قصة الكعبة وحقيقة الشق الموجود في جدارها.. وأكاذيب الدين المجوسي الغبية
24-04-2016
يوسف علاونة - سبر
تبتدع إيران ذكرى لميلاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتعزز ذلك بإلصاق لقب أمير المؤمنين به وكأنه الوحيد الذي كان أميرا للمؤمنين بينما هو عمليا أمير المؤمنين الثالث بعد (خليفة رسول الله) أبي بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب وذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهما، أميرا المؤمنين قبله.
ولهذا غرض أساسي من جذور الدين المجوسي للطعن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحدث هذا انطلاقا من بذرة يهودية استغلت هزيمة المجوس لتحريضهم على الإسلام في هجمة مضادة غايتها تدمير الدعامتين الرئيسيتين للإسلام وهما القرآن والنبي نفسه.
ولم يكن لهم أخزاهم الله غير هذا السبيل، فكان التشكيك بالقرآن وإثبات تحريفه أساسيا لأن القرآن هو الكتاب الوحيد المتفق عليه كما نزل حرفيا.
وطالما اختلف المسلمون على القرآن تعزز انقسامهم وضعف دينهم فيصير لكل فئة من (المسلمين) قرآنهم الخاص تماما مثلما للإنجيل والتوراة نسخ متعددة، لتكون الحصيلة دينا جديدا مختلفا كليا لكن أبرز ما فيه أن الكتاب الذي نزل على النبي مشكوك فيه وغير صحيح ولا يقدم الرسالة الحقيقية.
وقد يعقد لسانك الدهشة ولكن اقرأ معي الإعجازات التي لم تحصل للمسيح عيسى بن مريم ولا موسى عليهما السلام عند ميلاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد انشقت الكعبة ودخلت فيها أم علي فاطمة بنت أسد ثم انغلقت فهرع الناس كي يروا ما حدث فاغلق دونهم باب الكعبة وظلت فاطمة ابنة أسد فيها تأكل ثمار الجنة!.
وهنا نص الرواية:
كان العباس بن عبد المطلب ويزيد ابن قعنب جالسين مابين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة عليها السلام بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة بأمير المؤمنين عليه السلام لتسعة أشهر وكان يوم التمام قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت أي رب إني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول وبكل نبي من أنبيائك، وكل كتاب أنزلته وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل وإنه بني بيتك العتيق فأسألك بحق هذا البيت ومن بناه وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك لما يسرت علي ولادتي.
قال العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب: فلما تكلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام، قال: وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدث المخدرات في خدورهن. قال: فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه فخرجت فاطمة وعلي عليه السلام على يديها ثم قالت: معاشر الناس إن الله عزوجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن مضي قبلي وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سرا في موضع لا يحب الله أن يعبد فيه إلا اضطرارا، وأن مريم بنت عمران هانت ويسرت عليها ولادة عيسى، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الارض حتى تساقط عليها رطبا جنيا وأن الله اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وأرزاقها، فلما أردت أن أخرج وولدي على يدي هتف بي هاتف وقال: يا فاطمة سمية عليا فأنا العلي الاعلى، وإني خلقته من قدرتي وعز جلالي وقسط عدلي، واشتققت اسمه من إسمي وأدبته بأدبي وفوضت إليه أمري ووقفته على غامض علمي وولد في بيتي وهو أول من يؤذن فوق بيتي ويكسر الاصنام ويرميها على وجهها ويعظمني ويمجدني ويهللني وهو الامام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي ووصيه، فطوبى لمن أحبه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه.
قال: فلما رآه أبو طالب سر، وقال علي عليه السلام: السلام عليك يا أبة ورحمة الله وبركاته ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وآله فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين عليه السلام وضحك في وجهه وقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال: "بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" إلى آخر الآيات، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: قد أفلحوا بك، وقرأ تمام الآيات إلى قوله: "أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون"، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت والله أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة: اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به، فقالت: فإذا خرجت أنا فمن يرويه؟ قال: أنا أرويه فقالت فاطمة: أنت ترويه نعم فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله لسانه في فيه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، فسمي ذلك اليوم يوم التروية.
فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من علي إلى عنان السماء، قال: ثم شددته وقمطته بقماط فبتر القماط قال: فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته به فبتر القماط ثم جعلته في قماطين فبترهما فجعلته ثلاثة فبترها فجعلته أربعة أقمطة من رق مصر لصلابته فبترها فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته فبترها كلها، فجعلته ستة من ديباج وواحد من الادم، فتمطي فيها فقطعها كلها بإذن الله، ثم قال بعد ذلك: يا أمه لا تشدي يدي فإني أحتاج إلى أن ابصبص لربي باصبعي قال: فقال أبو طالب عند ذلك: إنه سيكون له شأن ونبأ!
قال: فلما كان من غد دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة فلما بصر علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عليه وضحك في وجهه، وأشار إليه أن خذني إليك واسقني مما سقيتني بالامس، قال: فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت فاطمة: عرفه ورب الكعبة قال: فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة يعني أن أمير المؤمنين عليه السلام عرف رسول الله صلى الله عليه وآله.
لقد قصف الله النصارى بالسجيل لأنهم أشركوا المسيح معه لصالح من أشرك معه الأصنام.. فكم إلها تشرك إيران مع الله؟.. هل يمكنك حصرهم؟.. وكم من كعبة لإيران؟.
هذا الذي يثير الغثيان جراء ما يحفل به من تعارضات وتناقضات تحفل به كتب (تفسير القرآن) المجوسية المعتمدة عن (ميلاد) علي بن أبي طالب في الكعبة بما لم يقع للنبي نفسه، ولا غيره من الرسل، ويقع فيه لأم علي ما لم يقع لمريم أم عيسى التي طلب منها الوحي عبر ابنها هز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب، بينما أم علي وقبل بعثة النبي تدخل من كوة تنفتح لها في جدار الكعبة ثم تنغلق وراءها فتهرع قريش لمعرفة ما حدث فلا تستطيع دخول الكعبة، لتخرج ابنة أسد هذه بعد ثلاثة أيام حاملة وليدها (علي) الذي يقرأ القرآن وتنفجر من لسان النبي اثنتا عشرة عينا يرضع منها علي بناء على طلب أمه!
أي أن القرآن نزل على علي قبل النبي محمد (راجع تفسير الميزان).. وبهذا يصبح النبي الخاتم مجرد شاهد إيجابي ومطيع بجوار علي الحافظ للقرآن قبله!
تنشر القنوات الإيرانية المجوسية هذه الأيام في مناسبة ميلاد علي صورة لفتحةً الكعبة التي انشقت، فيصدق العوام والجهلة الحكاية التي تكذبها الحقائق ولم يرد بها نص إطلاقا وكل ذلك ضمن المنهج اليهودي الملقن للفرس لتدمير الإسلام.
فالكعبة هذه ليست التي كانت قائمة لا أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولا أيام علي رضي الله عنه وأرضاه ولا حتى الحقبة التالية لهما، وحكاية انشقاق الكعبة باطلة بالمطلق، ويليق هنا أن نورد قصة الكعبة التي أمر الله تعالى النبي إبراهيم عليه السلام برفع قواعدها، والرفع غير الوضع ففي الاعتقاد الإسلامي الذي يجمع عليه الجمهور أن الملائكة بنت الكعبة لآدم، وساعده ابنه إسماعيل في بنائها، ولما اكتمل بناؤهما أمر الله إبراهيم أن يؤذّن في الناس بأن يزوروها ويحجوا إليها: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" البقرة 127.
وفي عهد إسماعيل كان ارتفاعها تسعة أذرع (معجم البلدان للحموي - دار الفكر - بيروت، طبعة 1996م ج 5 - الصفحة 182 وما بعدها.
والكعبة كانت في البدء من غير سقف (المصدر السابق) ولها باب ملتصق بالأرض، حتى جاء تبع فصنع لها سقفا، ثم جاء من بعده عبد المطلب بن هاشم وصنع لها بابا من حديد وحلاّه بالذهب، فكان أول من حلىّ الكعبة بالذهب.
وترجح معظم روايات التاريخ أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ، وبناتها هم: (1) الملائكة (2) آدم (3) شيث بن آدم (4) إبراهيم وإسماعيل (5) العمالقة (6) جرهم (7) قصي بن كلاب (8-9) قريش – مرتين - (10) عبد الله بن الزبير عام 65 هـ (11) الحجاج بن يوسف عام 74 هـ (12) السلطان مراد الرابع عام 1040هـ.