بين معالي الشيخ عبدالله المطلق ..... والجامية المزعومة !!

بين معالي الشيخ عبدالله المطلق ..... والجامية المزعومة !!


{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}


{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:



فقد وصلني مقطعٌ مرئيٌ لمعالي الشيخ عبدالله المطلق في بعض لقاءاته المشاهدة ويُسأل فيه عمَّن يتهم بعض الأشخاص بالبدعة، فنافح عنهم بما يراه هو، وما تمليه عليه ذمتُه وأمانتُه والله سائله عما يقول، في يومٍ لا تزر وازرة فيه وزر أخرى، ولا ينفع الظالمين معذرتهم، ويقف المرء بين يدي الله تعالى ويخرج **لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13، 14] **وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} [المعارج: 10].



وقد تكلّم معاليه عن طائفة ما نسبهم إلى اسم، وإنما وصفهم بأنهم اشتغلوا بتفريق الصف، وأشغلهم الشيطان بإخوانهم، فأترك كلامه على إبهامه وإيهامه، ولا يعنيني هذا الآن، وادع المعنيَّ بهذا الكلام في صدره كما أراد، فذكر أنهم قومٌ:


[1] ليس لهم عالمٌ يتكئون عليه.

[2] ويشتغلون بتفريق الصف!

[3] ولا يُعرفون بالكلام في الفرق المنحرفة.


[4] واشتغلوا بإخوانهم.

[5] ويتكلمون في دهاليز خاصة!



وهذه أوصاف خلقٍ كثير، وأنا- وغيري – يعرف من هذا الجنس خلقاً كثيراً، وطوائف عدة:



فرأيتُ أقواماً: نادوا إلى الثورات، ونشر معائب الحكام، وليس لهم علماء يتكئون إليهم في هذه المسائل، ولم يكن قدوتهم في ذلك إلا كبار الخوارج والتكفيريين!



ورأيتُ أقواماً: خرجوا في بلادنا والناس على منهج الإمام محمد بن عبدالوهاب، وجماعة واحدة، فاشتغلوا بتفريق الصف، ونادوا إلى التعددية، والجماعات، وأقروا الانتماء إلى فرقة الإخوان المفلسين، ودعوا إلى الخروج مع فرقة التبليغ و(الأحباب) وذموا كل من نادى الناس إلى منهج واحد!



ورأيتُ أقواماً: لا يُعرفون بالكلام في الطوائف المنحرفة: كالرافضة والصوفية والخوارج والليبراليين والإخوان المفلسين والتبليغ! بل يثنون عليهم، ويجالسونهم، ويؤانسونهم، ويشدون الرحال إلى مجالسهم، وينشرون الصور الضاحكة –المخزية- معهم! حتى بات ذمهم لهم في مواطن أخرى محل نظرٍ وتهمة! وإنما هو منهم (سياسة مرحلة) لا غير.



ومن هؤلاء من ينافح عنهم معالي الشيخ! وهذا موثّق بالصوت والصورة والقلم!



بل ورأيتُ أقواماً: يزعمون حرب الرافضة! وهم –وايم الله- في عُرف السلف، وطرائق أئمة الخلف من الرافضة شاءوا أم أبوا! فيطعنون في معاوية بن أبي سفيان، ويصفونه بالظلم والاستبداد، والسرقة، وأصواتهم منشورة مشهورة في ذلك!



فدفاع معالي الشيخ عبدالله المطلق عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنتظر، وهم أولى من أولئك الثلاثة!



ورأيتُ من الأشخاص: من شغله الشاغل إخوانه، وأبناء بلده وجنسيته، يسارع بأخطائهم وزلاتهم، وينشر عيوب الوزير والحقير، والكبير والصغير، ويثني على شعوبٍ ودولٍ أخرى وهو يرى عندهم أقبح القبائح، وأكبر الفضائح!



ورأيتُ من الأشخاص: من لا يقدّر أوضاع بلادنا وما تقابله من (منجنيقات!) الأعداء من حولنا كما قال معاليه! وهو يهيّج الشباب إلى الخروج للقتال، ويقول: (فليموتوا) وينادي إلى (النفير العام) ويصف القاعدين بالخذلان والتخلّف، وهو من أثرى أثريا البلاد، ومن روّاد منتجعات فرنسا، وفنادق لندن!



وأعلم أشخاصاً: ظاهرهم لنا، وباطنهم لأعدائنا، من بني جلدتنا، ويتكلمون بلهجتنا! و"نجديتناً" ويزعمون الدفاع عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وأنهم يحبونها، وما عُرفوا بشرح كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب، ولا بالثناء عليها، ولا الإشادة بها مع كثرة "تربّعهم" على "أرائك الإعلام!" و"شهرتهم" بين الناس.



ورأيتُ من الأشخاص: من هم كالفئران تحقيقاً لا تلفيقاً، ينادون للسرية، والعمل الخفي، كاجتماع الحضيف والعواجي والمسعري ومخططهم، وصنيع غيرهم في الاستراحات والمخيمات والجوّالة!! وما كان يسرّب إلى بلادنا من (أشرطة عبدالله عزام) و(ابن لادن) ومجلة (السنة) لمحمد سرور زين العابدين، حتى صارت (السرية) أصلاً من أصول العمل عندهم، وزعموا –وغرروا السذّج- بفقه (العهد المكي) ومرحلته، وكتابات الحركيين موجودة توثق هذا الأصل، وتبينه، ويراجع: (التاريخ السري للإخوان المسلمين) لعلي عشماوي.



فإن كان معالي الشيخ يعنيهم، فنعم والله إنهم كالفئران، كم أفسدوا وقرضوا سدّ الدين والدولة في كل بلدٍ إسلامي، وجاءوا بالخراب والدمار للديار الإسلامية، من أفغانستان إلى الجزائر، وهم يُفسدون ولا يصلحون، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، ومن نتاجهم ما نراه اليوم من بغي الخوارج الموارق، من أول خروجهم، والعلماء الراسخون يحذرون من طرائقهم حينما لم يُسمع من خلقٍ كثير -ومنهم من سمى معالي الشيخ!- تحذيرٌ منهم، ولا إنكارٌ لطرائقهم، ودون الطالب وباغي الحق البحث والنظر بأن يأتي بفتوى واحدة، أو صوت، أو صورة، لأحد هؤلاء قبل عام 1420 تكلّم في الخوارج! وفي ابن لادن وتنظيم القاعدة وحذّر منهم، والتنظيمات الخارجية كانت قبل ذلك تدبّر وتحيك الشرّ لبلادنا من أول هذا القرن! بما في ذلك الرموز الذين تفطَنَت الدولة لمكائدهم فسُجنوا بفتوى من كبار العلماء قبل أن ينضم إلى ديوانهم معالي الشيخ، لما في أشرطتهم من البغي والظلم والتجاوزات.



فأولئك –والله- هم الفئران العابثة بسد الإسلام والسنة المنيع في بلادنا، ولا يزال أمرهم في مكائد الخفاء، وشغب الفئران إلى اليوم، وهذا ملموس في كثير من كتاباتهم، وطلاسم (تغريداتهم) و(شفراتهم الحركية)


ولو سمّى معالي الشيخ، لقابلت الأسماء بالأسماء، واللبيب بالإشارة يفهم.



وأما ما حُفظ عن معالي الشيخ من جرأته في مواطن أخرى موثّقة بالصوت والصورة على من سمّاهم بـ: (الجامية) فهذه التسمية لا أعرف عالماً موثوقاً بعلمه ودرايته نطق بها، ولم أسمع هذه التسمية قبل 25 سنة إلا على لسان رموز التكفيريين كأمثال (أيمن الظواهري) وأضرابه، ثم تسربت إلى بعض أهل الفضل فنطق بها بغير علم ولا دراية، وأما أكابر الشيوخ من أهل العلم والرسوخ، فنفوا هذه النسبة، وكذبوها، وبينوا أنها من افتراءات أهل البدع والضلال للتنفير من السنة وأهلها، ومن أولئك العلماء الذين أثنوا على الشيخ الجامي وطريقته: الشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين والألباني وابن غديان وابن سبيّل وعبدالعزيز آل الشيخ وصالح اللحيدان والفوزان وخلق كثير، وفتاويهم صريحة واضحة بينة في بيان فضل الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله، ونفي مسمى (الجامية) وأنه من إحداثات أهل البدع.



وقد احتج معالي الشيخ المطلق بتزكية من زكى بـ: سماحة المفتي وصالح اللحيدان والفوزان، وزعم بأنهم لا يبدعونهم.



فأرد قول معاليه بقوله! وأقول:



عذراً يا معالي الشيخ عبدالله المطلق، ففتواك في الجامية، ونبزك للسلفيين بهذا الاسم مردود عليك –بكرمٍ ولطفٍ- بحُجتك! فها هم: سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ وصالح اللحيدان وصالح الفوزان كلهم يبطلون هذه النسبة، ويثنون على الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى، فقولهم مقدّم بوصيتك وحجتك!



وقولهم مقدّم عندي في التحذير من الإخوان المسلمين وسآخذ به.
وقولهم مقدّم عندي في التحذير من فرقة التبليغ وسآخذ به.
وقولهم مقدّم عندي في التحذير من سيد قطب وسآخذ به.
وقولهم مقدّم عندي في التحذير من دعاة الثورات! ومنهم من سميت! وسآخذ به.
فعذراً معالي الشيخ؛ هي حجتك، فاقبلها منّي.




وختاماً:



أبرأ إلى الله: من الظلم والجور، ومن التفكِّه بالأعراض، وتتبع زلات المسلمين، ومخالفة جادة العلماء.

وأبرأ إلى الله، ثم أبرأ إلى الله، ثم أبرأ إلى الله: أن أتخلف عن ركاب أهل الإيمان، وأرى أقواماً: يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، ويشقون الصف، ويدعون إلى البدعة؛ ثم أسكتُ عنهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» فالتحذير من أهل الضلال من صفات أهل الإيمان والكمال، ولا يجوز السكوت عنهم بحال، بشرطه المعتبر عند أهل العلم والنزاهة بالعلم والعدل والديانة والأمانة، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


كتبه



بدر بن علي بن طامي العتيبي
28 جمادى الآخرة 1437هـ




هنا المصدر
 

ولد عتيبه

عضو بلاتيني
بعد مقطع الشيخ المطلق غرد وسيم يوسف :
‏تجد أهل الأهواء يعذر بعضهم بعضا، فيصمتون عن ضلالهم ويذكرون أمجادهم
" الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ "

نبي رايك في اللي كتبه وسيم ؟
 
أعلى