا ازهقت هذه الارواح وهذا التدمير الحاصل فيها.
• حتى لا يكون هناك لبس حول موقفك من السياسية الاميركية هل توضح موقفك وما اذا كنت تؤيد تدخل الولايات المتحدة الاميركية في سورية دون الحصول على موافقة او قرار مجلس الامن كما حدث في العراق وافغانستان، ام انك تعارض هذا التدخل دون مظلة دولية؟
- انا ذكرت ان هناك تناقضا في السياسية الاميركية فهي لا تخضع لقواعد قوانين العدل بقدر خضوعها لمصالحها الصرفة فأميركا مستعدة لضرب قواعد القانون الدولي في سبيل تحقيق مصالحها وهذا ما حصل في تبدل مواقفها أخيرا في سورية الأمر الذي أغضب السعودية ودفعها لتوجيه رسالة شديدة الوضوح برفض المقعد الصوري في مجلس الامن وهي رسالة تحمل في مضامينها الشيء الكثير.
• هذه المسألة قد نتناولها لاحقا لكني لم احصل منك على اجابة حول ما اذا كنت تؤيد ضرب الولايات المتحدة الاميركية لسورية بشكل منفرد ام لا، وترى انها يجب ان تحصل على موافقة مجلس الامن؟
- في تقديري ان الامر لا يتوقف على ضرب او عدم ضرب سورية ولا نريد ذلك نحن نريد توافقا دوليا على تنحية نظام بشار الاسد الذي قتل شعبه ودمر سورية وكان هو الفصل الاخير في المؤامرة الدولية للقضاء على الجيوش العربية في المنطقة بعد القضاء على الجيش العراقي والليبي والتونسي واليمني، والجيش المصري الان على المحك ولم يبق في المنطقة قوة سوى الجيش الاسرائيلي. وهذا هو الهدف النهائي لثورات الربيع العربي والذي انجرت وراءه الشعوب العربية للأسف.
• هل تقصد انه ليس هناك حركة ربيع للشعوب العربية، وان كل ما حدث في العالم العربي خلال العامين المنصرمين مؤامرة دولية «اميركية» مفتعلة؟
- نعم ليس هناك ربيع عربي وكل ما حدث هو مؤامرة اميركية في المنطقة وقد نبهت من هذا الامر قبل عامين، ولكن للأسف في ذلك الوقت لغة العواطف والحماس كانت هي الطاغية والان ذهبت السكرة واتت الفكرة والشعوب تدفع ثمن انجرارها لهذه المؤامرة التي حيكت بدقة وبدهاء غير متناه.
ربيع المؤامرة
• هذا الحديث مرسل والكل رأى حركات الشعوب الرافضة للظلم والاستبداد والطغيان والفساد والفقر كما حدث في تونس بن علي وليبيا القذافي والان سورية الاسد وفي عدد من البلدان العربية، وهي كفيلة بحد ذاتها لهذا التحرك فكيف تكون هذه الشعوب «العربية» ادوات لمؤامرة اميركية؟
- لنأخذ المسألة بإطارها الاعم في البداية اقر بوجود طغيان وفساد واستبداد وفقر وظلم في بعض البلدان العربية والإسلامية. وبعض الانظمة قبل ثورات الربيع العربي لم تعد تصلح لقيادة شعوب فتية اكثر من نصف سكانها شباب يتطلعون للتغيير واخذ دورهم بالحياة.
لكن هل يعقل ان تنقلب هذه الانظمة الى ظالمة في نظر حلفائها بالغرب بين عشية وضحاها؟ وأين الغرب عن ظلمهم لعقود مضت؟ وهل من المعقول ان يصبح حسني مبارك الان فاسدا والقذافي ظالما وبن علي وصالح على نفس المنوال؟ وأين الغرب عن ظلمهم وفسادهم طوال فترات حكمهم.
أنا هنا لا ادفع عن هذه الانظمة لكني اخاطب الشعوب وأبين لهم موقف الغرب وكيلهم بمكيالين والأمر الاخر اذ كان ما حدث في هذه البلدان ربيعا نابعا من الشعوب وليس مؤامرة أليس من المفترض ان تتجه الامور في هذه البلدان بعد ازاحة انظمتها للأفضل؟ فما حدث هو العكس فالاقتصادات انهارت والأمن غاب والشعوب لم تتفق على انظمة جديدة لإدارتها وآلة القتل والتفجير موجودة فيها.
هذا الحديث في نظر البعض مردود عليه، كون أن ما يحدث في بلدان الربيع العربي بعد اسقاط انظمتها مخاض انتقالي ودليل على ان الانظمة الجديدة ليست انظمة مركزية او ديكتاتورية، والفوضى ستأخذ حاصلها وتنتهي بعد اعتياد الشعوب العربية على التداول السلمي للسلطة.
- ما حدث في عالمنا العربي أخيرا صورة منسوخة لما حدث في اوروبا في عصر النهضة عندما ثارت الشعوب على الكنيسة والقصور الملكية نتيجة الظلم والديكتاتورية. واستطاعت الشعوب انذاك التوافق سريعا على شكل ادارة شؤونهم ووضعوا دساتيرهم لكونها ثورات حقيقية وليست مفتعلة وهذا ما لم يحدث في ثورات الربيع العربي وهذا هو الفرق. فثورات عصر النهضة الاوروبية لم تكن مفتعلة لذلك نجحت وثورات الربيع العربي على العكس لذلك فشلت. ومن يتابع الاوضاع الاقتصادية في ليبيا وتونس والعراق يرى ان الامر مؤامرة فهل يعقل ان العراق اكبر مصدر للنفط يتم بيعه لصالح احزاب وكل حزب يستخدم النفط لصالحه؟ فما يحدث في عالمنا مؤامرة كبرى تستهدف عدة ابعاد استراتيجية وأمنية واقتصادية ولها ادواتها الداخلية والخارجية السياسية والإعلامية.
«هناك شروط غير متوافرة في حالة النظام السوري رغم أنه كافر»
محليات - الأحد، 27 أكتوبر 2013 / 5,595 مشاهدة /
عبد الرحمن الجيران
| حاوره وليد الهولان |
أكد عضو التجمع الإسلامي السلفي النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران أن التجمع قالها صراحة بأنه لم ولن نؤيد الخروج على نظام بشار الأسد في سورية، رغم وصفه بـ«النظام الكافر»، لافتا على وجود فتوى لعلماء وضعوا شروطا للخروج على الحاكم الكافر وليس الفاسق.
وقال الجيران في لقاء مع «الراي» إن من شروط الخروج على الحاكم، غير المتوافرة في الحالة السورية، وجود القوة والقدرة على ازاحته بأقل الخسائر وإيجاد البديل الناجح من جهة، ومراعاة ظروف المنطقة السياسية وهذا لم يؤخذ بعين الاعتبار من جهة أخرى، مبينا «أنهم يطرقون ابواب العلماء لإيجاد حل لما يحدث، ولكن العلماء لا يرقعون المخالفات وأن من رضي بالمخالفة ابتداء عليه تحملها انتهاءً».
ورأى الجيران أن ما شهده العالم العربي في السنتين الماضيتين لم يكون ربيعا، بل مؤامرة أميركية هدفها تفريغ البلاد من جيوشها حتى لا يبقى في المنطقة جيش سوى جيش إسرائيل، لافتا إلى أنهم نجحوا في ذلك بتدمير جيوش العراق وليبيا وسورية بينما الجيش المصري الآن على المحك، منوها بأن المؤامرات طرقت أبواب الكويت التي أرادت أميركا من خلالها أن تكون بوابة لدخول السعودية، وأن الحراك الذي شهدته البلاد، شهد وجود اياد خفية كانت تحركه مستفيدة من خلط الاوراق «لكن الله رد كيدهم في نحورهم ولم يحققوا شيئا وان الامور الان مستقرة».
وانتقد لغة العواطف والحماس التي كانت طاغية مع بدء الثورة وجرت الشعوب إليها، «والان ذهبت السكرة واتت الفكرة وها هي الشعوب تدفع ثمن انجرارها لهذه المؤامرة التي حيكت بدقة وبدهاء غير متناه».
وتطرق الجيران في اللقاء إلى اتجاه التجمع السلفي السياسي والفرق بينه وبين توجه «حدس» إضافة إلى رؤيته لوضع المجلس ولاسيما بوادر الاستجوابات التي أكد في ملفها أن الرسالة للنواب كانت واضحة منذ افتتاح دور الانعقاد الاول للمجلس الحالي عندما ابلغنا أنه سيحل المجلس إذا رأى العمل يسير باتجاه التأزيم والتصعيد والتكسب السياسي، إضافة إلى عدد من القضايا نتابعها في السطور التالية
• ليس هناك «ربيع عربي» وما حدث مؤامرة أميركية حذرنا منها... ولما «ذهبت السكرة وأتت الفكرة» بدأت الشعوب تدفع ثمن انجرارها
• المشهد السوري كان الفصل الأخير في مؤامرة القضاء على الجيوش العربية... نريد توافقا دوليا على تنحية الأسد الذي قتل شعبه
• السعودية غضبت ورفضت مقعد مجلس الأمن لتناقض السياسة الأميركية التي يمكن أن تضرب القانون الدولي في سبيل مصالحها
• وراء السياسة السعودية هيئة كبار علماء ممن جعل الله لهم قبولاً بالأرض ... ومن تعاقبوا على حكم المملكة لم ينفردوا بآرائهم دون مشورتها
• الأكثرية في ميزان الله ليس لها وزن أو اعتبار... ومن يراهن ويدلل على شعبيته والقبول بصناديق الاقتراع أقول له رهانك خاسر
• لا نساير الشارع ولا نجتر الدين لصالح الضغط السياسي فهذا لا يهمنا بقليل أو كثير وليس له أثر على قراراتنا ومبادئنا
• المعوشرجي رجل المرحلة ولم أسمع أن التجمع السلفي يدفع باعتذار عن الاستمرار بالحكومة لترشيح غيره
• رئيسا السلطتين مستهدفان من بعض الأطراف... وكل المجالس كانت تشهد هذه المساعي... و«تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت»
طغيان أميركا
• في البداية لوحظ في الآونة الاخيرة أنك كممثل للتجمع الاسلامي السلفي ونائب تهاجم وبشكل متكرر سياسة الولايات المتحدة الاميركية بالمنطقة، فما الاسباب؟ وهل لهذا الموقف علاقة بالتباين الطارئ في العلاقات السعودية - الاميركية الذي حدث أخيرا نظرا لتزامن الهجوم بتوقيت هذا التباين؟
- لاشك ان طغيان السياسية الخارجية الامريكية في الاونة الاخيرة خدمة لمصالحها لامست الحد غير المقبول والمعقول في مخالفتهم لمبادئ العدل وحقوق الانسان وقواعد وأعراف الامم المتحدة. وقراراتها المنفردة دون موافقات مجلس الامن والأمم المتحدة هو ما جعلها تتخبط والأمثلة على ذلك كثيرة في العراق وأفغانستان وسورية.
ففي العراق اوهموا العالم اجمع بوجود اسلحة كيميائية وجرجروا بريطانيا معهم وفي النهاية ثبت ان دعوتهم تفتقد المصداقية وغير حقيقية. ثم ذهبوا منفردين بغزو العراق ووعدوا بإعادة اعمارها ونشر الديموقراطية واستتباب الامن فيها لكن النتيجة هي الفوضى وغياب ابسط قواعد حقوق الانسان للمواطن العراقي، ثم كان انسحابهم منها بشكل غير مسؤول، لأنهم وعدوا بتأهيل العراق ثم الانسحاب ولكنهم انسحبوا قبل تحقيق وعودهم.
وفي افغانستان تكرر الامر بعد اسقاط حكومة طالبان انسحبوا يجرون اذيال الخيبة والهزيمة دون تنفيذ وعودهم. وفي سورية الامر ذاته فاليوم وصل عدد القتلى الى 100 الف قتيل دماؤهم هدرت واميركا الان تغازل نظام بشار الاسد، فماذا جنينا من تدخلهم في سورية؟ ولماذا ازهقت هذه الارواح وهذا التدمير الحاصل فيها.
• حتى لا يكون هناك لبس حول موقفك من السياسية الاميركية هل توضح موقفك وما اذا كنت تؤيد تدخل الولايات المتحدة الاميركية في سورية دون الحصول على موافقة او قرار مجلس الامن كما حدث في العراق وافغانستان، ام انك تعارض هذا التدخل دون مظلة دولية؟
- انا ذكرت ان هناك تناقضا في السياسية الاميركية فهي لا تخضع لقواعد قوانين العدل بقدر خضوعها لمصالحها الصرفة فأميركا مستعدة لضرب قواعد القانون الدولي في سبيل تحقيق مصالحها وهذا ما حصل في تبدل مواقفها أخيرا في سورية الأمر الذي أغضب السعودية ودفعها لتوجيه رسالة شديدة الوضوح برفض المقعد الصوري في مجلس الامن وهي رسالة تحمل في مضامينها الشيء الكثير.
• هذه المسألة قد نتناولها لاحقا لكني لم احصل منك على اجابة حول ما اذا كنت تؤيد ضرب الولايات المتحدة الاميركية لسورية بشكل منفرد ام لا، وترى انها يجب ان تحصل على موافقة مجلس الامن؟
- في تقديري ان الامر لا يتوقف على ضرب او عدم ضرب سورية ولا نريد ذلك نحن نريد توافقا دوليا على تنحية نظام بشار الاسد الذي قتل شعبه ودمر سورية وكان هو الفصل الاخير في المؤامرة الدولية للقضاء على الجيوش العربية في المنطقة بعد القضاء على الجيش العراقي والليبي والتونسي واليمني، والجيش المصري الان على المحك ولم يبق في المنطقة قوة سوى الجيش الاسرائيلي. وهذا هو الهدف النهائي لثورات الربيع العربي والذي انجرت وراءه الشعوب العربية للأسف.
• هل تقصد انه ليس هناك حركة ربيع للشعوب العربية، وان كل ما حدث في العالم العربي خلال العامين المنصرمين مؤامرة دولية «اميركية» مفتعلة؟
- نعم ليس هناك ربيع عربي وكل ما حدث هو مؤامرة اميركية في المنطقة وقد نبهت من هذا الامر قبل عامين، ولكن للأسف في ذلك الوقت لغة العواطف والحماس كانت هي الطاغية والان ذهبت السكرة واتت الفكرة والشعوب تدفع ثمن انجرارها لهذه المؤامرة التي حيكت بدقة وبدهاء غير متناه.
ربيع المؤامرة
• هذا الحديث مرسل والكل رأى حركات الشعوب الرافضة للظلم والاستبداد والطغيان والفساد والفقر كما حدث في تونس بن علي وليبيا القذافي والان سورية الاسد وفي عدد من البلدان العربية، وهي كفيلة بحد ذاتها لهذا التحرك فكيف تكون هذه الشعوب «العربية» ادوات لمؤامرة اميركية؟
- لنأخذ المسألة بإطارها الاعم في البداية اقر بوجود طغيان وفساد واستبداد وفقر وظلم في بعض البلدان العربية والإسلامية. وبعض الانظمة قبل ثورات الربيع العربي لم تعد تصلح لقيادة شعوب فتية اكثر من نصف سكانها شباب يتطلعون للتغيير واخذ دورهم بالحياة.
لكن هل يعقل ان تنقلب هذه الانظمة الى ظالمة في نظر حلفائها بالغرب بين عشية وضحاها؟ وأين الغرب عن ظلمهم لعقود مضت؟ وهل من المعقول ان يصبح حسني مبارك الان فاسدا والقذافي ظالما وبن علي وصالح على نفس المنوال؟ وأين الغرب عن ظلمهم وفسادهم طوال فترات حكمهم.
أنا هنا لا ادفع عن هذه الانظمة لكني اخاطب الشعوب وأبين لهم موقف الغرب وكيلهم بمكيالين والأمر الاخر اذ كان ما حدث في هذه البلدان ربيعا نابعا من الشعوب وليس مؤامرة أليس من المفترض ان تتجه الامور في هذه البلدان بعد ازاحة انظمتها للأفضل؟ فما حدث هو العكس فالاقتصادات انهارت والأمن غاب والشعوب لم تتفق على انظمة جديدة لإدارتها وآلة القتل والتفجير موجودة فيها.
هذا الحديث في نظر البعض مردود عليه، كون أن ما يحدث في بلدان الربيع العربي بعد اسقاط انظمتها مخاض انتقالي ودليل على ان الانظمة الجديدة ليست انظمة مركزية او ديكتاتورية، والفوضى ستأخذ حاصلها وتنتهي بعد اعتياد الشعوب العربية على التداول السلمي للسلطة.
- ما حدث في عالمنا العربي أخيرا صورة منسوخة لما حدث في اوروبا في عصر النهضة عندما ثارت الشعوب على الكنيسة والقصور الملكية نتيجة الظلم والديكتاتورية. واستطاعت الشعوب انذاك التوافق سريعا على شكل ادارة شؤونهم ووضعوا دساتيرهم لكونها ثورات حقيقية وليست مفتعلة وهذا ما لم يحدث في ثورات الربيع العربي وهذا هو الفرق. فثورات عصر النهضة الاوروبية لم تكن مفتعلة لذلك نجحت وثورات الربيع العربي على العكس لذلك فشلت. ومن يتابع الاوضاع الاقتصادية في ليبيا وتونس والعراق يرى ان الامر مؤامرة فهل يعقل ان العراق اكبر مصدر للنفط يتم بيعه لصالح احزاب وكل حزب يستخدم النفط لصالحه؟ فما يحدث في عالمنا مؤامرة كبرى تستهدف عدة ابعاد استراتيجية وأمنية واقتصادية ولها ادواتها الداخلية والخارجية السياسية والإعلامية.